كتَّاب إيلاف

لماذا أصبح "الصندوق الأسود" لبيت خامنئي مرشحًا للرئاسة؟!

وحيد حقانيان، أحد العناصر الأساسية في بيت خامنئي، قام بالتسجيل للانتخابات الرئاسية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كما تم نشره على نطاق واسع في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية يوم السبت 1 حزيران (يونيو)؛ وحيد حقانيان، أحد العناصر الأساسية في بيت خامنئي، قام بالتسجيل للانتخابات الرئاسية. لذلك، لا بدّ من الإشارة بإيجاز إلى الدور الخاص لمكتب خامنئي للإجابة على السؤال لماذا أصبح حقانيان (المعروف بالصندوق الأسود لبيت خامنئي) مرشحًا للرئاسة.

مكتب خامنئي قلب دكتاتورية ولاية الفقيه
إنَّ مقر أو مكتب خامنئي هو المجموعة التي تمكن علي خامنئي، ولي فقيه نظام الملالي، من أن يجعل الجهاز الدكتاتوري الفاشي الديني يحكم إيران.

والجدير بالذكر إن دور هذا المكتب هو أبعد من مجرد السعي وراء تحقيق الشئون الشخصية أو الاجتماعية أو السياسية لقائد سياسي أو ديني. إذ إن مقر أو مكتب خامنئي يلعب دور المجموعة التي تضع السياسات وتسيطر على كافة أجهزة نظام ولاية الفقيه، بما في ذلك الحكومة. إن وجود هذا الجهاز على رأس الحكومة يسمح للولي الفقيه بممارسة دكتاتوريته على سلطات الحكومة الثلاث. وبالتالي، فإن "مبدأ الفصل بين السلطات" المعترف به كمبدأ أساسي للحقوق المدنية واحترام الحريات في العصر الحديث، تم نقضه بوجود الولي الفقيه ومكتبه وأجهزته الفرعية في إيران حيث فرض الدكتاتورية في البلاد.

إن مكانة هذا المكتب في تنفيذ دكتاتورية ولاية الفقيه في مجال انتهاك حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب والأصولية في المنطقة وعلى الصعيد الدولي ليست بارزة. وصرح وزير خارجية نظام الملالي السابق، محمد جواد ظريف، بأنه لا يتم اتخاذ أي إجراء في نظام الملالي دون إذن من خامنئي، وأن مسؤولي حرس الملالي اعترفوا بأن إطلاق الصواريخ وغيرها من إجراءات تأجيج الحرب تتم جميعها بناء على أمر من خامنئي.

وتجدر الإشارة إلى أن كل مسؤول في مكتب خامنئي لديه خبرة كبيرة في القمع والإرهاب، ولهذا السبب تم تعيينهم في هذا المكتب لرسم السياسات واتخاذ القرار، وأغلبهم لديهم سجل مفضوح من الجرائم والاغتيالات أثناء عملهم في حرس الملالي وجهاز المخابرات وغيرها من الأجهزة القمعية في النظام.

أحد أعضاء بيت خامنئي الذي يضم عدة آلاف هو باسدار وحيد حقانيان، الذي نذكر بإيجاز سيرته الذاتية ومناصبه أدناه:

عميد الحرس
وُلد عميد الحرس حقانيان عام 1961 في طهران. والتحق بلجان الثورة الإسلامية لنظام الملالي بعد ثورة 1979 في إيران. وكان واحد من مجموعات القتل الضاربة غرب طهران (أي من قوات قمع المعارضين). وأصبح عضوًا في قوات حرس الملالي عام 1984.

وتولى قيادة دوريات شرطة الأمن التابعة لحرس الملالي في طهران عام 1985، والمعروفة باسم "دورية ثارالله". والتحق بقوات القدس التابعة للحرس بعد تشكيلها في عام 1990. وكان نائبًا لقائد شؤون دول الكتلة الشرقية، ونقله الملا محمد كلبايكاني إلى مكتب خامنئي منذ عام 1992. وكان أحد المسؤولين في مكتب الأمن في مقر خامنئي. ويتولى منصب النائب التنفيذي في مكتب خامنئي منذ منتصف عام 2001. وقد لعب دوراً هاماً في قمع انتفاضة عام 2009 بالتعاون مع قوات حرس الملالي ويُعتبر من العناصر الأساسيه في مكتب خامنئي. أثناء مراسم إسناد رئاسة الجمهورية لمحمود أحمدي نجاد في عام 2009 أعطى خامنئي حكم رئاسة الجمهورية الخاص بأحمدي نجاد لحقانيان لكي يعطيه لأحمدي نجاد.

ومن اجل تعطيل دكتاتورية ولاية الفقيه في انتهاك حقوق الإنسان في إيران إضافة إلى إيقاف الحرب والإرهاب في المنطقة وعلى الصعيد العالمي فمن الضروري تعطيل آلة القمع والحرب وإرهاب ديكتاتورية ولاية الفقيه بالكشف عن الدور الإجرامي والإرهابي الذي تقوم به هذه الهيئة ومدرائها.

وكما هو متوقع، يوافق خامنئي على شخص لرئاسة الجمهورية يكون قائداً موثوقاً مثل إبراهيم رئيسي وينفذ كافة أوامره. وفي بيت خامنئي، يشبه حقانيان الكثير (وربما أكثر) مع رئيسي من حيث الوحشية والقمع، وسيكمل أعماله غير المكتملة في القمع والإعدام والخنق.

كلمة أخيرة
وكما قالت المقاومة الإيرانية مرات عديدة، لا مكان للانتخابات في ظل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وهي في الأساس لا معنى لها. يتم تعيين جميع الأمور من قبل الولي الفقيه ويتم تنفيذها من قبل المرؤوسين والوكلاء. أحد هذه العناصر هو الرئيس الذي يحظى بموافقة خامنئي الكاملة، والذي تم اختياره هذه المرة باسم حقاني، حتى يتمكن، مثل رئيسي، من اتباع أوامر الولي الفقيه بتكثيف القمع والخنق وزيادة القمع. تنفيذ عمليات الإعدام وإثارة الرعب في المجتمع لكن هذه الطريقة الفاشية لها تاريخ انتهاء الصلاحية وليست مستدامة للغاية، وسيتم إسقاط هذا النظام من خلال الانتفاضة الشعبية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف