في وداع الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة:
مدرسة في الدبلوماسية والنُبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الحديث عن دبلوماسي ألمعي بقامة معالي الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة رحمه الله، سفير مملكة البحرين السابق لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، ليس بالأمر البسيط، فقد كان مدرسة في النُبل والخُلُق الرفيع والتعامل الراقي. فمن خلال تشرّفي بالعمل مع الشيخ حمود، تعلمت منه الشيء الكثير في إطار العمل المهني الدبلوماسي والانضباط وحُسن الإدارة والتوجيه، فضلاً عن الأخلاق السامية والأبوّة الحانية.
طيلة عمل معاليه، ساهم في توطيد العلاقات السعودية البحرينية، منطلقاً من العلاقة التاريخية الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين. وعلى صعيد العمل اليومي، يمكن وصفه بالقائد الميداني، فلم يكن يكتفي بالمتابعة الهاتفيَّة، بل يؤكد عليّ دائماً بأنه في حال تعثّر أي موضوع ولم أجد له حلاً أو مخرجاً، أن أتصل به في أي وقت، لكي يقوم بالترتيبات اللازمة، وكثيراً ما سعى لحل كل ما يواجه المواطنين البحرينيين بمتابعة شخصية حتى ينهي الموضوع. ويجب أن أقول شهادة للتاريخ كنت شاهد عيان عليها وهو الجانب الإنساني، فقد كان يحب المساعدة وله مواقف عدة ساعد فيها مادياً كثيراً من الناس، وكثير من الحالات باشرتها بنفسي بتوجيه منه دون علم أحد. ماذا أقول وفي النفس الكثير من الكلمات والمواقف والمشاعر، فهو باقٍ في قلوبنا ومعنا نستذكره بالخير في كل حين.
رحل عن دنيانا الفانية فارس الدبلوماسية والحكمة، معالي الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة رحمه الله، بعد أن كرس حياته لخدمة دينه وملكه ووطنه والإنسانية. كان نسيجاً لوحده، جميلاً في أخلاقه، نجماً تلألأ في سماء النبل والشهامة. كان الفقيد إنساناً ذا قلب كبير عامر بالمحبة وسعة الصدر والحكمة، زرع فينا حب العمل وإتقانه بروح الفريق الواحد بالجد والإخلاص، وكانت له إسهامات كبيرة في مساعدة الناس، حيث كان كريماً محباً. إنَّ الفقد جلل، وهذه الدنيا لا تصفو لأحد، ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه، اللهم اجعله مع المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.