ترفيه

أزمات الحور العين بدأت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


محمد عبد الرحمن من القاهرة: من الاعلان عن أسمه وفكرته والهدف الذي يسعى إليه ،كان متوقعا من الجميع أن يثير عرض مسلسل "الحور العين "عبر قناة mbc جدلا واسع النطاق ،سواء من الذين يرون في العمل تعميما لا يفرق بين المتشدد والمتدين ، أو الذي قد يغضبهم استخدام لفظ قرآني في عنوان مسلسل وهل هذا جائز أم لا ، وبدأت مرحلة الدفاع مبكرا وبالذات من المخرج نجدت أنزور ، فهناك دائمة علاقة شائكة بين الفن والدين ،واتهام مستمر بسوء النوايا ، حيث يتحدث المسلسل بشكل رئيسي عن عمليات إرهابية تفجيرية استهدفت مجمعا سكنيا في السعودية غالبية سكانه من الجاليات العربية والمسلمة والمواطنيين السعوديين مما أودى بحياة الكثير من الأبرياء. ويسلط المسلسل كذلك الضوء على العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك المجمع قبل حدوث تلك العمليات الإرهابية .
وكان أنزور قد صرح قبل بدء العمل أن جهات ذات خلفيات ايدلوجية متطرفة، تشعر

نجدت انزورأن العمل يضر مصالحها وفكرها، ولكن أي إنسان يحب وطنه ويريد إبعاد شبهة الإرهاب عن الإسلام لن يكون ضد هذا العمل."
ووصف أنزور عمله الدرامي أنه "يؤسس لحالة نقاش بين المشاهدين"، وتابع قائلا: "طرحنا وجهتي النظر بتوازن وبموضوعية شديدة ولجأنا إلى الناس المتخصصين كما أن العمل يذكر المفردات الحقيقة التي تستخدم من قبل الإرهابيين من خلال الحوار".
كما أشار أنزور إلى "تعدد اللهجات في العمل من خلال وجود عائلات عربية تسكن في المجمع السكني". وأوضح أن "هذا التنوع لأول مرة يطرح بهذا الشكل من خلال حياة يومية بسيطة وسيترك العمل وقعا كبيرا في نفوس المشاهدين خصوصا أن موضوع الإرهاب هو حديث الساعة .
وفور بدء الحلقات تصاعدت الانتقادات إلى الحد الذي دعى mbc لاصدار بيان حول الأمر استنكرت فيه الهجوم على المسلسل قبل رؤيته ، وكان أهم ما جاء في البيان الذي تلقت ايلاف نسخة منه:
مسلسل الحور العين مسلسل يعنى برصد ظاهرة الإرهاب والعنف في السعودية ويشارك فيه مجموعة كبيرة من المعدّين والفنّانين.
وقد حاولت القناة تتبع ردود الفعل وتمّ استخلاص الانتقادات على الترتيب التالي:
أولا: أن تسمية المسلسل بـ"الحور العين" فيه –والعياذ بالله- استهزاء بالحقيقة الدينية التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ثانيا: أن الفن ليس أهلا لمعالجة مثل هذه الظواهر بل هو يكرّسها ويزيدها.
ثالثا: القائمون على العمل ليسوا أهلاً لهذه المهمة.
رابعا: المسلسل يسعى لتشويه سمعة العلماء والدعاة والمتدينيين.

والقناة تحب مناقشة هذه الانتقادات كالتالي:
أولا: الحور العين معنى إسلامي يؤمن به جميع المسلمين، والقناة والقائمون عليها يسعون من خلال هذا المسلسل لتطهير هذا المعنى الإسلامي من محاولة الإرهابيين لاختطافه وتشويهه، وهي تعتبر عملها هذا جهادا في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، ولا يمكن لقناة مسلمة تبث للمسلمين والعرب أن تستهزئ بأية قيمة دينية بأية حال.
ثانيا: يعتبر الفنّ من أهمّ وسائل الإعلام والتوجيه ونشر الوعي وهو يصل لجميع شرائح المجتمع بشكل سلس وميسّر، والقناة تسعى لتوظيفه في مواجهة الإرهاب وهو أداة أثبتت نجاعتها ونجاحها في مناسبات كثيرة.
ثالثا: بسبب حساسية الموضوع فقد حرصت القناة على توفير اللجان والمستشارين في كل المجالات التي يتعرض لها المسلسل وذلك حرصا على مصداقية القناة ومصداقية الفكر والطرح في المسلسل.
رابعا: المسلسل لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تشويه سمعة أحد، فضلا أن يكون المقصود بالتشويه هم العلماء والدعاة والمتدينون، بل إن المسلسل يسعى إلى إظهار العكس وتبرئة هذه الشرائح الاجتماعية من وصمة الإرهاب والعنف.
كما أن القناة لا تخفي استغرابها من وسيلة "الرجم بالغيب" التي اتبعها موجهو الانتقادات للمسلسل حيث أن أحدا منهم لم يشاهد المسلسل بعد، ولا يخفى على أمثالهم أن القاعدة الشرعية تقول "الحكم على الشيء فرع عن تصوّره"، فكيف يصدرون أحكاما خطيرة على مجرد الرجم بالغيب ودون أن يمتلكوا أي تصوّر عن طبيعة المسلسل!.
ثم إن منتقدي المسلسل اتخذوا من إساءة الظن بالمسلسل والقائمين عليه سبيلا لاتخاذ موقفهم المعادي للمسلسل حتى قبل عرضه، ولا يخفى أن هذا مخالف لما أمرنا الشرع الحنيف به من إحسان الظن بالمسلمين وعدم اتباع الظن في إصدار الأحكام، كما جاء في الآية الكريمة "إن بعض الظنّ إثم" وفي الآية الأخرى "إن الظن لا يغني من الحق شيئا" (يراجع نص الآيتين).
ثمّ إن حرص القناة على نقل الواقع كما هو يحتم عليها أن تتناول الشرائح التي يتشكل داخلها هذا الفكر، وحرصت القناة على عرض الصورة كاملة حتى لا تصيب برئيا ولا تترك مجرما.
وتحب القناة أن تؤكد على حقها المشروع في التناول العلمي والموضوعي لهذه الظاهرة بعيدا عمن لا يقبلون أن ينتقد أو يصحح إلا من كان منهم وبينهم، وهي ترفض هذه النرجسية أياً كان من صدرت عنه، فكل يؤخذ من قوله ويرد كما جاء في الأثر.
وأيا كان الجدل فان المسلسل سيستمر ولا يلوح في الأفق أي قرار بوقفه حتى الآن مثلما حدث مع مسلسل "الطريق إلى كابول " ولكن إلى أي مدى سيصل الجدل حوله ،هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة .
Keshk2001@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف