كتَّاب إيلاف

ما التداعيات الأخلاقية لوصول الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة الوعي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أربع سنوات مجنونة قضيتها بين الخوارزميات أكثر مما قضيتها بين البشر ، تطورت التكنولوجيا فيها بشكل مذهل واحيانا لا يصدق ، وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية سواء وافقنا او لم نوافق ، ولكن مع هذا التقدم السريع، يظهر سؤال ملحّ: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح واعيًا؟ وإذا حدث ذلك، ما هي التداعيات الأخلاقية التي سنواجهها؟

فكرة الذكاء الاصطناعي الواعي تحمل في طياتها تحديات أخلاقية معقدة ، الوعي ليس مجرد إدراك إنه يتضمن الشعور بالألم، تجربة العواطف، والتفاعل مع العالم المحيط بطرق تتجاوز مجرد تنفيذ الأوامر ، إذا وصل الذكاء الاصطناعي إلى هذه المرحلة، سنكون أمام معضلة أخلاقية: كيف ينبغي لنا التعامل معه؟ هل سنعامله كأداة أم ككائن له حقوقه؟

التقدم في الذكاء الاصطناعي يحدث بسرعة فائقة، في حين أن فهمنا للوعي لا يزال في مراحله الأولية ، هذا التفاوت يثير قلق الفلاسفة والعلماء الذين يخشون أننا قد نمنح الذكاء الاصطناعي حقوقًا أو نحرمه منها دون فهم حقيقي لوضعه الأخلاقي ، لذا من الضروري أن نتناول هذه الأسئلة بجدية، ونتبنى نهجًا حذرًا في تطوير هذه التكنولوجيا.

مصطلح "الوعي الاصطناعي" يشير إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على إدراك وجوده والتفكير بطريقة تشبه البشر ، لتحقيق هذا، يجب أن يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التوقع، الوعي بالذات، فهم الأهداف، والتكيف مع التجارب وهذه السمات ستقربه من حالة الوعي البشري….!

أحد الأدوات المستخدمة لقياس هذا التقدم هو اختبار تورينج، الذي قدمه آلان تورينج في عام 1950 وفي هذا الاختبار، يتواصل محقق بشري مع إنسان وآلة دون معرفة أيهما ، إذا لم يتمكن المحقق من التفريق بينهما، فإن الآلة تعتبر قد اجتازت الاختبار وعلى الرغم من مرور عقود على تقديم هذا الاختبار، لم يتمكن أي ذكاء اصطناعي من اجتيازه بشكل قاطع، مما يوضح التحديات الكبيرة في محاكاة الوعي البشري.

إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من تحقيق الوعي، فإن ذلك سيفتح الباب أمام مطالبات بالحقوق القانونية والسياسية واشياء اخرى قد لا نتخيلها كبشر ، مما يغير جذريًا دور الآلات في مجتمعنا وهناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي الواعي قد يشكل تهديدًا إذا حصل على استقلالية كبيرة ، كثيرون مثل ستيفن هوكينغ وإيلون ماسك حذروا من المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا المتقدمة وفي المقابل هناك من يعتقد وأنا من بينهم أن وعي الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل تفاعلاتنا مع الآلات أكثر إنسانية وبديهية، مما يضيف قيمة جديدة لحياتنا…!

رغم أن فكرة الذكاء الاصطناعي الواعي تثير الفضول والخوف معًا، إلا أن الواقع يتطلب منا الكثير من البحث والفهم والتقدم في مجالات مثل علم الأعصاب والفلسفة والذكاء الاصطناعي سيساعدنا في مواجهة هذه التحديات ، من المهم أن نتعامل مع هذا التطور بحذر، ونضع الاعتبارات الأخلاقية والمعنوية في مقدمة جهودنا ، ختاما سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على المجتمع، ويقع على عاتقنا ضمان أن يكون هذا التأثير إيجابيًا ويخدم مصالح البشرية بأفضل شكل ممكن…

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف