كتَّاب إيلاف

غزة وربع الساعة الأخير؟

نازحون أجبرتهم إسرائيل على الانتقال من خان يونس شمال قطاع غزه باتجاه جنوبه
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحت وطأة المعاناة الإنسانية المتصاعدة في غزة، يلوح في الأفق سؤال مُلحّ: هل نحن على أعتاب نهاية هذا الصراع الدامي؟ فالصور المأساوية للدمار والخسائر في الأرواح، والنداءات المستمرة لوقف إطلاق النار، ترسم لوحة قاتمة تثير تساؤلات حول جدوى استمرار هذه الحرب ومآلاتها. وقد بات نداء إنهاء الحرب في غزة مطلبًا هامًا خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها مؤخرًا أحد كبار المسؤولين الإنسانيين إلى القطاع، والتي دعا فيها بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار، مشددًا على الحاجة الماسة لحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

هنا غزة، حيث تحولت الشوارع إلى أنقاض، وشهدت المستشفيات تدفق الجرحى والضحايا والأطفال والنساء يعانون الأمرّ. فالحرب لا تميز بين مدني وعسكري، ويواجه السكان نقصًا حادًا في المياه والكهرباء والغذاء، وتزداد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة. وتتواصل الانتهاكات ضد المدنيين، ويستمر القصف العشوائي للمناطق السكنية، وتتلاشى أحلام الأبرياء، وتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

ووفقًا للإحصائيات الدولية، أجبرت قوات الاحتلال مليوني مواطن، من أصل 2.2 مليون، على النزوح القسري منذ بداية الحرب. وحاليًا، هناك أكثر من 1.5 مليون نازح يقيمون في مراكز الإيواء والمناطق العشوائية التي تقام فيها خيام النزوح في وسط القطاع ومنطقة مواصي خان يونس. وسبق أن ذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أنَّ مؤشر غلاء المعيشة في غزة ارتفع بشكل حاد، وبلغت نسبته 490 بالمئة. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك 12 ألف مريض على الأقل في غزة بحاجة للإجلاء الطبي، وقد توقفت عمليات الإجلاء الطبي، وباتت مقصورة على أعداد قليلة جدًا، منذ أن أغلقت قوات الاحتلال معبر رفح البري الفاصل عن مصر.

وقد دعت منظمة "اليونيسيف" إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة وتحسين البيئة الأمنية، وناشدت جميع أطراف الصراع الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية، وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وتسهيل الوصول الإنساني السريع والآمن بدون عوائق.

إقرأ أيضاً: جنين مفتاح حل الأزمة الفلسطينية

وأصبح قرار وقف إطلاق النار في أسرع وقت أمرًا ضروريًا، خاصة مع وجود بوادر صفقة هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، إذ يتبقى وصول المراحل النهائية من المحادثات حيز التنفيذ خلال أيام. وقد نعتبرها مجازًا الربع ساعة الأخيرة من الحرب التي اقتربت على الانتهاء بشكل كبير.

ومن شأن هذا الاتفاق في مرحلته الأولى توفير مهلة من الحرب لسكان غزة منذ أكثر من عام، وتوصيل المساعدات إليهم، والسماح لعمال الإغاثة بالوصول بأمان إلى المجتمعات التي يعتزمون خدمتها، والذي بموجبه يتم تسهيل وصول جميع مستلزمات المعيشة والحياة من مأكل وملابس ومياه نظيفة للمدنيين، والإفراج عن “عدة مئات” من السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين لدى حماس وحلفائها. كما قد يمتد الأمر إلى عودة الهدوء في القطاع المشتعل منذ عام وشهرين، وعودة الغزيين إلى بيوتهم، وتعود الحياة إلى القطاع من جديد، ومن الممكن أن يتطور الوضع إلى التفكير الجدي في إعادة بناء غزة.

كما أنَّ الجيش الإسرائيلي سيبدأ الانسحاب من المراكز السكانية خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، لكنه سيبقى على طول الحدود بين غزة ومصر، في ممر فيلادلفيا.

