كتَّاب إيلاف

متى تكفُّ العلمانية عن مغازلة العقيدة الدينية والاستنجاد بها؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحيانا أصاب بالعجب واسأل ما الذي يجعل رجال السياسة ورعاتها وكثير منهم العلمانيون والمدنيون يتعكزون على الفكرة الدينية لترويج وترسيخ أهدافهم وتحقيق مراميهم؛ وهل ان المفاهيم والمدارس العلمانية والأفكار التنويرية والعقلانية والمدنية المتحضرة عاجزة الى حد ما عن إقناع الشعوب لضمّها الى قناعات علمية وتجريبية بدلا من ان يتعكزوا على العقائد الدينية؟؟

قبل اكثر من قرن اتكأت الحركة الصهيونية كفكرة دينية رجعية قائمة على التلمود ومنبعثة اصلا من مفاهيم التوراة رفع لواءَها عتاةُ العلمانية من عقول يهودية سعت ونجحت الى حد كبير في تشييد كيان اسرائيلي تبلور يوما بعد يوم حتى أضحى دولة ناهضة ثبتت أركانها وسط مجموعة دول عربية منها الكبيرة العريقة بإرثها ومكانتها ومنها الصغيرة المقسمة منذ مئة عام وفق معاهدة سايكس بيكو وبقي هذا الكيان يمتد ويبني ويستوطن المهاجرين وتزداد أعداد وافديه ومازال يزحف ليبلع أراضيَ اخرى فلسطينية من خلال استمرار بناء المستوطنات دون ان يردعه رادع حقيقي وفعّال سواء من قبل سلطاتنا العربية أو من قبل المنظمات الدولية او الدول الكبرى ولا حتى الرأي العام العالمي.

تتراءى لي بوضوح ان الصهيونية والأسلمة معاً تتكآن على الدين وتغازلانه ولا ارى فرقا بينهما سوى ان الأسلمة كانت اكثر بشاعة ومزقت شعوبها المسلمة نفيا وتهجيرا وحروبا متواصلة باسم العقيدة السمحاء حتى تحولت الى عقيدة منفرة شوهاء ودمرّت بني جلدتها بينما الصهيونية - بدهائها وألاعيبها وتضامن الكثير من دول العالم معها - لملمت شتات أهليها على حساب تفريق الطرف الاخر وهو الشعب الفلسطيني المعذب اللاجئ على الارض باستثناء فئة عرب / 1948 من خلال انتزاع عروبتهم ودمجهم مع المجتمع الاسرائيلي في عملية تذويب وصهر الهوية حتى نسي المواطن منهم محتده وأصوله وأهليه.

الاسلمة الطاغية عندنا اليوم هي الاخرى تعكزت على الدين للانتشار تماما كما الصهيونية فهما صنيعة الدين لما له من جاذبية وسحر سرعان ما يدخل قلوب وعقول الشعوب واستغلال حالة الإيمان لتدخل الايدولوجيا التي يسخرها العلمانيون اليهود لإنجاح مخططاتهم الصهيونية مثلما يسخّر الإسلاميون الان لإشاعة الاسلمة وإدخالها في ممرات وأقبية السياسة بشعارات رنانة يصفق لها الجماهير بعفويتهم ما دامت تدغدغ مشاعرهم العقائدية مثل "الإسلام هو الحلّ" باعتباره صالحا لكل زمان ومكان وضرورة طرح الحكم الإسلامي وترسيخ الإسلام كنظام سياسي يسمونه صالحا لكل زمان ومكان. ولا ادري كيف يكون صالحا في ألفيتنا الثالثة هذه بكل قفزاتها العولمية ومناحيها المدنية وأنظمتها الديمقراطية وتقنيات الميديا الجديدة في نظمها المتعددة الحديثة وأعجب كيف تريد هذه التطورات المذهلة عقلاً أثنيا ضيق الافق ليقودها ويعايشها ويماشيها في تطورها السريع بجريانه.

