كتَّاب إيلاف

شكراً أميركا "العظيمة"

ترامب وبايدن.. صراع سياسي أم سيناريو هوليوودي؟
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هي عظيمة وفقاً لمقياس (خاص) يقول إن انشغال العالم أجمع بأخبار أمة ما قد يكون مؤشراً على أنها أمة "عظيمة"، سأقول لكم تحديداً ما أعنيه، وما أقصده.

فقد جاءت الطلقة التي أطلقها شاب مجهول صوب ترامب ليقوم العالم (حرفياً) ولا يقعد، وجاء انسحاب بايدن ليقوم العالم من جديد، ولن يقعد قريباً، والأمر هنا لا يرتبط بأخبار الأمة الأكثر تقدماً في العالم، بل إن للأمر بعد آخر يرتبط بالجاذبية الإعلامية والخبرية لأميركا على وجه التحديد، ولا توحد أمة في العالم تضاهيها في هذا الجانب.

ليست مملة بل مونديالية
قد لا يفهم الملايين حول العالم تفاصيل السباق الانتخابي صوب البيت الأبيض، وهو بالمناسبة سباق معقد للغاية، ويستغرق وقتاً طويلاً، وتفاصيل يفترض أن تكون "مملة"، ولكن العالم يتابع تلك التفاصيل وكأنه يشاهد "مونديال السياسة" الذي يقام كل 4 سنوات.

نعم.. الانتخابات الأميركية بكافة تفاصيلها، ما هي إلا مونديال بكل ما تحمله الكلمة من جاذبية، وتفاصيل نعيش معها رغم أنف فارق التوقيت، ورغم أننا في جمهوريات العرب لا علاقة حقيقية لنا بالانتخابات والديموقراطية سوى صورتها الشكلية.

حديثنا ومحور اهتمامنا
لماذا رغم كل ذلك نعشق الأخبار القادمة من أميركا؟ ولماذا نخوض جدلاً بين مؤيد ومعارض لترامب أو بايدن؟ لماذا نخوض هذا الجدل دون أن يعرف بعضنا (وهذه حقيقة) أيهما ديموقراطي، وأيهما جمهوري؟

ويستمر هذا النقاش بيننا حتى يقطعه صوت (العاقل المحنك) الذي يخبرنا بأنه لا فارق بين جمهوري وديموقراطي، وأن أميركا لا تستحق أن نهتم بها، فهي لا تطيقنا، وطوال الوقت تعبث بنا وبمقدراتنا، هكذا يطلقون أحكامهم، وهم بالمناسبة هؤلاء نسبتهم ليست بالقليلة بيننا، (لست هنا بصدد مناقشة وجهة النظر هذه) ولكن على الرغم من كل ذلك نعود جميعاً لمتابعة كل ما يتعلق بالانتخابات وبالسياسة الأميركية.

انتخابات في كل مكان.. ولكن أميركا (غير)
فقد تابعنا على مدار الأسابيع الماضية الانتخابات في كل مكان، في بريطانيا، والهند، وإيران، موريتانيا، وقبلها السنغال، وغيرها من دول العالم، ومع كامل الاحترام لهذه الأمم، هل رأيتم هذا الزخم الكبير في أي انتخابات؟

سيناريو هوليوودي مثير
من محاكمة ترامب جنائياً، والمفاجأة التي صعقت البعض منا حينما علموا أن المحاكمة حتى لو كانت جنائية لا تمنعه من الاستمرار في طريق الترشح للرئاسة، ومن علاقته مع ممثلة إباحية، وصولاً لمحاولة اغتياله، وتعاطف بايدن معه في هذه اللحظة دون غيرها رغم كل ما قيل بينهما، ثم عودتهما للهجوم على بعضهما البعض، ثم تنحي بايدن وخروجه من سباق الرئاسة.. هل هناك إثارة أكثر من ذلك؟ هل هناك مونديال أكثر متعة من مونديال الانتخابات الأميركية؟

لا أتحدث عن أميركا من هذه الزوايا
هذا هو ما أعنيه، ولا أتحدث هنا عن أميركا هوليوود والثقافة والترفية الأعلى جودة والأكثر تأثيراً في تاريخ البشرية، ولا أتحدث عن أميركا مايكروسوفت، أو ميتا وفيسبوك وانستغرام أو تويتر وهي منتجات حضارية نعيش معها وبها 24 ساعة يومياً.

ولا أتحدث عن أميركا العلم والطب الذي يتقدم على دول العالم الأخرى بما فيها كيانات غربية بسنوات، ولا أتحدث عن أميركا اللي تحمي أكثر من 80% من دول العالم (حماية عسكرية مباشرة) من شرور كيانات أخرى قوية، ولا أتحدث عن أميركا التي لازالت تقف في وجه المد الصيني (الخبيث) شديد المحلية والانغلاق على نفسه، ولا يفعل شيئاً سوى التحرك لابتلاع العالم، وهو كيان غامض ثقافياً وحضارياً، شديد الأنانية اقتصادياً.

لم أكن أرغب في أكثر من أن أتحدث عن أميركا "المثيرة انتخابياً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف