عقدة (السيد الرئيس)!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بسبب التراكمات التربوية والاجتماعية والدينية الموروثة او التي تتعلق بالمناهج الدراسية الجامدة عبر عشرات السنين، والبناء القبلي لمعظم مجتمعاتنا التي تمنح الشيخ صلاحيات تشبه صلاحيات الدكتاتور في النظم السياسية الشمولية، تكلست مجموعة من القيم والسلوكيات التي حولت الكثير ممن يتولون أي مسؤولية إدارية صغيرة كانت او كبيرة الى دكتاتوريات قزمية تحاول تقمص شخصية الرئيس او شيخ القبيلة، من خلال اسقاطات سلوكية وسايكولوجية بالغة في معظم المجتمعات العربية والإسلامية وتأثيراتها على الفرد وموقعه الوظيفي اجتماعيا او إداريا، حيث يتقمص في سلوكه وتصرفه شخصية الرئيس او الملك في الموقع الذي يشغله تدرجا من اصغر مدير دائرة أو مفوض شرطة مرورا بشيخ العشيرة ورجل الدين، وليس غريبا أن يكون ذلك السلوك مرتبطا في الأساس بسلوك ابٍ متسلط بإفراط او معلم مستبد في المدرسة او رجل دين متشدد لا يقبل الحوار والنقاش صعودا الى شيخ العشيرة ومن ثم الى اعلى الهرم في الحكم المطلق للفرد.
ولا عجب في ذلك لأن منظومة التقاليد والعادات والتفسيرات الدينية الداعمة مع التراكم التربوي والاجتماعي وحتى الديني يدعم هذا التوجه والرمزية في الحكم، ولا أظنه عيباً في مجتمعات ما تزال في بدايات انتقالها إلى نمط آخر من الحياة السياسية والاجتماعية وما يواجهها من صراعٍ عنيف بين النظام الذي تعيشه والنظام البديل، خاصةً وأنه ليس من الضرورة أن يكون البديل سياسياً فقط، بل إن المتغيرات التي أنتجتها الكهرباء ومشتقاتها في عالم الاتصالات والإنترنيت والتواصل الاجتماعي أحدثت ارتباكا شديداً في عملية الانتقال المفاجئ إلى النظام الجديد دونما المرور في سياق التطور الطبيعي للمجتمعات وتعاملها مع معطيات الحضارة الجديدة، فكانت أشبه ما تكون في صدمتها بنتائج غزوة بدوية كالتي كانت تحصل بين القبائل قبل عشرات السنين، مما أدى الى تعطيل الانتقال النوعي واستبداله بمظهرية سطحية لم تتعدى الشكل الخارجي وإكسسواراته في السلوك أو الثقافة، والذي أنتج هجينا غريبا لا يمت بأي صلة لا بالنظام الأول ولا بالبديل المرتجى!
نعود الآن إلى عقدة (الرئيس) المفرط بالرئاسة، كواحدة من تلك العقد التي واجهتها عملية التغيير الاجتماعي والسياسي في معظم هذه البلدان، وخاصة تلك التي تم تغيير هياكل أنظمتها اما بانقلابات او بمساعدة قوى خارجية كما حصل في العراق وليبيا واليمن وسوريا وتداعياتها الاجتماعية والسياسية، خاصة العقد الموروثة من أنظمتها السابقة، وفي مقدمتها عقدة (الرئيس القائد) المفرطة التي أنتجتها الدكتاتوريات السياسية والاجتماعية وما يرتبط بها من كاريزما وصلاحيات مطلقة كانوا يتمتعون بها ويستخدمونها في تخدير الغالبية من الأهالي الذين يمتلكون استعداد الاحتواء (القطيعية) من هكذا كارزميات بصرف النظر عن طبيعة سلوكها، ولعلنا نتذكر تلك الجموع الغفيرة التي كانت تتغنى بهم وما زالت تمارس ذات السلوك مع غيرهم اليوم.
ومن هنا وبسبب هذا التراكم الموروث سيكولوجيا واجتماعياً تشعر كثير من الزعامات التي أنتجتها مرحلة الانقلاب الى الوضع الجديد وبغياب دولة المواطنة وهشاشة القانون، إنها تشغل ذات الموقع الذي شغلته تلك الشخصيات في النظم الشمولية، ابتداءً من اصغر مدير دائرة يتوهم نفسه امبراطورا وحتى اعلى المستويات حيث تتقمصها وتقلدها بشكل أعمى، وإزاء ذلك يبدو من الصعوبة بمكان إحداث تغيير مهم وبسرعة في هذه التركيبة من الأمراض الاجتماعية والنفسية والسياسية المتكلسة، مالم تبدأ حملة تطهير وتنوير كبيرة تشارك فيها كل النخب المثقفة والأكاديمية بمختلف توجهاتها وعلى كل المستويات، ابتداءً من الأسرة والمدرسة ومناهجها التي تكرس هكذا سلوك وخاصة في مبدأ المواطنة الجامعة، وتنقية التعليم من عملية تعبئة الرؤوس بالمعلومات واستبدالها بمناهج معاصرة نقدية عملية بعيدة عن المتوارث من الخرافات والاساطير والهيمنة البدوية في التفكير والسلوك، وإلغاء تداخل النظام القبلي او الدين مع الدولة بالتأكيد على مدنية الدولة والنظام، وإن أي موقع في الدولة أو في النظام الإداري والتشريعي والقضائي ما هو إلا عمل وظيفي مقابل أجر لخدمة المجتمع وأفراده، وليس منةً أو هبةً من أحد، بل هي وظيفة اجتماعية أو سياسية أو تشريعية لخدمة الأهالي دونما تأليه أو تفرد أو امتيازات مبالغ بها على حساب الآخرين.
