كتَّاب إيلاف

كاريزما الزمالك.. من أين أتت؟

الزمالك بطلاً للسوبر الأفريقي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لماذا يتمتع الزمالك المصري بهذه الكاريزما والجاذبية على الرغم من أنه ليس الكيان الكروي الأكبر في مصر؟ سؤال حان الوقت لوضع إجابة له.

كاريزما نادي الزمالك مصدرها الأساسي في أن جمهوره لا يشكل أكثر من 30% من عشاق الكرة في مصر على أقصى تقدير، وقد يصل في المدن إلى 35 % أو 40 % مثلاً، مقابل شعبية الأهلي الكبيرة بشكل عام، وخاصة في الريف وفي صعيد مصر، حيث يرتبط 90% بالأهلي، كما أن بطولات الزمالك لا تساوي ثلث بطولات الأهلي.

ماذا تريد أن تقول؟ وكيف لا تكون الكاريزما مرتبطة بالكيان الأكبر، والأكثر شعبية وبطولات وهو الأهلي؟ القصة بسيطة للغاية، فالمشجع الزملكاوي يختار هذا الكيان بكامل إراداته، وهو يدرك أنه لن يفرح معه كل يوم، وهو اختيار عنيد و شجاع، لا يقوى عليه سوى الشخص القوي "المختلف"، وهذا لا يعني أن المشجع الأهلاوي ليس قوي الشخصية أو العقلية بالضرورة، نحن هنا في إطار الحديث عن أسرار كاريزما الزمالك، دون تقييم لشخصية الطرف الآخر، والذي قد يفضل الاختبار "المضمون"، ويذهب مثل البقية صوب الأهلي.

الزمالك أيضاً يجسد الكثير من روح مصر وطريقتها في الحياة، فالإدارة ليست "مثالية" مثل إدارة الأهلي، كما أن الزمالك لا يحظى بدعم جماهيري أو إعلامي كبير مثل الأهلي، ولكنه في النهاية يظل المنافس الأول، وقبل ساعات نجح الزمالك رغم كل مشاكله المالية والإدارية في انتزاع السوبر الأفريقي من الأهلي بأداء في قمة الرقي، وبروح قتالية رائعة.

الزمالك أصبح سوبر القارة وانتزع الكأس القارية من كيان يدعمه الجميع، تودداً لجماهيره الكبيرة، وفي عصر السوشيال ميديا لا يتوقف الجميع عن التطبيل للأهلي وجماهيره رغبة في انتزاع متابعات ولايكات وتفاعلات، وهنا وفي هذه اللحظة يحصد المشجع الزملكاوي أروع لحظات الفرح والفخر، فقد انتصر على كيان أقوى توفرت له كافة عوامل التفوق.

كما أن كاريزما الزمالك لها علاقة بأنه كيان "طبيعي" هو وجماهيره، فلا وجود للتكلف أو الادعاء ليل نهار بأنه نادي المبادئ، وغيرها من الشعارات التي يعيش عليها الأهلي وجماهيره، والتي تسمعها ليل نهار.

ولكن على أرض الواقع، ومن خلف الستار تلمس تصرفات لا علاقة لها بهذه الشعارات، مثل تحكمهم في لجان السوشيال ميديا التي تصنع رأياً عاماً بالطريقة التي يرغبون فيها، ويتم توجيه بعض القضايا والملفات الكروية بالطريقة التي تخدم مصالحهم، ويعتمدون في ذلك على قاعدة جماهيرية كبيرة يستخدمونها في معارك السوشيال ميديا.

في المقابل لا يتحرك جمهور الزمالك ككتلة واحدة على الرغم من أنهم بالملايين أيضاً، ولكنهم لا يعترفون بفكرة اللجان، ولا يتداولون الاسكريبتات التي يتم تحضيرها مسبقاً في غرف مظلمة، وهذا أيضاً أحد أسرار شخصية المشجع الزمالكاوي الذي يرى كل الأمور بطريقته، وليس في إطار تحيط به المبالغات والتربيطات والتكتلات مثل الطرف الأخر.

على أي حال.. جمهور الزمالك يقولها دائماً.. نحن نحب الزمالك بلا شروط، ولا يهم إن كان يحصد بطولة كل يوم أم لا، نحن نحب الزمالك على الرغم من أنه الاختيار الأصعب، وسوف ندفع ثمن هذا الاختيار بمزيد من الحب والفخر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف