الشرق الأوسط بيد إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من المؤسف القول بأن ما يحدث حالياً في قطاع غزة يعيد الكرة في الشرق الأوسط إلى الوراء، ويقوض جهود السنوات القليلة الماضية من أجل إحلال السلام والاستقرار ونشر ثقافة التعايش، ولكن الأخطر من هذا كله أن الأحداث الراهنة تمثل نجاحاً تكتيكياً ـ لو قصير المدى ـ لاستراتيجية إيران القائمة على نشر الفوضى والاضطرابات وترسيخ الطائفية والتشدد والتطرف والإرهاب.
الشرق الأوسط كان يقف منذ نحو ثلاث اسابيع على عتبات مرحلة فارقة في تاريخه، حيث كانت التوقعات تشير إلى قرب توقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولكن علينا أن نعترف أن هذه الخطوة التي كانت بمنزلة منعطف تاريخي يضع قواعد جديدة للعبة الإقليمية، لم تكن تحظى بارتياح إيراني من أي نوع، وهذا يفسر جانباً كبيراً مما يدور من حولنا.
قد يقول قائل أن التخطيط لهجوم الدموي الذي نفذته حركة "حماس" الإرهابية ضد إسرائيل قد سبق ذلك بأشهر طويلة في ضوء حجم العملية ودقتها، وبالتالي فإن المسألة لا علاقة لها بالإعلان السعودي الرسمي الوارد على لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً بشأن قرب توقيع إتفاق سلام مع إسرائيل، ولكن تحليل الواقع يقول إن المفاوضات بشأن توقيع إتفاق سلام بين المملكة وإسرائيل قد بدأت منذ فترة طويلة أيضاً، وأن الجانب الأميركي كان يحث الرياض على هذه الخطوة منذ أكثر من عام، وطهران لديها علم بهذه التطورات وتفكر في كيفية الإجهاز عليها استباقياً ولكنها لم تجد إلى ذلك سبيلاً سوى تفجير الشرق الأوسط بأكمله، ولا نبالغ إن قلنا أن التغير الحاصل في الموقف الإيراني من التقارب مع دول الجوار الخليجي ربما لم يكن سوى مناورة سياسية استهدفت الحيلولة دون قيام أي تحالف أو تعاون استراتيجي إسرائيلي مع الدول الخليجية المؤثرة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
قناعتي أن "حماس" دٌفعت دفعاً لتنفيذ مخطط إيراني يعيد "هندسة" الشرق الأوسط ويستبق أي خطوات لاستكمال حلقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب والخليجيين، بما يعنيه ذلك من عزل فعلي لإيران، لاسيما في ظل الإعلان عن مشروع الممر الاقتصادي الذي يربط بين الهند وأوروبا مروراً بدول مجلس التعاون وإسرائيل.
السؤال الآن: هل حققت إيران هذا الهدف الاستراتيجي الحيوي الآني قصير المدى؟ الإجابة هي نعم للأسف، حيث اشتعل الوضع إقليمياً ولم يعد الحديث عن السلام قائماً لفترة يصعب توقع مداها الزمني، بل إن وجود هذا النقاش من عدمه بات مرهوناً بما سيحدث على أرض الواقع في غزة خلال الأيام المقبلة، حيث حُشر الجميع إقليمياً في زاوية حرجة بفعل مخطط إيراني خبيث نٌفذ بدقة شديدة، ووضع الجميع في موقف لا يحسدون عليه، حتى أن علاقات سلام مستقرة بين طرفين مثل مصر وإسرائيل قد تعرضت لاختبار صعب بسبب وضعية معبر "رفح" وقلق مصر والعرب جميعاً من تهجير سكان غزة خارج أراضيهم بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات وتبعات استراتيجية يتوقع أن يدفع فاتورتها الجميع بما فيهم إسرائيل نفسها.
في ضوء ماسبق، لم يكن إعلان المملكة العربية السعودية عن تعليق محادثات السلام مع إسرائيل مفاجئاً، فالمملكة العربية السعودية هي الدولة العربية والخليجية الأكثر تأثيراً في واقع الأمر، وتقع على كاهلها مسؤولية كبرى تجاه القضية والشعب الفلسطيني. وتجد الرياض تجد نفسها في مواجهة موقف بالغ الحساسية والحرج في ظل ما يتعرض له المدنيين الفلسطينيين، حيث يصعب أن تقف المملكة بكل ما لديها من ثقل ومكانة روحية ودينية واستراتيجية في العالمين العربي والإسلامي صامتة في ظل الأحداث المتسارعة، حيث تدرك القيادة السعودية جيداً مدى حساسية المشهد الراهن، وكيف يمكن أن تكبر كرة الثلج المتضخمة بشكل غير متوقع لتطال الجميع إقليمياً.
ماذا يعني تعليق المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، يعني أولاً أن إدارة الرئيس بايدن لن تفوز بهذا الهدف الذي سعت إليه طويلاً لتعويض فشلها في إدارة جميع ملفات السياسة الخارجية الأميركية طيلة سنوات رئاسته، كما يعني أن إسرائيل نفسها قد انحرفت عن المسار الذي كانت تمضي فيه لبناء تعاون اقليمي واسع يحقق لها الأمن والاستقرار، وبلاشك أن الأطراف جميعها قد دٌفعت دفعاً لهذا السيناريو البائس، ووجدت نفسها أمام هامش مناورة ضئيل للغاية.
إيران حشرت الجميع في زاوية حرجة كما أشرت سالفاً، فلا إسرائيل كانت تمتلك أي هامش مناورة أو خيار بديل للتصرف والرد على أحد أسوأ الهجمات الدموية التي تعرضت لها من نشأتها، والأطراف العربية كذلك وجدت نفسها أمام خيارات صفرية أو بالأصح منعدمة، فلقد باغت الهجوم "الحمساوي" الخبيث والصادم الجميع بغض النظر عما يعلن من دوافع ومبررات، ولكن المعضلة تكمن في أن الجميع أيضاً وقعوا في أسر السيناريو الإيراني وتحولت الدول الاقليمية والقوى الكبرى فجأة إلى رهائن بيد مخطط مُحكم نستغرب أن أحداً من كل هذه الأجهزة الاستخباراتية لم يتوقعه ولم يفكر فيه أو حتى يتحسب له!
هل انتهى صراع المخططات، وهل باتت الغلبة لإيران في إعادة هندسة الخارطة الجيواستراتيجية الشرق أوسطية؟ بلاشك أن من المبكر الجواب على هكذا تساؤلات فاللعبة لا تزال في بدايتها، وإذا كانت إيران قد امتلكت المبادرة واستبقت الجميع فمن الصعب توقع إسدال الستار على ما يحدث وإعلان نهاية المباراة الاستراتيجية المحتدمة، فلا تزال لأطراف كثيرة مواقف وتحركات، ولا تزال الأيام وربما الأسابيع المقبلة حبلى بالمفاجآت، وعلينا أن نتذكر أن تحقيق الأهداف قصيرة المدى لا يعني بالضرورة ضمان النصر بالنهاية، وأن الفوز بمعركة لا يعني الفوز بالحرب.
التعليقات
الخامنئي الشيطان الاكبر
علي -بعد سقوط بغداد في 2003 قامت منظمة بدر والتي تدار مباشرة من فيلق القدس في ايران بحملات ابادة وترويع وتهجير للفلسطينيين الاجئيين بالعراق بذريعة انهم كانوا مدللين من النظام السابق. وانتهى الامر بالاجئيين الفلسطينيين بمخيمات على حدود العراق مع الاردن الى ان جائت الامم المتحده ونقلتهم الى كندا. بالتالي ايران ليس لها دين ولا مبدا ولا انسانيه فقط مصالحها هي المحرك. لقد قتلت من العراقيين الالاف ولا تزال قنصلياتها بالعراق تضم فرق اغتيالات. رئيس الوزراء العراقي في قمة شرم الشيخ سرق الاضواء بعباراته التي وصفت بالجريئه في دفاعه عن حق الفلسطيينيين بالتحرر ونسى ان بلده تحتله ايران وتصادر خيراته جهارا نهارا وتتحكم بالبرلمان والجيش وكل مفاصل الدوله والمجتمع. فليحرر بلده اولا ان كان رجلا ثم بعد ذلك لا باس بمساعدة الغير على التحرر.