kmkinfo@gmail.com
التعليقات
النظام الزائل دمر العراق
صالح -في العراق هناك نعرات متعددة واولها العشائرية و الطائفية والعرقية و قام رأس النظام السابق بتعميق هذه النعرات, في بداية حكم البعث كان اتجاه الحكم علماني و مدني اي بعيدا عن الدين والنظام العشائري عدا (الانتماء التكريتي) وفي عام ١٩٧٦ صدر قراربالغاء الانتماء الى العشيرة او المدينة وحتى الغى نائب الرئيس وقتها لقبه التكريتي و بعد قيام الحرب مع ايران قام الزائل باداء الصلاة في الجوامع وعلى جانبه مسدسه الخاص ولم ترى قبلها اي رئيس او احدا اخر يصلي ويرتدي حزام المسدس مع العلم حوله عشرات الحراس واخترع الحملة الايمانية ليلهي الشعب بالصلاة بعيدا عن الحرب وشهدائها ودمارها, وقام ايضا بانعاش العشائرية ليكسب ولاء شيوخ العشائر الى جانبه , ويتحدث الكاتب العراقي الكبير علي الوردي عن العشائرية والدولة ويقول ان احد اكبر اسباب ضعف الدولة هو (العشائرية) وهكذا استورث الشعب العراقي في اذهانهم الرئيس الضرورة , المناضل الحزبي , المدير القدير, والعشائري الكبير والعسكري الفذ الى اخره من الالقاب التي روع بها النظام السابق الشعب العراقي
السيد الرئيس
د. سفيان عباس -احسنت.. لنا عودة في سيكلوجية مجتمعاتنا المبتلاة بعقدة السيد الرئيس الى الماضي العتيق عصر القبيلة والعشيرة التي حلت محل شريعة الغاب ..من هنا كانت بذرة الهيمنة التسلطية لشيخ القبيلة ..بعد التحول الى عصر الدولة البسيطة انتقلت معها موروثات زعيم القبيلة التسلطية الى رئيس الدولة البسيطة ، وما زالت قائمة لم تتغير بالرغم من التحولات المجتمعية التطورية المعاصرة ، لأنها بات سلوكا تربويا غائرا بأعماق الشخصية الوريثة… حينما الغي نظام الاقطاع في العراق نهاية خمسينات القرن الماضي حل محله الرئيس والوزير والمحافظ والقائم مقام ومدير الناحية بذات السلوك .. نعم موجودة هذه السلوكيات التسلطية في أب الاسرة والمعلم ومفوض الشرطة وغيرهم ..نحن بحاجة ملحة الى ثورة تربوية عارمة وجارفة لعقدة الرئيس ابتداء" من الاسرة وهي الوحدة المجتمعية المصغرة في عديدها والكبيرة في البناء التربوي للفرد ..وهكذا مع باقي المناهج المدرسية ..فأن كل الحلول الجذرية والتربوية المقترحة تتمحور في العمل الديمقراطي والمواطنة الحقة… وبدونا يبقى هذا الحال المحال… اعتقد المجتمع الكوردستاني قد بدأ رويدا رويدا وإن كانت بديات بسيطة فأنها وفق المعايير المطلوبة الواعدة للانتقال الى حضيرة المدنية الحضارية اسمح لي بهذا البيت الشعري المنقول ..ملأى السنابل تنحني بتواضع ،،،، والفارغات رؤوسهن شوامخ . عاش عقلك واناملك في حسن الاختيار لهذه المعضلة الازلية .. دمت متألقا اسد كوردستان .
يجب الشمول يا سيد كفاح
حسين -مقال يتحدث عن عادات وتقاليد اصبحت باليه في نوعما في ظل التطور التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي ، واصبحت مكشوفة اكثر ، ولكن يا سيد كفاح ليتك تحدثت عن نفس الامور العشائرية في كردستان ايضا و التي تحكمها سيطرة وتسير الامور باسم السيد الرئيس القائد والزعيم المناضل والعائلة المناضلة وهكذا ، وهذه السيرة مطبقة كصورة فوتوكوب عن ما كان يجري زمن الطاغية وحكم الفرد الواحد
تراكمات فكرية
يوسف سرحوكى -ان ما يحدث حاليا عبارة عن تراكمات فكرية نرجسية دكتاتورية مأخوذة من جيل من جيل يبدأ من العائلة ومروا بالشارع والمدرسة والعشيرة وصولا لأعلى قمة من الهرم السياسي هذه التراكمية نتيجة الفكر النرجسي وحب السيطرة على الغير ليكون رمزا يقود ويأمر كيفما يريد حسب مصالحه وهذا الشيء لم يأتي من فراغ وإنما أتت من العشائرية البدوية والفكر الديني والمذهبي والقومي وعدم تقبل الآخر وبهذا الفكر أنتجت دكتاتورية بمفهوم التحضر وبما أن هذا الفكر مترسخ ترسيخا كاملا عند القطيع أصبح ذاك الدكتاتور رمزا وقائد الأوحد او رئيس ملهم يقتدي به القطيع وهذا ما حصل داخل العراق واغلب الدول العربية والاقليمة . حياك أستاذ كفاح المحترم
تعميم
صالح -اعتقد السيد كفاح عمم ب ( معظم مجتمعاتنا)