اغتيال رئيسي أم غدر الطبيعة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ يومين والأسئلة لم تنقطع عن موضوع تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والفريق المرافق له، وأبرزهم وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان، وقد ارتفع منسوب الأسئلة الباحثة عن جواب مقنع، خصوصاً بعد العثور على حطام طائرة رئيسي، وانتشال جثث القتلى والإعلان الرسمي عن وفاة رئيس الجمهورية الإسلامية ووزير الخارجية وبقية الفريق، مع إعلان الحداد العام في إيران لمدة خمسة أيام، وتكليف نائب الرئيس محمد خبر بإدارة مهام رئيس الجمهورية، وتعيين علي باقري وزيراً للخارجية، وهو نائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين بالملف النووي الإيراني.
سؤال نهاية رئيسي بهذا السيناريو المأساوي يبحث في جدل عدة توقعات وقراءات، بعضها يذهب نحو الداخل الإيراني: كيف تسقط طائرة الرئيس الإيراني بينما تستمر الطائرتان المرافقتان المكلفتان بحمايته في مسارهما وتصلا إلى محافظة تبريز دون معرفة سبب ذلك، ولم يخرج من الجهات الإيرانية رأي بهذا الشأن؟
هل كان الحدث يرتبط بموضوع الصراع على السلطة، ومن الذي يخلف المرشد الأعلى علي خامنئي بعد رحيله؟ هناك من يعتقد بهذا الأمر، وإذا افترضنا أنه أمر صحيح، يكون الحدث (أي إسقاط الطائرة ) عملية تصفية مدبرة ومحبوكة على نحو دقيق جداً!؟
إقرأ أيضاً: الدكتاتور المتمرد صدام حسين يتناسل عراقياً
رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان يحظيان بمكانة خاصة لدى المرشد الأعلى، ويعدان من المقربين إليه، كونهما من أهم الشخصيات السياسية التي تمثل الخط المحافظ أو الثوري المتشدد، وقد نجحا خلال السنوات الثلاث من تولي منصبيهما بعد انتخابات عام 2021، بتمثيل إيران وتطوير علاقاتها الخارجية والسيطرة على الأزمات الداخلية والخارجية، كما حافظا على موقف يتصف بالمرونة والتكتيك الناجح في الصراع مع أميركا وإسرائيل، كذلك في مواجهة الأزمات الداخلية والاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت إيران عام 2023، هذه المعطيات تجعلهما موضع تميز للحكومة إزاء مراكز السلطات الأخرى مثل الحرس الثوري أم السلطة الدينية أم العسكرية.
عدد من التوقعات يذهب إلى اعتقاد أن الحادث كان استهدافاً خارجياً، لا سيما أنه وقع بالقرب من حدود دولة أذربيجان، التي تتواجد فيها قواعد إسرائيلية، لذلك لا يستبعد أن تكون إسرائيل قد نفذت هجوماً بمسيرة ضد طائرة الرئيس تحديداً بعد أن أغلقت الفضاء الراداري وأصابت منظومات الإشارة بالعطب، ثم وجهت لها ضربة أسقطتها دون أن تستطيع طائرة الرئيس أن ترسل إشارة بما أصابها من أعطاب!؟
إقرأ أيضاً: ماذا لو توقف الموت عن زيارة البشر؟
تجري الآن في إيران عمليات استنفار جميع الجهود الاستخبارية لمعرفة أسباب تحطم طائرة الرئيس ومقتله مع الوفد الكبير المرافق له؛ إذا كان الحادث نتيجة خلل فني بسبب عمر الطائرة الذي يضعها خارج الخدمة كونها إنتاج عام 1979، بمعنى أنها طائرة قديمة ولم تصمد أمام أجواء الطبيعة والطيران لمسافات وارتفاعات عالية، عندها سوف تطوى أوراق الحادث ويعاد ترتيب البيت الرئاسي والحكومي، أما إذا جاءت النتائج بحدوث عملية اغتيال مدبرة داخلياً، فإنَّ الأمور سوف تكشف عن تصفيات أخرى كرد فعل على جريمة تصفية رئيسي وفريقه، أما إذا وصلت التحقيقات بتشخيص جهة خارجية دولية مثل إسرائيل أو أذربيجان أو غيرهما، فإنَّ الأمور سوف تذهب نحو أحداث وردات فعل تكون بمستوى حجم الخسارة والجرح العميق الذي سببه الحادث في كبرياء دولة إيران بقتل رئيسها ووزير خارجيتها. الأيام المقبلة سوف تخبرنا وتقدم بياناتها، أو كما قال الشاعر العربي طرفة بن العبد: ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً… ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ.