كتَّاب إيلاف

حقيقة حماية الدروز ودرس جيش لبنان الجنوبي

دروز الجولان يتظاهرون ضد سياسات إسرائيل تجاه قراهم المحتلة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما يميز أبناء الطائفة المعروفية، الدروز، أنهم مثل "طبق النحاس"، أينما ضربت عليه يرن، حسب ما يصفون تماسكهم وترابطهم في الشرق الأوسط؛ هناك فريضة حفظ الأخوان، وتلزم كل درزي مساعدة أخيه الدرزي، بغض النظر عن البعد الجغرافي أو السياسي بينهما... مساعدة إنسانية، دعم مادي أو دعم سياسي أو التوسط له في أي مكان بما يناسب مصلحته.

هذه العلاقة تقتصر على المساعدة والمساندة ومحاولة رفع الضيم أو الظلم عن الأخ والأخت وأبناء العشيرة، ولكنها لا تعني جعله يعمل ضد مصلحة بلده أو مكان إقامته مهما حصل.

الدروز يتواجدون بأعداد كبيرة في ثلاث دول هي سوريا ولبنان وإسرائيل، بحسب الترتيب العددي، والعلاقات بين قادة الطائفة الدينيين منهم جيدة، وهناك تواصل في ما بينهم لمصلحة الطائفة ككل، مع الحفاظ على خصوصية كل مجموعة في دولتهم ووطنهم.

منذ اندلاع الثورة السورية، تولى دروز إسرائيل تقديم مساعدات جمة لأخوانهم، بعضها في مجال العلاقات الدولية والدفاع عن الدروز والتوسط لهم لدى دول عربية وأجنبية، وبعضها على شكل إرسال أموال ومؤن وأدوية واحتياجات أساسية، بالإضافة إلى كفالة عائلات وغير ذلك.

دائما كان أساس التواصل عدم التدخل في الشؤون السياسية والوطنية للمجموعة، والابتعاد عن فرض آراء قد لا تتلاءم مع هذا التوجه.

إقرأ أيضاً: ثلاثة تواريخ غيرت المنطقة

مؤخراً، أطلقت دولة إسرائيل سلسلة تصريحات تتحدث عن حماية دروز سوريا دون طلب منهم أو من دروز إسرائيل، وهدد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس قيادة سوريا الجديدة بواسطة الدروز دون أن يسألونهم، والهدف الاستراتيجي سلخ الدروز عن سوريا وإنشاء مناطق أمنية عازلة تخدم إسرائيل على غرار الحزام الأمني في جنوب لبنان.

العجب ليس من تصريحات نتنياهو ووزرائه، بل من صمت بعض قيادات الطائفة الدرزية في إسرائيل وفي سوريا، وترحيب بعض المليشيات في سوريا من قطاع الطرق وتوابع النظام السابق الذين خسروا تجارة المخدرات ودفع الإتاوات من الناس، بالإضافة إلى مجموعات من "الزعران" جندتها إسرائيل وتطلب منها القيام بأعمال هنا وعمليات هناك، ولن أخوض في ذلك أكثر.

إضافة إلى ذلك، تعالت دعوات داخل قرى الجولان السوري للعمل في إسرائيل وتلقي رواتب خيالية نسبة للرواتب شبه المعدومة في سوريا على غرار عمل الفلسطينيين في إسرائيل وعلى غرار العمال من الجنوب اللبناني إبان احتلال إسرائيل جنوب لبنان، حيث عمل هؤلاء حينها في قطاعات البناء والخدمات والزراعة.

إقرأ أيضاً: رسالة خاصة إلى أحمد الشرع

كل هذه التطورات تشي بخطة مرسومة تعود إلى رفض إسرائيل للإدارة السورية الجديدة التي حررت سوريا من نظام كانت تعتمد عليه إسرائيل في الحفاظ على أمنها وحدودها، وانهيار هذا النظام فاجأ إسرائيل، التي ضُبطت غير جاهزة لمثل هكذا تغيير جذري في المنطقة.

