كتَّاب إيلاف

الرأس وليس أذرع الأخطبوط

سفينة حربية إيرانية تدخل البحر الأحمر مع تصاعد التوترات
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ليس في السياسة ضحك، وإن كان جلها مثير للسخرية، وتحديداً سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة تجاه إيران وميلشياتها. وأبسط مثال هنا كيف رفعت واشنطن الحوثيين من قوائم الإرهاب لتعود لقصف زوارقهم بالبحر الأحمر بسبب مكافحة الإرهاب.

والأمر لا يقف عند هذا الحد، حيث اكتشفت، مؤخراً، صحيفة الواشنطن بوست، وبإنجاز عظيم، وأقولها ساخراً، أن جميع الميلشيات بالمنطقة تعمل لخدمة الاستراتيجية الإيرانية.

الآن الواشنطن بوست، مثلاً، وبعد تحول الموقف الأميركي، أصبحت تتحدث عن الحوثي "المدعوم" إيرانياً، وهي الصحيفة التي سمحت لمحمد علي الحوثي بكتابة مقال رأي بنوفمبر 2018 بعنوان جاء فيه: "نحن نريد السلام"!

الآن اكتشفت الصحيفة، ومن خلال تحقيق مطول، ومثلها الإدارة الأميركية، عن أي سلام كان الحوثي يتحدث، خصوصًا أن الصحيفة تنقل عن قيادات بالميلشيات قولهم أن هناك معايير تتخذ لتجنب "حرب إقليمية أوسع"، وأن الميليشيات تقوم بمهام "مصممة" لعدم التعارض مع الأهداف الإيرانية.

الآن اكتشفت الواشنطن بوست أن ميلشيات إيران بالمنطقة معنية فقط بخدمة الأهداف الإيرانية، وليس الديموقراطية، وكما كان يروج بحالة "حماس" التي خدعت الجميع بديموقراطية أدت إلى رمي رجل السلطة من أسطح مباني غزة عام 2007.

والآن اكتشفت واشنطن ولندن خدعة الجماعات العراقية المتشددة التي كانت تتحدث عن الديموقراطية قبل سقوط نظام صدام حسين، بينما هم مجرد أتباع غير معنيين بالعراق واستقراره.

ورحم الله الراحل الأمير سعود الفيصل، الذي قال باجتماع حضرته بمنزله بجدة أواخر عام 2002، بعد أن سأله أحد الزملاء: "هل تخشون الديموقراطية"؟ ضحك وقتها الأمير سعود قائلاً: "لا أخشى قبعة جيفرسون، وإنما العمائم"!

وبالفعل، هذا ما قد حدث! والآن فقط يتحدث الأميركيون عن الحوثي المدعوم إيرانياً، والآن يتحدث الإعلام الأميركي عن خطر الميلشيات التي تهدف لخدمة الاستراتيجية الإيرانية بالمنطقة.

حسنًا، السؤال الآن هو: هل يمكن التعامل مع أذرع الاخطبوط الإيراني فقط للحد من خطورته، وتجنيب المنطقة مزيداً من الأزمات؟ بل قل الحروب، ونحن نتحدث هنا عن حرب غزة التي أدت إلى مقتل ما يزيد عن العشرين ألف فلسطيني حتى الآن، وأيضًا عن ما يحدث في سوريا ولبنان والعراق؟!

لا أعتقد أن استهداف أذرع الأخطبوط هو الحلّ، بل استهداف الرأس. فطهران لن تتوقف عن العبث بالمنطقة بدون موقف أميركي واضح مفاده إرسال رسالة إلى إيران بأن اللعب مع القوة العظمى مكلف جدًا.

هل تستطيع واشنطن فعل ذلك؟ أو بالأحرى، هل لديها الرغبة، وليس المقدرة، لتضع حدًا لابتزاز عمره عقود من الزمان في منطقتنا؟ أشك بذلك. ولا توجد معطيات إلا بحال أقدمت إسرائيل على عمل ضد طهران.

والأكيد أن الاستراتيجية الأميركية الوحيدة الواضحة بمنطقتنا هي حماية إسرائيل، وليس الاستقرار، ورعاية السلام. كما أن استراتيجية إيران الواضحة بمنطقتنا هي زعزعة الاستقرار والتمدد عبر الميلشيات، والخط الأحمر الوحيد أمامها هو إسرائيل.
لذلك أذرع الأخطبوط باقية ما لم يخطئ بالحسابات مع إسرائيل، وهو امر وارد عطفًا على ما نراه بالمنطقة الآن، ورغبة نتنياهو الجامحة في إطالة أمد حياته السياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إيران دولة عظمى
abulhuda -

إيران دولة عظمى لأن الله يقف وراها ومعها.

الى الشيخ ذكى :
قول على طول -

ومن الذى يرضى عن الذين أمنوا ؟ حتى هم أنفسهم غير راضين عن أنفسهم أو عن بعض ..هل تعرف أن الله هرب من ايران بعد التفجيرين الأخيرين ..بل يقال أنه هرب قبلهما . بل هرب من الشرق الأوسط وتركه للشياطين تعبث به كما تشاء .

اوباما والنذالة وهوى الملا علي
كاميران محمود -

سابدا من مسالة امكانية حدوث خطا في حسابات الملاعلي وعصابته تجاه اسرائيل واقول ان تحالف الردع البحري الذي شكله الاميركان لايعدو كونه نذالةاستباقية اوبامية لكبح اي مطالبةبالمساس بالذراع الحوثي نفسه حيث تم استهداف من نفذ عمليات قرصنة في مياه البحرفقط وقد يتم استهداف مناطق اطلاق الصواريخ في البر اليمني واستهداف بعض الرؤوس مثلما يحصل في العراق وفي لبنان كذلك لان الهدف الاميركي من القرصنة الحوثية والمتمثل في الضغط على مصرباضعاف اوشل قناة السويس متحقق دون عناء اواعلان .اما استهداف الاميركان للاذرع كانظمة فلاتوجد دلائل عملية عليها بل ان العكس اي تقويتها وترسيخها من قبلهم هو الارجح من خلال ما نشر في مقال منشور في زاوية كتاب ايلاف حول الضغوط التي تعرضت لها المملكة لانهاء عملية تحرير الساحل اليمني وبالتالي تحرير اليمن من الاحتلال الايراني الحوثي(لماذا رضخت,هل هي اقل من ايران).اما استهداف رأس الاخطبوط وتوابعها من انظمةمن قبل الاميركان فصعب الحصول طالما ظلت اسلامية لان التعامل مع مجتمعات طابعها الخواءوالجمودالروحي والثقافي والفكري من اسهل ما يكون مع ان الجناح الاوبامي معجب وللغرابة بجانبها التدميري للحضارة من جهة وبالجانب الصوفي من جهة اخرى لكن شرط تعميمه عنوة على الشرق كأي فاشي مع ان هناك اراء علمية قيمة ترى لدى الصوفي والمتديىن عموما اعراضالعدم الاتزان النفسي

الى ابو ااهدى
ايمن -

....ايران تسرق العراق ليلا نهارا وقتلت خيرة شباب البلد وكوادره العلميه وزرعت الذيول في كل مكان وانت تدافع عنها؟؟؟!!! اي ذل هذا؟؟؟!!!

امنيه
ايمن -

اتمنى لو ان نتنياهو يقصف قصر الخامنئي وكهوف تاجر المخدرات نصر الله وجميع مقار مليشيات الحشد الشعبي بالسماد البشري لان هذولا حرام بيهم حتى طلقه....ادفنهم بالسماد البشري وخليهم مسخره للاجيال القادمه.

#رأس_الأفعى_في_طهران
مسعود محمد -

أوافقك في الرأي بأن استهداف أذرع الأخطبوط ليس الحلّ، بل استهداف الرأس. فطهران لن تتوقف عن العبث بالمنطقة، ولكن لا أمريكا ولا إسرائيل يريدان إيقاف نظام الملالي عن هذا العبث، ولا يمكن إيقاف هذا العبث لأن النظام الإيراني يحتاج أكثر فأكثر إلى الترويج للحرب والإرهاب في الخارج والقمع والوحشية في الداخل. إن قصف كرمان هو باسم أي أحد، داعش أو أمريكا أو إسرائيل، ومن الواضح لجميع الإيرانيين أنه كان من عمل النظام. لأنها تحتاج إلى القمع وتقليل الضغوط الخارجية على نفسها وتسخين سوق الانتخابات واستبدال خامنئي والغطاء لمزيد من الإعدامات ومزيد من القمع. إن هذا النظام يرتكز بشكل أساسي على نظرية "ولاية الفقيه"، ولا يستطيع أبداً أن يوقف القمع في الداخل والحرب في الخارج. المجتمع الإيراني متفجر، الجميع في أقصى درجات الغضب والكراهية للوضع الاقتصادي الرهيب وقمع الحريات. لذا فإن نظام الملالي يحتاج إلى المزيد من هذه الإجراءات. كما أن النظام ليس لديه خوف جدي من أميركا وإسرائيل لأنه يعلم أنهما لن يستطيعا إسقاطه. هذا النظام لا يخشى إلا الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وعلى من يهتم بحال بلاده في الدول العربية أن يقدم الدعم السياسي والدعائي لمقاومة الشعب الإيراني التي تتبلور في منظمة مجاهدي خلق. فهو يوفر أكبر رادع ضد النظام الإيراني.