كتَّاب إيلاف

مساءلة تاريخية لتركة ثقيلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجولة الثانية: دجلة

من منبعك للمصب فّيّت عليك قلوب يا ما رويت الغزل يا ما غسلت قلوب
رديت لـك يا نهر يـا لبردك الجنة صفصاف شعري هدل وبماءك تحّنه
عاشقة دجلة الشاعرة لميعة عباس عماره

السياسات المائية العراقية
ثانيا: دجلة
نتكلم اليوم في جولتنا الثانية عن نهر دجلة الذي يختلف اختلافا كبيرا عن توأمه الفرات، ولا يغيب عن القارئ الكريم ما قدمناه سلفا من توصيفات دجلة ومزاياه ودوره في تكوين الحضارات العراقية، فهو الى جانب الفرات الشريان الأزلي لبلاد وادي الرافدين.. كان عنوانا للحركة، ورمزا للخصب، وعذوبة لا تقهر، وشواطئ للتطهر وغسل الذنوب.. متقلب الأمواج ملتويا هنا وهناك، تتفجر في مناطق معينة منه ينابيع القار وكان القار من دجلة واحدا من أسباب انطلاق الحضارات الأولى.. متدفقا في مكان ومنسرحا في آخر، متنوع الألوان، متعدد التفرعات والروافد والجداول.. وهو صاحب القصب والبردي وأعواد الطرفة، غني بأسماكه الرائعة.. انه بالفعل دجلة الخير سواء في تشيؤاته آم في معانيه وكان إلى جانب الفرات مساهما في صنع ثقافات العراقيين.. ويكفي ما ردد العراقيون عنه أغنياتهم وانشوداتهم وهم يناجون سحره ويحلمون بأمسياته أو يتغزلون بشواطئه وقت الفجر.. وهو يتباهى من منبعه حتى مصّبه.. وإذا كنا قد عرفنا مدى ما منحه كل من دجلة والفرات للعراقيين على امتداد العصور، فان دجلة بالذات قد اختص بكل تلك الروافد النهرية الحيوية وعند دجلة وجدنا كم تنوع الإنسان في أديانه وأعراقه وثقافاته وزراعاته وعاداته وتقاليده.. دعوني أقول بأن دجلة العظيم يعاني ـ كما وجدنا ـ كما يعاني الفرات، ولأول مرة في التاريخ يشعر أهل العراق بمثل هذا الأذى الذي يأتي ضد حياتهم ومستقبلهم وبأساليب ماكرة، وكم يكتب اليوم عما يرتكب اليوم بحق دجلة والفرات العراقيين، فهل سيبقى العراق " ارض سواد "؟ وهل سيبقى " جنة الآلهة "؟ وهل ستبقى " جنة عدن "؟ كم تمنيت على العراقيين أن يمتلكوا الوعي بذلك منذ خمسين سنة مضت، بدل احتفالاتهم السياسية التي كانت ولم تزل وبالا عليهم!

دجلة: معلومات لابد منها

جنائن المعلقة البابلية على الفرات

يبلغ طول مجرى نهر دجلة 1718 كم وينبع من جبال جنوب شرق هضبة الأناضول، ويتجه للجنوب الشرقي عبر مناطق تركية وعرة حتى يدخل العراق عند بلدة فيش خابور بسرعة فائقة، مارا بالموصل ونزولا حتى منطقة الفتحة الفاصلة بين مرتفعات حمرين ومكحول، ليجري بين ضفاف صخرية ويمر في سهل فيضي قليل الاتساع حتى سامراء، وعند بلد يبدأ السهل الرسوبي بانبساطه مع كثرة الثنايا فيه بين بغداد والكوت.ويتفرع من ضفته اليمنى شمالي سدة الكوت جدولان هما الغراف والدجيلة، كما تتفرع من جانبيه عند العمارة خمسة فروع هي: (المشرح، الكحلاء) على جانبه الأيسر (والبتيرة، والمجر الكبير والمجر الصغير) على جانبه الأيمن. ولذلك يغدو مجراه ضيقا جدا وتقل كمية الماء فيه، ثم يعود للاتساع ثانية بفعل انحدارات مناطق الاهوار المحيطة به حتى يلتقي بتوأمه الفرات عند (كرمة علي) شمالي البصرة مكونا معا شط العرب.
وترتفع مناسيب دجلة في شهري نيسان وايار وتنخفض في شهري أيلول وتشرين الأول. وتصب في النهر عدة انهر وروافد ـ وهذا ما يميّز دجلة ـ لعل أهمها وأطولها: الهيزل، والخابور، والكومل، والخوصر ( يمر بنينوى )، والخازر، والزاب الكبير، والزاب الصغير، والخاصة ( يمر بكركوك )، والعظيم، ديالى ( = سيروان )، وميسان، والبصرة. ومن تفرعاته: الكحلاء والمشّرح والمجر الكبير والمجر الصغير والبتيرة والعريض، وفي أوائل الثمانينيات، تم وصل الفرات مع دجلة بقناة قرب سامراء.
أقيمت عدة سدود على دجلة مثل: الكوت والثرثار، ولكن يعد سد الموصل من اكبر سدود العراق على دجلة، وهو يعاني من مشكلات عدة منذ تأسيسه، فكان لابد من التفكير بإقامة سد وقائي عند بادوش.. كما بني على ملحقات دجلة سد دوكان ودربندخان وصندور.. أما سد بخمة على الزاب الأعلى، فقد بدأت الفكرة منذ العام 1937 ووضعت تصاميم نهائية له في 1953 وجرى تنفيذ المرحلة الأولى لبنائه عام 1987، ولكنه لم يكتمل بعد. أن معاناة العراقيين اليوم تأتي من نقص كبير في المياه، وهي ثروة أزلية لم يهتم العراقيون لها، بالرغم من اطلاع كل الحكومات العراقية السابقة ومنذ العهد الملكي على كل من الخطط التركية والإيرانية إزاء المياه الجارية نحو العراق، وهي حق طبيعي له كدولة متشاطئة مع تركيا وإيران.. إن مشروعات تركيا الكبرى على دجلة قد سببت مشكلات حقيقية مع ضعف دور العراق الإقليمي وارتهان إرادته السياسية.
استراتيجية تركيا: مشروع GAP
ان خطط تركيا حول حوض نهر دجلة ضمن ما يسمى بمشروع غاب GAP تعنى بارواء 561000 rlm; الف هكتار بضمنها المساحات الحالية وباحتياج مائي مقدر بـ 6.2 مليار م3 من خلال انشاء14 rlm; سد وخزان مائي منها خمسة سدود قيد التنفيذ، ومنها سد ديوكيجيري
قرب ديار بكر، وسد بطمان، وسد بطمان - سليفان، ومشروع دجلة - قزال قزي في ولاية ديار بكر، وهناك سد آخر هو سد دجلة الذي يقع جنوب سد قزال قزي، وأيضا مشروع سد جزرة قرب الحدود التركية - السورية. أما مشروع سيلوبي، فيتكون من سدي فرك امير وهيزل المخطط لإنشائها على رافد الهيزل، وهناك مشروع كارزان في ولاية سعرت.
كما وضعت تركيا خطة لعدة مشروعات زراعية وكهرومائية في أعالي الزاب الكبير أهمها سد أعالي الزاب شمال بلدة حكاري، وسد سولوت في وادي بوبلاش، وسد جالديران وسد حكاري
هنا، سيتأثر الوارد المائي للعراق في نهر دجلة كثيرا بتأثير تخزين اكبر السدود التركية على نهر دجلة وهو سد (آلي صو)، وان تركيا ستستخدم اكثر من نصف الوارد المائي للنهر مما يقلل وارد النهر، وينبئ بمشاكل بيئية كبيرة تصيب المجرى النهري نفسه وأطرافه، خصوصا عندما نعلم بأن حياة الأنشطة الزراعية والصناعية ستتأثر تأثرا بالغا بسبب المياه الراجعة والتالفة بما تحويه من نسب ملوحة وملوثات أسمدة، إضافة إلى مخلفات النشاط البشري والصناعي واسع النطاق الذي سيتأسس في المراكز الحضرية التي تضمنها مشروع (GAP) والمزمع إنشاؤها قرب الحدود بين البلدين مما سيزيد من مخاطر المشروع على الحياة العراقية، وان حصة العراق ذاتها مهددة بالسدود التركية وخاصة سد اليسو المنوي الذي تم انشاؤه فوق نهر دجلة !
يمكن الاشارة الى اهم تلك الانهار والروافد التي تغذي دجلة، وكلها على شرقي النهر سواء في كردستان ام بقية انحاء العراق، واهمها: الهيزل , الخابور , الخوصر، الكومل , الخازر , الزاب الاعلى , رويي شين , رواندوز , شمدينان , الزاب الأسفل , نهر ديالى, العظيم , الوند , وغيرها من الأنهر التي تتوزع منابعها في كل من تركيا وإيران، أو من جبال العراق في كردستان.