فكلنا نعتز بالاسلام وإرثه مثلما نعتزّ بالرسالات السماوية الاخرى ونعتز ايضا بحضاراتنا الاولى ما قبل الاسلام لكننا نأنف من ان نستعمل آنية فخارية صنعها أجدادنا ونضمّها في مطابخ بيوتنا وننهل منها ما يدخل جوفنا رغم اعتزازنا بها وننشد صيانتها وحفظها بل ولا نفرط فيها أبدا اذ لا تقدر بثمن مهما كان باهضا ونعمل المستحيل على صونها في المتحف ونفاخر بها الأمم والشعوب غير اننا قد نمرض ونشقى حينما تكون ضمن الأواني التي نستخدمها في بيوتنا ونعجب كيف لأمةٍ تعيش عصر الألفية الثالثة وفي عصر العولمة والانفجار في الاختراعات والمكتشفات ان تعيش عقليات القرن الثاني الهجري وما بعده وننصاع انصياعا أعمى لما تَـفَـقّـه به الأولون مع إدراكنا ان هؤلاء الأولين كانوا وحيدي عصرهم في توقّد الفكر والطروحات العقلية لكنهم اليوم مجرد عقول كان لها دورها في زمانها لكنها فقدت بريقها واختلّ مكانها الان في مقعد النهضة الشاملة في بنائها الفوقي والتحتي؛ وقد آن الأوان ان نبتكر منهجا عقليا آخر لا يسرف في سرد ما قاله الأولون ويقع تحت إسار الإذلال والانصياع والذيلية للعقول السالفة ويتحتم علينا الان ان نبصر بعيون معاصرة الى العالم وما ينبثق منه من ابتكارات أنتجها العقل المعاصر ونتماشى مع المحدث النافع والجديد المثمر دون إحداث اية قطيعة او انفصال مع الإرث العقلي السالف لكننا لا ننجرّ وراءه إتباعا أعمى حينما يصنف أهل الكتاب مثلا بانهم كافرون &- على سبيل المثال &- او هذه الفئة من الناس توضع في خانة الوثنية والشرك، والفئة الأخرى تصنف في خانة الموحّدين واعتبار الملأ بان هذا الفكر وضعيّ والفكر الآخر سماوي، فالعالم بملياراته التي تزيد نسماته على السبعة مليء بالعقائد المختلفة والأصناف العقلية يصعب عدّها وحصرها ومن السخف ان ننشغل بتصنيفها على انها كافرة ومنحرفة وسليمة ومؤمنة.

فليفهم المسلمون - ونحن منهم ـ انهم جزء صغير من الناس وليسوا كل الناس والله من جعلهم شعوبا وقبائل وأصناف شتى ليتعارفوا ويعمّروا ويؤثثوا المعمورة بناءً فوقيا وتحتيا لا أن يتنازعوا ويعادي بعضهم بعضا وهو ربّ العالمين الذين يكون المسلمون جزءا منهم؛ فهم ليس الكل في هذه الأرض التي مهّدها الله لنا ولغيرنا من أصناف البشر والأعراق والمنحى العقائدي. فلا طريق لنا سوى طريق الالتقاء مع الشعوب الأخرى ومدّ اليد لمصافحة السواعد القوية الناهضة والتعلّم منها كيف تنجز إبداعاتها بمساعدة العقل.

وتبقى العقيدة الإسلامية زخما روحيا وحافزا لنا للانتقال الى مرفأ الحداثة واعتماد نظم سياسية جديدة راقية تحترم الإنسان ورغباته لتطوير بلده وفق أحدث النظم الديمقراطية فاتحين صدورنا وعقولنا لكل ما هو جديد ونافع لنا بعيدا عن إدخال العقائد عنوةً في أقبية السياسة وإدارة الحكم وتسيير الأمور من خلالها لأنها تقصر وتعجز عن ان تتكيف في مناخٍ لا يناسبها إطلاقا وإنما مكمنها في الصدور والقلوب وارتباطها حصرا بالخالق ومخلوقه وليس مكانها في قاعات البرلمان وهياكل الوزارات وأساليب التعليم المدنية لا الدينية.

فرجال السياسة ذوو المران والخبرة والدربة أجدر بالحكم القائم على الصواب والنجاح، اما رجال الدين الناصعون الشرفاء فهم أحفظ للعقيدة وصونها مما علق بها من دبق المطامع نحو الجاه والمال والحظوة التي لوثتها الايدي الطامعة (تجّار سياسة وتجّار دين) ممن أوهموا الناس بفكرة الاسلمة عندنا وخدعوا عقول الملأ بهذا البريق الذي يعمي الأبصار لا أن يهديه بنورهِ سواء السبيل.

فيا أيها العلمانيون والمدنيون ودعاة التنظير السياسي المتقدم اتركوا للمساجد الإسلامية وللكنائس المسيحية وللكنيس اليهودي رعاتها ولا تركّزوا أنظاركم على المعابد أيّا كان منبتها ومحتدها ومولدها؛ وانتم ايها المحترفون والمشتغلون بالعقائد الدينية مهما كان لونها وسمتها تنحّوا جانبا عن أقبية السياسة ودروبها الوعرة والسالكة لئلا تفسد مثلكم العليا وقيمكم السامية النجيبة، وكم ستكون حياتنا زاهية لو اتّبعتم هذا المسلك المليء رخاءً وسعادةً وحرية عندما تتجوّلون به وتنتشي صدوركم أنفاساً عذبة وتمرحون بمشواره أمنا وسلاما ومحبة دائمة لكل عابر وقاصد.


jawadghalom@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلمة الطاغية
كاميران محمود -

سأبدأ تعليقي أولا على هذه الجملة الواردة في المقال بتصرف(الاسلمة الطاغيةكالصهيونية هما صنيعة الدين)وأختلف معك هنا لانهما صناعتان انجليزيتان اولا وسحر وجاذبية الدين يشدان الامي ثقافيا المعدم فكريا.وكلامك عن ((عدم ))صلاحية الاسلام كنظام سياسي لزمننا لاشك في صحته. وتأويله لن يكون غيركون الاسلام فاقدا للصلاحية لكنك تكتب بعد ذلك بقليل عن كون العقيدة الاسلاميةزخما روحيا وحافزا للانتقال الى مرفأ الحداثة,ما هو تفسيرك؟ أليس ذاك من تلك؟وتقترح منهجا عقليا آخر لا يقع تحت إسار الإذلال والانصياع والذيلية للعقول السالفة ومن جهة اخرى تقترح عدم إحداث اية قطيعة او انفصال مع الإرث العقلي السالف . وأشك في كون الامكانيات العقليةلاجدع جدعان اهل الاسلمة والتأسلم أعلى من مثيلتها لشمبانزي انجليزي أعور معاصر.

العلمانية كفر
متابع -

احسن خاتمتك يا جدو ، من قال ان العلمانية قد اتت بأفضل مما جاء به الاسلام ، فهو على خطر عظيم ويخشى عليه ان يموت على الكفر ما لم يتب ،،

العلمانية المستحيلة ،،
مفكر -

العلمانيون العرب ليسوا علمانيين !نقول لن يسمح الاستبداد بقيام اسلام صحيح ، ولا علمانية صحيحة ، ولا ليبرالية و ديمقراطية صحيحة ، مهما دعا الليبراليون المخلصون لها ، ذلك ان اللبرالية والعلمانية والديمقراطية والاسلام من باب اولى ، يحتم وجود آليات وهياكل لابد منها مثل الحريات العامة وحرية الاعلام وحرية الاجتماع والتظاهر وحرية اقامة الاحزاب والتنظيمات والنقابات وحرية التعبير والتفكير والانتخاب والتداول السلمي للسلطة و اقرار او سحب الثقة الخ من امور ، فليس بمستطاع في المشرق تنفيذ العلمانية بكل آلياتها ومآلاتها ومخرجاتها في ظل الاستبداد الشرقي ، يقبل ادعياء اللبرالية والعلمانية المساندون للاستبداد بوجود الجانب السلبي من هذه الافكار ويساندونها وليسوا على استعداد بالتبشير بها على حقيقتها لانها تمثل خطورة على اهوائهم ورغباتهم التي يضمنها لهم الاستبداد ، ومن هنا نفهم اصطفافهم مع الانظمة القمعية لما قامت الثورات العربية ولا زالوا ضدها ، وكيف انهم ساندوا الانقلاب العسكري على الشرعية المنتخبة في مصر ، واصطفافهم مع جزار الشام ضد شعبه وهم الذين كانوا ينظرون للحريات والعلمانية والليبرالية فاذا بأقنعتهم تسقط تباعًا..