ولكن...
فول ليس على طول -هل غاب عنك وأنت تتباكى على السعودية التي جنّبَتها انتفاضة حماس ارتكاب علاقة (محرّمة) أنّ الطفل الجريح المفجوع بفقد أفراد عائلته وأقرانه شركاء لعبه في حارته ومَن يبصم على ذراعه اسمه أنّه سوف يكبر على الحقد والكراهية لمن فعل ذلك ولمن رأى وسمع بذلك فرضي وارتخى وتطبّع مع ذبّاحه متغاضياً عن استفزازات الأخير من أوسع استيطان حدث في التاريخ في أرجاء بيت هذا الطفل المكلوم وعن أبشع استفزاز لمقدساته وأشرس قتلٍ يومي ممنهج؛ هل غاب عنكم هذا الطفل الذي كبر والذي يتشبث بأي قشة للإنتقام والدفاع عن نفسه وأهله، هل سألتم أنفسكم ولو للحظة ماذا كنتم ستفعلون لو كنتم أنتم قد وُلِدتم في غزّة وكنتم أنتم المستهدَفون وكان هؤلاء الأطفال أطفالكم بل هل غاب عن أذهانكم عندما صافحتم عدوّه بأن العالم لم يخْلُ بعد من تجاذبات وسباقات تسلّح وحروب قائمة وعداوات متعددة الاتجاهات، بل هل تناسيتم الأحقاد الطائفية التي تمارسونها مع متجاورين لكم؟ هل لم تتوقّعوا أنّ هذا الطفل سيستعيض بحجارته عندما كان لايملك سواها أسلحة تمكّنه من عدوّه؟ وأخيراً ماذا تنتظرون من (الخبيثة؟؟!!) إيران التي تتربص بكم كما تتربصون بها ـ ولا مؤاخذة ـ أن تفعل غير ذلك؟
الحكاية قديمة
كاميران محمود -يبدو الامر كمراجعة للانسحاب الاسرائيلي (وداعميها) من سيناء وكأن المسالة كانت من ضرورات الحرب الباردة لابعاد المنطقة عن نفوذالسوفييت ودخول القطع البحرية الاميركية شرق المتوسط قد يكون للمساعدة في التنفيذ لان تواجدها ليس تهديدا لايران لان قلب اوباما لن يتحمل ولا يتقبل اصلا ضرب ايران كنظام والا لكانت دخلت الخليج ,ولان العيون الايرانية لا تتجه صوب دولة الخزربل صوب المشرق العربي الذي استلم الظلام الايراني مفاتيحه من اوباما بعد اغتصابه وسلبه الفوز الانتخابي لاياد علاوي. حزب الله لن يحارب دولة الخزر واستعراضه الحالي لا يتجاوز في فاعليته قوة هواء الاجواف من الناحية العسكرية
إيران دولة قويّة تملِك قراراً مُستقلّاً و من دول المُمانَعة التي لا تتبع سياسة أمريكا.
علي المغربي الحر -تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة ذات سيادة حقيقية و من الدول المُمانعة ، قراررها مُستقلّ لا تتحكّم في شؤونها السياسة لا أمريكا و لا اوروبّا قامت بتطوير نفسها بنفسها ، و لكونها دولة عظمى في الشرق الأوسط و لها دور إقليميّ هامّ فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على زعزعة الاستقرار فيها و بشتّى الطرق و الوسائل لإدراكها بأنّ وجودَها قويّة في المنطقة قد يُهدّد مصالحها على نطاق واسع في الشرق الأوسط ، و لذلك فهي تقوم بشيطنة علاقاتها مع دول الجوار بمحاولة خلق نزاعات بينها و بين البلدان المُجاورة ليبقى دور أمريكا هو الأساس في هذا الربوع الغني بثرواته الهائلة من الغاز و البترول.