كتَّاب إيلاف

القمم العربية وأحلام المزايدين 

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

استغرب كثيرا ً أن البعض لا يزال ينتقد أو يهاجم القمم العربية عندما تخرج بمواقف وبيانات أقل من توقعاته، ويقارن بين استثنائية الظروف والمشهد العربي المأزوم، والقرارات التي توصف بـ "العادية" التي تصدر عن هذه القمم، التي يتفنن المراقبون في وصفها بمفردات عديدة حنقاً وغضباً من نتائجها. واللافت أنه لا أحد ينتظر من القمم العربية المتعاقبة أن تحدث اختراقاً نوعياً فارقاً في الأزمات والقضايا العربية المعقدة، ومع ذلك ينبري في نقدها وطرح الأسئلة حول أسباب هذه الحالة العربية الجماعية المزمنة من الضعف والترهل.

العقدة والحل في حالتنا العربية معروفة للجميع، ولكن العرب يهوون جلد الذات، ويستمتعون بتقدم البراهين والأدلة على داء العجز الجماعي المزمن الذي يعشش في الجسد العربي، وهو بالمناسبة له أسبابه التي يتغذى عليها.

في مقدمة من يتلذذون بالتشكيك في قدرات النظام الجماعي العربي مؤيدي ومناصري التنظيمات المتطرفة الإرهابية التي ترفض فكرة وجود العرب من الأساس وتجادل بمفهوم الأمة وتراه إسلاميا لا عربياً، وهذا أمر لا حاجة لنا الآن بمناقشته وتفنيد جذوره ودوافعه، ثم يأتي من بعد هؤلاء جماعات "الحنجورية" أو الظواهر الصوتية الذين أصوات صراخهم وهديرهم تصم الأذان وهؤلاء من بقايا أيديولوجيات حقبة الخمسينيات والستينيات الذين لا يزالوا يحلمون بـ"رمي إسرائيل في البحر" ويشبعوها شتائم وسباب كلما لاحت لهم الفرصة لذلك وكأن دعم القضية الفلسطينية يتأتي عبر هذه المعارك الكلامية التافهة، الخاوية سوى من الضجيج والتلوث البصري والسمعي.

البعض يحلم بقمة عربية تنعقد في عاصمة عربية في زمن عربي تعلن فيه شن حرب شاملة لاتبقي ولا تذر ضد دولة إسرائيل، وهذا الهراء لايصدر سوى من أحمق أو جاهل بكل ما يدور في العالم من حولنا، وما يقدم لدولة إسرائيل من دعم ومساندة غربية لا تقبل الشك في مواجهة ميلشيا "حماس الإرهابية" وعلينا أن نتصور شكل هذا الدعم فيما لو كان خصم دولة إسرائيل في هذه الحرب دولة أو دولاً عربية في عمل مناف أساساً للقانون والأعراف الدولية، حيث لا يمكن ايجاد ذريعة واحدة تبرر شن مثل هذه الحرب سوى في خيالات هؤلاء المرضى من دعاة الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

اللافت في كل ما يحدث أن أكثر الدول والأطراف الاقليمية اثارة للضوضاء بشأن حماية الشعب الفلسطيني تنقسم إلى قسمين أولهما يضر بالشعب الفلسطيني وقضيته، وإلا فليخبرني أحدهم عن النتيجة التي تحققت على أرض الواقع من ممارسات الحوثي الإرهابية الذي يزعم الدفاع عن غزة سوى بالإضرار بحركة التجارة البحرية الدولية، وكذلك بعوائد مصر من حركة عبور السفن عبر قناة السويس؟ وثاني هذه الأطراف هم المزايدين التقليديين الذين يتاجرون بالقضية والشعب الفلسطيني ويستغلونها في تحقيق أهداف ومصالح سياسية واستراتيجية عبر ادعاءات كاذبة ومواجهات لا تتجاوز الكلام والشعارات مع دولة إسرائيل وداعميها.

لست هنا بصدد الدفاع عن النظام المؤسسي الجماعي العربي، الذي أرى أن إخفاقاته الأساسية ليست في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولكن على صعيد اثبات الوجود والسقوط في فخ التكلس المؤسسي والعجر عن الاضطلاع بأي دور مؤسسي مفيد للشعوب العربية بشكل عام في مجالات التنمية.

القمم العربية المتوالية أراها أزمة لمن يستضيفها، حيث ترتبط به حكايات واتهامات الفشل والإحباط من دون ذنب اقترفه سوى استضافة ـ ولو بشكل اضطراري أو تنظيمي ـ لهذا الحشد العربي الكبير من القادة والرؤساء والوزراء، والغريب أن الكل يستبق هذه القمم بتأكيدات عن انعدام الفرص وانحسار هامش المناورة ومحدودية القدرات الدبلوماسية والسياسية، ثم نجده بعدها يشن هجوماً على البيانات الصادرة عن هذه القمم وكأن الأمر كان مفاجأة له!