استراتيجية ايران

العاصمة نينوى الآشورية على دجلة

لم تقتصر المخاطر على العراق من مشروعات تركيا الاستراتيجية، بل عانى العراق منذ الستينيات في القرن العشرين ( إبان عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ) من سياسات ايران المائية ازاء الأنهر المشتركة مع العراق، ونحن نعلم كم هو حجم الثقل السكاني والزراعي في شرق دجلة.. ويمكننا الوقوف قليلا على اهم الانهر العراقية القادمة مصادرها من إيران:
1/ نهر الوند الذي يجري في أراضي قضاء خانقين ويروي مساحات زراعية تقدر بـ 50 الف دونم ( والدونم 2500 متر مربع ) اقيمت عليه مشروعات وقنوات إيرانية، فانخفض منسوبه كثيرا على العراق.
2/ نهر كنجان جم الذي يجري من ايران باتجاه الجنوب الغربي نحو العراق ليروي بدرة وزرباطية من خلال جداوله العديدة ومن رافديه جزمان وسرخ، ولقد قلت مناسيب النهر جراء المشروعات الإيرانية عليه منذ عقود طويلة من السنين وقد اعترض العراق عدة مرات عبر عهوده السياسية كون إيران تسيطر على حصته من النهر، ولما جف النهر، نجحت الحكومة العراقية بشق قناة من دجلة لإرواء زرباطية.
3/ نهر وادي كنكير الذي يجري من إيران نحو قضاء مندلي، وقد انخفض منسوبه بفعل السياسات الإيرانية.. ولما شحت المياه فيه، عمد العراق إلى مشروع إرواء القضاء من نهر ديالى.
4/ نهر قره تو الذي يتشاطئ عند الحدود العراقية الإيرانية لمسافة 37 كم ويصب في نهر ديالى، وقد انقطعت مياهه جراء السياسات الإيرانية منذ زمن طويل فالحق أضرارا بزراعة العراقيين.
5/ نهر دويريج منابعه إيرانية ويصب في هور المشّرح، وقد أقامت إيران سدا عليه عام 1966 فانقطعت مياهه عن العراقيين.
6/ نهر كرخة: منابعه إيرانية ويصب في هور الحويزة وقد قلت مياهه أيضا بفعل بناء سدة عليه، فاحتجزت مياهه مع بناء جداول عليه. دعوني أسجل ما كتبه الباحث المتخصص الأستاذ صاحب الربيعي، إذ قال مدققا وكاشفا لمعلومات مهمة: " كما تم شق سبعة جداول في مقدمة السد لإرواء الأراضي الواقعة على جانبي نهر كرخة، أربعة منها كبيرة وهي: الدهوري؛ والهرموني؛ وغضبان؛ والشاولي. ويقدر عرض كل جدول منها ( 20 ـ 30 ) م وثلاثة منها صغيرة تقابل الجداول الكبيرة وهي: نهر علي؛ والزامل؛ والصرخة؛ وحاجي عباس ويتراوح عرضها بين (6 ـ 8) أمتار. ومن أهم روافد نهر الكرخه داخل الحدود العراقية هي: نعمة؛ ونيسان؛ والسابلة؛ والكسرة؛ والخرابة؛ وعمود السيدية وجميعها تصب في هور الحويزة، وتجف معظمها في فصل الصيف عدا رافد عمود السيدية. مع الإشارة إلى أن معظم تلك الروافد قد جفت، لا بفعل الإجراءات الإيرانية فقط، وإنما بفعل السياسات الطائشة للحكومة العراقية التي عمدت على تجفيف أهوار الجنوب العراقي " (انتهى النص).
7/ نهر الطيب: منابعه إيرانية ويمر بأراضي شرق العمارة ويصب في هور المشّرح، وأقامت إيران عليه سدة حجزت مياهه عن العراق.
8/ نهر هركينة تفرعت منه عدة قنوات إيرانية صناعية لسحب مياهه فنقص منسوبه كثيرا.
نهر زرين جوي الكبير منابعه إيرانية وأقامت إيران ثلاثة سدود عليه هي بايوه وبالاجو ووسان.. فانقطعت مياهه عن العراقيين.
9/ نهر كارون منابعه من جبال البختياريين ويصب في شط العرب عند خرمشهر، سيطرت إيران على مياهه منذ عام 1962 بتشييد سد دز على نهر دز علما بأن تصريفه السنوي 20 مليار متر مكعب، فأثرت كميات المياه على شط العرب كثيرا، بإنشاء عدة سدود إيرانية عليه.. ومن الجدير بالذكر أن روافد الكارون كلها تجري في أراض عراقية أصبحت جافة.

