كتَّاب إيلاف

سؤال الهويات... وأنموذج العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من المهم لنا اليوم في العالم العربي أن ندرك أننا نمر بتجربة فريدة، وهي تجربة الوطن بمفهومه القطري الحالي. فالأوطان العربية بتشكلها الحالي قد مر عليها على الأقل أكثر من نصف قرن من الزمان، وهذا ما قد أتاح فرصة زمنية مناسبة يفترض أن تكون قد ساهمت في إنضاج مفهوم الهوية الوطنية لدى الدول العربية المختلفة. ويرى المفكر محمد جابر الأنصاري أن العرب لم يتح لهم فعليا في السابق تجربة الدولة المؤسسية العضوية الثابتة بمعناها المباشر والحيوي اليوم. ويقف موقفاً مغايرا من الذين يعتبرون أن العرب بعد الدولة العثمانية قد خرجوا من الوحدة إلى التجزئة، فهو يرى أن كثير من الدول الوطنية العربية تشكلت في واقع الأمر كتوحيد لبناها المجتمعية الصغيرة، والتي تبعثرت بعد انهيار الخلافة العثمانية. كما أنه لو تحقق للعرب والمسلمين انجازات على مستوى أكبر، فإن الانجاز على المستوى الوطني ابتداءاً هو شرط لذلك. فيقول "بدت الظاهرة الوطنية في الوعي العربي الحديث وكأنها (إثم) قومي، و(خطيئة) أولى، لا يمكن للعربي أن يقاربها ويعايشها إلا وهو متلبس بنوعٍ من الجرم، على الرغم من أن الواقع: الوطني - القطري هو الواقع اليومي المعاش على مختلف الأصعدة لكل مواطن عربي، وهو منطلقه ومنفذه لكل تعاطٍ آخر، قومياً كان أم إقليميا أم دولياً، وبغض النظر عن مدى شعورنا الذاتي تجاه مشروعية أو شرعية ذلك الواقع الوطني من زاوية مثالياتنا القومية أو الدينية"(العرب والسياسة: أين الخلل؟، ص 139).

إدراك الهوية شرط لإدراك الذات، ومنطلق للعمل. وبعد كل هذه الفترة الزمنية في العالم العربي من التمازج مع تجربة المفهوم الوطني للهوية، لا يبدو أن صورة هذه الهوية قد اتخذت ملمحاً واضحاً. ففي استطلاع حديث للعام 2009 أجرته مؤسسة زغبي للأبحاث مع عينة من أكثر من 4000 مواطن عربي في دول عربية مختلفة، كان هناك سؤال: ماهي الهوية الأهم التي تقدّم بها نفسك؟ فكانت نسب الإجابات ( 32% مسلم، 35% مواطن تبعاً لمسمّى دولته، 32% عربي، 1% مواطن عالمي). وهذه النسب المتقاربة كما هو واضح تفيد التوزع والانقسام في العالم العربي بين هذه الرؤى الرئيسية الثلاثة، وعدم وجود مَلمح لهوية متسيدة. وإن بقي سؤال الهوية غير محسوم، فهذا ما يُبقي الباب مُشرعاً أمام كل الاحتمالات. صحيح، هناك تجاذب وتداخل بين الهويات، فكونك مواطن سعودي يتداخل مع كونك عربي ومسلم، ولكن ما نقصده هنا ونركز عليه هو (الهوية) كبنية أساس، تمثل وحدة عضوية ذات إطار متماسك يمكن أن تكون المنطلق للتعامل والتداخل مع بقية الأطُر والمحاور، وهو الدور الذي يكون مناسباً للهوية الوطنية أن تتمثله وتقوم به. نعم، هناك أسباب متعددة تقف خلف عدم تشرّب الهوية الوطنية في العالم العربي، ومن ذلك ما تلام فيه الحكومات نفسها، لكن من الجيد أن يفهم الجميع أن التسليم بالهوية الوطنية، يجعلنا نؤمن أنها غير قابلة للمداولة، وأنها تستعلي على مسألة الاختلاف والتغاير، والتحرر والتحفظ داخل جسد المجتمع الواحد، بل ومستعلية أيضاً على مسألة الشد والتجاذب، بين الفرد والمؤسسة، والحاكم والمحكوم. وأن نعرف أنه كما أن المشاكل تتم داخل محيط هذه الهوية، فالحلول أيضاً يجب أن تتم من داخلها. أن تكون هي جزء من الحل، أو جزء من المشكلة، فهذا ما لا يجعلها مسلمّة. ولو كانت مسألة الهوية الوطنية محسومة ومتضحة ومترسمة لدينا كما يجب، لما وجدنا أن اسم أميركا أو إيران يتردد في العالم العربي أكثر من اسم أوطانه نفسها.

