كتَّاب إيلاف

فرنسا الجريحة وأوروبا المتواطئة بالصمت

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعيدا عن التأويلات والقراءات المتسرعة لجريمة نيس الإرهابية تقف فرنسا في مواجهة نتائج رابع عملية إرهابية تهز أمنها القومي مخلفة مرة أخرى ضحايا بالعشرات ومئات الأسلة الحائرة والباحثة عن أجوبة فشل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وحكومته في الرد عليها وطمأنة الفرنسيين وشركائهم الأوروبيين وأصدقائهم بمناعة وقدرة أجهزتهم على مواجهة الإرهاب والرد عليه بما يتناسب وحجم الجرائم وارتفاع منسوب التهديدات الإرهابية التي تستمر بتهديدها.

أسئلة مقلقة تطرح مرة أخرى عن فشل استخباراتي كبير وخطير يرافق أجهزة الأمن الفرنسية الداخلية والخارجية والتي لا تبدو أنها قادرة على تقدير حجم المخاطر ومتابعة الجماعات الإرهابية التي مازالت متحررة من الكثير من المراقبة الواجبة داخل فرنسا القادرة على تجنيد الإرهابيين وتسليحهم وإعدادهم لتنفيذ مخططاتهم ومنفذ عملية نيس محمد بوهلال الذي عرف عنه فقط انه منحرف وعنيف لم تملك الأجهزة الفرنسية عنه أية معلومات عن تحوله للتطرف وارتباطه بالمجموعات الإرهابية.

فرنسا التي تخوض حروباً مفتوحة ضد الإرهاب من مالي إلى ليبيا والصومال مرورا باليمن والعراق وسوريا وهذا الاستنزاف العسكري والأمني شتت قدرات فرنسا على مواجهة هذه الساحات الغارقة في يد المجموعات المتطرفة والتي زاد من أزماتها السياسات المتهورة للحكومات المتعاقبة منذ بداية ما سمي "بالربيع العربي" وتمددت كوارثه دون توقف لليوم، كل هذه التحديات الخطيرة التي تواجه فرنسا قابلها تجاهل أوروبي لحربها ضد الإرهاب وكأنها تركت لوحدها تواجه مصيرا أسود بينما يكتفي البقية ببيانات التنديد والتعاطف واستنكار جرائم الإرهابيين.

منذ الهجوم الإرهابي على مقر جريدة "شارلي أيبدو" والإرهاب يستهدف فرنسا تباعاً بينما تنأى العواصم الأوروبية بنفسها عن هذا الخطر باستثناء بروكسل التي عوقبت من الجماعات الإرهابية لمساعدتها فرنسا بكشف المجموعة التي شاركت في هجمات باريس نهاية السنة الماضية، التملص من المشاركة الفاعلة في مواجهة التمدد الإرهابي في أوروبا صار واضحاَ رغم كل الاتفاقات والمعاهدات وما يحكى عن التنسيق الأمني بين دول أوروبا لا يبدو أنه يخرج عن نطاق العلاقات العامة البعيدة عن الواقع المعاش في أوروبا.

وأمام التحديات والمخاطر المرتفعة التي تواجه فرنسا تبدو الصورة هادئة في باقي دول أوروبا التي لم تستطع إيقاف أو تفكيك خلايا إرهابية أو مصادرة أسلحة أو تجميد أموال تنتقل بكل سهولة لتمويل الإرهاب كما أن مئات الإرهابيين الذين خرجوا من كل الدول الأوروبية والتحقوا بالمجموعات الإرهابية في سوريا والعراق لا تبدو أوروبا مهتمة بمتابعتهم ومواجهة أخطار عودتهم وما تشكله من تهديد لعمق لآمن القارة العجوز.

بعض العواصم الأوروبية تجاوزت سياسة غض الطرف عن الجماعات الإرهابية ونشاطها وسارت باتجاه التفاوض عن بعد معها لحماية مصالحها ومثال ما يجري لحماية المنشات النفطية في ليبيا يعطي صورة عن كيف يتم التضحية بالأمن الأوروبي مقابل المصالح الخاصة وهذا سيعطي الجماعات الإرهابية القدرة على فرض شروطها المتصاعدة في المراحل المقبلة مما يضع كل دول القارة العجوز تحت رحمة الإرهاب.

فرنسا التي تقف وحيدة في مواجهة التهديدات الإرهابية المستمرة ضدها مازالت تتهرب من مواجهة استحقاقات الأخطاء السياسية القاتلة التي ارتكبتها منذ تورطها في ليبيا ثم سوريا والعراق ودعمها للمجموعات التي تحولت من صناع للربيع العربي إلى صناع للدمار والإرهاب في المنطقة وانعكاسات هذه الحماقات وارتداداتها على فرنسا التي تورط المئات من شبابها مع الجماعات الإرهابية، وهذه الاستحقاقات إن لم يتم تحميل مسؤولياتها لمن تسبب بتوريطها سياسيا وعسكريا في هذه المناطق وكشف حقائق ذلك سيبقى عبء تتحمله كل مدة في صراعها المكشوف مع الجماعات الإرهابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غريبة
كلكامش -

ستزداد المشاكل طالما هناك سته ملايين مسلم يعيشون عاله على المجتمع وتسعين بالمائه منهم يكرهون الغرب الكافر حد الموت لان رسالتهم مبطنه يتظاهرون بالاندماج وفي داخلهم يتمنون رفع علم الله واكبر فوق قصر الاليزيه

للجم الأرهاب
أحمد شاهين -

للجم ألأرهاب ألغاء كافة حقوق ألأنسان...... لجميع ألمهاجرين عرب وغير عرب مسلمين وغير مسلمين......ترحيل عائلة ألجاني حتى خامس جد كما في الجلوات ألعشائرية دون ألنظر الى أية حقوق واللي مش عاجبه يرجع الى بلاده يطالب بحقوق الأنسان فيها مصادرة أمواله ألمنقولة وغير ألمنقولة .....ألغاء أية استحقاقات من تأمينات وضمان الخسوف ينحسر لأن اللي مات راح للجنة نياله لكن عائلته واقاربه سوف يبقون في جحيم ألأرض يعانون ويدعون عليه

اتهام مبطن ..
فول على طول -

الكاتب ومثل كل المؤمنين لا يدخل فى موضوع الارهاب مباشرة ولا يذكر أسبابة الحقيقية ولكن كعادة الذين امنوا لابد من اتهام الأخرين وتبرئة الدين الأعلى ...مساكين الذين امنوا . الكاتب يعيد نفس الكلام ...اوربا السبب وفرنسا السبب ...سيدنا الكاتب : لا يمكن لأعتى أجهزة المخابرات العالمية كلها مجتمعة أن تعرف ما يدور فى ذهن شخص واحد . لكن بما أننا نتكلم العربية ونعرف تعاليم الدين الأعلى يمكننا القول وبكل تأكيد أن كل مؤمن - وأقصد مسلم يؤمن بالنصوص - فهو مشروع ارهابى وقابل للانفجار فى أى وقت ويرتكب أعتى الجرائم مجرد الضغط على الزناد لأنة جاهز بالفعل ...انتهى . كل مسلم فى العالم أو فى اوربا هو ارهابى كامن الى أن تأتى الفرصة وهذة هى الحقيقة ..كيف يمكن مكافحة ذلك ؟ اقرأ تعليق 1 و2 مع تحياتى الدائمة لهما .

الحل موجود لدى اليونسكو
محمد الشعري -

لا يجوز أن يقتصر الحل على الأبعاد الأمنية و العسكرية فقط . لا يمكن أن يقتصر الحل على الردع و المنع و القمع فقط . لا يليق بأية حكومة ديموقراطية أن تطارد أدوات الإجرام ( أفراد فقراء مخدوعون بالغيبيات و بالطقوس وبالمقدسات ) و أن تتجاهل الذين يصنعون تلك الأدوات و يستخدمونها و يحققون بها المزيد من الثراء و من السلطة . لا يليق بأي ديموقراطي أن يتناسى أسباب الظواهر و يختصر إنتقاداته في الإمتعاض من بعض نتائجها . فالإشكالية متمثلة بالأساس في مافيات دينية عريقة أنتجت تدهور الصحة العقلية العامة لبعض الشعوب و الفئات جراء إستفحال الحرب النفسية و الإجرام المنظم و الفساد الإجتماعي و التجنين الشامل و التغبية الممنهجة و المحمية بقانون علماني فاسد يسمى ( قانون منع إزدراء الأديان ). فما العمل ؟ أعتقد أن الحل واضح و معروف و موجود لدى اليونسكو . فهاته المنظمة الدولية على دراية تامة و تفصيلية بأن الإصلاح يكمن في تطوير النظام التعليمي و التربوي . و هذا الإصلاح قائم على ثلاثة أسس هي : أولا : تدريس علم الأديان المقارن ، ثانيا : تدريس فلسفة الأخلاق ، ثالثا : تدريس أحدث النظريات العلمية في الفيزياء و في الرياضيات . هذه الأسس التعليمية و التربوية ، إذا تجذرت في كافة المدارس و المعاهد و الجامعات و تمت إزالة ما يخافها أو يتعارض معها بأي شكل من الأشكال ، هي الحل الحقيقي و الجذري للظاهرة الميتافيزيقية المسلحة و غير المسلحة . هذا رأيي و أملي و موقفي .

كفي عن غض النظر يا اروبا
الحسن لشهاب/المغرب -

فعلا من يزرع الريح يحصد العاصفة، و بما ان فرنسا المستعمرة لم تشبع بعد من تدي الابقار العربية و فرنسا المنافقة لا زالت تغض النظر على الجماعات الارهابية ، كما انها تغض النظر عن الحكامات العربية المستبدة ،وبما ان الله حرم الظلم على نفسه و بين عباده ،فهاهي فرنسا اليوم تحصد نتائج الاستعمار الاقتصادي و النفاق السياسي الدي تمارسه على الشعوب العربية المستضعفة التي تعيش بين مطرقة المخابرات الفرنسية و المخابرات الصهيونية عموما ، وبين سندان الحكومات المتسلطة الخائنة لابناء شعوبها .هل منا من يرضى لنفسه الدل و العار و الفقر و التطرف لولا كونه مجبرا على العيش بين مطرقة المخابرات الصهيونية و بين سندان الحكومات المتسلطة؟