كتَّاب إيلاف

الكويت على مائدة التطبيع الأميركية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من البديهيات التي تحتمها القراءة للسياسية الأميركية، هو الاعتراف بطبيعة التغيير في منهج الإدارة الجديدة ورؤيتها للمستقبل، والتطلعات التي يسعى إليها الرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط عموماً ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه خاص من دون استثناء إسرائيل من الموازين الدولية.

البديهيات تفرض قراءة كويتية استثنائية، ومسبقة لتطلعات وسياسات الرئيس ترامب بشأن مسألة التطبيع مع إسرائيل، فالرئيس الجديد له اجندة دقيقة، وأولويات محددة منها حسم مسألة التطبيع بين دول التعاون الخليجي والحليف الإسرائيلي لواشنطن وتحيق السلام بالشرق الأوسط بمفهوم "الترامبية".

المشهد الأمريكي الجديد، بات واضحاً بمنهجه غير الدبلوماسي في ضوء دراما الإثارة والتشويق التي صاحبت اللقاء بين الرئيس ترامب والرئيس زيلينسكي، فقد خرج المشهد عن التقاليد والاعراف الدبلوماسية بإقحام وسائل الإعلام في نقل المصارعة السياسية الحرة في البيت الأبيض ومشاهدتها!

الرئيس ترامب، من الأرجح، ضد التعطيل والتأجيل للأجندة الأميركية وأي مراوغة بالنسبة لمسألة التطبيع أو رفضها بحجج دبلوماسية وسياسية، ولا القبول بمساومات أو مهادنة حتى لو المقابل ضخ استثمارات خليجية أو كويتية بصفة خاصة في أمريكا.

فنهج الرئيس ترامب فرض قواعد أمريكا العظمي على الجميع بما في ذلك المنظمات الدولية التي تخرج عن طاعة واشنطن، من دون استثناء الاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي نكران المشهد السياسي الدولي الجديد خصوصا من أنظمة هشة أو قابلة للكسر بسرعة فائقة.

محاور النقاش والمفاوضات والمحادثات والمفاتيح لم تعد خلف الستار أو وراء أبواب مغلقة، فجميع الكروت أصبحت على الطاولة أمام الصحافة ووسائل الإعلام بما في ذلك لغة التوبيخ والتهديد والوعيد، وقسوة التعبير والانتقاد، والمساومات والمطالبات على المكشوف!

ما حدث أمام وسائل الإعلام في تناوب الرئيس ترامب ونائبه فانس على توجيه ضربات موجعة للرئيس زيلينسكي بلغة يجدها البعض أشبه بالمهزلة أو شاذة دبلوماسياً في حين يستحسنها فريق أخر يرجح الحسم في ليلة الزفاف، أي الاتفاق والفرح أو الانتصار والهزيمة!

في موازين اليوم، أصبحت الإدارة الأمريكية متحكمة في قواعد اللعبة الدولية، أو هكذا يطمح إليه الرئيس ترامب، وفي كل الأحوال نحن أمام مشهد وتطورات جديدة تستوجب مناقشة كافة الاحتمالات عن مسألة التطبيع بوجه خاص، ومراجعة الخيارات المتاحة والممكنة.

في أجواء بعيدة عن صخب الانفعالات ضد المواقف الأميركية، والقاموس العربي التقليدي، أثارت استفهامات بريطانية اثناء مناقشات مغلقة في العاصمة لندن في العام 2024 عن الكويت وقبل فوز ترامب بالرئاسة؛ هل لدى الكويت سيناريو أو تصور للتعامل مع مسألة التطبيع؟

القراءة البريطانية والعربية للنخب السياسية والاعلامية، رجحت استواء "طبخة" ترامب ومكوناتها بالنسبة لفرض التطبيع على الكويت بصفة خاصة باعتبارها الدولة التي كثيرا ما بررت عدم الموافقة بحجة عدم موافقة مجلس الأمة أو ضرورة موافقة المجلس على القوانين والاتفاقيات.

الواقع أن "طبخة" الرئيس ترامب بالنسبة للتطبيع معروفة مكوناتها وسخونتها قبل الرئاسة، و"الطبخة الترامبية" خالية من سموم المجاملة والهموم الدبلوماسية بحسب ميزان التحالف بين أمريكا وإسرائيل، فالهزيمة والخسارة ليست من بديهيات سياسة ترامب بالنسبة للتطبيع في منطقة الخليج العربي!

ورقة مجلس الأمة لم تعد فاعلة ولها سحرها السياسي خارج الكويت كما كانت عليه قبل حل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور في العام 2024، لذلك ينحصر المشهد بموعد قطف ثمار "الطبخة" وليس تذوقها، فهي ليس من الخيارات الأميركية المطروحة.

لا أعرف ما هو الرأي الرسمي الكويتي من مسألة التطبيع التي باتت مقبولة من معظم دول مجلس التعاون الخليجي بشرط حل الدولتين، ولا أدري إذا الكويت ستلجأ إلى حجة مجلس الأمة في غيابه!

بالنسبة لطبخة التطبيع "الترامبية"، نلاحظ رواج مائدة التطبيع الأميركية وتذوق اجباري لطبخة الرئيس ترامب التي ستحصد، بالتأكيد، تأييد أوروبا والمؤسسات المتحكمة في القرار الدولي بشأن مسألة التطبيع، وهو ما يقتضي التحليل والتفكير المسبق قبل انتظار الجلوس على مائدة التطبيع الأميركية.

مناقشة الاحتمالات الأميركية عن مسألة التطبيع مع إسرائيل، ومراجعة الخيارات مسبقاً، أفضل من انتظار الجلوس على مائدة التطبيع، لكي يكون الحق لنا وليس علينا.

*إعلامي كويتي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تطبيع مجاني رغم انف الجميع ،،
بلال -

اما حل الدولتين ، فقد اصبح سراب ، وهو اصلاً لن يحصل وانما هو وسيلة للتسويف والمماطلة، مساكين إذا اعتقدتم ان من ماطلوا الخالق في بقرة محض بقرة يذبحونها ، وأوضح المؤرخ الصهيوني البارز إيلان بابي، أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس المحتلة عاصمة "لإسرائيل" أظهر للفلسطينيين أن واشنطن لا تهتم بمساعدتهم على إقامة دولتهم المستقلة.وشدد المؤرخ اليهودي على أن الإدارات الأميركية السابقة -بما فيها إدارة أوباما- كانت تسعى من خلال الخطاب المزدوج لخداع الفلسطينيين وجعلهم يعتقدون أنه بإمكانهم الاعتماد على واشنطن كوسيط يساعدهم على إنشاء دولتهم.وفي الحقيقة، فإن الحكومات الأميركية طورت المشروع الصهيوني في فلسطين، وحافظت عليه، بما في ذلك توسيع المستوطنات ،،

في المشمش ، بعد قرار البرلمان الصهيوني ما فيه دولة فلسطينية
بلال -

بعدما ما جرى في غزة ويجري في الضفة الغربية وبعد وقاحة الحديث عن الضمّ والتهجير، بعد نسخ حكاية "الدولة الفلسطينية" من القاموس السياسي من خلال قانون صدر بالإجماع من "الكنيست"، وطبعا بجانب الإصرار على مشروع التهجير لمواطني قطاع غزة.. حين نضيف ذلك كله، فنحن أمام استخفاف سافر بالأنظمة العربية جمعاء.كل ذلك ليس سيئا على كل حال، ليس فقط لأن غرور القوة مدمّر، بل أيضا لأنه ينسف خطاب التيه الذي أدمنه الوضع العربي الرسمي، وحكومات عربية ترفض تغيير نهجها رغم فشل عقود التطبيع مع بلاد مثل مصر والأردن وسلطة رام الله،،

احرار الخليج العربي مع فلسطين قلباً وقالباً،،
عبدالله -

بعيداً عن موقف الكيانات الخليجية من التطبيع مع المجرمين الصهاينة قتلة الأطفال والنساء ، فإن احرار الخليج العربي مع فلسطين قلباً وقالباً ، ومع تحرير الارض والقدس من دنس الاحتلال الصهيوني، انه من المؤسف ان تتورط دوائر لها مصلحة في التطبيع بالكيانات الخليجية في التطبيع مع الصهاينة و تضيف اليه قمع احرار الخليج وإخفاء اصواتهم الحرة من اجل عيون بني صهيون ،،