كتَّاب إيلاف

الأهلي والزمالك.. سباق تدمير الأخلاق

لاعب الزمالك مصطفى شلبي بعد نزع قميصه
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ظهر لاعب الأهلي المصري محمد عبد المنعم وهو يرفع سرواله موجهاً أنظاره تجاه منطقة حساسة في جسدة عقب تسجيله هدفاً قبل أيام في بطولة أفريقيا، واللافت أنَّ اللاعب فعلها خلال الاحتفال بتسجيل الهدف، ولكن خرج في بيان رداً على ردة الفعل الغاضبة من بعض القطاعات الجماهيرية، وقال إنه كان يعاني من إصابة في منطقة حساسة، وفعل ذلك لكي يطمأن على عدم تفاقم إصابته.

الجماهير تساند التجاوزات
والمدهش في الأمر أنَّ الملايين من جماهير الأهلي تسابقوا للترويج لرد اللاعب باعتباره صحيحاً ومنطقياً وواقعياً، بالرغم من أنه ليس حقيقياً وليس مقنعاً بالمرة، فقد فعل ما فعله في رسالة غير رياضية لجماهير النادي المنافس الزمالك الذي لم يكن طرفاً في المباراة.

شلبي يكررها
وعقب واقعة عبد المنعم المشينة، خرج علينا لاعب الزمالك مصطفى شلبي ليقوم بتصرف مشين جديد رداً على لاعب الأهلي، فقد سجل شلبي هدفاً للزمالك في بطولة الكونفدرالية الأفريقية ضد نادي دريمز الغاني، ثم نزع قميصه وتوجه للكاميرا، وأشار بيده إشارة بذيئة، وتسابق جمهور الزمالك للدفاع عنه أيضاً في مشهد مكرر.

ما يحدث يمثل أعلى درجات الخطورة على المنظومة الأخلاقية في المجتمع المصري، خاصة أن هناك الملايين من الشباب والمراهقين الذي يرون في الأهلي والزمالك ما هو أكثر من كرة القدم، ولا ينظرون للناديين الكبيرين من منظور كروي فحسب، بل إن ارتباط ملايين الشباب بالناديين يفوق جميع التصورات، ومن ثم أصبح السباق بين نجوم الفريقين في الإشارات البذيئة تدمير مباشر لأخلاق هؤلاء الشباب، والمدهش في الأمر أن هناك الآلاف من هؤلاء الشباب الذين لا يدافعون عن اللاعبين فحسب، بل يحتفلون بإشاراتهم البذيئة بكل فخر.

سباق مكايدة
أصبحت كرة القدم في مصر لعبة إعلامية، وسباق ترند في عالم السوشيال ميديا، ومكايدة قاتلة بين الجماهير عبر جميع المنصات، مما يعني أن الأمر تجاوز حدود الترفيه، واللافت في الأمر أنَّ الدولة لا تتدخل بتوجيه النصح من خلال إعلامها الرسمي مثلاً، ولا تتدخل بالشكل القانوني لحماية المجتمع من تجاوزات السوشيال ميديا الكارثية، كما أن الأهلي وكذلك الزمالك لم يبادرا إلى معاقبة المنفلتين سواء من اللاعبين أو الجماهير.

أين دولة القانون؟
المشهد الكروي في مصر برمته أصبح ساحة للتجاوزات، والغضب، والتعصب، وتفريغ الطاقات السلبية بطريقة تلتهم في طريقها ما تبقى من قيم المجتمع المصري، ويظل السؤال قائماً: "لماذا تصر الدولة المصرية على الصمت تجاه كل ما يحدث"؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف