كتَّاب إيلاف

في دور تركيا وتقاربها مع سوريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في البدء لا ضرر من التأكيد على الفروق الملحوظة عربيا، بين النظرة إلى تركيا والنظرة إلى إيران، وهو ما ينعكس في التعامل الإيجابي مع الأولى والترحيب بدورها وجهود الوساطة التي تقوم بها بين الحين والآخر، ولعل آخرها ما كان من محاولتها تخفيف التوتر بين العراق وسوريا، فقد شاركت تركيا الجامعةَ العربية تلك المساعي، وقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن المبادرة التركية للوساطة بين سوريا والعراق بمضمونها تلتقي في الشكل والمضمون مع التوجهات العربية بهذا الشأن, وأن التنسيق سيستمر.

وتجد تركيا نفسها مضطرة إلى الالتفات نحو العالم العربي, والتفاعل مع قضاياه؛ فما يجري في العراق المجاور لها، مثلا، شديد التأثير عليها، ولا سيما جزئية المسألة الكردية؛ إذ تحرص تركيا على قوة مركزية في العراق تكفل وحدته؛ بغية الحفاظ على وحدة الأرض والإقليم؛ وذلك خوفًا من انتقال النزعة الاستقلالية للأكراد في تركيا في حالة ما إذا حصل أكراد العراق على الاستقلال الرسمي.

ويأتي بعد ذلك، في سلم أهدافها، الأهداف الاقتصادية والتبادل التجاري، ولا سيما بعد أن تضاءل أملُها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؛ فكثفت من نشاطها وعلاقاتها بالمشرق العربي والإسلامي.

تمارس تركيا هذا الدور في ظروف مريحة دوليا، تصل حد الدعم والمساندة؛ فهي، بهذه المكانة والدور، تحظى باعتراف أمريكي، ولهذا لم يكن مستغربا أن كانت هي المحطة الأولى التي يلقي منها الرئيس الأمريكي أوباما خطابا يوجهه إلى العالم الإسلامي. كما لم يَحدث توسطها في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بمعزل عن القبول الأمريكي.
ويمكن أن تكون تركيا، ولا سيما بعد شراكتها الاستراتيجية مع سوريا الدولة التي تُحدِث التوازن مع إيران في المنطقة، وهي في نفس الوقت لا تنظر إلى إيران النووية نظرة اطمئنان، وهي وإن لم ترَ خطورة في برنامج طهران النووي، إلا أنها تعارضه على اعتبار أنه سوف يُهدد توازن القوى. فضلاً عن زعزعة الاستقرار في المنطقة.

انعكاسات التقارب التركي السوري ودلالاته:

كانت العلاقات التركية السورية قد شهدت تحولا منذ استجابة سوريا لمطالب تركيا , أو تهديداتها بتسليم زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1998م.

وقد تفعَّلت العلاقة السورية التركية مع الوساطة التي قامت بها أنقرة بين سوريا وإسرائيل, ثم استمرت العلاقات بين البلدين في التحسن إلى أن تُوِّجت بتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية بينهما. واللافت أن تلك المعاهدة جاءت في ذروة التأزم العراقي السوري، وفي الوقت الذي حاولت فيه تركيا تخفيف ذلك التوتر, وكبح الانفعال الذي دفع بحكومة المالكي إلى المطالبة بمحاكمة دولية لمقاضاة من تؤويهم سوريا من مسؤولين بعثيين، تتهمهم الحكومة العراقية بالضلوع بجريمة الأربعاء الدامي.

واللافت أيضا أن هذه الانعطافة السورية نحو تركيا تأتي في وقت تشهد علاقة طهران مع الدول الغربية تصعيدا قد يفضي إلى عزل إيران دوليا.

ويحدث هذا التقارب السوري التركي في وقت تزداد فيه حكومة نتنياهو اليمينية في تصلبها وتعنت مواقفها من الاستيطان, ومن مجمل العملية السياسية بين العرب وإسرائيل. وفي هذا رسالة إلى الشعب الإسرائيلي وقواه السياسية مفادُها أن هذا النهج الذي تنتهجه حكومة نتنياهو يفضي إلى "تبريد" علاقتها بحلفاء تربطها بهم علاقات استراتيجية كتركيا, ويؤثر على جهودها في عزل سوريا.
وفي موازاة هذا الانعطاف السوري تتقدم العلاقات الأمريكية السورية، فقد قال مسؤول أميركي ودبلوماسيون إن الولايات المتحدة دعت نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لزيارة واشنطن للمرة الأولى منذ خمسة أعوام في إطار جهود واشنطن لتحسين العلاقات مع سوريا.
ولا يخفى أن لهذا أثاره على أزمة الحكومة في لبنان، إذ تأمل واشنطن من دمشق بالإسهام إيجابيا في إنجاح مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري.
وليس من المستبعد أن تعمل دمشق على ممارسة تأثيرها على الحركات الفلسطينية كحماس، في حال نضجت الظروف السياسية لعقد اتفاقات صلح مع إسرائيل.
ومن بوش وإدارته التي رفعت شعار الفوضى الخلاقة, وأوباما الذي يعمل على تهدئة الصراعات, وتخفيف الاحتقان, يتغير المشهد في المنطقة من إيران المتعاظمة في دورها ونفوذها إلى تركيا الأكثر قبولا والأقل صخبا.
o_shaawar@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تركيا الاقرب
bob الدوحة -

تركيا البلد الجار والقريب فكريا للعرب واكثر الناس تاءثرا بالظلم الذى يحصل للعرب ولامن مغيث سوى بعض المواقف التركية الشجاعة كما راءينا من فترة علما باءن تركيا لايوجد لديها اطماع اقليمية وسوريا اكثر المستفيدين من هذه العلاقة وتطور هذه العلاقة مفيد لشعوب البلدين

تركيا الاقرب
bob الدوحة -

تركيا البلد الجار والقريب فكريا للعرب واكثر الناس تاءثرا بالظلم الذى يحصل للعرب ولامن مغيث سوى بعض المواقف التركية الشجاعة كما راءينا من فترة علما باءن تركيا لايوجد لديها اطماع اقليمية وسوريا اكثر المستفيدين من هذه العلاقة وتطور هذه العلاقة مفيد لشعوب البلدين

تركيا الاقرب
bob الدوحة -

repeated

تركيا الاقرب
bob الدوحة -

repeated

وليس صداقه
علي -

لقد تجاهل الكاتب الدور الهام للرئيس مبارك لنزع فتيل الحرب بين سوريا وتركيا ابان ازمه اوجلان ثم ان تركيا دوله محتله تمامآ مثل اسرائيل وايران والنظام يتجاهل اراضيه المحتله خوفآ على نظامه من تركيا فكيف تكون تركيا صديقه لسوريا بربكم ؟؟؟؟

وليس صداقه
علي -

مكرر

تركيا بلد التطو ر
مستر بيف السعودي -

تحية اجلال واكبار الى تركيا قيادة وشعبا من منا لايحب تركيا هذا البلد السني المتحضر المتطور الرائع بلد ديمقراطي وقوي ونعم للتحالف العربي(السني) مع تركيا زعيمة العالم السني المتحضر مناصفة مع السعودية..وفلتذهب ايران !!

ما هذا التفكير
عربي منكوب -

لا أدري كيف يفكر هؤلاء الذين لا يروا العلاقات الدولية والأقليمية إلا من منظور سني شيعي فهؤلاء قاصرين عقليا بكل تأكيد علينا نحن العرب الأبتعاد عن القرارات الصهيوأمريكية وعدم طاعتها والركض وراءها والسباحة هي فلكها فالعقل والمنطق يقول من مصلحتنا التقرب من كلا البلدين الجارين تركيا وإيران لأن ما يربطنا بهما تاريخيا أقوى بكثير مما يربطنا بأمريكا والكيان الصهيوني القائم على أرض فلسطين لكن فتوى التبعية لمواقف (ولي الأمر) تحدد عقولنا وتجعليها مصبوبة بقالب غير قابل للتطور والمشكلة أن غالبية العرب يفكرون بهذه الطريقة ولا يروا أن قرارات ومواقف الأنظمة (الفاعلة بالذات) مرهونة بمواقف أعدائنا فمتى يفيق العرب

XXXXXXXXXXXXXXXXXX
فلسطيني -

والله تركيا وإيران الأثنان لا فائدة لهم لأن الاولى صديقة حميمة لأسرائيل ولها معاهدات عسكرية والثانية إيران لاهم لها سوى إنتشار مذهبها وسيطرتها على العالم العربي بشراء عملاء كحسن نصر الله وخالد مشعل والحوثيون وحشر أنفها في العراق الجريح.نحن العرب نبقى عربا متحجر العقول لا نتعلم ولا نفهم نظرة الأخرين لذا سبقونا كل من تركيا وإيران بعد ان كنا أسيادا للأثنين.