العراقيون: ماذا يمكنهم ان يفعلوه؟

لقد بدأ العراق يعاني من سياسات إيران المائية ضد حقوقه منذ العام 1961، ولم يزل حتى يومنا هذا يعاني الأمرين. وعليه، فان العراق مدعو لتبني سياسات جديدة لتخطيط الموارد المائية وإدارتها مركزيا إزاء كل من تركيا وإيران وضرورة عقد اتفاقية دولية بين الدول الثلاث ( مع اشتراك سوريا بالنسبة للفرات ) تراعي فيه الحقوق المائية التي ضمنتها اللوائح الدولية ووفق القانون. وان يكون ذلك هدفا استراتيجيا للعراق من اجل حاضره ومستقبله. نعم، لابد أن يكون تخطيطا استراتيجيا بعيد المدى، وان ندرك لماذا بدأ العراق يعاني الأمرين منذ بداية الستينيات من القرن الماضي؟ كما أن الضرورة تقضي بتنفيذ المشروعات المائية وتوزيع الموارد المائية والحفاظ على كميتها ومنع تلوثها.. فضلا عن عقد اتفاقيات مشتركة مع دول الشراكة المائية المتشاطئة مركزيا، ومنع أي اتفاقيات محلية مع الجيران، فالمياه في الدول المتشاطئة لا يمكن تسميتها بمسميات دول المنبع أو المجرى أو المصب، إذ أن حوض النهر هو تكوين طبيعي وجغرافي وهيدرولوجي وتاريخي واحد.. لا يقبل أن يتملكه أحد على حساب الآخرين. إن الوعي هنا بهذا الموضوع، يعد ضرورة حياة أو موت بالنسبة للعراقيين وأجيالهم، فلابد من سياسة تربوية ومعرفية وإعلامية ومصيرية بذلك.. وان يدرك كل عراقي بأن الماء لا يمكن هدره.. بل وان ما يمكن الحفاظ عليه واستغلاله قادر على خلق ثورة أروائية وزراعية كبرى في البلاد كلها. وعليه، فان حماية الموارد المائية في العراق، ينبغي أن تكون ضمن حدود كل المحافظات العراقية، وان تكون السيطرة كلها بيد الحكومة المركزية لتحقيق العدالة بين جميع العراقيين، وتأمين شروطها البيئية والفيزياوية.. بما يحقق التنمية المستدامة للعراق كله.
وأخيرا: ملاحظة لابد منها
لابد من القول أنني قد أفادتني في كتابة هاتين الحلقتين عن الفرات ودجلة في مساءلة تاريخية لتركة ثقيلة، كتابات كل من المختصين العراقيين: صاحب الربيعي وحيدر كمونه وحسن الجنابي وأزهر السماك، متمنيا على المسؤولين العراقيين الالتفات لما ينادي به المختصون، وان تكون معالجاتهم لهذا " الموضوع " فنية وعلمية قبل أن تكون سياسية وعاطفية..

ّwww.sayyaraljamil.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Excellent Article
Hala -

As usual, very infomative and good articles.

Excellent Article
Hala -

As usual, very infomative and good articles.

الىا ستاذي
جواد الحلفي -

استاذي الكريم في البداية أتمنى لك دوام البحث والاهتمام بكل مايتعرض له العراق وشعبه في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه ،وبعد هذا أقول ان التقاء الفرات بدجلة يتم في القرنة وليس في كرمة علي الواقعة على شط العرب والتي تبعد عن مركز البصرة بحوالي 15 كيلومتر والتي تضم جامعة البصرة الآن .أمامي الآن دراسة أكاديمية متميزة بعنوان (العلاقات العراقية الايرانية خلال خمسة قرون ) للباحث حسن الدجيلي ،الطبعة الثالثة/بيروت 1991 .والكاتب في هذه الدراسة اعتمد على مصادرعربية وأجنبية وكذلك على وثائق تاريخية ذات علاقة بهذاالموضوع.وباعتقادي فان أهم الفصول في هذه الدراسة هي : مشكلة النفط في مناطق الحدود وكذلك مشكلة المياه والأنهارالمشتركة وهذه هي من القضايا المصيرية بالنسبة للعراقيين .وهنا أقول ان الأنهار المشتركة في المنطقة الجنوبية وبالذات الروافد المائية المنحدرة من ايران والتي تصب في شط العرب وبالذات نهر الكارون وتفرعاته لم تعاني من المشاكل الكارثية قبل عام2003 مثلما حدثت بعد احتلال العراق ، لأنني من أبناء هذه المنطقة وأعرف تفاصيل الحياة فيها . بعد الاحتلال حدثت أمور وتجاوزات ايرانية لايعرف أبعادها الا أبناء المناطق الحدودية في البصرة . وستكشف الأيام عن التجاوزات الايرانية وصمت من يحكم العراق الآن عنها وهذا الأمر وصل الى تهديد بعض عشائر البصرة القريبة من الحدود في حالة أرشاد وسائل الاعلام الى المناطق العراقية التي أصبحت الآن تحت السيطرة الايرانية. استاذي الفاضل تتسأل أنت ..العراقيون :ماذا يمكنهم أن يفعلوه ؟ اذا كان الأمر يتعلق بمن في الحكم الآن أي السلطة السياسية فعليك تغيير صياغة السؤال على النحو التالي : ماذا يمكنهم أن يقدموه لايران أكثر مما قدموه لحد الآن لكي تعود مياه الروافد الايرانية الى الأنهرالعراقية ؟ وحسب الوثائق العراقية والايرانية الواردة في الدراسة المذكرة أعلاه فان 60 بالمئة / من مياه شط العرب تأتي من ايران .وقبلك يا استاذي بأكثر من عقدين من الزمن طرح حسن الدجيلي في مقدمة كتابه سؤال ربما هو مشابه لسؤالك لحد ما حول مشاكل الحدود بين العراق وايران:( ...ترى ماهي الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء استمرار حالة لاسلم ولاحرب ولا تسوية ولا وساطة ؟ وماالسبيل لمعالجتها بالطرق السليمة وما طبيعتها؟ هل هي خلافات متحدرة من رواسب تاريخية قديمة ، أم جديدة متأتية من سياسة ايران التوسعية

دجلة أم إيران؟
شوقي -

الدكتور سيار الجميل نتوقع منه أن يلتزم بمنهج صارم في الكتابة.. فهو باحث وليس مجرد هاوي كتابة.. في البدايةذكر أن المقال مخصص لنهر دجلة.. وقد تابعت المقال لأعرف بالفعل المزيد عن الوضع المأساوي للنهر العظيم.. لكن بعد وصف معلوماتي للنهر وروافده وفروعه والسدود المقامة عليه.. ينتقل الكاتب للحديث عن السياسات الإيرانية المائية.. دون أن يبين لنا أثر ذلك بمشحة مياه دجلة.. خاصو وأن الروافد التي ذكرها لا ينبع أي منها من إيران!! وتأثير إيران إذن مقتصر على أنهار عراقية أخرى.. صغيرة، مثل الوند والكيلومترات الـ 13 الأخيرة من شط العرب.. عموما أنا مو ضد كشف كل جوانب المشكلة.. بما فيها دور السياات الإيرانية(وهي الأقل تأثيراً على العراق من الماحية المائية).. بس يا دكتور خليك بالموضوع.. موضوع مقالتك دجلة.. مو الأنهار الصغيرة الجاية من إيران.. لو تحميل كل المشاكل على إيران يلخبط حتى منهجية العلماء؟؟

أين تعليقي ؟
حسام جبار -

!!!!لم يصلنا تعليقك عذرا

بلاد النهرين
علي الحسن -

للأسف الشديد .. وبلا شك ايران هي الدولة الحقودة على العراق .. تركيا بالتفاهم سوف تخجل وتسمح بمرور المياه والتي هي حق للعراق وليسة منه من أحد . بينما إيران سوف تُكابر كعادتها وسوف تقول هذه المياه مياهنا .. والأيام القادمة سوف تتذكرون كلامي .. العراق محتاج لرئيس قوي يفرض هيبته على الجميع وخصوصاً ايران ..