خلال عملي الصحفي، واكبت الكثير من الأحداث الكبيرة والصغيرة، والتي غيرت مجرى الأمور في منطقتنا، وقد كنت منتدباً لتغطية انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000، وتحديداً يوم 23 أيار (مايو) 2000، وهناك صورة حفرت في ذهني وذاكرتي ولن أنساها، حين شاهدت كيف خرج آخر جندي إسرائيلي من الجنوب اللبناني وأغلق بوابة فاطمة بالسلاسل خلفه، تاركاً وراءه المئات من عناصر جيش لبنان الجنوبي وأفراد عائلاتهم يواجهون مصيراً مجهولاً في مواجهة عناصر ومؤيدي حزب الله، الذين احتفلوا بالنصر والتنكيل بهؤلاء على مرأى ومسمع القوات الإسرائيلية حينها.

مادة للتفكير!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدروز مواقفهم الوطنيه نابعه من الهويه والوعي ،
عدنان احسان- امريكا -

اتذكر عندما كنا في جامعه دمشق - كان اغلب المناضلين - المثقفين - من التيارات القوميه واليساريه - من الطلاب الدروز، والطائفه الوحيده التي لا يوجد بها ثقافه طائفيه او عنصريه - او طمعا بالسلطه - او القياده وكانوا صادقين في تعلمهم - وليسوا منافقين بل كانوا اصحاب كلمه، وعشنا معهم في الجولان/ وتمثلنا باخلاقهم وقيمهم / اقول اطمئنوا امثال نتنياهو - واسرائيل التي حاولت تشويه صورتهم - بانهم الطائفه المواليه لهم - باءت بالفشل وفعلا الدروز يستحقون قياده الوطن ولكنهم يفضلون التضحيه على السلطه. المعروف نحن فخورون بكم اينما كنتم . ولو في المريخ .

عجيب
Wesam nor -

العجيب كيف الصحفي يذكر أن الشرع وجماعة الهيئة حرروا سوريا من الطاغيةونسي أن( التسليم) تم بعد القضاء التام على قيادات حزب اللهوترحيل الإيرانيين من سوريةوهذا أن دل على شيء يدل على تنسيق من نوع ماثانياًالسويداء كانت من ١٨٠٠ تدافع عن نفسها بنفسهاوليست بحاجة إسرائيلثالثا، يبدو أن هذا المقال والذي يدعي وجود مؤيدين لهذا التدخل الإسرائيلي رغم آلاف بيانات الرفض، جزء من حملة التخوين العنيفة والتي يقودها نشطاء السوشال ميديا

الحل...
زبير زاندا -

هو أن يحس كل سوري بان سوريا له،في نقاش حول حقوق الكورد مع الاستاذ صلاح عياش ،الاستاذ وقتها في جامعة باريس...والذي كان مسؤول العلاقات الخارجية في جبهة الخلاص،برئاسة المرحوم عبدالحليم خدام 2007...قال انظروا الى فرنسا لايطالب احد بالحقوق القومية .قلت يااستاذ صلاح أعمللنا دولة مثل فرنسا ،ومستعدين نتخلى عن حقوقنا. .اذا كانت نية الشرع سليمة نظيفة . أردوغان لن يتركه بسلام...

التوظيف الصهيوني للاقليات الدينية والمذهبية ضد الاغلبية ،،
بلال -

الدروز في فلسطين يخدمون في جيش الاحتلال ، وفي اقبية التعذيب والسجون وهم افظع على المسلمين من اليهود ، في حرب الصهاينة على غزة قتلت المقاومة قائد درزي رتبة في جيش الاحتلال ، الاقليات خنجر مسموم في خاصرة الاغلبية على مر التاريخ ،،

ألاقليات هم اهل البلاد الاصليين
NADER NADER -

بلا افندي انتم تشيطنون الاقليات لكي يكون هناك حجه لتصفيتهم انت داعش ام تفكر في الانتظام