العذر الوحيد للقمم العربية وجامعتها أن عصرنا لم يعد عصر التكتلات التقليدية، التي اثبتت عدم جدواها ومحدودية فاعليتها سواء في إدارة الأزمات الدولية والتعامل معها، أو في قيادة جهود التعاون الدولي وتنفيذ مواثيق ومبادىء هذه المؤسسات والتكتلات وفي مقدمة ذلك تأتي الأمم المتحدة، التي أضحت مؤسسة تشبه مؤسساتنا العربية بامتياز، حيث القرارات التي لا تجد طريقاً للتنفيذ، وحيث لا خيارات سوى الإدانة والشجب ودعوات التسول الدبلوماسي والسياسي التي لا تجد من يسمعها.

لا نريد القول أن هذا هو عصر الميلشيات الارهابية والدول المارقة، التي تتلاعب بالأمن والاستقرار العالمي في بيئة استراتيجية دولية تعاني السيولة والفوضى وغياب القيادة، وقناعتي أن هذه مرحلة انتقالية لا بد منها للنظام العالمي، تتغذى على الصراعات الجيواستراتيجية المتنامية، ولكنها ليست خياراً حتمياً للعالم، فهناك مخارج مطروحة وهناك أطراف دولية وإقليمية تدفع بقوة باتجاه الأمن والاستقرار ولكن غياب الحوار وغلبة التهور والمصالح الضيقة يحولان دون الاستماع لصوت العقل في الأزمات، حيث يفترض البحث عن صيغ حلول تقوم على "رابح ـ رابح" ولا غالب ولا مغلوب وحلول وسطية تضمن مصالح الشعوب ولا تخضع لأهواء المتطرفين والمزايدين والارهابيين، ولا تحقق مصالحهم حتى ولو من دون قصد.

ليس سراً القول بأن ما يعرف بالنظام الاقليمي العربي يعاني التفكك والتشرذم منذ الفوضى التي انتشرت في العديد من دول المنطقة منذ عام 2011، حيث تسببت هذه الأزمات في غياب مفهوم مفهوم الدولة بمعناه السياسي في بعض الحالات عربياً، ناهيك عن دخول بعضها الآخر في أزمات وصراعات داخلية مستمرة حتى اليوم، وبالتالي يصبح الرهان على موقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها هو نوع من التحليل بالتمني، ولكن علينا الاعتراف أيضاً بأن الأمر ليس مرهوناً بأكمله بالواقع العربي المهترىء، ولا حتى بالدعم الغربي اللامحدود لدولة إسرائيل، بل بالفلسطينيين أنفسهم ـ سلطة لا وطنية وميلشيات ـ والكل يعرف أن البحث عن مخرج للقضية يبدأ من اعتراف الوجوه التي تسيطر على المشهد بأن دورها انتهى وأن الآوان قد آن لحلول واقعية حقيقية وأن مرحلة المتاجرة بالقضية الفلسطينية قد ولت وانقضت وأنه لا أحد يستطيع تحمل الفساد وعبث هؤلاء العابثين أكثر من ذلك، وعلينا أن نعترف أن الكل وجد نفسه في ورطة من صناعة ميلشيات إرهابية تأتمر بأوامر أطراف غير عربية، ولا تبحث عن مصالح أبعد ماتكون عن حماية المدنيين أو حتى قيام دولة فلسطينية لم تدرج هذه الميلشيات أساساً ضمن مطالبها لعقد أي اتفاق تهدئة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ضموا معبودتكم ؛ إسرائيل ؛ الى الجامعة تنتعش ،،
حدوقه -

اظن ان ما سينعش القمم العربية انضمام معبودتكم" إسرائيل " الى الجامعة العربية لا حفظها الله ،،

شعوذات المشعوذين اياهم
قول على طول -

من عادة المشعوذين هو الحنجوريات والخطابات الرنانه الفارغه والتى تلعب على مشاعر المخبولين فقط وما أكثرهم وسط الذين أمنوا . ويفتقد المشعوذون الى أبسط الذوق والفكر ولا يوجد لديهم أدنى خجل أو احساس بالمسئوليه بل يريدون أن ينجر الجميع وراءهم ووراء مغامراتهم الغبيه ومن لا يتبعهم يستخدمون ضده كل أسلحة البذاءه مثل التخوين والعماله والصهيونيه الخ الخ ويضعون قادة الدول العربيه والاسلاميه فى موضع حرج وموضع دفاع وكأنهم متهمون ..يتبع

ليه نرمي اخوانكم الصهاينة في البحر ؟ ايش ذنب السمك ؟
كتكوت -

لماذا يا شتامين لئام نرمي اخوانكم الصهاينة في البحر ؟ ايش ذنب البحر؟ و ايش ذنب السمك ؟

