الشيخ الثعالبي في بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صلة تونس بالعراق عريقة، أكثر مما يتصور غالبية التوانسة والعراقيين فيما أعلم. ولعل قلة يعلمون أن أشهر التمور التونسية، ولربما كانت الأجود عالميا، نسبتها إلى نهر "دجلة" المقدس، غير أن التونسيين ينطقونها ب"الجيم" المصرية، مضاف إليها كلمة نور، اشتقاقا من مقطع الآية الكريمة "نور على نور".
وقيل أن سكان بلاد الجريد في الجنوب الغربي للبلاد التونسية، وهي بلاد واحات، أصلهم متجذر يعود إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، وهم من جلب إلى تونس زراعة النخل، بعد أن فروا إليها بمذهب أهل البيت من عسف أبناء عمومتهم العباسيين. وقد كانت بلاد المغرب، كما خرسان المتطرفة، ملجأ التيارات الدينية المقموعة من شيعة وخوارج.
و الذي يزور مدن وقرى الجريد التونسي، سيلحظ لا محالة أوجه تشابه كثيرة بين توزر والنجف، وكربلاء و نفطة، لعل أبرزها للعيان حجر "الطابوق" الذي هو مبنى كل دار وجدار، وعباءات النساء السوداء، ما بقي من أثر الحزن على الحسين عليه السلام وآل البيت المغدورين رضوان الله عليهم، في أرض الكرب والبلاء.
و من الصلات غير المرئية، بلوى الشعر و تجديده، فقد أنجب الجريد للعرب أنجب شعراء القرن العشرين و أحد رواد الإصلاح والتحديث في الفكر والعقل، شاعر الحرية أبو القاسم الشابي، الذي مهد برأيي السبيل لرواد التحديث الشعري في العراق، وخصوصا منهم بدر شاكر السياب، ولا غرو في الأمر، فجذوة الاجتهاد والنقد والمراجعة مبثوثة في العراقيين، أولئك الذين مكثوا في أرض الرافدين أو غادروا إلى أفريقية، منذ المعتزلة والحشاشين إلى يوم الدين.
و قد عثرت وأنا أقلب في صفحات الوصال بين تونس وبغداد، على السيرة العطرة للشيخ عبد العزيز الثعالبي في العاصمة العراقية، وهي سيرة مجهولة شعبيا على الرغم من تخليد الشعراء لها، فقد كان المرحوم معروف الرصافي يرى في زعيم الحركة الوطنية التونسية أخطب خطباء العرب في القرن الذي يعيش، وهو القائل في قصيدته الدالية "بين تونس وبغداد":
لنا (بثعالبيك) خير ملقعلى أشتاتنا حبل اتحاد
وأكبر حامل بيد اعتزاملحب بلاده علم التفادي
وأسمى من سما أدبا وعلماوأفصح من تكلم عن سداد
و قد كان الرصافي صديقا حميما للشيخ الثعالبي، على الرغم من اختلافهما الفكري في أمور كثيرة، تعارفا في اسطنبول أولا على أيام العثمانيين، قبل تجديد الصلة في بغداد سنة 1925، عندما جاءها الزعيم التونسي لاجئا هاربا من اضطهاد الفرنسيين، ومكث فيها بضع سنين، قيل أنها خمسة أو ستة، ووجد فيها كل محبة وتقدير.
لقد دعي الشيخ الثعالبي، الذي أسس في 1920 الحزب الحر الدستوري التونسي، إلى بغداد للتدريس في جامعة آل البيت، التي أسسها الملك فيصل الأول، وكانت قبلة النخبة العراقية آنئذ، فعمل بالجامعة إلى أن تقرر إغلاقها، وكانت دروسه في الفلسفة الإسلامية و مقالاته في الصحف العراقية محل تقدير وإجلال، كما كانت ندوته التي يقيمها في داره في محلة "البقحة" ببغداد القديمة، قبلة خيرة شعراء وأدباء و ساسة العراق في ذلك الوقت، من قبيل العلامة محمد بهجت الأثري والأستاذ الكبير فهمي المدرس و الشاعران العظيمان معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي والزعيم السياسي ياسين باشا الهاشمي، وغيرهم كثير، حتى قيل أن مجلس الشيخ الثعالبي كان ثاني أهم مجالس دار السلام بعد مجلس علامة العراق الكبير محمود شكري الألوسي.
و قد وصلت صلات الشيخ الثعالبي البغدادية، حد الملك فيصل الأول، الذي دعا الزعيم التونسي أكثر من مرة إلى قصره، إما طلبا للنصح أو تكريما للرجل. و مما روي بهذا الصدد، أن الشيخ الثعالبي قد سعى في الصلح بين العاهل العراقي و معروف الرصافي، بعد جفوة شهيرة كانت بينها، غير أن مسعاه لم يكلل بالتوفيق على الرغم من نجاحه في الجمع بين الرجلين.
و في هذا الجهد قصة تستحق أن تروى، فبعد أن مهد الشيخ الثعالبي للقاء الرجلين، كان الحديث بينهما على غير المخطط عاصفا، حيث قيل أن الملك بادر معروفا بالعتاب لما حل بين يديه قائلا: أأنا يا معروف أعدد أياما وأقبض راتبا؟ (في إشارة إلى أبيات قالها الرصافي هجاء قبل سنين)، فرد معروف قائلا: أرجو أن لا تكون كذلك يا صاحب الجلالة. والحمد لله أن الرصافي لم يظهر على زمن صدام، ثم رحم الله الملك فيصل ما أوسع صدره.
لقد مكث الثعالبي بعد هذه الحادثة سنين أخرى في بغداد معززا مكرما، كما عين بعد إغلاق الجامعة مفتشا في وزارة المعارف، حتى قرر بنفسه الرحيل في رحلات آسيوية وعربية، قبل أن تأذن له فرنسا بالعودة إلى أهله في حدود سنة 1937، وكانت عودته مهيبة، استقبل فيها من قبل تلاميذه ومريديه ومحبيه استقبال الزعماء العظام، بعد هجرة قسرية دامت قرابة خمسة عشرة عاما، كانت أطول فتراتها عراقية بغدادية.
ويا للأسف الشديد، فإن قوما يافعا من التونسيين قد غرر بهم، فارتحلوا إلى العراق ليقتلوا بعض أهله العزل الأبرياء، بعد أن كان الجد الثعالبي قد أحيى أجدادهم بما أوتي من حكمة ومعرفة، ومن مفارقات الزمن أن حكومة فيصل الأول كانت أيضا حكومة محمية من قبل الأنجليز، غير أن سعة عقل الزعيم التونسي و معاصريه من المفكرين الإصلاحيين المسلمين والعرب، كانت ترشدهم إلى أن مقاومة الاحتلال يجب أن تبدأ بمقاومة الجهل والمرض والتخلف الفكري والديني والعقلي، لا أن تكون مطية لتكريس الجهل والمرض والتخلف كما يظن فقهاء الدم وعلماء القتل والإرهاب.
كاتب تونسي
التعليقات
لا اصدق ما اقرأ
احمد -قرأت المقال بتمعن و اعدت القراءة و انا غير مصدق ما اقرأ ! بصراحة هذه اول مرة اجد كاتبا عربيا يكتب بانصاف عن العراق فتحية كبيرة لك و لشعب تونس الشقيق ..
مهرجان روتدرام
هولنداالعربيبة -عذرا الرد خارج الموضوع
شكرا لك يامنصف
tawfik -قرأت المقال بتمعن و اعدت القراءة و انا غير مصدق ما اقرأ ! بصراحة هذه اول مرة اجد كاتبا عربيا يكتب بانصاف عن العراق فتحية كبيرة لك و لشعب تونس الشقيق ..
تحية لشوكات
د.علاء سعيد -اخي العزيز كاتب المقال : رمضان كريم وكل عام وانت بخير ..احييك على كل كلمة وحرف كتبته في مقالتك ..فهذه من عيون المقالات ..انك تبث روح التفاؤل في امة مقطعة الأوصال لاتسمع ولا تقرأ الا الكثير الكثير مما ينشر البغضاء والشماتة بين العرب ..هذه صورة من صور شتى لتواصل المثقفين العرب فيما بينهم ..حقيقة لقد تعلمت من مقالتك وكشفت لي صورة ايجابية جميلة نفتقدها ..نشكرك على انصافك العراقيين الذين ظلمتهم التقلبات السياسية واجرام الساسة بحقهم الذين فرقوهم وشتتوهم وشوهوا صورتهم ..لكن الحقيقة ساطعة كسطوع الشمس وهاانت تشير اليها ..الرحمة والنور للثعالبي والملك فيصل واسرته وذريته البريئة المظلومة ..شكرا لك
منصف
مرتضى الحلو -اعتقد انها من المرات النادرة جدا ان نقرا لكاتب عربي هذه الحيادية في النقل والانصاف في التحليل لشان خاص بالعراق واهله شكرا للكاتب على ذلك .
مقال ممتع
عراقي - كندا -تحية تقدير للآخ الكاتب على مقاله الممتع هذا , فعلا نحتاج الى مثل هؤلاء الكتاب الذين يكتبون بضمير ناصع وعقلية متفتحة بعيدا عن الآدران الطائفية المتحجرة التي تغسل أدمغة بعض الشباب الذين ينقادون ورائها ويحسبون أنهم يحسنون صنعا !!
علم الرواية
محمد -لله درّك يا خالد، فقد رمت وأصبت وتناولت وأجدت، وأكثر ما أعجبني هو المزج الموفق بين المعلومة والحديث والتحليل وهو جنس أدبي كانت العرب تطلق عليه علم الرواية، وهو غير الرواية المعاصرة المبنية على حدث درامي متخيل، بل علم رواية الوقائع والأحداث بطريقة تستنطق ما حاط بها من معان وعبر وبلغة رفيعة خالية من العجمة واللحن، ولعلي أزعم ان خالداً أحد القلائل الذين يجيدون هذا الصنف من أدب المقال الذي يكاد يتوارى خلف ركام كبير من الخلط والاستهانة بالعربية العذبة والمعاني النبيلة، وطغيان مفاهيم التنابز والتملق وتصفية الحسابات، وكان أحد ملوك الزمان قد سأل أحد شعراء المدح في جلسة سمر عن أطرف قصص العرب فأجابه بما يخدش الحياء فغضب الملك وصاح بوزيره، على بالأخشيدي، وكان عظيم رواة عصره، وطلب منه رواية أطرف قصص الزمان، فاختفى الأخشيدي عشر سنين ثم عاد بكتاب المستطرف في كل فن مستظرف الذي صار من مشاهير كتب الرقائق والأدب، استظرفته العامة والخاصة، وحذا حذوه كبار الأدباء من بعده.وهو يشتمل على كل فن ظريف، وفيه الاستدلال بآيات من القرآن وأحاديث شريفة وحكايات حسنة عن الأخيار،وفيه لطائف عديدة من منتخبات الكتب المفيدة، وأودعه من الأمثال والنوادر الهزلية والغرائب والدقائق والأشعار والرقائق، وجعله مشتملاً على أبواب عدتها أربعة وثمانون، فرحم الله الأخشيدي وأطال عمر خالد وهدى الجميع لما فيه خير ورحمة وإلفة وإيلاف
رائع يا خالد
ابو ياسر -شكرا للاخ كاتب المقال على مقالتك المنصفة التي تدل على الاحساس العربي الاصيل والالتزام الاخلاقي لوطن ضاع فيه الحق وصال فيه الباطل وان البعض ممن يدعون انهم من اهله يحاولون طمس عروبته ودفن ماضيه المشرق ودوره العروبي المجيد وازكموا انوفنا بروائح كريهة من الطائفية والعنصرية والفدراليات البغيضة فضلا عن الفتن والتآمر لتمزيق وحدته وتفريق شعبه والله المستعان
تحية للجنوب التونسي
عبد الرزاق محفوظ -زدنا من هذا المعين العذب يااخ خالد ..وماهي الا صورة من طيبة التونسيين المحفورة في ذاكرتي يوم زرت منذ سنين طوال مناطق الجنوب التونسي في دوز و جبلي وغيرها ودخلت بيوت الفلاحين الفقراء فوجدتهم اغنياء في خلقهم وكرمهم وطيبتهم وتأكدت ان هذا الشعب التونسي اصيل وطيب وليس الصورة السياحية له فقط ..ومن هذا المنبع الأصيل جاء الثعالبي الكبير وسائر العقول التونسية المبدعة التي لم تغيرها صروف الدهر وتقلبات السياسة ..
شيءٍ رائع
منعم من الاردن -بارك الله لك ياأخي وصدقت بكل ماقلت حول أهل العراق الطيبون ماضيا وحاضراً. وأقول بصدق عندما نضع الحقد والكراهية جانباً نكتب شيءٍ فيه من النفع الكثير للقراء. وبارك الله فيك ثانية
ramadan karim
lamia -لو علمتم كم يعشق أهل تونس العراق لبطل العجب!!نتمنى كل الخير و السلام لكم يا أهل الأمجاد ! كذلك تابعو شوقي الماجري في هدوء نسبي لتعرفوا أن العراق في قلوبنا..تونسيه
اكاد لااصدق
احمد الفراتي -هل الكاتب حقا عربي من تونس لاننا لم نتعود من العرب الانتحاريين والمفخخين والفتاوى التكفيريه والسباب والشتائم والتحريض على قتلنا او التشفي به او التمويه على قاتلينا الحقيقيين.تحية للكاتب الرائع الذي لازلت اشك انه عربيا انها معجزة ان نجد عربيا يحب العراق فتحية لك ايها النبيل
لو لو
عبوري -قريت التعليقلت قبل المقالةشفت كل المعلقين متفقين وأندهشت وقريت المقالة وشفت حضرة الكاتب يبجل الشيعة ماينصف العراق أثاري المعلقين من طائفة وحدة شنو هذة الرياء
رد على لمياء
عراقي -يالمياء انت تقولين ان اهل تونس يعشقون العراق ليس جمعهم طبعا فكاتب المقال نفسه شتم العراقيين وفي ايلاف قبل سنتين واتهمهم بالازدواجية لانهم اعترضوا على تمجيد التفجيرات بالعراق .
رد على لمياء
عراقي -مكرر
ramadan karim
lamia -أهل تونس معروفون بحبهم و إنفتاحهم على الآخر وهذا هو الواقع .بكينا و تأثرنا و صدمنا لمصابكم نتمنى أن تنهض العراق و تعود لمجدها . أما من يقول غير هاته المواقف نجيب أننا لم نعلم أن هناك طوائف و ديانات أخرى في ا لعراق ترنو إلى الإستقلال المهم نحترم خياركم .تونسيه
الى 13
الناجي -اذهب بكيدك وغيضك ..لأنه ازعجك الحوار المتحضر مع الكاتب ..الحوار الذي لاينضح بالصديد الطائفي الذي تتمناه ومن انتاجات بطل الحفر ..ماعلاقة الثعالبي وفيصل الأول بالشيعة يافهيم ؟ لاتريدون العراقيين بصفتهم العراقية العربية بل ان يكونوا اما سادة كما كان يتوهم التكارتة في ملكهم الذي زال الى غير رجعة ووطبان ونوفان وزربان وبرزان وكل هذه النماذج .. التي كتمت على صدور العراقيين ..والرياء الذي تتحدث عنه هو عندما قال الويلاد للقائد الضرورة فوت بيها واذا بهم يرمون بدلات الزيتوني ومسدسات طارق ويفرون تاركين العراق للمحتل ..افتهمت لو بعد ؟
الى 14
عمر العزي -اخي العزيز لاداعي للحقد وانت كاتم في صدرك سالفة عتيكة صارلها سنتين ..يعني احنة ننسى الي دمروا بلدنا ونتذكر انه خالد كتب كلمة لاراحت ولا اجن ..مع اني لااتوقع من شوكات الا ماهو خير ..فهذا شهر الرحمة والمغفرة اولا فلاداعي لبث الكراهية ..وسلامي للكاتب الذي بمقالته هذه جب اية كلمة اخرى ربما قالها في ساعة انفعال مع اني استبعد ذلك ..
حقائق كثيرة مخفية
هاشم البغدادي -هناك حقائق كثيرة مخفية عن المواطن العربي
salutation
abdallah jlassi -salam frere Khaled, je te remercie infiniment pour cett=e article qui clarifie beaucoup de choses pour nos freres iraquiens surtout la problematiques de ces fous qui se font expolser entre des civils , quel honte !!
تحية
موسى التميمي -تحية للاخ خالد شوكات وليته يوضح مانشر حولم مهرجان روتدام من اتهام له. وهل صحيح ان المهرجان سيتوقف لاسباب قانونية وخلافات بين المدراء؟ نرجو من الاخ خالد الرد.. ومن ايلاف النشر مشكورة
مبروك لشوكات
رشيد -الثعالبي كان في العراق في عصر الملك فيصل الذي كانت حكومته محمية من طرف الإنجليز، لقد كان الثعالبي مدرسا في جامعة النجف في ثلاثينات القرن الماضي، والسؤال هو كيف قبل الثعالبي أن يستجيب لدعوة ملك دمية في أيدي الإنجليز ويدرس في جامعة تقع تحت سيطرة الاحتلال، بل كيف قبل المحتل الإنجليزي بوجود الثعالبي في االعراق وسمح له بالتدريس في جامعاتها لو لم يكن من المهادنين للاحتلال والقابلين به والمتعايشين معه؟ خالد شوكات وفي لنفسه، لقد كان من أنصار غزو العراق واحتلاله، ونشر ما يسمى بالديمقراطية فيه، ولكن حين فشل المشروع الأمريكي في بلاد الرافدين، وتشظى العراق وتمزق إلى دول طوائف، وأصبح محكوما بالعقلية الطائفية التي تعود إلى ما قبل التاريخ.. وقتها تظاهر شوكات بأنه تراجع عن تأييده لغزو العراق واحتلاله، غير أنه في هذا المقال عاد ليبارك الاحتلال ويزكيه، بالبحث في الأرشيف للاستشهاد بأحداث من الماضي ينسبها للثعالبي، وتعليقات الطائفيين المتعاونين مع المحتل تشهد على أن المقال كتب لهذه الغاية، لقد نزل سمنا وعسلا على أفئدتهم، فانطلقوا في حملة من التنويه والتصفيق لشوكات. مبروك للكاتب هك تعليقات.
سؤال غريب عجيب
حسن الملا -اود ان اسأل الأخ 21 :ياترى ماعلاقة المقال بمهرجان روتردام ؟ هل نحن في صفحة السينما ؟ هل المقال تحدث عن السينما ؟ طبعا لا ..واذا فرضنا ان ماقلته عن المهرجان صحيح فما مصلحتك في معرفة كل تلك المعلومات الخاصة جدا عن مهرجان ناجح ومتميز ..العجيب هي هذه الظاهرة المرضية في تصيد النجاح والناجحين وهي ظاهرة مستعصية لمن يقتلهم الفراغ والفشل ..
كاتب متقلب
أحمد رامي -خالد شوكات لا يستقر في مقالاته على موقف محدد، فتارة يكون ليبيراليا من أتباع المحافظين الجدد ومدافعا شرسا عن عودة الاحتلال إلى الوطن العربي، وتارة يكون إسلاميا مشككا في أي تدخل أجنبي في عالمنا العربي، ومرة يكون متسامحا مع الإسلامييين ومؤيدا لحقهم في التداول السلمي على السلطة، ومرة أخرى يكون مع قمعهم وقهرهم ورميهم في المعتقلات.. غير الأكيد هو أنه مع الاستبداد في وطنه تونس، ولقد قرأنا له مرارا مقالات ينوه فيه بالدكتاتورين بورقيبة وبنعلي..خالد شوكات متقلب على المستوين الإسلامي والقومي العربي، ولكن على المستوى الوطني التونسي فإنه قار ونابث، حيث يمجد بانتظام الديكتاتورية والاستبداد سواء في الماضي أو الحاضر. شهادته حول مختلف القضايا، بما في ذلك علاقة الثعالبي ببغداد، تبدو مشروخة.
عالم فاضية
فرحان -عجائب الكتاب سياتي غدا شخص يقول ان هناك مواطن تونسي اسمه خالد كان في هولندا يخدم اضافة الي وجود جالية تونسية مهاجرة في هولندا يدل على ان هناك علاقة عريقة بين تونس و هولندا.
غرابة الناس
سليم الراس -كثير من الشباب العرب لم يقرأوا التاريخ. ومدن نشأةوتطور الفكر الفلسفى والديني الاسلامي, مثل البصرة والكوفة, أتمنى من الاخرين قراءة كتاب المللوالنحل للشهرستاني, ثم أصبحت النجف مرطزا للعلوم اللغوية والدينية, اذ يعمهاالكثير من المفكريين والادباء العرب لصقل لغتهم العربية ونهل المعارف الدينية. وقد يتصور البعض خطئا أنها ثقافة المذهب الشيعي فقط, كما في الازهر التي تحتوي مكتباتها كتب المذهب الواحد, أذ يمكن الحصول على أمهات الكتب للمذاهب الاخرى, ويستمع في زوايا ثكناتها, مختلف الاراء الفقهية في الدين والحياة,فالشيعة يؤمنون بالاجتهاد, لذا نرى تعدد مراجعهم, وأنطواء الكل تحت خيمة ما تسمى الحوزة العلمية, وشيخها هو السيد السيستاني, ولم يعرف المسلمون المؤمنون غضاضة في أتباع ما هو غير عربي, لآنهم مؤمنين بالقول أن أفضل الناس أتقاكم, لذا نرى أن ثلاثة من أصل أربعة مذاهب سنية تتبع مذاهب علماء من أصل فارسي.وعودة للمقال نرى أن الكثيرين من الشعراء والادباء العرب عاشوا ونهلو معارفهم في العراق, وحسب تقديري أن الخليفة الرابع على كرم اللة وجهه, أختار مقر خلافته الكوفة, كونها كانت أنذاك مركزا علميا وثقافيا رائدا, فيها التراجم والمصنفات لثقافات معروفة مثل الاغريقية وغيرها, ولست بمستغربا أن أن يكون الثعالبى كان هناك وان للعراق أمتدادات حضارية الى حد أستغربت من لفضة كايك أي قارب التي يستخدما سكان أمريكا اللاتينية وغيرهم من الاوربيين ويطلق عليها سكان الاهوار في العراق وهم ورثة سومر, بقايق,
مبالغات
عبد الفتّاح ـ تونس -قرأت هذا المقال العادي جدّا... غير هذا المقال لا يثير شعرة تعليق إذا ما نشر في جريدة فرنسية أو غيرها.... مقال لطيف يقرأ باستلطاف يتحدّث عن أحداث عادية كليا تقع في العالم العربي وغيره،... وتأخذ هذه الأحداث معناها الحقيقي بدون تضخيم أو تأويلات ; مفرطة في دلالتها ... الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أكرم الوزير الأوّل العراقي السابق في العهد الملكي (فاضل الجمالي) والذي نجا من الإعدام, ومكّنه من إقامة لائقة وسائق وسيارة وظلّ يدرّس بكلية الآداب حتّى وهو طاعن في السن وتجاوز سن العمل القانوني في الوظيفة العمومية التونسية. بهذا الأمر دلالات إنسانية وسياسية ولا شكّ ولكن تضخيمها أو إسقاطها غلى قضايا أكثر تعقيدا دليل على العاطفية والسطحية ...
ومضات في ظلمة الليل
ماجد-الامارت -يقول شاعرنا لكبير مظفر النواب...جعلتني الدمعات كمنديل العرس,,,, طريا,لا يجرح خدا.فما اكثر ما شوهت الحقائق في بلاد الرافدين وما اكثر ما دنست وطمست واصبح المنطق في تلك السنين العجاف لا يرتقي بمستوى المسؤليه لبناء عراق حقيقي بعيدا عن كل الشوائب والتي اراها في بعض تعليقات الاخوة ؟والتي لا تريد فقط في التشهير والوعيد في طائفة على حساب اخرى والكل يعلم بأن هذا هراء ..فالعراق امة بكل مكوناتها ونسيج متكامل من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق واخيرا استطاع كاتب تونسي نقي بكل ما يملك من بساطة بالسرد ليطرح فكرة الوطن الواحد والجسد الواحد وبكل رومانسيه ليقول للعالم باننا يد واحدة من الخليج الى المحيط وان الكلمات ماهي الا تقال لانصاف الشعوب من غبار الافات الجديدة التى ما زالت تنهش في وطننا الحزين..هناك مقوله ليفلسوف الماني حيث يقول..اذى اردت مخاطبة العقل فعليك بملامسة القلب..فما كان من كاتبنا الصادق الصدوق الا انه نقل ما يجوش به من مشاعر اتجاه اخوة له في هذا البلد الحزين..فشكرا لك بانصافك العراق واتمنى ان كل كاتب عربي ان يقول فقط الحقيقة وليس غيرها اتجاه الطوفان الهائل من الاكاذيب والبدع التي اذت شعبنا كثيرا..وتحية اجلاال الى الشعب التونسي الذي له عروبة حقيقية اتجاه الخوته في العراق..واقول له سر في منهاجك ولا تتأثر ببعض التعليقات..فالقافلة تسير والكلاب تنبح؟؟
الى إيلاف مع التحية
هدير الحقيقة -مكرر