العشوائيات الديمقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في غالبية دول الشرق الأوسط الموبوءة بانعدام سلطة القانون وفقدان العدالة الاجتماعية، ترتفع مستويات خط الفقر المدقع مع انخفاض مريع في الوعي والتعليم، حيث يتمّ تدمير الناتج القومي واستهلاكه في بناء ترسانات أمنيّة وعسكرية وأسوار من هياكل الحماية للنظم السياسية في كافة مفاصل الدولة، التي تحولت وبالذات جمهوريات الانقلابات ودول الربيع العربي المخدرة بالديمقراطية المستوردة إلى استهلاكيات سياسية واسعة، انتشرت فيها أنماط عديدة من العشوائيات النظرية والفكرية والسياسية التي بلورت نمط من الديمقراطية الفوضوية التي يمكن تسميتها بالديمقراطية العشوائية الناتجة من ذات البيئة التي تجمعت فيها هذه الفعاليات السياسية ومن مختلف الشرائح والطبقات والتوجهات، القبلية والقومية والدينية والمذهبية ومن كل الطبقات الاجتماعية.
هذه الديمقراطية التي هبطت بمضلة خارجية فوق مجتمع تكلست في مفاصله موروثات اجتماعية قبلية ودينية تتقاطع تماماً مع هذا الأسلوب في الحياة الاجتماعية والسياسية، وخير دليل على ذلك التجربة الديمقراطية الأخيرة في العراق منذ عقدين من الزمان، ناهيك عن تجربتي تركيا وإسرائيل اللتين فشلتا في الخروج من قوقعة القومية المفرطة والدينية المتزمتة، ولم تنجح في خلق مجتمع مدني حديث يقوم على مبدأ المواطنة الجامعة، بل حصل العكس وخاصةً في العراق حيث ٲنتجت التجربة كائناً سياسياً مشوهاً ووضعاً اجتماعياً قلقاً، اختلطت فيه تلك المصطلحات المستوردة مع المتكلسات الوراثية في بنائه الاجتماعي والديني وملحقاتهما من العادات والتقاليد والأعراف، بل ٳن مفهوم المعارضة في التجربة الجديدة سواء في كوردستان التي استقلت ذاتياً سنة 1991م والعراق عموماً منذ 2003م هو الآخر ٲنتج ضمن البيئة الاجتماعية وموروثاتها والسياسية وحداثتها كائناً هجيناً لا مثيل له حيث تشترك الأحزاب المتنافسة جميعها في السلطة وتقوم في ذات الوقت بدور المعارضة وهي شريكة أساسية في الحكم ومخرجاته وامتيازاته، وخاصةً في ابتداع نظام المحاصصة في الوظائف والمناصب وعلى مختلف مستويات السلطات حيث يمارس الجميع الحكم والاستئثار بعطايا وامتيازات الدولة المشرعنة من السلطة التشريعية بشكل مريع جداً، ناهيك عن ٲن كل هذه الأحزاب والمكونات عبارة عن دويلات لديها دكاكينها الاقتصادية وٲذرعها العسكرية (الميليشيات).
ولا تختلف بقية الأنظمة التي انبثقت من الانقلابات أو من التغييرات الفوقية بمساعدة الدول العظمى عن التجربة العراقية في ممارساتها ومضمون تفكيرها ٳلا بالعناوين والٲسماء، وقد أضاعت فرصة ذهبية لبلورة معارضة وطنية تحت ظلال المواطنة الجامعة، حيث تتكالب كل القوى على اقتطاع جزء من الدولة لتحويلها ٳلى دويلة وبقرة حلوب، حتى وصلت الأمور ٳلى درجة بيع وشراء المناصب الوزارية والأمنية والعسكرية بما يمنع قيام أي شكل من ٲشكال الدول الحديثة، بل على العكس أصبحت الدولة في هذه البيئة التي تهيمن عليها ثقافة القبيلة والطائفية عبارة عن غطاء ٲو ٳطار لهذا الشكل المشوه سواء في العراق أو في بقية هذه المنظومة من الدول التي تحتاج ٳلى تغيير جذري في بنية النظام السياسي وفي كثير من المفاهيم والنظم الاجتماعية ٲكثر من حاجتها ٳلى تداول السلطة بأدوات مشبوهة وصيغ لا تختلف في مخرجاتها عن طبيعة الأنظمة الدكتاتورية.
