جوي أووردز... خمسة وخميسة بعين الحسّاد!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من أصعب ما يواجهه الصحافي، أن يبدأ بدفع صكّ براءته ويدافع عن "حياديته" قبل بداية طرحه، وهذا بسبب الطغمة العجيبة التي تواجهها الفعاليات الفنية في المملكة العربية السعودية، سواء على وسائل التواصل أو على المواقع التي تبحث عن "تريند"، ولو بالفأس والقدّوم!
حسنٌ، أعتقد أن اسمي يحصّنني نوعاً ما من تهمة الاسترزاق والنفاق وخلافه، فمجدي ورائي وعملي بعيد عن هذا، ولست من صحافيي المهرجانات! فلا ألبي دعوةً ولا أشارك إلا في احتفاليات الشعر بطبيعة الحال، أذهب مرةً وأعتذر عشراً.
ولكن ما الذي تريدونه من السعودية؟ حقاً ما الذي يريده العرب (وأنا منهم) من المملكة العربية السعودية باسمها الكبير؟ هل لأنها تصدّرت المشهد؟ هل لأنها أصبحت قادرةً أن تتسلّم سدّة الريادة اليوم، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، حضوراً عالمياً وأصداءً ومراجعات نقدية وصحفية؟
هل هذا مزعجٌ إلى هذا الحدّ؟ بوصفي "عروبي"، طوباوي ومسكين، ولا أخفي هذا على الإطلاق، فإن مجدَ الرياض بالنسبة إليّ هو مجدٌ لدمشق بالضرورة، وإن عزّ عمّان، هو عزٌ لمسقط بكل تأكيد. ما الذي جرى حتى أصبح "الإسفين" بيننا بحجم الجبال؟
تحوّلت دول "المركز" حسب وصفكم وتبدّلت الأدوار؟ طيب "يلا" قُمْ بالمنافسة يا أخي ولا ترمني بسهامك التي تفضح نقصك وعجزك.
كل ما في المسألة أن المملكة اليوم تسنّمت زمام القيادة باستراتيجية رؤيتها الملهمة والخلاقة، التي قادها وأسس لها وهندسها ولي العهد محمد بن سلمان المدهش بقوته الاستثنائية ومجابهته الملهمة للاستحالات التي نعرفها جميعاً. نعم، لقد استثمرت في أبنائها الذين عادوا اليوم من جامعات العالم بأعلى الشهادات، من كامبردج ويال وهارفارد وأكسفورد، وها هم اليوم يترجمون ويُترجمون، يصنعون الأفلام، يخرجونها ويكتبونها وينتجونها، يشاركون في حركة السينما والدراما والمسرح والموسيقى، وهذا من حسن حظنا جميعاً.
هل لأنَّ السعودية التفتت "لأول مرة" إلى الداخل أكثر من الخارج؟ فبنت مدناً ذكية وترفيهية للمقيم والمواطن والسائح، وفعلت الأعاجيب الهندسية والمعمارية والمدنية والتسويقية؟ هل إن مدحناها، نصبح منافقين؟ بالله عليك أشر لي لمكان مدح لأمدحه أرجوك! دعنا نرى الجميل ونشير إليه رغم أنوف جيوش "المسخرجية" والمتهافتين على القبائح والذمّ.
الفنانة السورية القديرة منى واصف
أمس انتهى حفل "جوائز صنّاع الترفيه" JOY AWARDS بنسخته الرابعة في الرياض. لقد شعرت بفخر شديد وأنا أرى منى واصف يقبّل يدها جون رينو، المشهد الذي يصلح عنواناً لهذه الاحتفالية التي جمعت الشرق مع الغرب، بالإبداع وحده لا شيء إلاّه. ألا يستدعي هذا بعض الوجاهة؟ إنني من وراء الشاشة وانا أرى كيفن كوستنر يمشي قرب شاب عربي "أول تمثيله" شعرت بالفخر والعنجهية يا رجل!
طيلة الحفلة، لفّتني سحابة من سعادة غامرة بهذا التقدير الذي أحاط بالضيوف العرب الكرام، من مصريين ولبنانيين وخليجيين وعرب، وبالأخص السوريين، ذلك أنني منهم، وأنني "كأي سوري وعربي" افتقدت في السنوات الأخيرة لدراما عظيمة لا شبيه لها، دراما معنية بالتفاصيل العميقة للفن والإنسانية.
أستشعر انفراجات ما اتجاه الدراما السورية وأتمناها حقاً، ودون سابق معرفة شخصية ولا لاحق مكاسب فردية، أشكر بدوري تركي آل الشيخ، الرجل القوي، اختلفت معه أم اتفقت، أحببته أم لم تحبه، فالرجال يكفيهم الاحترام. لقد وصل بالمملكة في قطاع الترفيه إلى مصافٍ غير مسبوقة تحلم بها دول أمضت عمراً في هذا المجال، وبشكل مذهل، أحرق المستشار مسافات هائلة بإصراره على النجاح، متحدياً صحّته والمحبطين والمشككين، وصانعاً مساحةً إبداعية عالمية في المملكة بكل اقتدارٍ وبأس.
لنجد المشترك ونعمل عليه... رغم أنوف الحاقدين.