كتَّاب إيلاف

المدير غير الكفء... واقع الموظفين في ظل قيادة جاهلة‎

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في صباح يوم مشمس، دخل أحمد إلى مكتبه في الشركة التي يعمل فيها منذ سنوات. كان أحمد معروفًا بالتزامه وتفانيه في العمل، لكن مؤخرًا بدأت تزداد عليه المشاعر السلبية والإحباط. السبب؟ مديره الجديد، السيد خالد، الذي بدا غير كفء تمامًا في إدارة الفريق.

منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، كان السيد خالد يظهر عدم فهمه للعديد من الجوانب الأساسية للعمل. في أحد الاجتماعات المهمة، طلب من الفريق تقديم تقرير عن مشروع لم يكن له وجود أصلاً! حاول أحمد وزملاؤه شرح الوضع له، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. كان السيد خالد مصرًا على رأيه، مما جعل الجميع يشعرون بالارتباك والقلق.

مع مرور الأيام، بدأت الأمور تتدهور أكثر. أصبح العمل في المشاريع معقدًا وغير منظم، وكلما حاول الفريق التركيز على أهداف معينة، جاء السيد خالد بتوجيهات جديدة ومتناقضة. بدا الفريق وكأنه يسير في دائرة دون تحقيق أي تقدم. بدأت معنويات الموظفين تتدهور، ولم يعد لديهم الحافز للعمل بجد كما كانوا يفعلون في الماضي.

في أحد الأيام، قرر أحمد التحدث مع السيد خالد بشكل صريح. جمع شجاعته ودخل مكتبه. "سيد خالد، أعتقد أن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها"، قال أحمد بحذر. ولكنه كان غير مستعد للاستماع والتغيير. بدلاً من ذلك، بدأ في الدفاع عن قراراته دون النظر إلى المشاكل التي تسببها.

مع استمرار هذا الوضع، بدأت صحة أحمد النفسية تتأثر. شعر بأنه محاصر في بيئة عمل غير مستقرة وغير مشجعة. كان يرى زملاءه يعانون أيضًا، لكن الجميع كانوا يخشون التحدث. قرر أحمد البحث عن الدعم من زملائه، وبدأ في تنظيم اجتماعات غير رسمية لمناقشة التحديات التي يواجهونها وكيفية التعامل معها.

في إحدى هذه الاجتماعات، اقترح أحد الزملاء أن يبدأ الفريق في تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية للتكيف مع الوضع. بدأ أحمد وزملاؤه في حضور دورات تدريبية وورش عمل لتعزيز مهارات القيادة والتواصل. هذا لم يساعدهم فقط في تحسين أدائهم الشخصي، بل أيضًا في تقديم دعم أفضل لبعضهم البعض.

ومع مرور الوقت، أدرك أحمد أنه بحاجة إلى بيئة عمل أكثر استقرارًا وإيجابية لتحقيق طموحاته. بدأ في البحث عن فرص جديدة، وفي النهاية وجد وظيفة في شركة تقدر موظفيها وتدعمهم. لم يتردد في قبول العرض، وقرر الانتقال إلى هذه البيئة الجديدة.

كانت تلك التجربة درسًا مهمًا لأحمد. تعلم أنَّ القيادة الجيدة ليست مجرد إدارة، بل هي فن يحتاج إلى فهم عميق للناس والعمليات. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، خرج أحمد منها أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة المستقبل. لقد أدرك أن النجاح في العمل لا يعتمد فقط على المهارات الفردية، بل أيضًا على بيئة العمل والدعم الذي يحصل عليه من القيادة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قصة ساذجة
متابع -

مع احترامي لمقالك، وتقديري للموضوع الذي تطرحه، لكن السيناريو الذي طرحته ساذج جدا. هناك عدة امور تتعلق بوجود مدير غير كفؤ لم تتطرق اليها لأنك اخذت الأمر بسطحية الدراما العربية عامة: السؤال يكمن في: لماذا يصل غير كفؤ الى موقع اداري اساسا؟ قد يحصل الأمر احيانا في احسن الدول والمدن والمؤسسات وتكون صدفة، ولكن في اغلب الأحيان يكون السبب ان هناك شخصا او اشخاصا اعلى منه في المناصب الإدارية اتاحوا له فرصة الوصول لمنصبه....اشخاص قد تصل، بل من المرجح ان تصل رتبتهم لرئاسة الدولة. في حالات كهذه يعني الأمر ان البلاد كلها تعاني عامة من فساد اداري وانه من النادر جدا وجود شخص كفؤ بحق في اي مكان. يكونون اما غير كفوئين اطلاقا او كفوءين متوسطين (والفئة الأخيرة اكثر خطرا لأن ضعفهم الاداري لا يظهر بوضوح مثل الفئة الأولى. الشيء الآخر هو: عندما يكون هناك شخص غير كفؤ في موقع اداري، الا ان كان حالة استثنائية في مؤسسة او بلد لا تحصل فيها عادة هذه الأمور، فأن الموظفين في تلك المؤسسة هم ايضا، اغلبهم، غير كفوئين، او على الأقل ضعفاء الشخصية, او يصبحون من هؤلاء او اولئك مع الوقت بوجود المدير السيء...وهذا يعني ان لا امل فيهم لكي يتحدوا ويتخذوا موقفا من المدير ذاك...بل يصبحون جزءا من ادارته السيئة ومع الوقت لا يستطيعون حتى ان يدركوا ما هي الإدارة الصحيحة وينعدم التفكير المنطقي العقلاني عندهم، ومن يعمل معهم وهو محتفظ بشخصيته وعقله وهو وذو كفائة عالية، سوف يصاب باحباط وفشل شديدين ويتحول الى شخص عصبي. الكلام عن تغيير العمل عندما لا يكون الجو مناسبا شيء سهل لوقل صعب التنفيذ....هو كلام افلام هوليوود. الواقع مغاير. توجد اسباب عديدة لا يستطيع معها المرء تغيير مكان عمله. قد يكون ذلك الشخص في عمر يصعب معه الحصول على وظيفه في مكان آخر، وقد يضطر للبقاء من اجل اولاده ومستقبلهم، الخ. المصيبة الكبيرة هي عندما يكون المدير السيء ذكيا من نواحي اخرى بحيث يستطيع خداع الكثيرين.