هل يُصلح ترامب ما أفسده بايدن؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتهى السباق الرئاسي الأميركي بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد مشوار ماراثوني حافل رأى فيه الموت غير مرة، لكن الأميركيين في نهاية المطاف قالوا كلمتهم في صندوق الانتخابات واختاروه ليكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية. وحين يؤدي الرئيس القسم الرئاسي في العشرين من كانون الثاني (يناير) العام القادم 2025، ستحلّ حينها لحظة الحقيقة وسيشمّر عن ساعد الجد لإطفاء الحرائق التي أشعلها الرئيس جو بايدن داخل الولايات المتحدة وخارجها، فيكاد يكون ترامب بالفعل ورث أرضاً شبه محروقة، حيث جملة التحديات التي تشغل الرأي العام الأميركي بداية من الاقتصاد بما يتضمن مواجهة التضخم وارتفاع تكلفة المعيشة ونسب البطالة المرتفعة وصولاً إلى قضية الهجرة غير الشرعية والعدالة الاجتماعية وقوانين الصحة العامة. كما لا يمكن إغفال موضوع المثلية الجنسية التي عانى منها الآباء والأمهات الأميركيون، وهم يشاهدون أبناءهم الصغار يتعرضون لأقسى عملية غسيل للمخ تجاه هذا الموضوع وسط رعاية ودعم حكومي غير محدود، وهو ما تطرق إليه ترامب في أكثر من محفل انتخابي خلال الأشهر الماضية معرباً عن استهجانه لهذا التوجّه غير الرشيد.
أما على الصعيد الدولي، فتعد اضطرابات الشرق الأوسط المتصاعدة والحرب الروسية الأوكرانية المستمرة على رأس التحديات التي تواجه الرئيس الجديد، بالتوازي مع أزمة تزايد الدعم العسكري الأميركي لحلفاء واشنطن، فضلاً عن التوترات المتزايدة في شبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي وأزمة تايوان.
وبالرغم من قلة المدة التي غادر فيها ترامب المشهد السياسي مطلع العام 2021 بعد خسارته أمام بايدن في انتخابات 2020، إلا أن تسارع الأحداث الدولية جعل من المشهد اليوم، وهو يعود مرة أخرى لمركز القيادة في واشنطن، متغيراً لدرجة تحتم التوقف عندها. وسأكتفي منها بما يتصل بمنطقة الشرق الأوسط، حيث إن تنامي أدوار عدد من الدول كالمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران وإسرائيل كلاعبين رئيسيين في المنطقة سيجعل من مسألة التنسيق والتشاور معهم ضرورة ملحّة لتطويق الأزمات المتلاحقة وإقفال الملفات العالقة حتى لا تنزلق المنطقة إلى المجهول. خالص التهاني لفخامة الرئيس دونالد جي ترمب وللشعب الأميركي الصديق.