"إيلاف" و"عكاظ" وثالثهما حرية التعبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كلما ضاقت حرية الرأي والتعبير، وسقط سقف الحريات هاوياً إلى قاع الإقصاء للرأي الأخر في الكويت، لجأت إلى منبر "إيلاف" الإلكترونية التي تصدر بقيادة مايسترو العزف الصحافي الإلكتروني الدولي عثمان العمير، حتى قراري بالتوقف عن النشر والكتابة في الكويت في ديسمبر 2022.
كنا نتباهى في الكويت ونبالغ إلى درجة بلوغ حالة المفتون في صحافة الكويت وحرية الرأي والتعبير وتفوقها على غيرها في الخليج وخاصة في السعودية، حتى جاء التغيير والتطوير الثقافي والإعلامي في المملكة العربية السعودية بدلا من التخلف الثقافي والإعلامي في الكويت!
ابهرت الكويت العالم في الريادة الثقافية والصحافية في زمن مبكر جدا، في حين كانت الحركة السلفية الصحوية تسيطر على العقول الضالة وتقود المجتمع السعودي نحو التزمت الاجتماعي والتشدد الديني، ولكن تغيرت الموازين بقرار سياسي سعودي شجاع.
جاء القرار السعودي الجريء مع عهد التغيير الذي دشنه الملك سلمان بن عبدالعزيز وترجمه إلى الواقع العملي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكان ذلك محور جوهري في تحقيق ما تشهده السعودية اليوم من تطورات بمنتهى الدقة في التخطيط والتنفيذ وفي غاية الأهمية.
صحيفة "عكاظ" السعودية فتحت في العام 2023 أحضان النشر لي بنشر مقال لي بعنوان "السعودية... والحركات المسّيسة" لتشعل الحيرة الصحافية بين "إيلاف" وبين "عكاظ"...درس صحافي جديد تعلمته من "عكاظ" بعد الدرس الأول من "إيلاف".
عثمان العمير، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقاً، حمل مشعل التحدي لسنوات طويلة حتى بلوغ جني ثمار سنوات من الصمود وتحقيق الريادة العربية الدولية على مستوى الصحافة الإلكترونية، وتنضم صحيفة "عكاظ" اليوم لمنبر حرية الرأي والتعبير.
نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية مقالي بعنوان "السعودية...والحركات المسيّسة" 19 أكتوبر 2023 تعقيباً على مقال للصديق جميل الذيابي، رئيس التحرير، بعنوان “الحركات المسيّسة... ماذا تريد وإلى أين وصلت"؟! ونشر مقالي دون تعديل أو تحفظ وهو ما يعبر عن المهنية الصحافية.
اليوم، الصحافة السعودية تتنافس نحو التطوير وحرية الرأي والتعبير، في حين الصحافة الكويتية والإعلام الخاص والرسمي تشهد تراجعاً مهنياً مفزعاً على عكس تاريخ الثقافة والصحافة في الكويت، فالحريات في الكويت يستحق حق الشفقة!
جريدة "إيلاف" الإلكترونية الدولية لها مساحات مميزة لعكس وجهات النظر والرأي وبلا سقف في النشر والحريات. وتميزت “إيلاف" في قيادة مشروع إطلاق مجلة بالتعاون مع صحيفة "الفايننشال تايمز" العريقة، فيما تسير صحيفة "عكاظ" نحو بلورة شراكات دولية، وهو إنجاز يحسب لهما.
الأكيد أن المستفيد من مساحات الحرية في جريدة "إيلاف" وصحيفة "عكاظ" الكاتب الكويتي الذي يبحث عن منبر لحرية الكلمة والتعبير، في حين ضاقت مساحة حرية التعبير في الصحافة الكويتية، وسلمت حكومة الكويت رقاب الشعب الكويتي لتيارات دينية متشددة وخاصة الجناح الكويتي لتنظيم الإخوان المسلمين.
لا نبالغ بالقول إن الجذور الإصلاحية للثقافة في الكويت تحتضن تبنيها ورعايتها الشقيقة السعودية وناشر "إيلاف" في لندن الصحافي المخضرم عثمان العمير ولعل المستقبل القريب ينقل الرأي الكويتي الحر من الرياض إلى العالم.
حرية الرأي والتعبير لا تحتاج إلى صناعة فكرية متطورة أو ابتكار واختراع وانما تحتاج إلى صانع قرار يؤمن بالحريات والتعددية الفكرية ومعارضة شرسة للإقصاء وهو ما ينفذه المايسترو عثمان العمير وفرق "إيلاف" منذ العام 2001 حتى العام 2024.
التعليقات
أوافقك الرأي
فؤاد العسكري -أوافقك الرأي، وأضيف طبعاً بضعة أسماء أخرى إلى اللائحة، لكنها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وليست أصلاً بعراقة عكاظ أو إيلاف.
التطرف الوطني بديل التطرف الديني
رياض -السعودية الجديدة العظمى قدمت الوطنية على الإسلام، الوطنية الشوفينية المتشددة، التي اصبحت مذهب الدولة فكانت النتيجة ظهور جيل معادي للعروبة والإسلام، يسهل عليه الكفر والالحاد، للأسف اختارت السعودية الجديدة العظمى سلوك الطريق المنحدر للسير نحو الهاوية، الردة عن الاسلام واعتناق دين العلمانية، كان يكفي ان يقصي المتشددين ويقرب المعتدلين من الإسلاميين ويشيع جو الاعتدال والحرية (لا توجد حرية اليوم في السعودية الا للرقص والتطاول على ثوابت الاسلام!) وكان يمكن اقامة حلف اسلامي مجاني من ملايين المسلمين الذين يفدون بأرواحهم ارض الحرمين لكن تم اختيار التطرف العلماني والوطنية القومية المتطرفة، كبديل عن التشدد المذهبي.
تحية الى السعودية
عابر سبيل -نعم انا اتفق اتفاقا تاما مع الكاتب الكريم وأحيي المملكة العربية السعودية العظيمة على نهجها التقدمي الجديد الذي سينقل السعودية الى مصاف الدول المتقدمة الحديثة بعد سنوات من السيطرة الظلامية من جانب المتشددين المتخلفين.
التوجهات القومية والوحدوية لا تجد ضير من غزو آلكويت لماذا ؟
رياض -الاخوان المسلمين لم يؤيدوا غزو الكويت هذا كذب وتجني عليهم الاخوان كانوا يقولون تعالوا. نحلها ودياً ونطالب صدام من الكويت تلافياً لتدمير العراق وإسقاط الحكم السني فيه ، بعدين في الكويت احزاب وتنظيمات قوميةووحدوية و بعثية لا ترى بأساً من اسقاط النظم التقليدية التابعة تقليديا للغرب والتي تحول دون وحدة العرب و مواقفهم ومنشوراتهم تؤيد ذلك ، ايضاً للحكومة نصيبها من غزو الكويت عندما رفضت ابتزاز صدام لها بشوية مليارات ، وكان رأي العقلاء اعطوه وكفوا شره عنا ، تورط الحكومة ومساهمتها في الغزو في تدمير العراق لم يفتح بعد ،،