حتى الحَمِيَّةُ لم تخلُ من الطعنِ!

* بعيدًا عن القناعة بالمستويات التي قدمها المنتخب في بطولة كأس الخليج الأخيرة من عدمها، إلا أني مُندهش وغيري كثيرين بالطبع من الهجمة الشرسة والحملة الظالمة التي تطال لاعبًا واحدًا حاليًا دون غيره وهو اللاعب علي البليهي، حتى ليُخيل أنه السبب الوحيد لخروج المنتخب، والغريب أن ذلك لم يقتصر على بعض رواد السوشل ميديا شمل نقادًا مخضرمين، ولاعبين قدامى لم يسبق لهم أن حققوا كأس الخليج، بل تجاوزت ولأول مرة ووصلت لمذيعين تفرض عليهم المهنية الإعلامية أخذ آراء وانطباعات ضيوفهم بعيدًا عن محاولة توجيههم والتأثير عليهم. وللتأكيد على ذلك التجني الواضح الفاضح، خرج أحدهم أخيرًا في برنامج تلفزيوني أسبوعي يبث عبر قناة منوعات شهيرة، وبعد اجباره من قبل المذيع الشاب على انتقاد علي البليهي تحديدًا، وهذا ما حدث بالفعل رغم أن ذلك ليس من أدوار المذيع، وإذا بالضيف وأمام ذلك التشجيع والتحفيز يسترسل وربما من قبيل إرضاء المذيع وإعطائه على جوه قبل أن يقوم بعمل التفافة مفاجئة وغير متوقعة من خلال استحضار تصريح البليهي بعد مباراة العراق، ثم يضيف له حركة العويس، ثم يذكر أن ذلك يعد دليلًا على وجود انفلات داخل غرفة ملابس المنتخب، وأنها تسببت في جعل اللاعبين خارج أجواء الملعب، وأنَّ الثنائي هما من تسبب في تلك (الفوضى)، وأن ذلك تتحمله أيضًا إدارة المنتخب!

* وحقيقة، فإنه لأمرٌ عجيبٌ وغريب ومريب، فاللاعب والإداري إذا لم تتحرك نخوته وحميته ووطنيته تجاه مثل تلك التصريحات الساخرة والمستفزة والمقللة من المنتخب السعودي والتي أطلقها نائب رئيس الاتحاد العراقي يونس محمود، فالأفضل أن يبقى في بيته، وهي التصريحات التي استثمرت بالتأكيد على أكمل وجه من قبيل الجهاز الإداري للمنتخب بقيادة صالح الداود، وقد رأينا كيف تُرجم ذلك من خلال رد نجوم منتخبنا داخل أرض الملعب أولًا، من خلال المستوى والنتيجة العريضة، ثم من خلال تصريحاتهم بعد المباراة والتي ردت على يونس محمود فقط، وهي ذات التصريحات التي أشاد بها الجميع وقتها وأولهم الناقد الجهبذ نفسه، وللعلم فالناقد نفسه كتب في مقالته اليومية بعد مباراة العراق نصًا التالي: "كلام البليهي يمثل كل من استفزه يونس محمود، أما من حاولوا تمرير ما لا يمرر فهولاء عندهم حسابات أخرى يُسأل عنها من منحهم الضوء الأخضر بطرح آراءه هنا. 'الحياد في بعض المواقف جهل ، وإن أردتم جبن'، والآن يا ترى بماذا يمكن أن نُفسر ونصنف موقفه الحالي وخروجه المتناقض وهل هو جهل؟ أم جبن؟ أم سمك لبن تمر هندي؟

* أخيرًا، مُعيب جدًا أن تُصبح الآن تصريحات البليهي أو إشارات العويس وغيرهما من لاعبي المنتخب، والتي كانت ترد على يونس محمود، مثارًا للنقد ومصدرًا لانتهازية البعض ومنهم النجم المعتزل والناقد المخضرم وغيرهما مع الأسف كثير!