ما يتم ممارسته اليوم في هذه المجموعة من الدول التي اجتاحتها عواصف التغيير المدعوم خارجياً لا علاقة له بالديمقراطية التي عرفناها في الدول الغربية عموماً، رغم ٲنها ترتدي عباءة الديمقراطية وتستخدم بعض ٲدواتها في الظاهر وتبطن في داخلها نظاماً شمولياً متشدداً بأدوات دينية ٲو مذهبية ٲو عنصرية حتى أصبحت الديمقراطية في بلداننا كالعاهرة المحجبة!
التعليقات
ماهذا التناقض ايها الكاتب انت وسيدك البرا-زاني من دعم هولاء في بغداد وغرضكم كان تدمير العراق ؟ كفى
كامل ساكو الاشوري -المضحك المبكي مع هولاء القادة الاكراد الوافدين الى ارض العراق وخاصة شماله اي اشور المحتلة انهم فعلوا كل شيئ لتدمير العراق والعراقيين واخرها ما يسمى حلفهم مع الاحتلال الامريكي-الايراني وكانوا دعامة الاحزاب الشيعية الايرانية؟ الان اختلفوا على المناغم او بالاحرى انتهى وهم ما يسمى وهم-ستان؟فبدا كاتب السيد او تابعه كفاح بالتذاكي وعادوا للتناقض؟اي ديمقراطية يا كفاح مع عائلة برا-زانية اقطاعية فاسدة -فاسقة فاشلة عميلة اجرامية واي كر-ستان؟كيف صارت ارض الاكراد؟لن اطيل تعرفونوني جيدا كما تعرفني ايلاف ان نشرتم تعليقي ام لا فلا اهتم لاني ساريكم كيف ان بداية النهاية قادمة والنظام العالمي الجديد وهو يتشكل سينهي لعبتم ولا حاجة لكم وافهما كما تشاء من اشوري نصحكم لسنين ولم تتعلموا ولن تتعلموا وغدا لناظره قريب
العشوائيات الديمقراطية
د. سفيان عباس -احسنت ،،، من المعروف في النظم السياسية المعاصرة التي تشهد تغيرات جذرية في انماط السلطة والحكم ، كالثورات أو الانقلابات أو التنصيب بارادة خارجية ، فعلى شخوصها من ساسة واحزاب ان تضع لها منهجا واهدافا محددة ومعدة سلفا تصب في خدمة المصالح العليا للأمة ، ومن اولويات تلك الاهداف تبني العمل الديمقراطي في تداول السلطة ،، هذه الحزمة من الموجبات تتطلب رجال دولة من طراز خاص ،، مّن هو رجل الدولة… ؟ ، رجل الدولة هو الذي يتمتع بتاريخ مرموق ناصع البياض من حيث مقومات السلوك التربوي والاخلاقي والشرفي وسعة الافق والثقافة الشاملة ، والمبادئ الرصينة في احترامه للتشريعات الدستورية والقانونية الوطنية منها والدولية ، وان يكون عادلا يقف بمسافة واحدة من ابناء الشعب ، وأن يتخلى عن كل اشكال المذهبية والقبلية ، فهل هذه الثواب متحققة في شخوص العمل السياسي والشعوب في العراق ودول الشرق الاوسط. ؟ الجواب كلا… ؟ ، فهم اساسا ليسوا رجال دولة ،، بل ثلة من اللصوص النفعيين والطائفيين والقتلة جاءت بهم الاقدار من خلال تنصيب الدول الاستعمارية ، كيف لرجل الدولة يقبل على نفسه ان يجمع بين الاضداد في شؤون الحكم ،،يشارك بالحكم ومعارض في آن واحد ،،،هذا النمط غير موجودة في نظام الحكم للدولة التي نصبته… ؟، ولهذا نلاحظ الفساد ينخر احشاء الدولة العراقية وباقي الدول على شاكلته ،، كيف لرجل الدولة يتبنى الميلشيات التي تخرق الدستور من اجل حمايته ..؟ كيف لرجل الدولة ان يصبح مطية بيد دولة اخرى ؟ اليست هذه خيانة عظمى ..؟ عن اي ديمقراطية يتحدثون التي تقودها الميلشيات السائبة ؟ وهذه المثالب الكارثية تنطبق على بعض الساسة والاحزاب السياسية والدينية في اقليم كوردستان ، رئيس السلطة التشريعية معارض ينتقد نظام الحكم الذي يشارك فيه مع وزرائه ،،، هذه مهزلة تاريخية… اين مصالح الشعب المظلوم والمضطهد والمصادرة حقوقه القومية والدولية الذي قدم التضحيات الجسام ..؟. كيف لرجل الدولة ان يتعاون مع دولة أخرى ضد مصالح شعبه وقضيته العادلة ، ويتنكر لتضحيات الشهداء والمآسي التي عصفت بشعبه ، تحقيقا لمصالحه الضيقة ..؟ دمت بارا لمبادئك وقيمك الخلاقة اسد كوردستان
العشوائيات الديمقراطية
د. حسن كاكي -استاذنا الفاضل العنوان لوحه توصيف دقيق لما يحدث في دول الشرق الأوسط هذه الدول التي تخلفت عن ركب الديمقراطية والتنمية المستدامة نتيجة سوء الإدارة وتجهيل العقول من قبل حاكميهم للاستمرارهم في الحكم ناهيك انها تبدد ثرواث شعوبها في تأسيس قاعدة عسكرية مخابراتية لحمايتهم وما حدث لصدام حسين من سقوط مدوي أزالت القاعدة المبدئية التي بنى عليه نظام حكمه.. هذه الدول ستعيش في فوضى الى ما نهاية احسنتم النشر مقالة رائعة.
من سيء لاسوء
يوسف سرحوكى -الديمقراطية كذبة ابتدعوها ليمرروا أهدافهم والتي لا تمت بمعنى الديمقراطية لا عن قريب ولا عن بعيد فالشعوب التي تشبعت فكرها بمنهج الديكتاتورية صعب أو ربما من المحال اخذ بمفهوم الديمقراطية تلك الشعوب هم اوجدوا وصنعوا الدكتاتوريات كي يتخلصوا من دكتاتورية قبلها ذلك لما عانوه جور وظلم صطوته رغم وجود عوامل أخرى تسيطر كليا على أفكار وعقول الشعوب واهمها الفكر القبلي والقومي والديني والمذهب تلك التكلسات لايمكن ايزالتها بديمقراطية فرض خارجيا على تلك الشعوب فأي ديمقراطية نتكلم عنها وهي غائبة كليا مبدءا ومعنى ارض الواقع لكن تم استغلالها قبل الذين عشعش في داخله حب السيطرة وبأي شكل من الأشكال بعيدة عن الإنسانية والوطنية و هذا ما حصل داخل العراق بعد سقوط الصنم حيث قتل الصناعة والزراعة والتعليم وزرع الفتنة والفساد وهمجيات التوجه الفكري لصالح دول أخرى حتى قام الشعب بالترحم على الصنم رغم ظلمه وجوره عم خارطة كله فبدلا أن يصبح العراق دولة قوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أصبح دولة مهترية الأركان يتلاعب به الدول لصالح دولهم رغم وجود كل مقومات التقدم والتطور بشريا واقتصاديا وعلميا و هنا نقول إلى اين يا عراق الحضارات .. من سيء إلى أسوء .. .نقلت الحقيقة المرة استاذ كفاح تحياتي