كتَّاب إيلاف

احذروا (عجايا) السياسة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في معظم الديمقراطيات وخاصة العريقة منها، يحجز كبار السياسيين والزعماء ورجال الدولة الكبار مقاعدَهم في البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، بينما في تجارُب غالبية دول الشرق الأوسط المصابة بعدوى استنساخ مظاهر الديمقراطية الغربية، يقوم السياسيون الكبار وزعماء الأحزاب والكتل بتقديم دمى برلمانية تمثّلهم، وقد شهدنا ذلك منذ الدورة الأولى لبرلماننا الأعرج في العراق الذي يقفُ على رجل واحدة، وما تزال الثانية في معامل صناعة الأطراف السفلى، وأقصد بها المجلس الاتحادي، هذه المجاميع من الدُّمى والممثلين لا تحتاج إلا لتمارين سويدية في تحريك الأطراف العليا لإعلان الموافقة أو الرفض وأحياناً السفلى أيضاً في مشاهد صراع الدّيَكة المدجّنة، ناهيك عن مستوياتهم الثقافية أو القانونية أو السياسية أو حتى العمرية التي تقارب نهايات أطرافهم السفلى، وقد انعكس ذلك على أداء البرلمان الأعرج وعلى هشاشة وسطحية القوانين والتشريعات التي يصدرها هؤلاء (المشرّعون)، وهي لم تتجاوز قوانين رفع رواتب النواب وامتيازاتهم، أو السماح بتزويج الأطفال بعمر تسع سنوات أو صناعة الميليشيات وتخصيصاتها المالية وابتكار عطل وأعياد جديدة تُضاف إلى عشرات العطل والأعياد التي يتراقص فيها المواطنون على حبال الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحق وضع الأوراق في صناديق الانتخابات بفتاوى دينية أو تعليمات من شيوخ العشائر أو لفات فلافل وكارتات موبايل!؟

هذه الحالة المشوّهة أنتجت (زعامات) منفلتة ومراهقة أشبه ما تكون بعصابات ترتبط بها وتحت إمرتها مجاميع من الأميين والجهلة العاطلين عن العمل كمُسلّحين وحمايات وميليشيات وأرتال من السيارات الفارهة والسلاح المنفلت، تتبع تلك الزعامات الكارتونية التي تستعرض بمشاهدَ مقززةٍ ومواكبَ هوجاء توحي لمشاهديها بأنها من مافيات المخدّرات أو حمايات الملاهي والكباريهات، وهي أشبه ما تكون بكائنات مشوّهة ينطبق عليها مثل عراقي دارج يقول (عجايا والدنيا عيد) ويضرب عادة على الكبار الذين يمارسون أعمالاً لا تليق بأعمارهم، وتقترب من الصِّبينة والتفاهة، مقارنة بما هم عليه من عمر زمني، ومفردة "عجايا" من الدارجة العراقية كثيرة الاستخدام في المناطق الغربية من العراق وخاصة الموصل والأنبار، حيث تطلق على أولاد الشوارع أو "الداشرين" والمنفلتين غير المنضبطين، من الذين ينتشرون في الأزقة والشوارع، ويتسببون في إزعاج الأهالي أوقات الراحة صيفاً أو شتاءً، وهي من جهة أخرى تستخدم بكثرة في وصف أي إنسان بغضِّ النظر عن عمره يقوم بأعمال غير مسؤولة وخارجة عن الآداب العامة والتقاليد، وخاصة تلك التصرفات التي لا تخضع للتربية الاجتماعية وأعرافها.

إقرأ أيضاً: نبش الماضي وحفريات التاريخ

وخلاصة القول هي أشبه ما تكون في المعنى من المثل القائل في فصيح الكلام "تمخّض الجبل فولد فأراً"، للدلالة على توافه الأعمال أو الأقوال أو كليهما معاً، كما نراه اليوم في ممارسات من تسلقوا مواقعَ السلطة في غفلة من هذا الزمن السيئ الذي يعيشه العراقيون تحت ظلال نظامنا الديمقراطي جداً ومؤسساته، سواءً مَن كان منهم في الحكومة او في مجلس نوابنا العجب، الذين ينطبق على معظمهم مثلنا أعلاه و"خصوصتن" كما يكتبها غالبية أعضاء السلطتين!

إقرأ أيضاً: بعد عشر سنوات سنجار تتأرجح بين إرهابين!

أقول قولي هذا مستذكراً "العجايا" وعيدهم كلما نشبت أزمة، أو تم تصنيع مشكلة مع إقليم كوردستان، حيث تنبري مجاميع من الغوغاء معدة إعداداً مكتنزاً بالكراهية والحقد في وسائل إعلام لا هم لها إلا "العد والصف" على طريقة النسوة السفيهات والشفاطات حينما يتعاركن على الطريقة المصرية، وتبدأ نافورة الشتائم والقذف والاتهامات وإشاعة الكراهية والأحقاد تارة وتارة التهديد والوعيد، دون أيّ وازع وطني أو أخلاقي يحافظ على اللحمة الوطنية ويصون الأمن والسلم المجتمعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وماذا عن برلمانك سيادة المستشار
احمد -

نعم العراق هناك برلمان عرجاء ، ولكن ماذا عن برلمانك الذي اصبح دكان لصاحبه بارزاني ، يفتحه ويغلقه حسب مزاجه !

احذروا عجايا السياسة
د،سفيان عباس -

أحسنت وصفا ما بعده وصفا ،، العجايا يليق من حيث التشبيه بشعيط ومعيط تماما ،،، أناس يدورون خلف أسوار التاريخ قريبا من العصور الحجرية ، لا قيم ولا أخلاق ولا ثقافة ولا تأصيل عائلي ، كيف لهؤلاء إدارة دفة السلطة والحكم ، من الكفر بمكان وصفهم بالساسة ،، انهم ليسوا سياسيين ، ولا يمكن للعجي ان يكون سياسيا، هذا العمل ليس مكانهم ولا يتشرف بهم ،،، كيف يجلسون في اروقة السلطة التشريعية وهم لا يجيدون كتابة أسمائهم؟ أية ديمقراطية نتحدث نحن عنها . ؟، نعم مكانهم الطبيعي في اللادولة حصريا يليق بهم من حيث نهب المال العام والقتل والاجرام لمسوغات مذهبية والابتزاز وهدم اركان الدولة ، ونسف كل التشريعات الدستورية والقانونية ،، جاءنا شعيط صار علينا ولي أمر عين أخوه معيط مسؤول قطف الثمر حكم شعيط ومعيط على البال ما خطر الشعب النائم يغني على ليلاه ويزمر يا ويلتاه على عجائب الزمن الأغبر مولانا شعيط يأمر بنهب الأموال والتبر سيدنا معيط بسيفه ينحر من ينمر يقضيان الليالي الملاح بين الأنس والخمر ونحن تصفق لهما وأيدينا على الجمر شعيط ومعيط شريعة غاب ربنا يستر دمت مبدعا على الدوام أسد كوردستان

ديمقراطية التخلف
محمد حميد رشيد -

أحسن من كتب الاستاذ جهاد بهذه الصراحة الصادقة هم ليسوا ديمقراطيين ولا يؤمنوا بها كي يطبقونها وهم صدقوا انفسهم وكذبهم ولذا لابد للشعب من توعيتهم على فشلهم وفسادهم وتخلفهم