تابع ما قبله
قول على طول -

للتوضيح أكثر حتى يفهم المشعوذون والمخبولون ومن على شاكلتهم ..قامت حماس عدة مرات باطلاق عدة صواريخ تجاه اسرائيل وهم يعلمون الرد الاسرائيلى الذى عادة ما يكون ساحقا ماحقا وما يسببه من دمار وقتل وبالطبع فان أشاوس حماس يختبئون مثل الجرذان ويتركون شعب غزه تحت القصف وعرضة للموت المحقق ..ثم يصرخون ويتهمون الدول العربيه والاسلاميه بالتخاذل عن نصرتهم ونصرة غزه ونصرة القدس والى أخر الشعوذات المعتاده وكأن المفروض على الدول العربيه والاسلاميه الانصياع والانجرار الى مغامرات المخبولين وتهور المشعوذين والدخول فى حرب مع اسرائيل ومن لا يفعل ذلك فهو خائن وعميل وصهيونى الخ الخ ..يتبع

حبيبتكم في نسختها الأخيرة ، وحماس الإرهابية فكرة لا يمكن هزيمتها ،،
حدوقه -

ما نراه هو النسخة الأخيـرة من اسرائيـل. ‏نسخة ما قبل الزوال. حبيبكم الناطق بسم الجيش الصهيوني النازي جاب ورا و يقول حماس الإرهابية فكرة لايمكن هزيمتها ،، اللي بعده ،،

المؤمن يلدغ من نفس الجحر مليون مره ولا يتعلم
قول على طول -

حماس منذ استيلاءها على السلطه ترتكب نفس الحماقات ..تطلق عدة صواريخ على اسرائيل وهى تعرف الرد الاسرائيلى الساحق الماحق ...وبعد ذلك تلوم الدول العربيه والاسلاميه وتتهمها بالتخاذل وبالتصهين والعماله الخ الخ ..وطبعا تفرض على الدول العربيه اتاوات اعمار غزه ..مع أن حماس لم تأخذ أراء أحد - ايران فقط غالبا - ولكن تلوم الدول العربيه ...وبالطبع أنا لا أبرئ الدول العربيه من حماقات حماس ومساعدتها فى ارتكاب الحماقات . راجع عنوان المقال .

الشتام فولاؤس الغريفي سليل كنيسة تحترف الشعوذة والسحر الاسود ،،
حدوقه -

يكثر الصهيوني الغريفي فولاؤس من استخدام من مصطلح الشعوذة لسب به غيره ، ولأن كل إناء بما فيه ينضح فلا نستغرب منه ذلك فهو سليل كنيسة تحترف أعمال الشعوذة والسحر الاسود ، وألعاب الجلا جلا والظهورات المريمية و العاب الليزر و الحمام الأبيض الخ من أعمال النصب والشعوذة ،

اخوكم الصهيوني اعطى البيعة لمرشد الاخوان ،،
بلال -

أخوكم الصهيوني "هغاري " الناطق بسم جيش النازيين الصهاينة. يقول لكم : حماس والاخوان المسلمون فكرة مزروعة في قلوب الناس ولا يمكن تدميرها"‏شكله أعطى البيعة وبقى عضو في الجماعة ،،

يا اخو ان الصهاينة
حدوقه -

مرة بتقولوا ان ايران حرضت حركة حماس ومرة بتقولوا حماس تحركت بمفردها بدليل عدم معرفة بعض قادتها بالطوفان ، انتم يا اخوان الصهاينة مذبذبين ويحرككم الحقد السرطاني الاسود ضد الاسلام والمسلمين مع انه ما ضروكم بشيء فها انتم بالمشرق بالملايين ولكم الآف الكنايس والأديرة وفي فلسطين في القدس تتعرض مقدساتكم للبصق والاهانة ويلزم اليهود رهبانكم أضيق الطريق في البلدة القديمة سحقاً لكم يا أخوان الصهاينة ، إلا تخجلون ، ستنتصر المقاومة وستتحرر فلسطين من رجس اخوانكم ذلك وعد الله ،،

يا اخوان الصهاينة هذا رأي اليهود فيكم ،،
بلال -

في استطلاع مصورمتداول على نطاق واسع ، سؤال لليهودي لماذا يدخل المسجد ولا يدخل الكنيسة طيب ليه ؟! لأن الكنيسة بيت أوثان و لأن المسيحيين عبدة أوثان ومشركين ؟! ومع ذلك هذا القبطي الشتام ، بيحب اليهود ويكره المسلمين ،،؟!

يا اخوان الصهاينة من فكك من ؟
بلال -

بعد نحو 9 أشهر من العدوان الصهيوني النازي على غزة وشعبها ورغم وعود وتهديدات قادة الاحتلال بتفكيك المقاومة .. من فيهما الذي فكك الآخر؟ الكيان الصهيونى في:‏2023: سنقضي على حماس.‏2024: لا يمكننا القضاء على حماس.