رسالة خاصة إلى أحمد الشرع

حضرة السيد أحمد الشرع المحترم،

تحية طيبة،

بدايةً أعرّف بنفسي، اسمي مجدي أسعيد نجيب أسعيد محمد جواد الحلبي. جذوري تمتد من حلب إلى جبل السماق وجبل العرب مرورًا بالجولان إلى جبال الشوف وحتى الجليل وصولًا إلى جبل الكرمل، وتحديدًا بلدتي دالية الكرمل جنوب حيفا، التي تطل على البحر من جهة الغرب وعلى مرج ابن عامر من الشرق.

بعد هذه المقدمة، أهنئكم وأبارك للشعب السوري استعادة بلده وتحريره من نظام قتل وجرح وشرد الملايين.

العدل أساس الملك، والصلح سيد الأحكام، وأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم، عبارات وآيات تستحق الوقوف عندها والتفكير.

لا طعم في القيادة والإدارة بدون عدل، والعدل أساسه التسامح والمساواة، إذ لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، ولا فرق بين سوري وسوري إلا بما يفعل.

أمام القانون كلهم سواء: مسيحي، مسلم، يهودي، علوي، يزيدي، كردي، درزي، أو أي مذهب أو تيار أو أي انتماء آخر. العدل لا يعرف الدين ولا العرق ولا اللون، العدل هو من صفات رب العالمين فهو العادل.

الصلح من أركان المجتمع السليم: صلح مع الذات وصلح مع الآخر. الأمة الصالحة هي المتصالحة فيما بينها ومع جيرانها، ومع خصومها وأصدقائها، وتسعى للصلح مع أعدائها أيضًا. واجنحوا للسلم.

"أوفوا الكيل والميزان" من كلمات خطيب الأنبياء شعيب، وأنت سيدي الكريم، تعرف مكانة هذا النبي العظيم عندنا نحن الموحدين أبناء معروف.

لا تبخسوا الناس أشياءهم وأعطوهم ما لهم بالتمام والكمال، فأموال الناس وأرزاقهم أمانة في أعناقكم أنتم يا من أخذتم على أنفسكم قيادة البلاد وقبلتم تصريف أحوال العباد.

سيدي الكريم،

إن كنت تستطيع أن تنفذ ما يمليه عليك الضمير الحي، فسر على بركة الله إلى بناء سوريا من جديد، وإن رأيت أن هذا الحمل ثقيل عليك فلا تكلف نفسك فوق طاقتها وتنحّ.

وأخيرًا وليس آخرًا، أنصح بدراسة سيرة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، وخاصة الفقرة التي رفض فيها ترؤس البلاد بعد تحريرها من الانتداب الفرنسي والإقطاع، ومنح الآخرين والشباب وأصحاب الكفاءات فرصة الإعمار والنهوض بالبلد حينها.

الشعب السوري يستحق كل خير، وكل ما هو طيب. كرامة الإنسان وحريته فوق الاعتبارات الحزبية والأيديولوجية على اختلافها، فالناس سواسية كأسنان المشط، فاحكموا بينهم بالعدل ولا تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.

تقبل مني خالص الاحترام والمودة،

مجدي الحلبي