كتَّاب إيلاف

هاشتاك الناس

هل تتذكرون 14 تموز؟!

علم العراق
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ما أصعب أن تستيقظ صباحاً، وتجد أن ثورة (14 تموز)، قد أُلغيت بقرار رسمي، ويُقال لك علنًا: إنها سقطت من تاريخك بلا رجعة؛ لأنها مجرد جمهورية زائلة، وأن دماء الجمهوريين صارت حلمًا عابرًا؛ فامحُ من ذاكرتك حنين الجمهورية الأولى، واستعض عنها بأعياد الأديان والطوائف والقوميات التي صارت أكبر من الأوطان!

لم يعد لدينا "جمهورية" نحتفل بها! فقد أسقطت عمدًا من تاريخ الوطن؛ فلا عيد لها ولا أفراح، حيث تم محوها من تاريخ العراق، ومن قواميس الاستقلال. لقد قتلنا مدرس التاريخ والوطنية والجغرافيا؛ فاستُبدِل الأصل بالفرع، واستُبدِل زعيم الفقراء بزعيم القصور واللصوص!

ما زالت المناقشات مستمرة بالمقارنات، وما زال الحنين للماضي أقوى، خاصة النظام الملكي، وهو حنين سيكولوجي (بامتياز). فالملكية لم تحقق للناس جنة عدن؛ فلقد كان الفقر في أعلى مستوياته، والأميّة ضاربة في الجذور، والفقراء يعملون عبيدًا في مزارع الإقطاع، وبيوت الطين والصرائف علامة بارزة؛ لكن لم يكن هذا الحنين سببه فكرة "الجمهورية"؛ وإنما هو انعكاس لعوامل سياسية ونفسية مرتبطة بالواقع.

فالعراقي الذي ألغي (حلف بغداد) وأنهى (عصر الأقطاع) تمّ معاقبته من الخارج بتأسيس نماذج سلبية في الواقع السياسي، وذلك بإدخاله في عواصف الاضطرابات والانقلابات والعنف الدموي لعقود طويلة، وتحت انتداب ظلم قادة جمهوريات القتل والاستبداد واللصوصية من اجل تثبيت متلازمة الحنين إلى الماضي، وغرسها في جذور النفوس المتعبة!

ومثلما قد نختلف في نوع النظام، فإننا نختلف أيضًا في حاكم النظام، وقد مرّ على العراق كوكتيل منوّع من الرجال البسطاء والمغامرون واللصوص، فاختلفنا في التقييم والمحبة؛ لكن المشكلة في الشخصية العراقية: أنها مزاجيَّة في الاختيار، لها حنين غريب ومتناقض لكل مَن رحل عنها وغادرها إلى مثواه الأخير، كما هي عاشقة لحكم الفرد الواحد؛ متناقضات في ترمومتر الحب والكره، وفي مؤشرات القبول والرفض!

لم يكن حكام العراق من الملكية إلى عصر الجمهورية (أنبياء) في الأفعال؛ فكلهم قد سقط في فخ حب السلطة والجاه والمال، وأمراض داء العظمة -ولو بنسب متفاوتة-: منهم من أخطأ الهدفَ جهلًا بالسياسة، ومنهم من خانته التجارب والنضوج السياسي. اختلفنا مع الجميع؛ فقتلنا أكثرهم، وعشنا على الذكرى نعض أصابع الندم ونعانق الخسران المبين!

إقرأ أيضاً: حياتنا من خشب

اختلفنا في عبد الكريم قاسم (الحاكم الفقير)؛ لأنه كان فرديًّا أومزاجيًّا، أو لأنه كان في ذلك الوقت عراقيًّا في التفكير، أو شعوبيًّا -كما وصفه البعض -، كما اختلف فيه بعضنا؛ لأنه احتضن فقراء ريف الجنوب في بغداد، فحوَّلها إلى مدينة عشويات وصرائف.

5 اختلفنا فيه؛ لكننا لم نَحلّ لغز صورته الرمزية في القمر بعيون الفقراء، ولم نقرأ تاريخ الثورة وواقعها في ذلك الوقت. فالزعيم جنرال عسكري يعيش بين أهوال السلاح، لا بين حدائق الزهور، وهو ابن ثقافة القوة والعسكر، يُعوِزه النضوج السياسي والتجربة السياسية العميقة.

إقرأ أيضاً: الكتابة بالومضة الصحفيّة

وبمقارنات الحاضر، وترف حكام هذا الزمن، فالحاكم فقير عشق الفقراء، فلم يعش في قصور اللؤلؤ والمرجان؛ وإنما عاش في غرفة نومٍ بسيطة في وزارة الدفاع، ومات معدمًا بالإعدام، ليس في جيبه إلا تفاليس من الدنانير القديمة الممزَّقة!

رباط الكلام: الأقسى أن نختلف في جنس الوطن وعلَمِه وألوانه وهويته وعيده الوطني، والتطرف في نقد التاريخ أو إلغاءه بالانتقائية، فنحن اليوم لا نحتاج إلى عطل الأديان والطوائف والقوميات التي تتناسل مثل الأرضة؛ لأن عيد الوطن هو الأكبر والأعز، وهو عيد (جمهورية تموز الحب)؛ تاريخ أول شُعلة لحرية العراق، وهو أول أبجدية سياسية عراقية قالت: هنا جمهورية العراق!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ولكن
صالح -

ولكن ثورة ١٤ تموز كانت دموية بطريقة وحشية ومجزرة للعائلة المالكة و البعض يدعي ان قائد الثورة لم يكن هو من قام بالمجزرة و يحملون رفيقه عارف تبعية المجزرة ومهما ادعوا فان القائد الباسل لم يحاسب احدا على المجزرة او حتى لم يشجبها.وهل كان الملك فيصل ذو الثلاثة وعشرون عاما ديكتاتور لكي يستحق ذلك المصير ولكي يبتهج العراقيين بقتله بتلك الطريقة البشعة؟

الاستعمار العثماني
صالح -

الاستعمار العثماني هو سبب الفقر والتاخر في العراق وليس الحكم الملكي ففي عهده بدات الحضارة تشق طريقها و عبدت الطرق والسكك الحديد والمطارات وتاسس الجيش وقامت الابنية الحديثة ومياه الشرب والاذاعات ودخل التلفزيون الى اول دولة عربية العراق عام ١٩٥٦ وهناك العديد من المشاريع لا يمكن ذكرها جميعا وبداية التقدم انطلقت في العهد الملكي.

كيف تحللون؟!
زارا -

"فالملكية لم تحقق للناس جنة عدن؛ فلقد كان الفقر في أعلى مستوياته، والأميّة ضاربة في الجذور، والفقراء يعملون عبيدًا في مزارع الإقطاع، وبيوت الطين والصرائف علامة بارزة"لا احد يقول انها حققت جنة عدن, والفقر في ذلك الوقت كان ذا مستوًعال في كل العالم تقريبا. اما عن الأمية وغيرها فأنت كمن يعاير شخصا بأنه كان طفلا في سنين مرت!!! كانت الحكومة الملكية قد بدأت بحل كل تلك الأمور وبالتأكيد الأمر يستغرق وقتا في كل الدول، ولكن الأتجاه كان صحيحا. ما تقوله لعب بالكلمات لكي تحاول جاهدا تغيير الحقائق.الحكم الملكي كان يتجه الإتجاه الصحيح ولديه الخطط الصحيحة لتطوير العراق، ولا شك ابدا انه كان افضل بكثير جدا من كل حقب الحكم التي تلته، رغم كل عيوبه."فالعراقي الذي ألغي (حلف بغداد) وأنهى (عصر الأقطاع) تمّ معاقبته من الخارج بتأسيس نماذج سلبية في الواقع السياسي، وذلك بإدخاله في عواصف الاضطرابات والانقلابات والعنف الدموي لعقود طويلة" !!!!!! لن يتمكن العراقيون من الوصول الى اي نجاح في بلدهم ما دام هناك أناس "يحللون" مثل تحليلك......"تمت معاقبته"؟؟!!! من الذي عاقبه ولماذا كان ضعيفا جدا بحيث لم يتمكن من الصمود امام المعاقبة؟! ومن الذي ادخله عواصف العنف الدموي؟ الغرب؟! طيب ون ادخله في دوامة العنف والفوضى في القرون السابفة والتي لم يكن للغرب دور في المنطقة اساس؟!انا لا افهم هل انتم جاهلون في التأريخ لهذه الدرجة ام ان خداع النفس اصبح عندكم ادمانا؟العراق الحالي بلد بني على اسس غير سليمة، وكان امله الوحيد هو النظام الملكي لأن البريطانيون كانوا يشرفون عليه.