قبل سنوات شاهدت الفلم الوثائقي (أشلاء العراق)، وهو فلم حاول من خلاله المخرج (جيمس لونغلي) أن يقدم تصويراً مباشراً من الواقع لحال عراق ما بعد الحرب، عبر تحسسه وتتبعه لثلاث حكايات مختلفة، حكاية صبي بغدادي يتيم من عائلة سنية، وقائد شاب في حركة الصدر الشيعية، وعائلة كردية تعمل في صناعة القرميد. والمحصلة التي نخرج بها من هذه المشاهد تخبر أنه كان هناك إحباط على المستوى السني، حماس على المستوى الشيعي، وتفاءل على المستوى الكردي. وهذه الصورة التي ظهرت في عراق ما بعد الحرب، لم تكن لتظهر بهذا التمايز الحاد لو أن مسألة الهوية الوطنية كانت محسومة، وتم تشربها مسبقاً. وهو الأمر الذي فشلت السلطات السابقة في انجازه. يذكر الوردي في تاريخه عن العراق، أنه في الفترات السابقة كان الفرد الشيعي في العراق يفرح حين يقتحم بغداد شاه من حكام إيران، ويفرح السني حين يدخلها الوالي العثماني، حيث لم تولد في أذهان الناس بعد فكرة أن يكون العراق بلداً مستقلاً، عن تلك السلطات. وهو أمر يكون متفهماً إذا وضعناه ضمن سياق تلك الفترة، والأوضاع السيئة التي كانت تعيشها المنطقة. ولكن حتى بعد ولادة الدولة الحديثة في العراق، نجد أن الأمر كان متعسراً جداً على تعميم الحس الوطني. فعلى سبيل المثال يذكر المؤرخ حنا بطاطو في كتابه عن الطبقات الاجتماعية في العراق أنه في العام 1923 كانت هناك عريضة تحمل أختام 400 شخص تناشد الخليفة العثماني إنقاذ العراق من الأجانب ومن فيصل وأبيه الذي جاء ليفكك المسلمين تحت راية قومية عربية (ج1، ص 359).

وتبدو الهوية وكأنها تتمثل في ذاتها نوعا من الثقافة، ومن الثقافات ما تكون خصبة قادرة على الاحتواء، ومنها ما تكون ضيقة لا تتسع إلا لنفسها. والهوية كذلك، لابد أن تتضمن انعكاساً لمن هم داخل هذا الجسد، وحضناً حاوياً لهم. ولهذا مثلت الهوية نوعاً من التحدي، وكان سؤالها سؤال المعادلات الصعبة، وأصبحت معضلة كبيرة في أجزاء متعددة من العالم. فقبل سنوات أصدر المفكر صامويل هنتجنتون كتابه (من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية). وفي هذا الكتاب يقف هنتنجتون على الضد ممن يعتقدون أن أميركا هي خليط متعدد من ثقافات وإثنيات وأعراق مختلفة، ويرى أن لأميركا هوية ذات ملامح محددة تتمثل في البريطانيين البروتستانت الذين أوجدوا أميركا. وعلى الرغم من بُعد تحقق هذا الرأي، والانتقاد الواسع الذي حظي به، إلا أننا نستطيع أن نتفهم دوافعه، فقد أراد تقديم بنية متماسكة، ذات وحدة واضحة، خوفا على الهوية من الذوبان والتفتت، سواء انتصر للأنجلو- بروتستانت أو غيرهم من البيض. ومشكلة هذا الحل تكمن في أنه ليس بحل .!! فمع طريقة هنتجنتون لا يملك الآخرون إلا محاولة الانصهار -العَسِر- مع الهوية المتسيدة، أو البقاء على هوياتهم مع تحمل اختلال الميزان الاجتماعي. والرأي الأصلح تمثل في الكتاب التحليلي المقابل لجيمس زغبي حول كيف ترى المجموعات الأميركية المختلفة نفسها (What Ethnic Americans Really Think)، حيث رأى الكاتب أن أميركا لم يكن لها أن تكون (بوتقة انصهار) ينبغي أن يذوب فيها المتغايرون، بل نوع من الفسيفساء التي يجتمع فيها المختلفون وفق ثقافة وطنية ذات قيم مشتركة. إن مشكلة الهوية تكمن في أنها تتأرجح بين حدين، أن تكون هوية صارمة ذات وجه أحادي، فتصبح هوية (قاتلة) على حد تعبير أمين معلوف، أو أن تكون ذائبة مشتتة لا تكاد تجد نفسها أو تعبر عنها من خلال وحدة معينة. ويكمن الحل -إن زعمنا تبسيطه- في أن تدرك الهوية بأبعاد مشتركة تناسب محيطها الذي تتواجد فيه، ومن ثم يتم التحرك من خلالها للالتصاق، أو التفاعل، أو حتى للتضاد. لقد كان قدر الهوية أن تكون وجهاً عاكساً لوجوه أهلها، وأن تكون حاضنة للمتغايرات، وحافظة لسر البلد، كما كان قدر النواة أن تكون "حافظة لسر النخيل."

للتو انتهيت من كتاب (العراق والبحث عن الهوية الوطنية) للباحثة ليورا لوكيتز. وهو كتاب يتفحص عن قرب المشكلة العميقة للعراق مع الهوية الوطنية خلال فترة العهد الملكي (1921-1958). ففي بدايات تشكل الدولة كانت هناك فرص جيدة لتحقيق مفهوم الوحدة الوطنية، تمثلت في التحالف السني الشيعي من خلال (ثورة العشرين) ضد المحتل البريطاني. وأيضاً في عهد الملك فيصل كان يمكن للكردي والتركماني أن يصلا لأعلى المراتب في الدولة، إضافة إلى أنه كان يملك قناعة بضرورة مشاركة الشيعة في صياغة الهوية الوطنية، ولكن تحكم النخبة الحاكمة من حوله والذي تعاظم بمرور الوقت، إضافة إلى موته المفاجئ -حيث لم يعرف الناس قيمته إلا بعد موته- أدى إلى انقطاع قنوات التواصل مع الشيعة، مما أثر سلباً عليهم، وساهم في انعزالهم عن الدولة. لقد مثلت تلك الفترة في تاريخ العراق عمق أزمة الهوية حيث وجد السكان صعوبة في نقل ولاءاتهم السابقة إلى ولاء عصري جديد. خصوصاً أنهم كانوا يرون أن هذا المفهوم الجديد الذي تمثله الهوية الوطنية يأتي مصبوغاً بالهوية العربية السنية. والافتقار إلى هوية حاضنة كمثل هذه الحالة، كفيل بخلق الارتدادات والانقسامات التي تتشكل كردة فعل على الهوية المتسيدة. فالأكراد رفضوا الخضوع للعرب سياسياً، ولذا رأى الكاتب أن انجذابهم إلى (التصوف) كان "ردة فعل ضد الإسلام بمفهومه المؤسساتي ذي الأبعاد السياسية." إضافة إلى أن عزلة الجنوب العراقي، ومعيشته في ظل ظروف اقتصادية صعبة، تحت ضغط من الأقاليم الإدارية عليه، خلق ردة فعل تمثلت في دخول بعض القبائل العراقية في (التشيع)، تمايزاً عن الدولة وهويتها في ذلك الوقت، سواء كانت عثمانية أو عربية بغدادية (ص61، 89). نعم، من المسلم به أن هناك اختلاف عرقي وطائفي، ولكن كل هذه الاختلافات لا تذهب بعيدا إلا بمقدار المعنى الاجتماعي الذي نلبسها إياه، فقد يكون المعني الاجتماعي قائد خلاف أو قائد تعاون. والنافذة الذهبية التي يمكن من خلالها تقديم هذا المعنى الاجتماعي هي نافذة الهوية الوطنية، وهو الدور الذي يفترض أن يقوم به السياسي عبر حبكه لأبعاد هذه الهوية. فالسيطرة والضبط لما هو اجتماعي وسياسي، كفيل بالتأثير على ما هو أثني وديني.. فالهوية الوطنية ليس لها ما تفعله مع الدين والمذهب والعرق، فهذه سوابق لها، ولكن لها ما تقدمه بالتأكيد من خلال الاجتماعي والاقتصادي. إن إدراك الهوية الوطنية مُلغٍ وقامع للعديد من الأفكار السلبية، كمثل ما يقول بعض السذج اليوم أن العراق قد حكمه السنة في السابق، وينبغي أن يحكمه الشيعة الآن، فينظر للوطن وكأنه غنيمة يرتد من يد هؤلاء إلى يد أولئك. وفقدان إدراك هذه الهوية، سيُعيد دوماً إلى مربع البداية، وخانة الصفر، فالذين تتجاهلهم وتضيق عنهم هذه الهوية سيعودون من جديد للثورة عليها، وهكذا.. إن العراقيين اليوم يعرفون جيداً مثلنا ومثل كل أحد آخر، أنهم لن يجدوا في وقت أزمتهم إلا المراهنة على ما هو وطني، وكل صوت غير ذلك هو صوت خافت، لا يأتِ إلا كفحيح في ظلام. ولا يراهن على الوطن إلا من هو متأصّل فيه، ومن يعرف أنه سيدفع الثمن في حال تعرضه للخطر. وهذا المثال من عالم الأمس العراقي، مهم جداً في عالم اليوم. فإذا كانت نخبة الأمس قد سرقت هوية الوطن وألبسته وجهها، فلابد من تحسس الوضع الآن، والانتباه لهذه النخبة المتحكمة اليوم. فيكون السؤال المهم الذي يستطيع العراقيون أنفسهم الإجابة عليه: أي وجه للوطن وأي صبغة للهوية نشاهد حكومة المالكي تحاول إلباسها للعراق في كل يوم؟؟!!

في كتابه (الهويات القاتلة) يرى أمين معلوف أن الهوية تكون قاتلة حين تختزل في انتماء واحد، يجعل الإنسان متخندقاً، ومتعصباً له عبر زاوية وحيدة. لذا لابد من التزحزح قليلاً عن هذه الزاوية، وأن يحدث نوع من التماهي مع ما في الوطن، والعالم أيضاً. أن يشعر الفرد أن هوية هذا الوطن تستطيع أن تحتوي (ما ليس هو) ومع ذلك تبقى هويته. ومن خلال هذا الكتاب نستطيع أن نتحسس كم هي خطرة مسألة الهويات، فعالم اليوم عالم مليء بالجماعات الجريحة، والتي تكون مستعدة لأن تجعل الهوية الأحادية مركوباً لها يأخذها إلى أخطر المراحل.

Azizf303@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الهوية والحرية
حازم -

دراسة جادة تستحق التامل ولكنها تنظر الى موضوع الهوية بمعزل عن التاريخ، فالهويات القاتلة المحافظة تنشط في ازمنة الاقتلاع والاحتلال مشروع هدم للهويات التقليدية والتشبث رد فعل طبيعي حتى بصورته المتطرفة، والحل النظري لا يصلح في ازمنة العواصف: ان مشكلة الهوية لا تحل بمعزل عن حل مشكلة السلطة والحرية، فحين تعاني الهوية من تشوش أو اضطراب او تداخل تكون الحرية مصدا من الانزلاق ويكون القانون هو الحكم، وفي غياب الحرية تعاني الهويات من قلق مشروع وجدي وهذا القلق التاريخي هو رحم الهوية الجديدة.

إقرأ التاريخ بحق
عراقي غيور -

المسألة التي طرحها الوردي في كتابه ;لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث; لم تكن تتعلق بالهوية الوطنية بل كانت تتعلق بالظلم والقتل والاضطهاد الذي يتعرض له الشخص الشيعي حينما كانت جيوش الدولة العثمانية تحتل العراق وتجبر أبناء العشائر الشيعية على القتال في حروب الدولة العثمانية بينما كانت ;تدلل السنة وتعطيهم المناصب العالية والوظائف الحكومية ذات الرواتب الكريمة. بينما كانت الجيوش الصفوية تعمل العكس تماماً. فأرجو من السيد كاتب المقال قراءة التاريخ بحق وبدون تحيز.

تعليق
صاحب التفاح -

من أبرز مشاكل الهوية المنتسبة إلى الوطن ( وليس الدين أو التقافة واللغة) هي تحديد مفهوم الوطن، هل هو مثلا رقعة الأرض المحددة بالحدود السياسية؟ ماذا لو تغيرت الخارطة؟ هل الوطن مفسر بالأسرة المالكة التي سمي الوطن بها؟ ماذا لو ذهب عصرها؟ هل هو الإقليم المتحد لهجة وأعرافا؟ هذا أيضا لا ضابط له ولا حد يحده لطبيعة التدرج اللساني والعرفي بين الأقاليم المتجاورة حتى لا تعلم حد هذا من ذاك..في نظري لا يمكن تحديد الهوية المنتمية إلى وطن إلا إذا وجدت دولة مؤسساتية متينة تعمل لمصلحته وتلغي الفوارق بين أبنائه مما يجعلهم سواء في الانتساب إليه ، وإلا فإن الانتماء إلى الأمة ذات الدين الواحد أو اللسان الواحد سيكون متقدما على حس الوطن.

هوية وهوية
خوليو -

في بلادنا اليوم هناك هوية دينية داخلة في المشاعر والقلوب والعاطفة لاوطن لها سوى ماترتبط تلك العاطفة بمعبد ديني أو ضريح أو مزار أو حجاب، لاتعترف بمفهوم الدولة(حدود ومواطن وسلطة سياسية)لماذا؟ لأن جاء من يقول لهم أنهم أمة دينية وحدد لهم من أين أتوا وإلى أين المصير وهكذا ضُرب مفهوم الدولة بالعمق،وأصبح كل بلد تدوسه حوافر خيولهم ملكاً لهم لأنه هبة من الله(الذي يملك الأرض ومن عليها ويمنحها لمن يشاء) وليزيد الطين بلة وضعوا لهذه الأمة دستور(شريعة) يهدر دم من ينتقدها لأنها مقدسة حسب زعمهم، هذه الحالة مرت بها شعوباً أخرى وتجاوزت هذا المفهوم الخاطئ بإضاءة شموع العقل وتعريف للمواطن والوطن ووضع دستور علماني يحدد الأمور بوضوح ويحدد معالم وتعريف للدولة ويضع الإنسان في مكانه الصحيح ويحرره من تعريفه كعبد إلى تعريفه كمواطن له كامل الحرية في اعتناق مايشاء، الخلاصة الدولة الحديثة اليوم هي مواطن وحدود وسلطةمنتخبة وحرية وكرامة ومساواة، بعد ذلك اختر المصير الذي تراه مناسباً بعد الوفاة واحفظه جيداً في قلبك فقط.

رد
د.سعد القطبي -

أن الهوية الحقيقة وألأهم هذا اليوم هي المال أي المستوى ألأقتصادي فالغني كل دول العالم ترحب به وتدعوه ومستعدة أن تمنحه هويتهاأما الفقير فيعيش غريب حتى بين أهله أما أول دستور عراقي فلم يعطي أي هوية قومية أو دينية للعراق لذلك كان مرحب به من قبل الجميع وأحب أن أقول أن الوطن العربي هو كيان خيالي لم يوجد سابقا ولن يوجد مستقبلا لأن الوحدة اليوم تبنى على الأقتصاد فالأغبياء مثلا يقولون كيف توحدت أوربا وهم مختلفون ولم نتوحد نحن العرب والجواب أن الفرنسي مثلا لايهمه أذا توحد مع ألألماني بأن ألأخير يختلف معه في اللغة والتاريخ فهذه أمور تافهة ومايهمه هو أن الوحدة سترفع من أقتصاده أما بالنسبة للعرب فمن المستحيل أن يقبل الخليجي المترف أقتصاديا والذي يبدل سيارته كل سنة تقريبا التوحد مع المصري الذي يقف بطابور الجمعية لساعات من أجل فرخة دجاج وقد يقال أن الوحدة ستجعل الخليجي أقوى وهذا غير صحيح فعندما أحتل صدام الكويت لم يستطع العرب أخراجه منها وأخيرا أقول أن العالم في المستقبل القريب سيصبح شبه دولة واحدة والهويات العنصرية ستذوب شيئا فشيئا فترى مثلا أن فلان أبوه من جنسية وأمه من جنسية أخرى وهو يعمل في بلد أخر ويتزوج من جنسية مختلفة كذلك فأن تفاصيل الحياة والعاداة بدأت تتساوى بين جميع البشر فكفانا عنصرية فهي ام الحروب وأم المأسي والسلام عليكم.

السبب
محمد علي -

ان سبب انعدام الهوية الوطنية العراقية على الرغم من ان انشاء الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي - وهو وقت مبكر سبق الكثير من البلدان الاسيوية والافريقية التي انشئت في الاربعينات او الخمسينات من القرن الماضي -ويعود سبب ذلك لان اغلبية الشعب العراقي هم من الشيعة والاكراد والاكراد لديهم مشروعهم الاستقلالي الخاص بهم منذ البداية فهم لم يفكروا بالهوية العراقية اصلا اما الشيعة فانتمائهم المذهبي هو اقوى بكثير من انتمائهم لقوميتهم او لبلدهم لانهم يعتبرون ان السيد هو شخص مقسد ويتبعون تعليماته حرفيا ولذلك فهم يرتبطون روحيا وعقائديا مع بلد السادة ايران اكثر مما يرتبطون بالدولة العراقية وهذا الامر سبب ضعف ظهور الهوية الوطنية لدى غالبية العراقيين - الذين هم الاكراد والشيعة الذين يشكلون 65 بالمئة من سكان العراق

الحي اللاتيني- باريس
الشيخ أبو عليق -

مقالة الكاتب الشاب المجد عبد العزيز الحيص تدخل إلى السياسة من بوابة الهوية الوطنية التي تتنازعها الطوائف في الوطن العربي، ولعل المواطن العربي هو الخاسر الوحيد لهويته الوطنية، ودليل على ذلك ترحاله ونفيه وعمله الذي يفني من أجله العمر في الشتات والعالم، وهذه الظاهرة عالمية نشأة وترعرت بين أنياب السوق الإقتصادية، والإنعطافات الساسية الحادة والحروب.فالمجتمع العربي تابع بطبيعة الإنتاجية للدولة، كونه غير منتج، بل يفضل القطاع الخدماتي الذي لا يقدم له مجالا للمعرفة والإبداع وممارسة طاقاته العقلية والجسدية لتطور بلده. فالنظم السياسية هذا إذا وجد نظام سياسي متكامل يسعى لربط المواطن مصلحيا، فتشكيل الجيوش والدوائر الأمنية، وكذلك المراتب العليا من برلمانات وغيرها وربط قطاعات واسعة من الأيدي العامة بأقدار السلطة في حالة بقائها أو إزاحتها. والدين في العالم العربي محك هو الأخر لهوية المواطن العربي فتدينه يدلل على قناعته بسلطته ونظامه المقنع.وبرأي السلطة إن كل المسائل المتاحه للمواطن هو كيف يكون قابل للإستخدام، وما قوته العضلية والنفسية إلا دليل على قناعته بهويته الوطنية ، فالعائلة والدين والدولة، تنكر الهوية وتمسخها، فكم من الملايين ذهبت قرابين لمشروع وهمي يسمى الهوية الوطنية.إن فزاعة الموت سلطة بدماغ ألكتروني من حجر الصوان تم وضعه في العقل العربي، وهذا ما نراه يوميا من ترديد ساذج سواء كان نطقا أو كتابة عن الهوية التي يمكن أن يحملها المواطن وهو يركض أمام التخلف الديني الإرهابي إلى دروب الخراب.

الصفويين الجدد
مستر بيف السعودي -

سبب انعدام الهوية الوطنية العراقية..هم اتباع ايران من الطائفيين (التكفيريين) والمراجع اللذين اغلب اصولهم ليست عربية...بل انهم يشكلون 45% من سكان جنوب العراق...رمضان كريم الى السنة العرب والاراد؟!!

الى مستر بيف السعودي
عراقي اصيل -

ازكمتنا رائحتك الطائفيه اذ تقول ان 45%من العراقيين هم من اصول غير عربيه وتقصد بهم الشيعه وهناك ايضا 25% الاكراد وهم ايضا ليسوا بعربا وكذلك يوجد بالعراق تركمان ومسيحين وغيرهم وهؤلاء يشكلون على الاقل 10% والباقي هم 20% العرب فعن اي عراق عربي تتحدث والعرب فيه اقليه

تعريف الوطن
أبو محمد - شيكاغو -

مقالة مفيدة جداً ، وأفيد مافيها أنها أطلقت جبهة عريضة من التعليقات المتنوعة. أولاً ينبغي تعريف الوطن ثم الوطنية ثم المواطن. فكما قال الخليفة الرابع في كتابه نهج البلاغة ، مامعناه أن ;وطنك الذي يحملك ، وليس الذي ولدت فيه و قوله أنه ليس للفقير وطن ، لأن الفقير غريب في وطنه والغني قريب أينما رحل وحل. في السبعينيات إحتل الشاه (عميل السي آي أي) ثلاث جزر في الخليج. وجاءني وقتها أحد القادة الحكوميين طالباً مني المشاركة في مسيرة إحتجاجية على إحتلال الجزر. ولما سألته وبم يخصني ذلك ، أجاب إنه إحتلال لوطننا الكبير. قلت له (وكنت في وقتها لا أملك داراً وأدفع كل راتبي بدل إيجار شقة صغيرة) إذا كنت لا أملك في هذا الوطن الصغير (العراق) مائة متر قطعة أرض لأشيد عليها داراً لعائلتي ، مالدافع لكي أسير في إحتجاج على الشاه لأنه إحتل جزراً من ;وطني الكبير. إن هذه المفاهيم نسبية ، ويفوضها الحاكم المالك الغني لأغراضه ومنفعته الشخصية. في زمن صدام ;السني ; كنا نتبرع شهرياً لغوث عائلة أحد الأصدقاء ;السنة ; في العراق لأنه كان عاطلاً عن العمل ، بينما مئات الألوف من الأثرياء العراقيين سواء أكانوا أكراداً وشيعة ومسيحيين وسنة كانوا ينعمون بالمال الوفير. إن نظام صدام لم يسند ;السنة ; لأنهم سنة لأن صدام كان علمانياً ، بل الأتباع ، بغض النظر عن دينهم ومذهبهم. إن الدكتاتورية العربية لا دين لها ولا مذهب. لكن للأسف إبتلى الله الفقراء من شعوبنا العربية بالإنخراط في صفوف المتقاتلين على الآيديولوجيات والمذاهب ومعظمهم من المعدمين. إنه نوع من التنويم المغناطيسي للمتسلطين من الحكام والمتنفذين في المجتمع (سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين وغيرهم) يجندون به فقراء الأمة لحروب جانبية ;فكرية لا ناقة لهم فيها ولا جمل! ورمضان كريم!

طائفيه ومستر نيف
احمد الفراتي -

لازال كل من جاء ليتطاول على العراقيين ظانا نفسه محلالا وهو لايتجاوز انحيازه الطائفي فتحدث الكاتب عن اليتيم السني ومقابله الشاب الشيعي الذي اراد ان يلمح الكاتب ان الشيعي يضطهد السني وكانه ليس للشيعه ايتام ومقابر جماعيه وملايين الضحايا جراء التمييز الطائفي.نتمنى ان يكتب لنا السيد الكاتب عن هوية اهالي نجد والحجاز وبماذا يتم تسميتهم وما هي هويتهم. وعلى ذكر الدكتور الوردي فهو الذي يقول في نفس الكتاب الذي استشهد به الكاتب ان التشيع في العراق دليل قدم السكنى فيه اي ان العراق عراق الشيعه ولاعزاء للمستر تيف

سوال رائع
فهد بن عبدالله -

ماقالة الكاتب الشاب والقادم بقوووة للساحات عبدالعزيز الحيص يدل على النظرة الكبيرررة والواضحة للكاتب ولايقول الا ويستشهد بمن سبقوه بعصووور واجيال مدعما ذلك بافكارة العالية المستمدة من الواقع لا من الخيال والتنبؤات كما يفعل غيره ابارك لجريدة ايلاف على اعطاء الفرص للمواهب للابداعوابارك لايلاف بالكاتب المذكور واهني الكاتب المذكور بايلافاتمنى اتاحة الفرررصة اكثر واكثر لكل طموح ومثقف ادبي وعلمي واجتماعي وشكرا

الى مستربيف السعودي
احمد -

يملؤك الحقد والكراهية لجميع العراقيين , لا نريد منك اي تعزية او تهنئة سنة كنا ام شيعة فأنت عار على بلدك وعلى العرب .مستر بيف السعودية انت رمز البغض والتكفير والعنصرية .

كاتب متألق
الدليمي -

يطرح ويؤصل ويستدل ويحرك الماء الراكد وكم عائباً قولاً صحيحاً .... وآفته من الفهم السقيم

ابداع هذا الكاتب
عصلمي -

تميز هذا الكاتب فهل ننصفه في تميزه راااااااااااااااااااائع ايها الكاتب

عندما المبدع
الدكتور -

ما أروعك أيها الكاتب كم يفتخر بك بلدك كم كان ل إيلاف فخر بك تحليلك قيم فلك شكر على وجبه رائعه من مقالك