حياد العلمانية خرافة ،،
مفكر -

ان القول ان العلمانية محايدة ازاء الدين خرافة - ولا دين بحق الا الاسلام - بل هي منحازة ضده والشواهد على ذلك كثيرة في البلدان الغربية وفي البلدان الاسلامية التي ابتليت بحكام فرضوا العلمانية بالحديد والنار على شعوبهم ، وليتهم ابتدعوا شيء ولكنهم استوردوا الكتالوج وطبقوه بدون اعتبار للفروق الثقافية والنفسية للشعوب المسلمة عن الشعوب الاوروبية ، كما استورد الهالك اتاتورك قانون الاحوال السويسري من بلد يرفع على علمه الصليب ؟! وحيث يحكم قانون الاحوال الفرنسي العديد من البلاد العربية ؟! ان العلمانية وحتى في صورتها اللايت معادية للدين ، ولا دين بحق الا الاسلام ، اما مذهب الليبرالية فهو عبارة عن وصاية من اقلية فكرية كارهة للدين - ولا دين بحق الا الاسلام - تابعة ومستلبة ثقافيا ونفسيا للغرب ومتهتكة اخلاقيا ، ان العلمانية والليبرالية دمرت المجتمعات الغربية اخلاقيا ونفسيا من واقع الاحصاءات ، ولذلك نكرر دائما انراللي بيجرب لمجرب عقلو مخرب . والعاقل من اتعظ بغيره ، وان تصفيق المنصرين المشارقة للكتاب من ابناء المسلمين السنة يأتي من باب حقدهم السرطاني الكنسي والنفسي على الاسلام والمسلمين ، ومن الملاحظ ان البلاد المسلمة التي طبقت العلمانية استثنت الاقليات الدينية والمذهبية من تطبيقها عليهم ، مثال ذلك ان الكنايس في تلك البلاد لا توثق الزواج المختلط فيضطر المختلفون مذهبيا وهم اتباع دين واحد الى الزواج في قبرص مثلا ولا توثقه الكنايس بعد ذلك الا بعد تعهد الزوج بتعميد ابناءه من المرأة على مذهب الطائفة ؟! فأين حق الزوجة وحق الابناء و حق العلمانية المدعاة بالنهاية احذروا العلمانية واحذروا دعاتها من ابناء المسلمين المارقين من الدين ولا دين بحق الا الاسلام ...

العلمانية العربية مناهضة لحقوق الانسان ،، المسلم !
مفكر -

فإن مصطلح العلمانية التي طُبقت في بعض الدول العربية والمسلمة مثل تونس وتركيا كان غرضها وقراراتها وقوانينها استهداف معالم” الهوية الإسلامية” للدولة التركية، مثلا وتغريبها، بمعنى تقليد المظاهر الغربية دون تطبيق ديمقراطية الغرب؛ إذ بينما فهمت “العلمانية” في الغرب بمعاني فصل الدين عن الدولة، وضمان الأخيرة الحرية الدينية للأفراد، وعدم تدخلها في شؤون العبادة، وتوفيرها المساواة لكل المواطنين أمام القانون، وعدم إرغام الناس على السير في نهج تراه الدولة هو الأفضل، فإن” العلمانية الكمالية” مثلا فهمت، بالإضافة إلى فصل الدين عن الدولة، بمعان معادية للدين، وشل دور علماء الدين في المجتمع، وقمعهم ومحاولة إزالة الموروث الديني الثقافي الحضاري للدولة، وإجبار الناس على السير في نهج علماني مضاد للدين ، في حين امتزجت : العلمانية الغربية” بالأفكار الديمقراطية التي تحترم مشاعر الإنسان وآراءه، وتسمح بإيجاد أحزاب وديمقراطية مسيحية، فإن” العلمانية الكمالية” طبقت عن طريق استخدام القوة، وديكتاتورية الحزب الواحد. فالفرق واضح بينهما، فالعلمانية الغربية علمانية محايدة في حين علمانية كمال أتاتورك علمانية متطرفة معادية للدين. لقد كان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان يُناجز العلمانيين بعلمانيتهم، ويُطالبهم بردها إلى النسق الغربي وهي العلمانية الديموقراطية لا العلمانية الديكتاتورية المستبدة، فالغرب يُقصي الدين بالأفكار وليس بالحديد والنار، والحرية الدينية مكفولة في أوربا والغرب، فلماذا استوردوا جانبا من الفكرة وتركوا البقية؟ ان مشروع الدولة العربية العلماني انتقادي وقمعي ومعادي لحقوق الانسان الاساسية ومن ينتقده يكون مصيره القتل او السجن او النفي او الاخفاء ،

قصة قصيرة
قاريء -

‏يتمرد على الإسلام، ويصبح ملحدا وإباحيا، فيحوله إعلام الغرب بطلاً ووقوداً لحرب القيم والأفكار ضد المسلمين. ويعيش المتمرد في حواضر الغرب، فيذبل بريقه الزائف، ويتحول تافها بين ملايين التافهين العدميين. ثم ينتحر كمداً ، او يهلك حتف انفه كما تموت السوائم "بعد صراع طويل مع الإسلام"

العلمانيين المشارقة اقلية الاقلية في المجتمع المسلم ولا يملئون حتى حافلة صغيرة في كل بلد مسلم
مفكر -

يجب ان نلاحظ ان العلمانية يعتنقها قطاع ضئيل في كل بلد عربي مسلم لا يملئون حتى حافلة نقل متوسطة ويريدون فرضها على الأغلبية التي هي مع الاسلام ، و كما بيننا وبين العلمانيين الجنائز اي من يصلى عليه اكثر ، فأننا نقول للعلمانيين عندنا بيننا وبينكم الصناديق ، فهل تقبلون بها حكماً ام انكم ستشتمون الجماهير التي لم تنتخبكم ويتهمونها بالتخلف ؟ وهذا طبع في اغلبكم حيث يلاحظ ان علمانيينا يتسمون بالبذاءة في حوارهم مع الآخر ، مع ان اغلبكم عايش في الغرب ولكن يبدو انه لم يتعلم شيئًا وحمل في حقائبه احقاده وبذاءته عندما هاجر الى الغرب ما علينا ، وبالتالي لا يحق للأقلية الفكرية الترويج لافكار مضادة لما تعتقده الأكثرية المؤمنة في بلدها ولذلك نحن نقترح على الأقلية العلمانية الاندماج في هوية الأكثرية المؤمنة وتجديد ايمانها وإسلامها والترويج وبعث الاسلام الحقيقي الذي اختطفه الحكام المستبدون وبرر لهم علماء السوء ندعوهم الى اكتشاف درر الاسلام وجواهره ونفض الغبار عنها والدعوة الى الثورة وازالة الحكام الظلمة وشنق فقهاء السلاطين الذين ساهموا في تشويه الدين وتعبيد الشعوب للطواغيت اليوم اذا دخلت سوق الأفكار وقد بارت وسقطت كل الأفكار الغربية والشرقية في الحكم والاجتماع والاقتصاد لم يبق سوى الاسلام .،،

يا علمانية !
متابع -

بينما ذابت الأغلبية السنية في الهويات الوطنية‏تحصنت الأقليات بهوياتها الطائفية والعرقية ‏فظل الوطن أولوية بالنسبة للسنة‏والطائفة والقومية أولوية لدى الآخرين ‏في العراق‏وقف السنة وحدهم أمام الاحتلال وشركائه ‏وفي سوريا‏يقاتل العلويون باسم الطائفة‏و السنة الموالون للنظام باسم الوطن!

