كتَّاب إيلاف

المقابر الجماعية من مخلفاته

أينما حل حزب البعث حل الدمار والخراب

لم يتورع نظام صدام حسين عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في قتل المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء الأكراد
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شهدت منطقة الشيخية في بادية السماوة، جنوبي العراق، يوم الأحد المصادف 22 كانون الأول (ديسمبر) 2024 فتح مقبرة جماعية جديدة لضحايا الأنفال (الإبادة الجماعية)، والتي تضم رفات 150 من النساء والأطفال. تظهر آثار الرصاص على أجسادهم، ما يدل على إعدامهم بإطلاق النار قبل دفنهم في مقبرة جماعية.

إلى جانب الهياكل العظمية والجماجم، لا تزال بقايا ملابس النساء والأطفال والأحذية والقلادات ظاهرة في المقبرة.

ما تم العثور عليه في منطقة تل الشيخية يعيد للأذهان وحشية النظام البعثي البائد، الذي دفن النساء والأطفال والشباب والشيوخ في مقابر جماعية خلال عام الأنفال. كان ذنبهم الوحيد هو رفضهم الظلم والجور.

عند الحديث عن الأنفال، الإبادة الجماعية التي ارتكبها حزب البعث العربي الاشتراكي، نستذكر إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبت ضد كوردستان أرضاً وشعباً. كشفت هذه الجريمة عن عنصرية حزب البعث ودمويته واستخفافه بكرامة الإنسان وحرمته. لم يتردد حزب البعث في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً لإبادة الأبرياء في القرى الكوردستانية الآمنة، وأخفى جثامين الضحايا في المقابر الجماعية.

ولتبرير جرائمه، قام المعدوم صدام حسين بربط الفكر البعثي العنصري بالدين، حيث استخدم الإسلام غطاءً لتحقيق أهدافه العنصرية. إنَّ اختيار اسم "سورة الأنفال" لحملات الإبادة الجماعية ضد الشعوب الكوردستانية في الثمانينيَّات من القرن الماضي دليل واضح على ذلك.

الإعلام الكوردي غائب كالعادة
احتلت أخبار فتح المقبرة الجماعية في منطقة تل الشيخية التابعة لقضاء السلمان مساحة واسعة من اهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية بمختلف أنواعها. أصبحت هذه القضية مادة رئيسية لتقارير تلك الوسائل، باستثناء الإعلام الكوردي الذي غاب كعادته.

فقد الإعلام الكوردي دوره في نقل الأحداث والوقائع المهمة، بالرغم من كونه المعني الأول والأخير بنقل تفاصيل جريمة الأنفال، التي تُعد أكبر جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث.

ختاماً أقول: أينما حل حزب البعث العربي الاشتراكي، حل الخراب والدمار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف