كتَّاب إيلاف

الهلال ونظام التقويم المدرسي!

نادي الهلال على منصة التتويج
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

* إذا أراد أي نادٍ أن يكون مثل الهلال الذي حقق 19 دوري من أصل 36، فعليه أن يحقق كل خمس سنوات 3 أو 4 دوري...

معلومة منطقية وبديهية ووفق لغة الأرقام التي لا تكذب، قالها أحد النقاد الرياضيين المميزين والمحايدين والمتسلحين بالحجة القوية وبلغة الأرقام في أحد البرامج الرياضية. لكن، كيف جاء الرد من زميله الآخر وعلى ذات الطاولة؟:

"عندما يُتابع بعض المشاهدين الذين معلوماتهم في كرة القدم محدودة، قد يُسلموا بالأمر. ثم أردف: هذا الكلام غير صحيح، الأندية ولكي تكون مثل الهلال يجب أن تكون الفرص متساوية." ثم أكمل: "كيف أصبح الهلال متسيدًا للبطولات؟ هل كانت كل الأندية في كامل عافيتها؟!".

* لكم أن تتخيلوا أن هذا هو الرد الذي ينتقص في البداية من بعض المشجعين ويصفهم بأن "معلوماتهم محدودة" في تعالٍ كبير. فهل ذنب الهلال أنه متفوق نتيجة عمل رجالاته وإداراته المتعاقبة، التي أرست الاستقرار المالي والإداري والفني؟ وهل ذنبه أنه النادي الخالي من الديون، والذي لم تُسجل عليه التزامات أو قضايا في الفيفا تُسهم في تشويه سمعة الرياضة السعودية؟ وهل ذنبه أنه تفوق في الحوكمة والكفاءة المالية والرعايات؟ وهل ذنبه أنه تفوق حتى مع وجود الحكم الأجنبي وتقنية الفار، وهم من كانوا يدعون بأنها ستُطبق وستُسقط الهلال بعدها؟ وهل ذنبه أنه نجح باحتراف 6، 7، و8 لاعبين رغم تميزه بالعناصر المحلية، ونجومه كانوا أساسيين في المنتخب الذي هزم بطل العالم، الأرجنتين؟ وهل ذنبه أنه صدر أعظم نجوم الكرة السعودية؟ وهل ذنبه أن أحد لاعبيه يغادر الفريق عنوة، وهو ما يهدد استقراره وتساوي الفرص التي يُطالب بها الزميل؟ وهل ذنبه أن الدوري استمر أثناء إقامة كأس أمم آسيا 2019، وأن مدربيه تم تكليفهم في عز المنافسات بتدريب المنتخب، ألا يهدد ذلك عدالة المنافسة؟

* الأمر الآخر، ما ذنب الهلال، كأنه الطالب النجيب، أن يُؤخذ بجريرة طلاب آخرين كسالى، حين يُقال إنه تفوق لأن أقرانه ليسوا في كامل عافيتهم؟ هل ذنب الهلال ضعفهم وضعف إداراتهم وتخلي أعضاء شرفهم عنهم، وسوء اختياراتهم، وتكبيل أنديتهم بديون ساهمت الدولة مشكورة في سدادها؟ وهل ذنب الهلال أو ريال مدريد أو السيتي أو اليوفي أو البايرن، حين تحقيقهم للبطولات، أن الأندية الأخرى ليست في كامل عافيتها؟!

وألا تعلم، يا هذا، أنه من الظلم أن يُساوى الهلال في الدعم مع الأندية التي تُحقق الفشل، وتتصدر الهدر المالي، والمثقلة بالديون، والبعيدة عن البطولات، وبعضها صعد حديثًا من دوري يلو؟ أم أن الزميل يريد استحضار تجربة فاشلة يعرفها جيدًا، وهي التي تضع الهلال في كفة واحدة مع غيره، مثل نظام التقويم المستمر الذي انتهجته وزارة التعليم في مرحلة سابقة، قبل أن تُلغيه لفشله الذريع، حيث كان يتساوى الطلاب دون أي مراعاة للفوارق الفردية، ويتساوى معظمهم في النتيجة النهائية بتحقيق الرقم واحد دون تمييز بين المتفوق والممتاز والجيد جداً!

* المثير للشفقة أن زميله المخضرم، حين سار معه في نفس السياق، ذكره بأن فريقه (الأهلي) حظي في فترة معينة بدعم لم يكن متوفرًا لأي نادٍ آخر، ومع ذلك حقق دوريًا واحدًا فقط. وعندما علم أنه قد وقع في الفخ، حول الموضوع تمامًا وقال "المتسبب في ذلك هو التحكيم"!

طيب، لو سلمنا بكلامه، وأن التحكيم هو السبب، فهل التحكيم ساعد كل الأندية التي حققت بطولات الدوري في تلك الفترة: الهلال، النصر، الاتحاد، الشباب، بل وحتى الفتح، وتعمد إقصاء الأهلي فقط؟!

* الأهلاويون أنفسهم كانوا يتباهون بأن ناديهم كان يتنقل بالطائرات، وأن أطقمه تأتيه من أوروبا، وأنه أحضر منتخب البرازيل ومارادونا وأعظم مدربي العالم، وأنه أرسل لاعبيه لحضور كأس العالم. طيب، ما كانت المحصلة بعد كل هذا؟ دوريَين فقط، ولم يحصل التسيد!

بل إن الهلال، الذي أراد الناقد الهمز واللمز في قناته، غاب عن بطولة الدوري لمدة 5 سنوات من 2012 إلى 2016! ألا يتعارض كل هذا مع الفكرة التي أراد الناقد إسقاطها على الهلال بكل سوء؟!

* أخيرًا، من الذي يمكن أن ينطلي طرحه على من وُصفوا بأن "معلوماتهم محدودة"، صاحب الحجة المستندة إلى الأرقام، أم صاحب الطرح المتناقض والمتعالي والمتعصب؟
بالنسبة لي، على الأقل، أستطيع أن أقول إنني للتو فهمت المثل الشهير: "رمتني بدائها وانسلت!"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف