كتَّاب إيلاف

هل أمريكا جادة في منع إيران من مواصلة برنامجها النووي؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إذا قسنا القادم على الحاضر فإن التعامل الأمريكي مع البرنامج النووي الإيراني لا يرتقى إلى الجدية الكافية لمنعه؛ فقد دأبت على اتخاذ أساليب من شأنها إتاحة الفرصة لإيران؛ كي تمضي في مشروعها، وصدرت عن واشنطن مواقف، وتصريحات بعضُها ينفي وجود نشاط نووي إيراني، وبعضها يوحي بقبوله كأمر واقع، مترافقا مع تصريحات إيرانية تفرِّق بين الموقف الأمريكي والأوروبي، وهو ما تؤكده المواقف الأوروبية التي تبدو أكثر ميلا للتصعيد والمواجهة مع إيران.
وكان تحولٌ قد طرأ على التعامل الأمريكي مع إيران منذ الإدارة السابقة، ولعل تقرير أجهزة المخابرات والأمن القومي الأمريكية،(4/12/2007م) التي أكدت فيه أن إيران أوقفت تطوير برنامجها النووي العسكري منذ سنة 2003م أن يكون أوضح مؤشر على ذلك.
وفي عهد هذه الإدارة تعزز أسلوب الحوار، واستُبعد الخيار العسكري، حتى انتاب البعض القلق من جدية واشنطن في الحد من مشروع إيران النووي، ولا سيما بعد تصريحات هيلاري كلينتون عن "المظلة الدفاعية".
وفي طهران ثمة تفريق بين الموقف الأمريكي ونظيره الأوروبي؛ إذ أثنى علي أكبر ولاياتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق الذي يعمل كبير مستشاري خامنئي: على أوباما، وقال ولاياتي:" تَقْبَلُ أمريكا إيران نووية، ولكن لا تستطيع بريطانيا وفرنسا تحمل إيران نووية".
وهذا ما يلحظ من مقابلة الموقف الأمريكي بالأوروبي الأكثر ميلا إلى المواجهة والتشدد؛ فقد قال وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن الاتحاد مستعد للدخول في مواجهة مع إيران بشأن برنامجها النووي. وشكك وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، في الجدوى من مواصلة المفاوضات مع طهران إلى أجل غير مسمى بسبب ملفها النووي. وقال كوشنير "أجرينا مفاوضات مع إيران لمدة ثلاث سنوات، ولم يتحقق أي شيء ولا نزال نتباحث معها".
وجاءت تصريحات محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة مُعَزِّزةً للمناخ الحواري، وعاملا على بعث شيء من الطمأنينة؛ إذ قال: "إنه ليس هناك دليل ملموس على أن طهران لديها برنامج جار للتسلح النووي". واعتبر أن الحديث عن أن برنامج إيران النووي يمثل أكبر تهديد للعالم مبالغ فيها، نافيا توفر حقائق تدل على قرب توصل إيران إلى سلاح نووي.
ويمكن للمراقب أن يلحظ تباينا في ردة الفعل التي أعقبت تصريحات البرادعي، بين فرنسا، مثلا، وأمريكا التي لم يُسمع لها موقف من تلك التصريحات؛ وقد بلغ الاستياء الفرنسي إلى حد اتهام وزير الخارجية برنار كوشنير البرادعي بإخفاء معلومات عن الوكالة والدول الست.
البرنامج النووي الإيراني والتوظيف الأمريكي:
وقد غلب على السياسة الأمريكية توظيف قضية البرنامج النووي الإيراني، وإدارته؛ إذ استعملته ورقة مساومة للضغط على إسرائيل؛ لتقديم "تنازلات" تمهد لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وحرمان إيران من استخدام ورقة القضية الفلسطينية.
وفي المقابل يتيح هذا المشروع الإيراني لواشنطن استخدامه لمساومة إيران على تهذيب نفوذها في المنطقة، وفي العراق بصفة خاصة، وتعميق التعاون بين البلدين؛ ليشمل الموضوع العراقي، وفق الرؤية الأمريكية بالطبع، إضافة إلى الموضوع الأفغاني الذي طلبت واشنطن من طهران المساعدة فيه.
في الوقت الذي تستطيع فيه الإدارة الأمريكية استعمال هذا السعي الإيراني لامتلاك تكنولوجيا نووية فزاعةً لتخويف دول المنطقة والخليج العربي، وفي هذا السياق ترد تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي قالت فيها إن الولايات المتحدة ستتعامل مع إيران المسلحة نوويا من خلال تسليح حلفائها في الخليج، وتوسيع "المظلة الدفاعية" فوق المنطقة؛ الأمر الذي أشعر بأن حصول إيران على سلاح نووي قد أصبح في نظر واشنطن حقيقة واقعة، مُتْبِعةً ذلك بالقول إن محاولات الولايات المتحدة للحوار مع طهران تمثل النهج الأفضل لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.
في المدى القريب تبدي إيران رغبة في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتقدم عروضا، ومقترحات، للتفاوض، دون أن يعني ذلك المساس بمساعيها التي تبدو أكثر تصميما على التمسك بها، بعد نجاح نجاد في تشكيل الحكومة، والثقة التي حصل عليها من البرلمان الإيراني. ولا تُعَدُّ موافقة أمريكا على فرض عقوبات اقتصادية على إيران؛ إذا لم يتحقق اتفاق معها، دالا على توفر أداة فعالة لمنع طهران عن المضي في مشروعها النووي؛ إذ سبق للإدارة الأمريكية أن قللت من جدوى مثل تلك العقوبات.
o_shaawar@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تنقصنا الشجاعة
أبو محمد - شيكاغو -

يا جماعة الخير: لا تترددوا في إخراجها من بلاعيمكم ، قولوها صراحة. أنتم تتمنون سقوط إيران وتحولها إلى محمية إسرائيلية ، والسبب كما تعلمون عصبيتكم القبلية القاتلة. في الماضي قال المرحوم بورقيبة لو أنه لم توجد إسرائيل لأوجدها .... العرب. واليوم ينطبق هذا القول عليكم أكثر من أي زمن مضى. الحكام العرب (المستبدون طبعاً وهم الأكثرية) يتمنون أن يحفظ الله لهم إسرائيل ، لكي يخيفوا بها شعوبهم النائمة ، ولكي يخوفوا بها إيران. إنهم يقبلون الترسانة الإسرائيلية النووية (حوالي 200 قنبلة نووية) صباح مساء لتحفظ لهم عروشهم. لم نسمع يوماً زعيماً عربياً يحتج على الترسانة النووية الصهيونية ، لكن الجميع خائف ويصرخ من الخوف من قنبلة إيرانية النووية اليتيمة التي لم تصنع بعد. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. ناموا ولا تستيقظوا + مافاز إلا النوم ورمضان كريم!

و انت ليه زعلان؟!
عبدالعزيز آل حسين -

طيب امريكا خايفه من ايران و امريكا تحترم ايران و امريكا قابله ان تكون ايران نوويه انت ليه مقهور ؟؟ّّ!!اذا اردت ان تكسب احترام الآخرين عليك ان تصبح قويا وشجاعا و الجمهوريه الاسلامية في ايران لعبتها صح .شكرا ايلاف

اضربوا ايران!!
مستر بيف السعودي -

اميركا والعالم الحر لن يسمح للنظام الايراني الارهابي التكفيري ان يصنع قنبلة نووية لانة لن يستخدمها ضد اسرائيل بل ضد العرب...وهو نظام مجنون مستعد ان يبيد شعبة اللذي كفر بالمذهب الرسمي في ايران وبداء يعتنق المذهب السني(لاعزاء للحاقديين التكفيرين)..ومن يؤيد النظام الايراني هم الارهابيين والتكفيريين والمجرمين في المنطقة

تذكروا صفين
عراقي -

لو كانت إيران على غير مذهبها فهل يتحمس العرب لها بغضا حتى اللجوء لحماية إسرائيل. وغروب الطغاة غدا.

اللي ما يطول العنب
جندي ولاية الفقيه -

سلمت يداك يا بومحمد على هذا الرد و اريد ان اضيف شيئا اخر ان دول الاعتلال (الاعتدال) المنبطحين لامريكا و اسرائيل مستعدون ان يضعوا ايديهم بأيدي الشيطان الرجيم ولا يدافعوا عن حق من حقوق الجمهورية الاسلامية في حقها لامتلاك النووي السلمي بينما هم يرون بأعينهم 200 رأس نووي صهيوني موجه عليهم ولكن كثرة شرب النخوب مع السيد بوش ارهقهم و جعلهم نائمين كنوم اصحاب الكهف ,.. ولكن ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم .. نجاد و تشافيز اليوم ليسوا بحاجة الى دعمكم بل هم المؤسسين لجبهة الصمود ضد الامبريالية و قوى الاستكبار.. و المضحك المبكي ان الاخ السعودي يتكلم عن المد السني ههههه الظاهر انك لا تريد ان تفتح عينك و ترى ان بعد 5 سنوات سيصبح نسبة الشيعة 80% ان شاء الله

الى ابو محمد
youmna -

فعلا تنقصك الشجاعة لانك لو كنت شجاعا ما كنت انت في امريكا الان وكنت حزمت حقائبك الى وطنك الاصلي بس الحق مش عليك الحق على الغرب الي بيعطى حقوق لو عشت وامثالك مئة سنة وسنة بدولة اسلامية لما منحت حق الاقامة الدائمة بها

من يحرك امريكا الان
احمد -

وهل امريكا جاده بانهاء احتلالها للعراق ومن يعوض العراقيين الثكالى والايامى عن الدمار والقتل الذي حصل بسبب امريكا وبحجج واهيه لكن السبب هو عيون الدوله المحتله وخوفها من العراق القوي امريكا جاده بوقف الاستيطان في الارض العربيه الفلسطينيهاقول لك ان اليهود الان يحكمون امريكا لا اوباما ولا احد يقدر على وقف شي الا الشعوب العربيه اذا ارادت كرامتها وكرامة شعوبها ولكنها الان تريد الكراسي والاموال الذي سيعود عليها بالوبال والضعف فمتى ياتي التغيير وعدم البقاء نركض وراء سراب واوهام لان الاراده موجوده والتصميم موجود وهو بحاجه الى تجميع وتوحد اجلا ام عاجلا فاسرائيل المحتله للارض العربيه هي العدو الاول وايران يمكن بناء علاقات معها مبنيه على التعاون المتبادل ويجب عدم تحويل الانظار عن الدوله اليهوديه الاسرائيليه التي لا زالت تدمر الحجر والشجر والانسان وتسرق حتى ضحكات الاطفال

لا للعجب....!!
عبدالعزيز الحربي -

طبعا ليس بغريب ما يحدث رغم محاولة البعض ذر الرماد بالعيون من خلال الاستجداء بكراسي الامراء. ولكن لــ هؤلاء ألم تقم دولتان شيعيتين صريحتين بيد أمريكا . أليس الاجد ى لو كانت أمريكا صادقة بمحاربتها لإيران أن تضعفها لا أن تعزز من أيدلوجتها ما بين الشرقين الاقصى الاقريب والمتوسط. تحاولون مرارا ولكن الواقع يكذب ما تقولون ...حتى التيار المحايد العلماني بالعراق ازيح بالقوة .أسمع كلامك أتعجب أشوف أفعال أصدق قصدة صداقة تحت الطاولة عداوة النور.......!!!

حقد دفين
محمود -

والله اتعجب من هذا الحقد على ايران والتمني على دمارها الى حد تجعلنا نحس بان هولاء الكتاب مرضى بداء الحقد الاعمى

الى إيلاف مع التحية
هدير الحقيقة -

الملاحظ في الاونة الاخيرة ان محرريكم فضحوا إنحيازهم الى تعليقات جماعة التطرف والطائفية الارهابية الذين يعلقون تحت اسماء مختلفة الاغاب انهم شخص واحد لتشابه الاسلوب غير المؤدب والالفاظ التي لا تستحق النشر وتخالف شروط النشر ولكن بقدرة قادر, تُنشر. وتُحجب وتُحرف و يتم تقطيع ووضع عبارة (مخالفة لشروط النشر) على كل من تم الاعتداء اللفظي عليهم شخصيا, دياناتهم, معتقداتهم, ارائهم, بحيث تجعلون تعليقات المتطرفين تكون الاخيرة واكثر من تعليق على مقالة واحدة ورد ينشر باللحظة بينما تعليقات البعض تنشر بعد يوم او يومين, هذا إذا فرضنا انها تُنشر, ونشر التعليق هذا , دون مونتاج سيثبت موقفكم, وتجعلون تعليقات المسيئين (خاتمة) التعليقات ولا تسمحون بنشر اي تعليق او رد عليهم, وخصوصا إن كانت تلك التعليقات تفند إدعاءاتهم, وما اكثرها, وتفضح اكاذيبهم وما اوضوحها, وتحشرهم في زاوية لا يملكون ردود منطقية وعقلانية و اصبحوا على حافة الانهيار, وياتيهم الانقاذ من إيلاف, بحجب نشر الردود عليهم, ونشر ردودهم وبدون تقطيع وبحيث تكون لهم الافضلية والسيطرة على التعليقات لا إستحقاقاً, بل تفضيلا. فلا نعرف هل هذه هي مباديء الصحافة الحرة التي تصيحون باعلى اصواتكم انكم روادها وهل هذه هي اخلاق الصحافة الالكترونية, صحافة القرن الواحد والعشرين التي تتشدقون بها؟ ولكن هل الخط الجديد وتفضيل ناس على ناس و حجب ردود البعض والسماح لاصوات معروفة الاتجاه والاخلاق بتجاوز الخطوط الحمراء ونشرها من قبلكم هي اخلاق ومقومات الصحافة الجديدة التي تدعونها؟ لنرى كم (مخالفة لشروط النشر) و(مكرر) ستضعون على هذا التعليق , وكم تعليقا يسب و يشتم ويتجاوز ويهدد ويتوعد ويستخدم الفاظ نابية و يتهم بالعمالة والطائفية ستسمحون بنشرها على هذا التعليق , إثبتوا انكم تلتزمون باخلاق واداب الصحافة الحرة النزيهة.