كتَّاب إيلاف

هل يمكن تطبيق "حل الدولتين"؟

تحديات "حل الدولتين"تشمل أيضاً نقاطاً معقدة مثل مصير حركة حماس
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يمثل "حل الدولتين" أحد أهم مفاتيح تسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وقد شهد هذا المفهوم موجات من المد والجزر طيلة تاريخ الصراع، وعاد مجدداً إلى واجهة النقاشات بعدما اعتبرته الأطراف الاقليمية والدولية بديلاً وحيداً لانهاء العنف والقتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يصطدم بموقف حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض أي اعتراف بدولة فلسطينية "من جانب واحد"، والذي له وجاهته، وذلك بعد ازدياد الدعوات الدولية لإحياء الجهود من أجل التوصل إلى حل الدولتين، حيث يرى الجانب الإسرائيلي أن أي اتفاق دائم مع الفلسطينيين يجب أن يتم التوصل إليه عبر مفاوضات مباشرة بين الجانبين، وليس من خلال "إملاءات دولية". وذلك بعد أن تداولت تقارير أميركية نقاشات تدور بين إدارة الرئيس جو بايدن ومجموعة من الشركاء في الشرق الأوسط يناقشون خطة مفصلة لسلام دائم تشمل جدولاً زمنياً ثابتاً لاقامة دولة فلسطينية.

الشواهد تقول إنَّ النقاش بشأن حل الدولتين لا تزال دونه العديد من العقبات المعقدة للغاية، أهمها على الإطلاق مصير الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث لا تزال جهود التوصل إلى هدنة تتواصل، وتغرق في التفاصيل الإجرائية والتنفيذية، باعتبار أن المفتاح للحديث عن مخرج دائم هو التوصل إلى الإفراج عن المحتجزين، وتلك مسألة باتت محفوفة بالشكوك سواء في ظل ما يثار بشأن شروط حركة حماس الإرهابية للإفراج عن جميع الرهائن، أو لأن مصير الرهائن أنفسهم بات محفوفاً بالأخطار في ظل تواصل القتال في قطاع غزة، وتوالي إعلانات حركة حماس الإرهابية عن مقتل البعض منهم بسبب العمليات القتالية، علماً أنَّ من الصعب في ظل هذه الظروف بناء تقديرات مؤكدة حول امتلاك الحركة الإرهابية لمعلومات دقيقة حول جميع الرهائن الموجودين لديها أو لدى بقية التنظيمات الفلسطينية في القطاع، بسبب تضييق الخناق على الحركة الإرهابية وبقية التنظيمات من جانب الجيش الإسرائيلي سواء في عمق مدينة رفح، أو في بعض الأنفاق التي لم تكتشف بعد في مناطق متفرقة داخل القطاع.

تحديات "حل الدولتين" لا تقتصر أيضاً على ايجاد مخرج من الوضع العسكري الراهن، واستعادة إسرائيل الرهائن، بل تشمل أيضاً نقاطاً معقدة مثل مصير حركة حماس الإرهابية، واقتناع إسرائيل باتمام عملية استئصال أيديولوجية الحركة من الأراضي الفلسطينية، وهذه بحد ذاتها مهمة قد تستغرق سنوات طويلة، لأن الأمر يرتبط بتنفيذ عمليات بحث وتدقيق وتعديلات في المناهج الدراسة وبناء الأمل لدى سكان قطاع غزة، والمضي في تنفيذ خطط إعادة الإعمار وتشكيل الاتجاهات وتبريد الأجواء وجميعها عمليات تتطلب تخطيطياً دقيقاً وتمويلاً مالياً كبيراً ووقتاً ليس بالقليل ويصعب توقعه سوى بعد توقف القتال والتعرف إلى الاحتياجات الفعلية على أرض الواقع.

مصير حماس الإرهابية لا يتوقف على موقف أو وجهة نظر الجانب الإسرائيلي فقط، فالشركاء العرب والغربيون لا يريدون أن يكون لحماس الإرهابية أي دور في "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب الحالية، حيث يرى هؤلاء الشركاء أن وجود حركة حماس الإرهابية يمثل أمراً مرفوضاً في توجهاتها الإرهابية وارتباطها الأيديولوجي والحركي بإيران، الأمر الذي تسبب في توريط الفلسطينيين والعرب جميعاً بأزمة غير مسبوقة، وفوق ما سبق، فإن حكومة نتيناهو لا ترغب في اضطلاع السلطة الفلسطينية نفسها بأي دور في قطاع غزة على الأقل خلال المدى المنظور حتى وإن تخلت السلطة الفلسطينية عن فكرة مشاركة حماس الإرهابية في تكوينها السياسي، حيث يرى الكثير من أعضاء حكومة نتنياهو انه لا فرق بين حركة حماس الإرهابية والسلطة الفلسطينية سوى في التكتيكات السياسية المتبعة في التعامل مع إسرائيل.

بلا شك أنه، بغض النظر عن موقف حكومة نتنياهو، فإن إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية وفقاً لتصورات الشركاء العرب والأميركيين، وتخليصها من عوامل الفساد والفشل والجمود وضمان فاعليتها وامتلاكها القدرة على شغل الفراغ الذي تركته حركة حماس الإرهابية في القطاع خلال هذه المرحلة الحساسة والمعقدة من تاريخ القضية الفلسطينية، يمثل أمراً مشكوكاً فيه إلى حد كبير، في ظل تكلس فكر القيادات القائمة على السلطة الفلسطينية في الوقت الراهن، وتمترسها وراء مناصبها وعدم ظهور أي رغبة أو إشارة إلى امكانية المضي بسرعة في إعادة بناء السلطة الفلسطينية اعتماداً على جيل جديد يمتلك الدافعية والخبرة والقدرة على إدارة هذه المرحلة.

ما يخفي أو يطغي على تأثير إشكالية السلطة الفلسطينية نفسها كعقبة في طرق السلام هو موقف حكومة نتيناهو الرافض لحل الدولتين، حيث تتمركز الأنظار والأفكار جميعها حول هذا الموقف باعتباره عقبة في طريق حل الصراع، وبغض النظر عن كونه كذلك أم لا، فإن حالة الجمود التي تخيم على موقف السلطة الفلسطينية التي تكتفي بالإدانات والرفض والتأييد والتعليق على مواقف من حولها من الأطراف المعنين من دون أن تبادر إلى بناء تصورات مقنعة حول المرحلة المقبلة وما يتعين عليها أو على الآخرين القيام به، هذا الجمود اللافت سينعكس على فرص تسوية الحل السياسي للقضية الفلسطينية، ويوفر فرصة للتنظيمات والحركات المسلحة أن تواصل نشاطها وأن تستقطب الشباب الفلسطيني والأجيال الجديدة في ظل غياب أي بديل مقنع يقود الشعب الفلسطيني في واحدة من أصعب مراحل الصرع.

بغض النظر عن موقف حكومة نتيناهو تجاه مستقبل قطاع غزة والتحديات العديدة التي تواجه تنفيذ رؤيته في هذا الشأن، فإن الحلول السياسية بشكل عام يجب أن تتوافر لها بيئة حاضنة، وإلا ستكون نوع من القفز على الواقع، فالحل السياسي المنشود يعني بالأخير أن يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنباً إلى جنب في سلام حقيقي لا يعتمد على اتفاق رسمي فقط بل يهبط إلى أرض الواقع، وهذا ما نعتقد أنه يحتاج إلى جهد جبار يجب أن يبدأ على الفور للتخلص من حالة العداء المتبادلة، التي استفحلت بدرجة خطيرة في أعقاب الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر والرد الإسرائيلي عليه، حيث تبدو المهمة الأصعب ليست في التوصل إلى اتفاق بشأن حل الدولتين، وهي خطوة تاريخية مهمة للغاية إن تمت بالفعل، ولكن وقبل ذلك وبعده، يتعين انهاء الحالة الصراعية واستبدالها بثقافة تعايش قابلة للحياة في عقول أبناء الشعبين معاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا للعار ،،
رياض -

من المؤسف انه بعد قتل الكيان الصهيوني لمائة واربعون صحفياً ، بشكل مباشر ومتعمد ، ولمئات من العاملين في الإغاثة الدولية آخرهم اعضاء في المطبخ الدولي ، وقتل الاطباء والتنكيل بالمرضى وتخريب المستشفيات او قصفها ، هناك من يصف حماس بالارهابية ، يا للعار ،،

حماس الأرهابية ؟ ها !
رياض -

تخرج عديد من قادة "التعليم" في إسرائيل من مدرسة بني داوود الدينية المتطرفة، وهي مؤسسة رابضة في أراضي الضفة الغربية. ‏تنتمي المدرسة إلى قائمة طويلة جدا من التنظيمات الإرهابية الإسرائيلية التي يبلغ عددها ٦٤ تنظيماً، بحسب مسح قام به مركز المعلومات الوطني الفلسطيني. تتنوع خارطة تلك التنظيمات من مجموعات قتالية إلى أحزاب سياسية، تلتقي كلها عند نبع واحد: اجعلوا حياة العرب في هذه الأرض مستحيلة.‏من تلك التنظيمات حركة كاخ اليهودية، وهي تنظيم وضعته أميركا وأوروبا في قائمة الإرهاب بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي. بقي في القائمة زهاء ثلاثة عقود من الزمن إلى أن ألغى چو بايدن تصنيفه إرهابياً سنة ٢٠٢٢. ‏أما مذبحة الحرم الإبراهيمي - للتذكير- فقد وقعت في الخليل، ١٩٩٤. إذ فتح الطبيب الإرهابي غولدشتاين (لاحظوا أن الاسم ينتمي إلى الحقل اللغوي الألماني) النار على المصلين في صلاة الجمعة. استشهد ٢٩ شخصاً، وجرح ١٥٠.‏

التطبيع ضروري لان هؤلاء العرب لا يعرفون كيف يديرون بلدانهم ،،
رياض -

بالعودة إلى مدرسة بني داوود، التي باتت تهيمن على التعليم وتصبو للعمل من داخل الجيش أيضاً، وإن كان أثرها داخل تلك المؤسسة بات واضحاً للعيان، فهنا صورة عنها من الداخل. ‏مؤخرا نشر تسجيل لرئيس المدرسة، الحاخام كشتئيل، وهو يلقي محاضرة لطلابه يقول فيها:‏"السادة هم اليهود والعبيد هم العرب. من الأفضل أن تكون عبدًا ليهودي. إنهم سعداء بكونهم عبيدًا. هناك دول في كل مكان حولنا تعاني من مشاكل وراثية. العرب يريدون أن يكونوا تحت الاحتلال لأن لديهم مشكلة وراثية، وهم لا يعرفون كيف يديرون بلدا، ولا يعرفون ذلك. لا يعرفون كيف يفعلون أي شيء. انظروا كيف يبدون. نحن نؤمن بالعنصرية. هناك أعراق في العالم، وهناك سمات وراثية للأمم، وهذا يتطلب منا أن نفكر في كيفية مساعدتها. فاليهود عرق أكثر نجاحا".

في المشمش ،،
رياض -

كيف يكون سلام بين صاحب الدار و مغتصبها ، يحل السلام في فلسطين حال عودة كل الغاصبين طوعاً او كرهاً إلى اوطانهم الاصلية التي جاؤوا منها ،،هل تتوقع من الذين فاضوا الله في بقرة يذبحونها ان يعطوكم دولة ؟ إذا كانت مفاوضات الثلاثون عاماً ، لم تنجح في زحزحة مستوطن واحد من الضفة بل زادتهم إلى إلى قرابة مليون ، ولم يدخل الضفة فلسطيني واحد من الشتات إلا ازلام التنسيق الامنى المقدس و كتائب دايتون لقمع احرار الضفة ،،

الإمارات ارض اليهود الآمنة
رياض -

أنا اعتقد ان الامارات العربية الأكثر امناً لليهود ،حتى من امريكا وأوروبا ، فلماذا لا يتم ترحليهم اليها ، واخلاء فلسطين منهم وتعويضهم وترحيلهم إلى الامارات للاستفادة من الأدمغة اليهودية في كافة المجالات،،

تم استعادة أسير حرب ،،
حدوقه -

بعد ستة أشهر من أكبر وأطول حرب إجرامية تقوم بها اسرائيل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه حقق نصرا كبيرا حيث نجح بعد هذه الحرب الطويلة والخسائر الفادحة بخسارة الآلاف من جنود قتلى وجرحي والتكاليف المذهلة عشرات مليارات الدولارات ووقوف الغرب كله مساندا له بأحدث الأسلحة،بعد كل هذا نجح في استعادة جثة الأسير الاسرائيلي إلعاد كاتسير من خان يونس في عملية نفذتها وحدة كوماندوز كبيرة،نتنياهو المهزوم المأزوم سيقيم حفل انتصار كبير على جثة متعفنة فهذا هو النصر الذي يبحث عنه مجرم الحرب نتنياهو وأعوانه وحلفاؤه

احل لكم قضية فلسطين في ثانية ؟
عبوده -

احل لكم قضية فلسطين في ثانية ؟ لماذا لا تأخذ كل دولة عربية سالمت و طبعت و تبادلت مع الصهاينة السفارات ، كمية من اليهود المحتلين لفلسطين عندها وبذلك تنتهي قضية فلسطين إلى الابد ويعم السلام ويطير الحمام واليمام في ربوع الشرق الأوسط

لأنتم اشد رهبة في قلوبهم من الله ،،
حدوقه -

بشكل مفاجىء ‏الجيش الصهيوني ينسحب من جميع مناطق خانيونس بشكل كامل. ‏بعد ساعات من ضربة لواء خان يونس القسامي الارهابي للواء الكوماندوز ؟!