غزو الكويت...رواية لم تكتمل!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الفرق بين العراق والكويت في العام 2024 أن نظام صدام حسين لم يعد له نبضاً حاكماً في العراق وصوتاً في العالم، فالنظام سقط وجرى اعدام زعيمه، وتشكلت حكومات عراقية شتى في حين الكويت عادت بسلطتها الشرعية الحاكمة ولكن رواية الغزو العراقي لم تكتمل!
معلومات وروايات ووثائق عن غزو الكويت تتدفق حتى اليوم عبر كتب أجنبية وعراقية وعربية وكويتية لم تخل عن ذكر الكويت ورموزها وحكوماتها ومعاركها السياسية والإعلامية، ولكن فصول الرواية الكويتية لم تكتمل رسمياً من كافة الزوايا والأطراف بعمق ودقة!
قصرت حكومات بحق الكويت وقصرت أكثر في التعليق والتوثيق على ما ورد من مذكرات وروايات ما زالت متدفقة وقد تكون منحرفة بدقتها وغير صحيحة بتفسيرها ومحرفة بنقلها وكاذبة في ادعائها، ولكنها تظل معلومات ذات علاقة بغزو الكويت لا يجوز اهمالها.
الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد شخصية دبلوماسية ترك بصمات دولية باعتباره أقدم وزير خارجية في العالم بعد وزير خارجية الاتحاد السوفيتي اندريه غروميكو وله أدوار وجولات إقليمية وعربية ودولية، ولكن رواية الكويت رافقها الاستفهام عن دور حاكم ورمز دبلوماسي وسياسي!
حملت روايات كويتية رسمية ولقاءات إعلامية عن لقاءات واتصالات قبل وبعد غزو الكويت وبعد التحرير أيضاً وغابت عن التوثيق رواية تفاصيل دقيقة عن دور أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد!
جدلاً، مهما كانت هناك تحفظات على التوثيق الوافي ورفض -ربما- فهناك العديد من الأساليب والطرق في التوثيق والرد نيابة عن الكويت ودورها قبل وبعد الغزو حتى التحرير وانتقال المعركة السياسية بعد سقوط صدام حسين إلى معركة إعادة بناء الدولة بعد التحرير.
وثائق وروايات رسمية لدى الكويت، بالتأكيد، التي يمكن أن تلعب دوراً مهما للغاية في التوثيق بغض النظر عن الطرف المستفيد والمتضرر، فالتاريخ لا يمكن حجبه ومن الأجدر أن يكون الطرف المعني، الكويت، طرفاً مبادراً في الرواية والتوثيق والتعليق والنفي والتوضيح.
حفز، بل شجع، دون شك، عدم توثيق الكويت لروايتها الرسمية بشكل واف عن لقاءات كقمة القاهرة العربية وأول زيارة للاتحاد السوفيتي للشيخ صباح الأحمد رحمه الله بعد الغزو، على استغلال بعض الأطراف لجوانب قد تبدو غامضة ومبهمة ولكنها استفهامات مشروعة عن غزو الكويت!
مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد في وقت عصيب وحضرته كافة أطياف المجتمع الكويتي والقوى السياسية تعاملت معه حكومات والإعلام الرسمي خاصة بتجاهل لذكراه ودوره السياسي والإعلامي وكأن المؤتمر مناسبة انتهت صلاحيتها أو ذكرى كئيبة لا ينبغي توثيقها!
العمل الشعبي الكويتي في الخارج الذي قاد تنظيم الصفوف الشعبية وقاد أيضاً معركة إعلامية وثقافية شرسة في العالم العربي والغربي والإسلامي تحول إلى مادة غامضة ومجهولة في المجتمع ومغيبة عن المناهج وفي المدارس والإعلام الرسمي!
أدباء كويتيون سخروا الرد العروبي في الشعر ردا على مزاعم صدام حسين وزيف مزاعم تحرير "القدس" وانتصروا للحق الكويتي ولكن الجانب الكويتي الرسمي لم ينتصر للشعراء والمثقفين الكويتيين في التوثيق والرواية لأجيال ما بعد تحرير الكويت حتى اليوم!
تناوبت قيادات الحركة الدستورية، مظلة "الإخوان" في الكويت، على تزوير أوراق مؤتمر جدة الشعبي وصناعة ادعاء كاذب عن تلاوة رسالة لنائب المرشد العام لجماعة "الإخوان" مصطفى مشهور في المؤتمر الشعبي اثناء الغزو دون تصدي كويتي رسمي لهذه المزاعم حتى اليوم!
القيادي في حركة "الإخوان"، مبارك الدويلة أدعي زوراً في العام 2023 عن لقاء بين الشيخ سعد العبدالله رحمه الله ووفد حركة "حماس" في ديسمبر 1990 دون تأكيد أو نفي رسمي على ما نشره بصحيفة كويتية شاركت بنشر التظليل وحجب الحقيقة!
وجدت حركة "الإخوان" في الكويت مساحة خصبة وفرص غير يتيمة في استغلال التكتم الرسمي والتحفظ الحكومي المفرط على وثائق مؤتمر جدة الشعبي ودوره السياسي في التصدي للمزاعم الكاذبة حتى استمرأ "الإخوان" العبث بالموقف من غزو الكويت ومؤتمر جدة تحديداً!
التوثيق ليس جنازة يتبرأ منها المجني عليه ولا هي مناسبة لبراءة الجاني، والتوثيق ليس محاولة استرجاع لجثمان قبل الدفن... التوثيق يصنع وعي أجيال لم تشهد على التاريخ ويخلد أعمال تستحق عناء البحث وشقاء التوثيق والفخر والاعتزاز والأنصاف والمناقشة والمراجعة.
التعليقات
خذ الجديد العلمانيين والليبراليين عندما يحكمون ،،
عبدالله -أحد أنصار سعيد يدعو إلى إحراق المعارضين واغتصاب نسائهم وغلق المطارات حتى "لا يهرب المعارضون" ويقول حرفيا "حتى لو هربوا سنمسك بنسائهم". دعوة صريحة لحرب أهلية واغتصاب وحرق ولا أحد حرك ساكناً فيما يتم تعقب الصحفيين والمعارضين وتهديدهم وسجنهم من أجل تعليق ،،
رداً على افتراءات التيار الليبرالي الاستئصالي،،
عبدالله -لقد كان للتيار الاسلامي الكويتي، المحسوب على الاخوان المسلمين آنذاك، دور بارز في الدفاع عن الكويت وتحريرها، الذين في الداخل يداً بيد مع بقية أهل الديرة لتثبيت الناس ورباطهم، وادارة شؤونهم، في الوقت الذي كان غيرهم يتوارى عن الانظار، طالباً السلامة والدعة والراحة! نعم.. لقد كان البعض خارج التغطية قابعاً في زاوية شقته ينتظر ما ستؤول اليه الامور، واليوم وبعد الأمن والأمان يخرج لنا مفترياً على الذين لم يدخروا عن وطنهم والدفاع عنه ذرة، ومدعياً بأنهم كانوا متعاونين مع المحتل! ناسياً ان التاريخ سجل كل الاحداث حلوها ومرها، وان الناس المعاصرين لتلك المرحلة مازالوا بين أظهرنا شهودا لهم لا عليهم ،،