كتَّاب إيلاف

خدم السلطان

مسلحون ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني على الطريق المؤدي إلى جبل قنديل
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في عدد سابق من جريدتنا "إيلاف" العزيزة، نشرت مقالاً طريفاً حول الاعتقال الجماعي للحمير لأسباب سياسية. كان المقال يروي أن السلطات البعثية في مدينة أربيل قامت في ستينيات القرن الماضي بحملة واسعة لاعتقال حمير المدينة بذريعة قيام أصحابها بنقل المواد الغذائية لعناصر البيشمركة في جبال كردستان، مما أحدث أزمة كبيرة في الأسواق بسبب عدم وجود وسائط نقل للحاصلات الزراعية مثل الحنطة والشعير والخضروات والفواكه من مزارع الفلاحين إلى المدينة. كانت الحالة بحد ذاتها واقعة طريفة للغاية لم يسبق بها أحد من العالمين! ونتذكر أن النظام الصدامي حاول التعامل بنفس النهج ولكن بطريقة أخرى، من خلال إقامة منطقة حرام عازلة بين القرى الكردية ومواقع البيشمركة في ثمانينيات القرن الماضي. وفوّضت القوات العسكرية النظام بضرب أي هدف متحرك، بما في ذلك الحيوانات، لمنع تزويد البيشمركة بالغذاء والطعام.

في اليومين الماضيين، أصدرت محكمة جنح أربيل حكماً على معلم كردي من سكان مدينة رانية بالسجن لمدة سنة وستة أشهر لقيامه بنقل بضع علب من "البسكويت" لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة سيدكان. ورغم عدم وجود أي مبرر لحكم قاسٍ كهذا، والذي لا يتناسب مع الفعل الإنساني الذي قام به ذلك المواطن، إلا أن هذا هو الحال في ظل حكم العائلة البارزانية التي وضعت كل إمكانياتها ورهنت إرادتها للنظام التركي. بل وسمحت لقواته باحتلال ربع مساحة محافظة دهوك الشمالية وإقامة أكثر من 50 قاعدة عسكرية داخل الأراضي العراقية، إلى جانب التعاون الاستخباري مع جهاز المخابرات التركي (ميت) لملاحقة معارضي النظام التركي بالطائرات المسيرة داخل الأراضي الكردستانية. وكانت آخر جريمة أقدم عليها النظام التركي هي قتل صحفيتين وسائقهما أثناء سفرهم للسياحة في إحدى مناطق كردستان قرب مدينة سيد صادق، بالطائرات المسيرة، وهي الجريمة التي باركتها وسائل الإعلام التابعة لحزب البارزاني، حيث نشرت ببنط عريض أن الصحفيتين كانتا من القيادات العسكرية لحزب العمال الكردستاني، رغم أن بقية وسائل الإعلام المحلية نشرت صور الضحيتين وكشفت بالدليل القاطع أنهما صحفيتان وليستا مقاتلتين في الحزب.

إقرأ أيضاً: تلوث أجواء كردستان

إنَّ نظام البارزاني في كردستان العراق يعيد إلى الأذهان نفس السياسات التي اتبعتها الأنظمة الشوفينية الحاكمة في العراق ضد تطلعات الشعب الكردي وحقوقه الإنسانية المشروعة، وأصبح هذا النظام جزءاً من مخطط إقليمي يهدف إلى وأد أي حركة تحررية تقوم في أي جزء من أجزاء كردستان الأربعة. فهو يعادي أيضاً تجربة الحكم الذاتي في كردستان سوريا، كما يلاحق الأحزاب والقوى الثورية في الجزء الشرقي "كردستان إيران"، ويحكم بقبضة من حديد سكان إقليم كردستان العراق.

إقرأ أيضاً: محنة حزب البارزاني

من المؤسف أن تتحول السلطة القضائية في إقليم كردستان إلى أداة طيعة بيد حزب البارزاني الحاكم، وتفقد استقلاليتها جراء التدخلات السافرة لهذا الحزب في شؤون القضاء. حتى أننا لم نستغرب حين قضت إحدى المحاكم المحلية بتمديد سجن صحفي محكوم عليه في قضية سابقة لمدة عامين لمجرد أنه احتفظ ببندقية صيد أثرية لجده في منزله، واتهم بأنه يسعى من خلال هذه البندقية إلى الانقلاب على سلطة البارزاني الحاكمة في كردستان العراق. ولله في خلقه شؤون!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الامر سيان
ahmed -

نفس السياسات متبّعة من قبل سلاطينكم في السليمانية