اليهود بين الإخميني والخميني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تروي أسفار التوراة التاريخية باستفاضة عن فضل قورش، إمبراطور فارس (الإخمينية)، الذي قهر بابل وأعتق اليهود وحررهم من السبي البابلي المضني الطويل ليعودوا إلى أورشليم ويعيدوا بناء هيكلهم المُهدَّم، كما أسهبت التوراة أيضًا في وصف أفضال أرتحشستا، ملك فارس (الإخمينية)، الذي أمر ومَوَّل وسخَّر كل إمكانات الإمبراطورية لإعادة بناء أورشليم المحروقة، إرضاءً لخادمه اليهودي المُحرَّر من السبي نحميا.
وإن كان لأحد فضل على بني إسرائيل في بعثهم للحياة من جديد بعد أن قهرتهم روما، فهو لإمبراطورية فارس ــ الإخمينية ــ حتى أن التوراة في سفري عزرا ونحميا تمجد ملوكهم، وكادت أن تجعل من قورش وأرتحشستا أنبياء. كما يروي التاريخ كيف مهَّد اليهود لانتصار الفرس في معركتهم مع الرومان، وأمدوهم بالرجال والعتاد حتى دخلوا أورشليم، ومن ثم، وكمكافأة لهم، منحهم كسرى المدينة التي حُرِموا من دخولها طيلة سبعة قرون من قبل الرومان، إلا أن اليهود عاثوا فيها فسادًا وقتلوا خمسين ألفًا من المسيحيين والعرب والرومان، انتقامًا ممن سبق وأحرقوها وقتلوا من فيها، وذلك على يد قائد جيشهم بومبيجي.
من هنا يتضح عمق العلاقة التاريخية بين الطرفين، اليهودي والفارسي أو الإخميني، وصار كل طرفٍ يدعم الآخر ويُناصره ويُواليه، أو على الأقل لا عداوات. واستمرت المهادنة بين سبط يهوذا و(سبط) حسين لقرون طويلة، منذ ما قبل الميلاد وحتى نهاية عصر الشاه واستيلاء الخميني على السلطة.
من هنا بدأت حقبة جديدة مغايرة، حيث بدأ الخميني إجراءات نزع زعامة الإسلام من العرب، وبالطبع تصبح قضية فلسطين هي الوسيلة التاريخية والناجعة التي تُعطي صك الزعامة لمن يستطيع استغلالها الاستغلال الأمثل. ولم يُضِع الخميني وقتًا، وبدأ برفع الشعار المراوغ الذي يعرف تأثيره السحري على كل المسلمين: "الموت لأميركا والموت لإسرائيل"، وذلك تمهيدًا لترسيخ زعامته واستيلائه على القضية.
وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الصراع منذ أوائل الثمانينات، وانتبهت إسرائيل لواقع جديد، فقد برزت على الساحة قوة جديدة أُضيفت إلى قائمة أعدائها، قوة طموحة حرة من أي التزامات إقليمية أو معاهدات، واستولت على مشاعر عموم المسلمين بشعارات ساخنة، واحتضنت ورعت ودعمت ومولت كل فرق ومنتسبي حركات الإسلام السياسي، واستغلتها في مناوَشة ومناوَرة ومحاورة ومداورة كل الأنظمة العربية وتهديدها بتصدير الثورة وصناعة دولة خلافة جديدة يتزعمها هذه المرة سبط حسين، وتجتاح كل هذه النظم العميلة ــ حسب وصفهم ــ للصهيونية الأميركية.
في المقابل، برز نجم صدام حسين وبدأت المزايدة والمتاجرة بفلسطين المنكوبة، ودخل الطرفان حربًا استنفدت قواهم ومواردهم، وبدأت إسرائيل في تعديل استراتيجيتها لمواجهة هذا الوافد الجديد على قائمة خصومها. وقد تحوَّل التحالف الإخميني-اليهودي القديم إلى عداء مستحكم مع الخميني الجديد، مع تهديد ووعيد بإزالة الدولة العبرية من الوجود.
وبدأ التحسب للمستقبل، وأخيرًا انفجر بركان الغلّ المكبوت منذ نصف قرن، ونسِيَ يهوذا أفضال إمبراطورية فارس الإخمينية عليه، ودكّ منشآتها وقطع أوصال أذرعها، وتركها جريحة تنزف وتدفع ثمن شعارات جوفاء وعنتريات كاذبة بددت ثروات شعب ومستقبل أجيال لقرون طويلة.
التعليقات
لان ايران تخلت عن فارسيتها
من الشرق الأوسط -تلك ايران القديمة، ايران الفارسية. وهذه ايران التي امتلأت لغتها بالكلمات العربية لدرجة كبيرة جدا، ايران التي نست هويتها واتخذت هوية الاسلام والتشيع.
تعددت الاسماء,والتدمير واحد
كاميران محمود -ما يمكن قوله عن الهيام الفارسي باليهود بحاليه الخميني والاخميني هو اتخاذه من قبل الفرس مبررا وحافزا لاطلاق غريزتهم الاساسية المتمثلة بتدمير الحضارات,لان ما سميته يا أستاذ عيد بقهرالاخمينيين لبابل هو بكل بساطة تدميرهم للحضارة البابلية قبل تدميرهم للحضارة المصرية اللتان مثلتا عصارة ما أنجزته البشرية,بعد ان حرمهم الجيش اليوناني من التمتع بتدميرما بنته العقول اليونانية.ومانراه اليوم من توجهات (مراوغة)معلنة للفرس الخمينيين ضدالدولةاليهودية(التي لم يصبها اي ضرر من عنتريات الخمينيين)قدلاتكون أكثرمن جهود فارسية مبطنة لمنع حدوث نهضة حضاريةحقيقية في الدول التي تفصل مابين دولتيهما,والتدمير الفارسي الخميني للبنى الاجتماعية والفكرية والثقافيةوالسياسية لتلك الدول(لم تنجح في الاردن) قد يثبت العقيدة الفارسية المتخذة من غريزة التدمير كبنية تحتية لها.