كتَّاب إيلاف

ذكي واقعي خير من عبقري مغرور!

المدير الفني لمان سيتي بيب غوارديولا وكارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نعم هذا ما حدث، فلا خلاف على عبقرية بيب غوارديولا الذي أنقذ كرة القدم العالمية من "الملل"، وقدم لها أكثر مما قدمت هي له، فهو مدرسة تدريبية قائمة بذاتها، وعلى الرغم من ذلك نجح "الذكي" كارلو أتشيلوتي في هزيمته، والمعنى أن المدرب الإيطالي ليس مدرباً عادياً، بل هو من بين الأفضل في العالم، ولكنه أكثر واقعية، كما أنه يشعر جيداً بأنه ليس عبقرية خاصة في عالم التدريب، وهو الأمر الذي يمنحه مساحة من التواضع والواقعية.

لمحة غرور
كيف حدث ذلك على أرض الملعب في موقعة مان سيتي والريال والتي انتهت للمكي بركلات الترجيح؟ ما حدث أن "العبقري" بيب لديه لمحة "غرور" تجعله لا يتنازل عن طريقته في الأداء، فقد قدم مباراة هجومية واستحوذ على الكرة بفارق مذهل، بلغ 64 بالمئة للسيتي، و 36 بالمئة للريال، كما حصل فريق غوارديولا على 18 ركلة ركنية، مقابل ركلة واحدة للريال، وهذه دلالات قاطعة على عقلية مدرب يبحث عن الهجوم طوالى الوقت، مقابل مدرب يفعل كل شئ لحماية مرماه.

الواقعية والتواضع
أنشيلوتي يدرك جيداً أن السيتي أفضل فنياً وعناصرياً، وهو يدرك كذلك أن قدراته التكتيكية التي تميل إلى الأداء الكروي الهجومي الجذاب أقل كثيراً من "العبقري غوارديولا"، وفي نهاية الأمر تمكن "الذكي الإيطالي" من اسقاط "العبقري الاسباني"، تلك هي اللعبة التي حدثت داخل المستطيل الأخضر، وقد تتكرر كل يوم في الحياة، فالذكاء مع التواضع والواقعية أفضل كثيراً من العبقرية.

مدرب دوريات لا اقصائيات
على أي حال لايزال أمام غوارديولا بطولة الدوري الإنكليزي التي يتفرغ لها بداية من الليلة، وهو في صراع ليس سهلاً مع ليفربول آرسنال، ولكنه سوف يحسم المنافسة على الأرجح لمصلحة السيتي، فليس سهلاً أبداً أن تنتصر على "العبقري" في بطولات النفس الطويل، ولكن قد تهزمه في 90 دقيقة، وهذه هي ثغرة غوارديولا الكبرى، فهو مدرب "دوري" ولكنه يعاني ضعفاً في المباريات الاقصائية الحاسمة.

"دوري أبطال الريال"
وبعيداً عن ذكاء أنشيلوتي، فإن ريال مدريد لديه علاقة لا يمكن تفسيرها مع دوري أبطال أوروبا، ليس مهماً أن يكون في أفضل حالاته، وليس شرطاً أن يبدع في جميع المباريات، ولكنه في جميع الأحوال يعرف طريق الفوز، والبطولة تعشق الريال، فهو بطلها 14 مرة، وفي طريقه للقب رقم 15 على الرغم من صعوبة مباراته في قبل النهائي مع بايرن ميونيخ، ومن فرط نجاحاته القارية فقد اتفق الملايين على تسمية البطولة "دوري أبطال الريال"، بدلاً من "دوري أبطال أوروبا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف