كتَّاب إيلاف

إنطلاق حملة الـ16 يوماً لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات

صندوق الأمم المتحدة للسكان يطالب بإجراءات عاجلة للقضاء على العنف ضد المرأة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في كل ساعة، تُقتل خمس سيدات وفتيات على يد أحد من أفراد عائلتهن، كما تتعرض واحدة من كل ثلاث سيدات للعنف في حياتها. وفي بعض أجزاء العالم العربي تكون الحالة أشد قسوة، حيث يتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء للعنف في حياتهن، وغالبًا ما تُدفن قصصهن باسم الأعراف والوصم والعار.

"لا يجب أن تتوارى أزمة العنف ضد النساء والفتيات عن أنظار العالم العربي"

تقول سارة، فتاة شابة نشأت أثناء صراع سوريا: "بعد أن وصلت الحرب إلى حلب، لم أعد أراني كفتاة، لأن العالم توقف عن معاملتي كذلك" وأضافت: "تُستهدف الفتيات مثلي، فالكثير منهن تعرضن للخطف أوالاغتصاب أو القتل. أما من نجت، فلم تكن أحلامها والآفاق المتاحة لها أفضل حالاً."

إن حالات الاغتصاب والعبودية الجنسية والاتجار بالبشر والزواج القسري منتشرة بشكل واسع، فمثل هذه الانتهاكات المأساوية لحقوق الإنسان والكرامة تُستخدم بهدف الترويع وإلحاق الأذى وإجبارهن على الصمت والخضوع.

قالت خديجة ، فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا وناجية من الاغتصاب في مخيم للنازحين في الصومال، "شعرت بالعجز. نظرت حولي، ولكن الظلام كان حالكاً مما منعني من رؤية من ارتكب هذا الجرم في حقي."

تعاني النساء والفتيات بشدة أثناء الحرب وبعدها، حيث تتضاعف أوجه عدم المساواة وتُعرضهن لمخاطر وخيمة. وأظهرت الأدلة أن العنف ضد النساء والفتيات في العالم العربي يزداد نتيجة للصراع والنزوح، خاصة في البيئات المزدحمة والمحرومة والمتشددة. ويمكن أن تؤدي الأزمات المناخية، مثل الجفاف الذي يسبب المزيد من النزوح، إلى تكديس آلاف الأشخاص في مخيمات ومأوى تؤثر بالسلب على النساء والفتيات. وفي مناطق النزوح. يبقى ختان الإناث، تلك الممارسة المروعة والخطيرة والمهينة، مرتفعًا بشكل مستمر. ففي الصومال، سُجل ما يقرب من 99 في المئة من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 5 و11 عامًا أنهن تعرضن للختان. وفي السودان، تتأثر بها ما يقرب من ثلاثة أرباع الفتيات.

ويسلط صندوق الأمم المتحدة للسكان الضوء أيضًا على تداعيات الهجمات العنيفة الأخيرة على سكان غزة، حيث تستحيل توفير الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي؛ بسبب صعوبة الوصول إلى الخدمات والشركاء ومستلزمات النظافة الشخصية. بينما في اليمن، تشكل نسبة النساء والأطفال النازحين 80٪ من بين 4.5 مليون نازح، واحتلت اليمن إحدى المراتب الأخيرة في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين الخاص بالمنتدى الإقتصادي العالمي، وصُنفت كأسوأ مكان في العالم بالنسبة للمرأة في عام 2017.

وعلى نحو مماثل، فإن إجبار الفتيات على الزواج يحرمهن من طفولتهن ومستقبلهن. ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم المحرز، مازالت تتزوج أكثر من 20% من الفتيات في المنطقة العربية قبل سن الثامنة عشرة.

إن الكثيرمن النساء والفتيات لا يجدن مكانًا آمناً بالفعل، حتى اللائي يعشن في أجزاء أكثر ازدهارًا في منطقتنا، يغزو العنف منازلهن ومدارسهن وأماكن عملهن ويحاصرهن بصورة مقلقة حتى أثناء استخدامهن للإنترنت والهواتف والأجهزة اللوحية والحاسوب.

إن حوالي ثلثي النساء والفتيات عانين في المنطقة العربية من أشكال مختلفة من العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا، فهن يتعرضن لوابل من المنشورات المؤذية وخطابات الكراهية والمحتوى العنيف على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تشوه صورهن بشكل مسيء ويتم مشاركتها دون موافقتهن.

ويكمن الحل في اتخاذ استجابات قوية وصلبة، تشمل دعم منظمات حقوق المرأة والاستثمار في خدمات الوقاية. ومع ذلك، فإن 1% فقط من المعونات الحكومية التي تركز على النوع الاجتماعي موجهة للمنظمات النسوية، و0.2% فقط موجهة نحو إجراءات منع العنف ضد النساء.

تعد القوانين والسياسات التي تحمي حقوق الإنسان والكرامة والمساواة بين الجنسين أمرًا ضرورياً ويتعين على جميع الدول العربية وضع قوانين تحدد السن الأدنى للزواج عند 18 عامًا وعلى تحسين البيانات المتعلقة بالعنف ضد النساء. كما يجب علينا العمل مع المجتمعات للتخلص من الأعراف والقيود التي تعيق تقدم المرأة والفتاة وتمنعهن من التعبير عن آرائهن.

منذ ثلاثين عامًا، اتحد العالم خلف رؤية مشتركة للمستقبل في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة، مدركًا أن حقوق النساء والفتيات هي حجر أساس التنمية العالمية والمفتاح لإطلاق الإمكانات البشرية.

لتحقيق هذه الرؤية، ينبغي علينا القضاء على جذور العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.

اليوم هو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. واحتفالًا بهذا اليوم، نود أن نشيد بكلمات رُبى، فتاة مراهقة من إدلب في سوريا: "أعرف العالم الذي أود أن أعيش فيه، لذا ساعدوني على بنائه، ولن أكِل أبدًا وسأواصل العمل."

ملاحظة: تم تغيير الأسماء لدواعي الخصوصية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كان الحل موجودا ولكن ..
زارا -

الحل كان عندما تواجد البريطانيون والفرنسيون والإيطاليون كسلطة انتداب في الدول العربية. لو استمر ذلك لفترة اطول (على الأقل لمدة حمسين عاما اخرى) بدون مقاومته لأدى بكل تأكيد الى تطور حقيقي في المجتمعات المسلمة بحيث لا ترجع الى الوراء بعدها ابدا. لكنهم للأسف انصاعوا الى الليبراليين واليسار عندهم الذين اتهموا حكوماتهم بإحتلال الشعوب وكل هذا الهراء، ضعف الأوروبيون وكان عليهم ان يكونوا اقوى وأن يبقوا.