إقرأ أيضاً: زوجات الأسرى الفلسطينيين بين الأمل واليأس

وبفارغ الصبر ينتظر الغزيون، وبالأخص النازحين منهم، انتهاء الحرب، والإعلان عن دخول التهدئة المرتقبة حيز التنفيذ، على أمل انتهاء معاناة الحرب المستمرة منذ 16 شهرًا، ذاقوا خلالها ويلات الحرب والدمار، وعايشوا أوقاتًا عصيبة لم تكن تراودهم في أسوأ أحلامهم. فهم يعيشون حالة من الترقب الحذر، متسائلين: متى يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلى منازلهم المدمرة، ويستعيدون حياتهم الطبيعية؟ فهل تكون هذه التهدئة بداية لنهاية المعاناة، أم مجرد وقفة مؤقتة في طريق طويل وشائك؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفتحاوية نفوس حاقدة وعقول مغيبة
بلال -

لجان "فتح" ومخابرات سلطتها والاتفاق المرتقب!!‏من يتابع صفحاتهم سيدرك إلى أيّ حضيض وصل هؤلاء.‏الجميل في القصة هو أن هذيانهم وبذاءاتهم لا تزيد الناس إلا احتقارا لهم، لكن زفّـة "القبيلة" تبقى ضرورية لإقناع العناصر بأنهم يثخنون في عدوّهم الحقيقي (حماس).‏عقول مُغيّبة وضمائر معطوبة!

الفتحاوية ، جماعة مارقة تحرس المشروع الصهيوني
بلال -

الفتحاوية ، مجموعه مارقه ونسبتهم مش كبيره لكن الحكم حاليا بيدهم، سيزولون والى مزابل التاريخ سيذهبون، عاشت فلسطين حره من بحرها إلى نهرها واعز الله مقاومتنا الباسله، منصورين بعون الله.

صمود في ساح المفاوضات
بلال -

هيئة البث الصهيونية ، ‏ في الساعات الأخيرة تنشغل حماس بالتدقيق على كل كلمة في الاتفاقية، وليس فقط على الكلمات والتفاصيل الصغيرة، إنما على موقع الكلمة في الجملة، وما هي تفسيراتها المختلفة والقصد منها، حتى لا يتم خداعها أو التلاعب فيها. ‏التعليق: "‏إسرائيل " لم تقابل مقاتلين يوماً على طاولة المفاوضات، وإنما خانعين، وهذه هي المفاوضات الحقيقية الأولى في تاريخ الكيان! ،،

احلام الفتحاوية
بلال -

2023 نتنياهو : لن يكون هناك حماس في غزة .. ‏2025 نتنياهو : ننتظر رد حماس على مقترح وقف اطلاق النار .. ‏سبحان من أعزّ جُنده

رغم انف عباس ونتنياهو
بلال -

المقاومة حماس باقيه في غزة رغم انف عباس ونتنياهو. ،،

فيما فتح تحمي المشروع الصهيوني ، وتقمع احرار الضفة ،،
بلال -

وحدة الظل القسامية احتفظت بالأسرى على مدى 467 يوم متواصلة بإمكانيات بسيطة في قطاع محاصر مقطع الأوصال و تحت القصف‏يقابلها استخبارات العالم كله بأجهزتهم المتطورة وأنظمة التنصت و جواسيس على الأرض وطائرات بالسماء وميزانيات خيالية‏ونجحت في اخفاء عشرات الاسرى من جنود العدو ومجنديه طوال هذه المُدة ،،

تغيظ العدا ،،
بلال -

مشاهد غير مسبوقة ظهور ‏كتائب القسام تتحدى الاحتلال وتتجول بمناطق في قطاع غزة، لمشاركة الأهالي احتفالاتهم، قبيل الإعلان الرسمي عن وقف الحرب.

عباس كبشار ،،
حدوقه -

أذا أمكن أسقاط الاسد .. فيمكن أسقاط عباس . اليوم لو سألت الذكاء الصناعي اين الدولة الفلسطينية سيقول لك رام الله وكام شارع اللي حواليها ،،

سامحوني على هذه الوقاحة
حدوقه -

مسموح نتكلم بصراحة ..؟!‏محمود عباس رئيس السلطة الامنية وجماعته حراس المشروع الصهيوني لا يمثل حتى حذائي!!