كتَّاب إيلاف

الأمير عبدالعزيز بن سلمان: عرّاب القضاء على فقر الطاقة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فقر الطاقة لمن يتابعه للمرة الاولى هو وجود مايقرب من 800 مليون نسمة في العالم محرومون من الطاقة الكهربائية معظمهم في أفريقيا، ووجود 2.3مليار نسمه يحرقون الحطب وروث البهائم في معاشهم اليومي، ووفاة مايقرب من خمسة ملايين سنوياً معظمهم من النساءوالأطفال، جراء استنشاق الهواء الفاسد المنبعث من حرق هذالنوع من الوقود، كما تؤكد منظمة الصحة العالميه!!
الامير عبدالعزير وزير الطاقة السعودي هو الذي كشف الجانب الاخلاقي لقضية فقر الطاقة.
سبق لي ان نشرت في هذه الصحيفة بتاريخ 27 يوليه، مقالا تعرضت فيه للجانب الاخلاقي لقضية فقر الطاقة، (نشرتها ايضا عرب نيوز باللغة الانجليزية في13اغسطس). وأشدت فيه بجهود الامير في خدمة هذه القضية.
واضيف الان ان سمو الامير يستحق بكل جدارة ان يسجل اسمه في التاريخ على انه عرّاب القضاء على فقر الطاقة.
في جوا بالهند يوليه 2023 تصدى سموه لهذه القضية التي تراجعت امام طوفان ما ينشر عن التغيّر المناخي، وكنا نترقب ان تحظى القضية بما تستحقه من اهتمام في بيان قمة نيودلهي لمجموعة العشرين في سبتمبر من هذا العام كما هو الامر في بيان بالي في اندونيسيا عام 2022 الذي خصص لها بندًا مستقلا في بيان المجموعة.
لكن خاب الأمل. اذ طغت قضايا التغيّر المناخي على غيرها من القضايا ذات الطابع الإنساني.
ومن المؤسف، ان لا تحظى هذه القضية بما تستحقة من اهتمام في الهند، بل من المؤلم ان تشهد قمة نيودلهي انضمام الاتحاد الأفريقي للمجموعة، وفي نفس الوقت يهمل البيان الختامي هذه القضية العادلة التي ترزح شعوب أفريقيا تحت وطأتها اكثر من غيرها من الشعوب في العالم.

لكن الامير عبدالعزيز لم يهملها، بل كان يتحيّن الفرص لوضعها في صدارة المفاوضات الدولية. وقد حانت له الفرصة في مؤتمر البترول العالمي في كالجري - كندا في سبتمبر من هذالعام.
وكان ماصرّح به حول فقر الطاقة وبعده الأخلاقي من اهم مخرجات الدورة الرابعه والعشرين لمؤتمر البترول العالمي.

وبالامس القريب (10 نوفمبر)خصص الأمير جلسة كامله لهذا الموضوع عند افتتاح المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي، في الرياض ونقلت جريدة الشرق الاوسط عنه قوله "ان تغيّر المناخ امر حاسم ومهم لكن مكافحته لا ينبغي التعامل معها من خلال سحق عظام ومستقبل الاشخاص الأقل قوة".

والامير يشير بذلك الى طغيان قضية التغيّر المناخي على فقر الطاقة وما ينطوي عليه من بعد اخلاقي. ولم ينس الامير في مطلع كلامه العلاقة التاريخية العميقه بين شعب المملكة العربية السعودية وشعوب افريقيا تلك العلاقه التي يتذكرها كل من تفتحت مداركه في مدينة الرياض اوغيرها من كبريات المدن في المملكة.
وقد اردف الامير القول بالفعل في دفاعه عن فقراء الطاقة بأن وقع خمس مذكرات تفاهم مع خمس دول افريقية هي نيحيريا والسنغال واثيوبيا وتشاد ورواندا.
المحطة القادمة للأمير لكي يواصل دفاعه عن الملايين الذين يدفعون ضريبة التغيّر المناخي وهم ابعد الناس عما يقال عن آثاره الوخيمة هي مؤتمر الاطراف الثامن والعشرون في دبي هذا الشهر. وهناك ينتظر اصحاب الشأن من الامير ان يواصل دفاعه عن هذه القضية العادلة على امل ان يخصص المؤتمرون مساحة مستقلة لفقر الطاقة والاساليب الكفيلة للقضاء عليه بلغة واضحة وخطة قابلة للرصد والقياس.

اخيراً ينبغي ان نتذكر دائما ان القضاء على فقر الطاقة قضية انسانية اخلاقية، نادت بها حكومة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في قمة اوبك الثالثه التي انعقدت في الرياض في نوفمبر 2007 قبل ان تتولاها الامم المتحده ضمن اهداف التنمية المستدامة باربعة اعوام. وهي قضية عادت لأصحابها، يتصدى لها عرّاب القضاء على فقر الطاقة الأمير عبدالعزيز ابن سلمان ولسان حاله يقول "بيدي لابيد عمرو".
وفقه الله في مهمته النبيلة، دعاء يشاركني فيها كل المستضعفين في الأرض المحرومين من اسباب العيش النظيف، وما يصاحبه من حياة كريمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف