يا السعودية ما أعظمك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من الطبيعي أن يكون للنجاح أعداء، ومن الطبيعي أيضًا أن يبقى الناجح في طريق النجاح، حتى لو تعثر في بعض التفاصيل التي تعيق هذا النجاح والتميز، فالبشر اليوم أكثر تعقيدًا من السابق وأكثر استياءً وأكثر تذمرًا لظروف كثيرة وتفاصيل معقدة، الدخول فيها يحتاج إلى الكثير من الدراسات والبحث لا يمكن كتابتها في مقال محدود الكلمات، إلا أن المهم اليوم أن يدرك الناجح أن نجاحه معرض للكثير من محاولات التخريب أو التعطيل -إن جاز التعبير-.
لا يمكن أن تقدم عبارات منمقة تتحدث فيها عن النجاح والفشل دون أن تقدم الدوافع لإثارة موضوع كهذا، وإن لم أفعل، فقد يصبح الأمر غير حقيقي، ويتحول إلى مجموعة كلمات استعراضية خالية من المضمون الذي يساعد على إيضاح الحقائق، وهذا ما لا أريده.
لذا فإن ما نلاحظه من فترة إلى أخرى من هجوم على السعودية، هذه الدولة التي لم تتخلَّ في يوم من الأيام عن واجباتها ومسؤولياتها تجاه المجتمع السعودي والعربي والإسلامي، حتى الأصدقاء كانت دائمًا ما تشارك وتساعد وتقدم الدعم لمسيرتهم، هذا التأسيس النبيل ليس محل استعراض، بل هو فقط من باب حفظ التقدير لهذه الدولة العظيمة.
ومع هذا كله، هناك فئة في بعض المجتمعات القريبة والبعيدة تنتظر الغلطة، وتنتظر الإخفاق، وتستغل الفرص للنيل من السعودية وقيادتها. فمعنى أن يتعمد زائر للمسجد الحرام تصوير مشهد مجتزأ مع رجل أمن سعودي يقوم بواجبه في هذا المكان المقدس من أجل أن يوضح لمتابعي التواصل الاجتماعي أن هذه هي حقيقة رجال أمن المسجد الحرام، وأن هناك تجاوزات غير إنسانية على الزائرين، فهذا دليل على أن للحقد دورًا فيما يفعل، وكل من يسير على نهجه، وقد يستفيد من حقده -الساذج- أعداء كثر متربصون ينتظرون الفرصة.
في السعودية، على المستوى الرسمي أو حتى على المستوى الشعبي، ترابط مذهل وحالة انسجام وحب لم توجد في أي مكان في العالم. لم نشهد في أرض الحرمين الشريفين أي انفلات شعبي من فضل الله عليها، ولم نجد في يوم من الأيام تجمهرًا في أي مكان على أرض السعودية؛ لأن هذا الانسجام الرائع بين القيادة والشعب بني على أسس حقيقية كلها حب وولاء ووفاء.
لذا فإن الرهان الحقيقي على الشعب السعودي الذي يرتبط مع القيادة والمسؤولين في الدولة بحالة توافق تام، واستشعارهم المسؤولية، وحب عظيم لهذا الوطن الذي تتكسر أمامه كل الحملات المغرضة التي هدفها في الأساس زعزعة استقرار الدولة. ومن فضل الله علينا أصبح لدى الشعب السعودي، مع مرور الأحداث وتعاقب السنوات، مناعة ضد أي شيء يعكر صفو هذا الوطن الشامخ، بل إن كثيرًا من دول المنطقة أصبحوا يسيرون على ذات النهج وأدركوا -ولو متأخرين- أن أساس الاستقرار هو العدل وتقديم الأمن والاستقرار لشعوبهم، بل إن استقرارهم مرتبط بولاء الشعوب وصدق انتمائهم.
المسيرة اليوم في السعودية نحو المستقبل أكثر قوة وثبات، وبالتالي النتائج اليوم عظيمة وكبيرة يفخر بها السعوديون في كل مكان. لهذا فإن الواقع يحكي حقيقة الترابط والإنجاز، لدرجة أنها، وكما وصفها الرئيس السوري أحمد الشرع: "السعودية مفتاح العالم"، ويبقى التاريخ مفتوحًا.
وقفة:
الشتاء الذي اعتدنا عليه وعشناه في بيتنا دومًا لم يكن قارسًا كما ظننا، كان دافئًا بجوار الأهل وفي كنف الوطن.