إشكالية المعارضة في الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واحدة من أهم التحديات التي تواجه عملية التحول للنظام الديمقراطي في معظم دول الشرق الأوسط خاصة تلك التي تم تغيير هياكل أنظمتها الشمولية بمساعدة خارجية مفصلية، هي كيفية التعاطي مع قوى المعارضة الجديدة، خاصة وأن غالبية الحاكمين بعد تغيير أنظمة دولهم كانوا معارضين سواء في الداخل وهم القلة أو في الخارج وهم الغالبية وتعرضوا لظروف قاسية سواء من كان منهم يعمل في الجبهة الداخلية او الذين غادروا البلاد ولجأوا الى دول الجوار وانطلقوا منها للعمل، وقسم ثالث لجـأ الى أوروبا او أمريكا للعمل السياسي والإعلامي الذي يتعلق بالرأي العام ومراكز القرارات الدولية، والصورة جلية في كل من العراق وايران وسوريا وليبيا وغيرهم من مناطق أخرى في العالم.
هذه التحديات توزعت على مجموعة عوامل او مؤثرات أهمها ما يتعلق بعدم تبلور ثقافة المواطنة التي تصدعت وتشوهت بل وتلاشت في كثير من البلدان ذات التنوع الاثني والديني والمذهبي، ناهيك عن التكلسات الشعورية التي أصيب بها غالبية المعارضين من الظلم والاضطهاد والاغتراب من قبل النظم المستبدة والتي تحولت هي الأخرى أي تلك المشاعر لدى العديد من اعتلوا دفة الحكم بعد التغيير الى شعور بالانتقام مستخدمين ذات الأساليب في التعامل مع من يخالفهم الرأي الى الحد الذي أصبح الانتقام المنظم ديدنهم بحجة انهم من اتباع النظام السابق!
وقد تجلى ذلك في سلوك الحاكمين بالعراق وليبيا وايران حيث تعرض اتباع النظم السابقة والمحسوبين عليهم حتى من أقاربهم او أصدقائهم الى عمليات اقصاء وابعاد واضطهاد وظلم كبير وصل الى درجات تجاوزت مستويات ظلم النظم السابقة، واعادت ذكريات بائسة من سلوكيات الأنظمة الشمولية بما أعاق عملية التحول الى النظام الديمقراطي، بل حصل العكس وبدلاً من إقامة دولة مؤسسات وقانون تحولت البلاد الى محكوميات ميليشياوية ممغنطة بفكر شمولي طائفي ضيق وعقلية قومية أو دينية متطرفة، حولت هذه البلدان إلى مراكز تكثف فيها الظلام ففقدت البصر والبصيرة وغمرت البلاد بكم هائل من الدكتاتورية البديلة والفساد!
ولعل أبشع ما يُمثل التعاطي مع المعارضة بعد تغيير الأنظمة الشمولية تتجلى في العراق وإيران وتركيا حيث مارست الميليشيات العراقية عمليات تصفية لعشرات الآلاف من المشتبه بهم فقط كونهم إما بعثيين أو متعاونين أو متعايشين مع منظمات الإرهاب أبان احتلالها للمدن والقرى، وغدت هذه التهمة حجة كافية لإعدام آلاف من الرجال وتغييب عشرين ألف شخص نسبة عالية منهم دون الثامنة عشر من العمر، ناهيك عما تقوم به إيران في إبادة المعارضين لها في الداخل بل ولم تكتف بذلك فقامت قواتها الجوية والمدفعية والصاروخية بقصف مخيمات اللاجئين من مواطنيها في إقليم كوردستان، وذات الفعل تقوم به تركيا في ملاحقتها لمعارضيها في العراق، أما ليبيا فحدث ولا حرج من الاقتتال والتصفيات على حساب السلم والأمن الاجتماعيين.
إنها إشكالية معقدة تعود في الأساس إلى فقدان بوصلة التربية والتعليم وأسس بناء الدول والمجتمعات، والفشل في معالجة مخرجات وتداعيات تلك الأنظمة الشمولية وما خلفته بعد انهيارها بعقلية معاصرة وبروح وطنية خالصة، لكن الذي حصل للأسف هو هيمنة العقلية الدينية والقبلية والمذهبية العنصرية المتشددة والمتطرفة في معظم مفاصل الدولة ومؤسساتها التي استخدمت كل هذه الوسائل والأدوات لإنتاج سلطة تشريعية بذات المواصفات، وقد نجحت فعلا في تعطيل القوانين والدساتير لصالح اغلبية تلك أصحاب تلك الادوات وأعرافها البالية وتفسيراتها وتأويلاتها المنحرفة، والتي كانت وما تزال سبباً مهماً لعدم تقدم هذه البلدان ذات الإرث التاريخي والحضاري والثروات الهائلة، حيث التقهقر والبطالة والفساد وانتشار الميليشيات والسلاح والمخدرات.