متى سيعي المثقف العلماني هذه الحقيقة
عابر إيلاف -

لابدّ للمثقف العربي أن يفهم ويدرك أن العلمانية مثّلت خطوة أوروبا الحاسمة التي وضعتها على طريق العقلانية والتطوّر. ولكن عليه أن يفهم أيضا أنها لم تكن دائما بذلك الصفاء الذي نعتقد. فالسياسة لم تغسل يديها من الدين بل ظلت تعمل على توظيفه، والعقل الغربي نفسه ليس عقلا عقلانيا صرفا، فالموروث الديني يظل مكوّنا مهما من مكوناته لحضوره في اللاوعي الجماعي أو لتحالفات بين رجال السياسة ورجال الدين تتبادل المصالح والمكاسب على نحو غير معلن.و ان اغلب المواقف السياسية المتأثرة بها منطقتنا الاسلامية ذات منطلقات دينية لدى اغلب الساسة الغربيين ، الصلبان ملتصقة باعلام تلك الدول و على معداتها العسكرية و رتب ونياشين العسكر و حلف الناتو ذاته شعاره صليب ضخم مرفوع او ممدد على الارض ؟! صحيح. ان اوروبا قيدت الكنيسة وانطلقت حرة ، لكنها رفضت تطبيق مباديء الحرية و المساواة على الشعوب الاخرى في اسيا و افريقيا والعالم الجديد فشهد تلك البقاع ابادة شعوبها ونهبت ثرواتها و تسليط الطواغيت على الشعوب لكبتها ومنع الحرية عنها واستمرار النهب تحت اقنعة جديدة ..

مرحبًا بالعلمانية الديمقراطية الدستورية هل توافقون عليها ؟ هل تقبلون التحدي ؟
مفكر -

مرحبًا بالعلمانية الديمقراطية الدستورية ، التي تتيح للشعب اختيار شكل نظامه السياسي ، ومرجعيته ، ونوابه وممثليه ، هل توافقون عليها ، ان كُنتُم علمانيين حقيقيون ستوافقون عليها ، اما ان كُنتُم علمانيين استئصاليين فلن توافقوا ، ام انكم تفضلون الاستبداد الذي يقمع الاغلبية ويحنو على الاقلية ، مفسحاً المجال لكل الأقليات الدينية والمذهبية والفكرية الطعن في معتقد الاغلبية بدعوى حرية التكفير والتعبير ،،

لقد صرت مطلوبًا لله يا جدو انصحك ان تقلع عن العلمانية وتلزم سجادتك و مصحفك ،،
متابع -

يا جدو ، لقد صرت مطلوبًا لله يا جدو و ولم يبق في العمر كثر ما مضى ، انصحك ان تقلع العلمانية وتعود الى الاسلام وتلزم سجادتك و مصحفك ومسبحتك ،،

الدراسات الغربية تنتقد مآلات البعد عن الله والدين وغياب المرجعية الإلهية ،،
عابر ايلاف -

من مزايا الدراسات الغربية انها تنقد آثار الحداثة وتفكك المجتمعات وغياب المرجعية الإلهية= الا انها لا تستطيع ان تفعل حيالها شيئًا فهي تسير الى حتفها بقدمها ، لكن ميزة هذه الدراسات النقدية أنها تبصرّك بتفاصيل الظلام والضلال وضنك معيشة المعرضين عن الوحي، ولكنها لا تهديك إلى الصراط المستقيم ولا تعرف تفاصيله هذا؛ فهي تخبرك بخطورة الحياة بدون دين يهيمن على الحياة الخاصة والعامة ، لذلك نقول اللي بيجرب لمجرب عقله مخرب ،، والعاقل من اتعظ بغيره ،،