وعود.. مخاطر.. والدماء العربية ليست أولوية!
"رئيس الصفقات" في البيت الأبيض مجدداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واضح أن أحد أبرز أسباب الانتصار الساحق للرئيس الأميركي دونالد ترامب هو فشل إدارة الرئيس جو بايدن في إدارة الأزمات حول العالم. وحده الناخب الأميركي عاقب إدارة بايدن، وأخرج الحزب الديمقراطي من البيت الأبيض. وثمة من يقول إن تسونامي طوفان الأقصى أطاح أيضاً بأسياد القرار الأقوى في المعمورة، وقد ظهر ذلك بشكل جلي في تصويت الأقليات من أصول عربية وشرق أوسطية في الولايات المتأرجحة.
اليوم، العالم يدخل مرحلة "رئيس الصفقات" دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض متسلحاً بأغلبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ. وهو يعود أيضاً على أجنحة الوعود بمكافحة التضخم وترحيل المهاجرين غير الشرعيين في الداخل، ووقف الحروب وإعادة الهيبة لأميركا في الخارج.
في القراءة الأولية لما يمكن أن نشهده في عهد ترامب، صاحب نظرية الحفر والتنقيب عن الوقود الأحفوري، تبرز مخاوف الدول المصدرة للنفط من انخفاض في سعر البرميل في وقت يخيم فيه شبح العجز على ميزانيات معظم الدول النفطية. وهنا لا بد لأولئك الذين يراهنون على دول الخليج في عملية إعادة الإعمار في غزة أو لبنان أن يأخذوا بعين الاعتبار أن الأولوية بالنسبة لدول الخليج هي تنمية دولهم وشعوبهم في ظل عالم يسابق المتغيرات.
وإلى جانب الأزمات والحروب المشتعلة في الشرق الأوسط، فإن شبح الصراع العسكري والاقتصادي سيطل بقوة في أقصى الشرق بين واشنطن وبكين.
يبقى السؤال: ماذا عن الحرب الإسرائيلية المستعرة في غزة ولبنان، وما هي مقومات صمود ما تبقى من وحدة الساحات؟ لا يملك الرئيس المنتخب صلاحية نقض أي إجراءات أو قرارات تتخذها إدارة بايدن، الأمر الذي يترجم استمرار وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة مع توقعات بزيادة جرعة التدمير والإجرام مستفيدة من حالة الفراغ في سقف الضغوط. ولا أدري هنا، هل يستوعب ساسة لبنان أهمية انتخاب رئيس لمواكبة المرحلة الشديدة الخطورة أم يستمرون في مراوحة التخندق المصالحي؟ وما يترشح من معلومات فإن حزب الله أعطى رئيس البرلمان نبيه بري مطلق الصلاحيات، لكن الواقع أن الأخير بحاجة إلى العودة للحزب في كل صغيرة وكبيرة.
هل يمكن أن يشهد عهد ترامب سلاماً؟ طرحت هذا السؤال على مرجع سياسي عربي، فكان جوابه متأنياً: لم يشكل الرئيس المنتخب حتى الآن فريق العمل المفترض أن يتحرك من خلاله داخلياً وإقليمياً ودولياً، وبالتالي لا يمكن الخروج من العناوين العريضة التي طرحها في حملته الانتخابية لجهة أهمية وقف الحروب. ولكن كيف؟ وما هي الآلية؟ فإنه من المبكر الإجابة بدقة على هذا السؤال.
يملك الرئيس ترامب مشروعاً للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين أطلق عليه "صفقة القرن"، وعمل صهره جاريد كوشنر على تسويق ما تيسر من بنودها التي كشف عنها خلال مؤتمر عقد في حزيران (يونيو) عام 2019 في البحرين. ويقوم المشروع على اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ومنح الفلسطينيين الأطراف الشرقية للمدينة لتنضم إلى "الكيان الفلسطيني" الذي أطلق عليه "دولة فلسطينية" منزوعة مقومات السيادة.
ويعلق المرجع السياسي على مستقبل صفقة القرن بالتساؤل: بعد أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وما تبعها، هل يمكن لإسرائيل أن تقبل أو تتقبل، وهي في أوج غطرستها، قيام دولة فلسطينية؟
ويختم قائلاً: "في الأفق مخاطر كبرى وأولويات تتقدم على سيل الدماء اليومي. وعين القلق، كل القلق، على الأردن، حيث تتكسر بحكمة قيادته وتكاتف أبنائه أحلام 'الوطن البديل' الإسرائيلي، وأجندات الحالمين بالعودة إلى الميدان بعد سلسلة الهزائم السياسية والعسكرية".