التعليقات
شرط المعارضة الحقيقية
فواد -شرط وجود معارضة حقيقية زوال النظم العربية الوظيفية الحالية وزوال اسرائيل و انكفاء امريكا على ذاتها وانشغالها بنفسها ،،
اشكالية المعارضة
د. سفيان عباس -احسنت ،،، العمل السياسي له قواعد واسس وسمات موجبة التحقق في شخصية السياسي الذي يمتهن هذه الحرفة النبيلة… كل ايدلوجية سياسية أو فكرية او عقائدية لابد وان تتبنى اهدافا سامية محددة تناضل الاحزاب والشخصيات المؤمنة بها من اجل تحقيقها بعيدا عن الشعارات الغوغائية ،،، وان تصب هذه الاهداف في خدمة الشعب والعمل على نهوضه وتطوير آفاق المسارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية وغيرها ،،هذه الاحزاب والشخصيات تتناوب على قيادة مصدر القرار بغية الايفاء بتطبيقها على ارض الواقع ، ومن ثم الذهاب الى المعارضة في حالة اخفاقها ضمن العمل الديمقراطي في تدول السلطة … هنا السؤال يطرح نفسه عنوة على وحدة موضوعك بشأن المعارضة في الشرق الاوسط والدول التي اشرت لها ،،،،مّن هي المعارضة التي تحمل اهدافا ورسالة ووفاء" لنضالها وعقيدتها وشعبها عدا القيادة السياسية الكوردستانية ..؟ ،فهل اتخذت قرارا حكيما ،،عفا الله عما سلف ؟ ..مثلما فعل فخامة الرئيس مسعود بارزاني ،،، المعارضة العراقية للنظام السابق ليست لديها أية اهدفا او رسالة سامية ،،، إلا اللهم اهدافها تدميرالبلد ونهب اموال الشعب والانتقام والقتل لمسوغات طائفية وهكذا الحال مع باقي المعارضة على شاكلتها في القتل والنهب الممنهج . بوركت ابن كوردستان البار
نفس المنهج
يوسف سرحوكى -تشابه فكرالمعارضة السياسية شبه كلي بفكر داعشي حيث خرج داعش بفكرة المعارضة ضد من هم ضد الدين .. اما انت معي وحسب فكري الديني واهدافي وتطلعاتي او انت ضدي .. و عندما يخالفهم احد ما معهم في مسائل الفقه الديني يتهم بمرتد وكل مرتد جزاءه القتل بدون رحمة حيث ازهقت ارواح مئات الالاف ظلما وجورا ، وهذا ما طبقه ويطبقه اكثر من ذي قبل الساسة الذين ادعوا انهم معارضين للحكم السابق محملين معهم تراكمات و تكلسات فكرية للنظام السابق .. ان كانت دينيا او عرقيا .. لكن باشكال اخرى اكثر وحشية و قساوة . ان مراهقي السياسة لم يستوعبوا التجربة من بلدان لجئوا اليها .. الغربية .. ولم يستوعبوا فكرة الديمقراطية لياتوا بها الى بلدانهم ويبنوه ولو بشكل جزئي بل قاموا بتحطيم البنية التحتية وهدم المعامل والمصانع وقتل الزراعة وابعاد الشهادات والاكفاء المخلصين عن مصدر القرار .. جايجي بسيط بدون اي مؤهلات يجعلونه قائدا والراعي الى سيد يسود حكمه على الكل .. ولو العمل شرف ، فكيف سيبنى الوطن رغم توفر الطاقات الاقتصادية والبشرية بوجود هؤلاء مراهقي السياسة .ما كان لصعلوك يبني بيتا فكيف سيبني وطن . تحياتي لك ولطرحك الرائع استاذ كفاح
لا يشترط الشرط الديني في قتل المرتدين فدواعش الإلحاد قتلوا الملايين من معارضيهم
فؤاد -لا يشترط الشرط الديني في قتل المرتدين فدواعش الالحاد قتلوا الملايين من معارضيهم ، فآلهتكم ستالين و ماو وبتاع كمبوديا ابادوا ملايين ملايين المعارضين دون ان يرف لهم جفن ،،
مقال عنصري حاقد
حمص الشام -عهدنا هذه النبرة العنصرية الحاقدة من بعض المتطفلين على الصحافة الكردية يهاجمون الطغمة الحاكمة والثورات ضدها دون تمييز او محاكمة منطقية ظنا منهم انهم ينتصرون لقضيتهم. المقارنة هنا تختلف ففي العراق كان صدام يعتمد على الشيعة في الحكم وهو من حمى الخميني من التصفية ولولا تدخل ملالي الدجل واذنابهم لما وصل الحال لما هو عليه اليوم. أما في ليبيا فكل ما ورد في المقال كذب وتلفيق لان أبناء القذافي أحرار اليوم وسيف رشح نفسه للانتخابات ولولا عبث الأصابع الخارجية وصهاينة الداخل لكان الحال افضل بكثير مما هو عليه الآن. أما في سوريا فالغالبية من جميع الاطياف تقبل بزعيم حر من أحفاد السلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى إلى النصر فيما لو قاد الثورة السورية العظمى اليوم إلى النصر على عصابة المجرم بشار بهرزي الكيماوي.