فضاء الرأي

على بشار الأسد أن يعي أنه لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"المسامح كريم" و"أهل السماح ملاح"، أمثال عربية صادقة وفطرية، وتعبّر عن السعودية المتسامحة دائماً، الكريمة في سماحها، واللينة في غضبها. لعلّ أحدث مثال على هذه الطبيعة المتسامحة تتجلى في دعوة بشار الأسد، رئيس النظام السوري، لحضور القمة العربية.

ولم يأتِ قرار إعادة إحياء العلاقات مع الأسد وليدة اليوم، بل جاء نتيجة نقاشات ولقاءات متعددة بين ممثلين ومبعوثين من السعودية وسوريا.

وقد وافق بشار الاسد، قاتل ومهجّر الاطفال والرجال والنساء والشيوخ في بلده "الجمهورية العربية السورية"، على كل طلبات السعودية مقابل العودة إلى الجامعة العربية، وليحظى بصورة جماعية في قمة جدة العربية.

تعهد الأسد بالتوقف عن إبرام أي اتفاق تجاري أو عسكري مع إيران، وبإبعاد مليشيات إيران بما فيها حزب الله عن حدود الأردن، وتجميد تهريب المخدرات والكشف عن المهربين واعتقالهم وتدمير مصانع الكبتاغون وغيرها من مصانع المخدرات المنتشرة في سوريا - طولاً وعرضاً - تحت إشراف شقيقه ماهر الأسد، قائد ما يسمى بالفرقة الرابعة وهي بالأساس فرقة تأمين تهريب المخدرات إلى دول الخليج براً وجواً.

وافق بشار بعدما استأذن عائلته على تنفيذ قرارات دولية تُعنى بملفات إعادة اللاجئين وإجراء تعديلات دستورية لضمان حقوق المعارضة والسوريين اجمعين وإيقاف وضع التشيّع في سوريا والتوقف عن منح عناصر حزب الله ومليشيات إيران الجنسيات بالجملة ووقف منحهم الحقوق في أملاك السوريين المشردين قسراً في وطنهم وخارجه.

بشار كان ليوافق على كل شيء من أجل البقاء في سدة الحكم، كما يقول العارفون في بواطن المحادثات التي سبقت عودته غير المحمودة، والتي تلقى فتوراً ومعارضة من قبل شرائح كبيرة ومهمة في البلدان العربية.

هنا لا بد من التذكير بما قامت به السعودية لتثبيت سيادة بشار الأسد وقيادته بعد وفاة والده حافظ الأسد، والمواقف الداعمة التي قدمها الراحل الملك عبد الله إلى أن اشتد ساعد الأسد وتمكن من إدارة شؤون البلاد، لكنه عندما رمى أول ما رمى السعودية، وراوغ وتصرّف معها بحماقة غير مسبوقة وحاول اللعب على كل الحبال وتنصل من التزاماته أمام السعودية كما يروي الأمير بندر بن سلطان في حديث صحافي، لافتاً إلى أن ألاعيبه الأسد أدت بالملك عبد الله في حينه لاستدعائه الى الرياض ليقول له "يا بشار انت كاذب، كاذب، ثم كاذب". ولمن يرغب بالغوص أكثر في ألاعيب بشار الأسد مع السعودية، يمكنه قراءة نص المقابلة الشاملة التي أجراها الزميل عضوان الأحمري لصحيفة "إندبندنت عربية".

السعودية تسعى لحمل هذا "الولد" - كما كان يسميه الراحل وليد المعلم وفاروق الشرع واخرين من اركان حكمه سابقاً وحالياً - ليعود الى رشده ويفي بالوعود التي قطعها، فطالما منحت السعودية الاموال لهذا البلد دون مقابل وهي تعود لفعل ذلك مجددا من منطلق أن "أهل السماح ملاح"، ولكن على بشار الأسد وكل من يقف خلفه أن يعرف أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العرب وهم صاغرون
فول على طول -

العرب ليس لهم مبدأ وخونه وهم يعرفون ذلك جيدا ولا يثقون فى بعضهم ..انتهى - بالطبع فان العرب هم من هدموا سوريا ودمروها وهم من كانوا يمدون الارهابيين بالسلاح ..أما حكاية الحريه والديمقراطيه فى سوريا فهذا كلام يضحك عليه المختل عقليا وليس العاقل فقط وكلهم ءيعرفون ذلك ولكن منافقون ...العرب كلهم ديكتاتوريين ولا يعنيهم الحريه والذى منه ..والأسد يضحك على هذه المصطلحات الهبيله . يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

نعم انتصر الأسد وبقى فى الحكم رغم أنف العرب وتركيا .لا أحد ينسى تصريحات عادل الجبير وزير خارجية السعوديه ودائما يكرر : لا بقاء للأسد ...على الأسد أن يرحل ..الخ الخ ..ورحل الجبير وبقى الاٍسد ...شئ مضحك طبعا . العرب لم يجدوا بدا من عودة الاٍسد لأسباب معروفه وهى : ابعاده عن ايران قدر الامكان وهذا هو السبب الأول والأخير ..ثم منع أو تقليل التشيع فى سوريا ..طبعا هذا لن يحدث اطلاقا ..والاٍسد لم ولن ولا يتخلى عن علاقته بايران نظير عيون العرب الخونه ..يتبع

الخلاصه
فول على طول -

انتصر الاٍسد على شعبه وهذا لا نقاش فيه ..وانتصر على الخونه العرب الذين دمروا سوريا وهذا لا جدال فيه ...ولا يهم الأسد ولا أى حاكم عربى قتل ملايين من البشر من شعوبهم ..فعلها صدام من قبل وفعلها البشير وغيرهما ..ولقوا تأييدا عربيا ومن الجامعه العربيه حتى لا ننسي ..وحكاية الديمقراطيه وانتقال السلطه فهذا كلام مضحك والكل يعرف ذلك .

تابع ما قبله
فول على طول -

الجامعه العربيه والعرب هم الذين رجعوا الى الأسد وهم صاغرون .وهذا واضح للأعمى . بعد أن فشل ازاحة الأسد عن السلطه وتسليمها الى الارهابيين من أهل السنه والجماعه وهذا كل ما فى الأمر . وأيضا عادوا اتلى الأسد للخوف من التشيع ومن امتداد نفوذ ايران وعمق علاقتها مع الأسد ..وأيضا من المخدرات ..انتهى .