التشويه الممنهج للقيم في المناهج الدراسية العربية:
كيف جمد الإخوان المسلمون الزمن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما أعجب الإنسان حين يُقيّد فكره وهو يحسب أنه حر، وما أجهله حين يغلق نوافذ عقله ويظن أنه يرى نور الحقيقة. لقد سُجنت عقول أجيالٍ بأكملها تحت وطأة منهج صُنع ليكون سياجًا من الوهم، لا يرى من خلفه صاحبه إلا ما يُراد له أن يرى، ولا يسمع إلا صدى ما قيل له، حتى ضاع منه الفرق بين الحق والوهم، وبين التراث الذي يُستلهم، والماضي الذي يُعبَد.
ألم يكن جديرًا بمن وضعوا المناهج الدراسية أن يسألوا أنفسهم: هل القيم ترِكةٌ تُحفظ كما هي، أم أنها كالشجرة لا تثمر إلا إذا سُقيت بماء الحياة المتجددة؟ لكن الإخوان المسلمين، وقد تملّكوا أقلام التأليف، لم يضعوا أمامهم إلا صورة واحدة، جامدة لا تقبل التحوير، ولا تتحمل أن تنعكس في مرآة العصر. جعلوا من القيم سجنًا، ومن التاريخ قيدًا، وألبسوا التراث أثوابًا لم تُفصَّل له، فكان ماضينا حاضِرًا قاسيًا يُفرض على أبنائنا كأنه لعنة أبدية.
لقد عرف الفكر المستنير، منذ أن خط الإنسان على ألواح الطين أول حرف، أن القيم ليست أوثانًا تُعبد، ولا نقوشًا لا يطالها الزمان، وإنما هي نبضٌ يسري في جسد الحياة، يكبر وينمو بتوسع العقل، ويضيء بازدياد المعرفة. لكنهم، وقد ضاقت عقولهم عن استيعاب هذا الفهم، أرادوا أن يختزلوا الإسلام في نصوصٍ لا تُفهم إلا كما أرادوا، ولا تُفسَّر إلا كما ارتأوا، وكأن الله قد استودعهم مفاتيح الفهم وحجبها عن سواهم.
أليس من العار أن يُقدَّم الدين، الذي كان في زمنه ثورة على الجمود، في صورة أكثر جمودًا؟ أن يُحكى التاريخ وكأنه صورة متحجرة، لا يُقرأ بعين الفاحص الناقد، وإنما يُلقَّن كما يُلقَّن الصغار أن النار تحرق، والماء يروي؟ أما آن لمن كبّلوا العقول بسلاسل النصوص، وحرّموا عليها التأويل، أن يدركوا أن الزمن لا ينتظر من لا يتحرك معه؟
لقد كان الأجدر بهم أن يفهموا أن القيم، كمياه النهر، لا تستقيم إلا إذا سارت في مجراه الطبيعي، فلا هي راكدة فتأسن، ولا هي مفرّقة فلا فتجف. لكنهم، وقد شُغفوا بصناعة القوالب، أغلقوا عليها كل سبيل للامتداد عبر العصور، فكانت كالشجرة التي تُمنع عنها الشمس، تموت وهي لا تدري أنها قد ماتت.
كانوا يخشون أن تُقرأ القيم بعيون غير عيونهم، فجعلوا منها نصوصًا لا تُناقش، بل تُقدَّس، وكأنها وحي لا يطاله التأويل.
أرادوا أن يسجنوا العقول في قلاعهم، فلم يُعلّموا الأجيال كيف يفكرون، وإنما كيف يحفظون ويكررون، حتى باتت الأسئلة خطرًا، والبحث زندقة.
حرّفوا التاريخ ليُناسب أهواءهم، فكان الماضي الذي اختاروه لنا ماضيهم، لا ماضينا، وكانت السيرة التي سردوها هي السيرة التي يريدون أن تكون، لا التي كانت بالفعل.
أفسدوا العلاقة بين الدين والوطن، فجعلوا الهوية الوطنية تابعة، لا متبوعة، وكأن الأرض لا تُعطى الولاء إلا بشرط أن تُسبغ عليها شرعية مستوردة.
لقد آن لهذا الليل أن ينجلي، وللقيم أن تعود سيرتها الأولى، كحياة تُعاش لا كنصوصٍ تُحفظ. آن لهذه الأجيال أن تتعلم أن الماضي جذورٌ تُستقى منها الدروس، وأن ما صلح في زمنٍ قد لا يصلح لزمنٍ آخر، لأن الزمان متغير، والفكر متجدد، والعقل الذي يُسجن في قالب قد مات وإن ظن صاحبه أنه حي.
لا قيمة للتراث إن لم يكن جسراً للمستقبل، ولا معنى للقيم إن لم تكن قابلة للتطور والتأويل، ولا بقاء لأمةٍ تجعل الماضي سوطًا تلهب به ظهور أبنائها بدلًا من أن تجعله نورًا يسترشدون به. فليبقَ التراث تراثًا، ولتبقَ القيم قيمًا، لكن ليُترك لنا حق أن نفكر، وأن نقرأ، وأن نُسقطها على عصرنا كما نشاء، لا كما يريد لنا أن نفعل من لا زالوا يعيشون في زمنٍ لم يعد لنا فيه مكان.
التعليقات
هاه وبعدين ؟
حدوقه الحدق ،، -طيب وبعد التخلص من الاخوان ، هل فجرتم الذرة ام غزوتم الفضاء ، ام ملاتم ارفف المولات بآخر منتجات الهاي تك ؟!
فكره بسيطه وسهله جدا
فول على طول -بدلا من القاء باللوم على اخوانك المسلمين وعلى غيرهم عليكم بالاتفاق على اسلام جديد وتراث كيوت وخاصة أن حضرتك عضو هيئة تدريس فى الجامعه وفى السعوديه وكفى الله المؤمنين شر الاختلاف وشر القتال ؟ما رأيكم زاد الله فضلكم وأطال الله عمركم أو تتوقفوا عن تبريرات لم تعد تنفع حاليا وخاصة بعد الانترنت والحاج جوجل ؟
الاخوان واكاذيب التاريخ
عابر سبيل -والشيء الآخر المؤسف في هذا الامر هو ان مجموعة ام بي سي السعودية عندما تنتج مسلسلات تاريخية مثل مسلسل معاوية وعمر وخالد بن الوليد يعتمد مؤلفوها على الكتب المدرسية التي الفها الاخوان وليس على كتب التاريخ المحايدة الرصينة التي تظهر الحقائق . ولهذا نلاحظ ان هذه المسلسلات تظهر الجانب الايجابي في هذه الشخصيات وتخفي الجوانب السلبية وكأنهم كانوا منزهين ومعصومين من الاخطاء وهذه من اكاذيب التاريخ الاسلامي الذي يحاول الاخوان المسلمون الترويج لها.
تحليلات ساذجة
من الشرق الأوسط -"حرّفوا التاريخ ليُناسب أهواءهم" ...من فعل هذا؟ الإخوان المسلمين؟ وبقية المسلمين والعرب نقلوا التأريخ كما كان، اليس كذلك؟؟؟!!!! الى متى تكذبون؟ الى متى تزيفون؟ الى متى تأتون بهذه التحليلات الغبية؟أهم تحريف للتأريخ هو تسمية احتلال العرب للدول والشعوب بإسم "الفتوحات"...اهم تحريف للتأريخ هو القول بان العرب حرروا الشعوب الأخرى من ظلمات، في الوقت التي كانت تلك الشعوب صاحبة حضارات، من عراقية قديمة ومصرية وإيرانية وغيرها، راقية جدا كانت سببا في تطور البشرية.
بعيداً عن الهذيان
صلاح الدين المصري -شهادة سيدة قبطية محترمة في الاخوان المسلمين ، نقول ان الاتجاه نحو شيطنة وابلسة فرد او جماعة من الناس هذا اسلوب قذر معروف إعلاميا لكنه اُسلوب فاشل في الغالب وخاصة في زمن السموات المفتوحة ولذلك لا يخلو زمان من أناس منصفين وحقانيين وسط السفلة والأوغاد ، فهذه الناشطه المسيحية المصرية ماچي مجدي تشهد شهادة حق في الاخوان فتقول من حقك ان ترفض الاخوان فهم ليسوا انبياء وحسن البنا ليس نبيا ايضا لكن من الحق أيضا ان تعترف انه لا يوجد في الاخوان مرتشي ولا مزور ولا بلطجى ومن الحق ايضا ان تعرف انه لم يتهم احد من الاخوان يوما بالاغتصاب او تجارة الاثار او المخدرات بل انهم لا يدخنون وايضا هم اكبر فصيل سياسي يحتوي على اكبر عدد من حملة الدكتوراة وأنهم اكبر كتلة سياسية مثقفة في المجتمع المصري وأنهم وصلوا للحكم – جزئيا – بإرادة شعبية وأنهم تعرضوا لاكبر حملة اكاذيب وتشويه شارك فيها عصابة من أناس لا يتصفون بالشرف ولا الحياد والإخوان في فترة حكمهم لم تمتد اياديهم الى مال الشعب كما انهم حملوا امانة العمل النقابي والطلابي عشرات السنين بدون انحراف او تربح صحيح هم ليسوا ملائكة ولكنهم حسب ما اعتقد انظف فصيل سياسي وحركة دعوية في المجتمع العربي حتى لو كان من عيوبهم ان حضرتك مش راضي عنهم. ماچى مجدى مسيحية مصرية
موقف سياسي وفق معطيات السياسة،،
عبدالله -الاخوان المسلمون كان محط تقدير ملوك السعودية، ان الموقف من الاخوان المسلمين موقف سياسي ، حتمته أهواء السياسة لاغير ،،