ترفيه

عرس في رام الله: يحطم الحلم الاميركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


خلف خلف من رام الله: يحطم الفيلم الفلسطيني "عرس في رام الل"ه، الذي عرض في قصر الثقافة في مدينة رام الله في الضفة الغربية "الحلم الاميركي" الذي يراود الكثير من الفتيات الفلسطينيات بالحصول على الجنسية الاميركية، وأثار الفيلم الذي أبدعت المخرجة شيرين سلامة المقيمة في الولايات المتحدة في إظهاره للنور بأسلوب يحاكي الواقع الذي بات يعاني منه الكثير في الأراضي الفلسطينية، ومعروف أن العديد من العائلات الفلسطينية تقيم في أميركا، ويقدم الفيلم جزءا من معاناة تعيشها الفتيات من اجل الحصول على الجنسية، وما يميز الفيلم أنه يعرض القضية بأسلوب جريء وبلغة سينمائية تعانق الحداثة.

وتتابع كاميرا الفيلم عودة شاب فلسطيني يُدعى "بسام" من الولايات المتحدة إلى رام الله ليجد فتاة يتزوّجها ويعود بها بها إلى أميركا، وذلك بعد فشل قصة حبه، وتتحرك الكاميرا لتدخل معه بيت الفتاة التي يريد أن يتزوجها للتعرف بها وترافقه في تحضيرات العرس وفي العرس وانتقال عروسه "ميريام" إلى بيت أهله المتواضع، وتبدع المخرجة حين تبقى العروس في بيت أهل الشاب بسام الذي يسافر إلى أميركا منتظرا حصول عروسه على تأشيرة لتلحق به إلى أميركا، ولكن الايام تمر دون حس أو خبر منه.

العروس التي تحمل أسم "ميريام" البسيطة تقضي نهاراتها في التنظيف أو مشاهدة التلقزيون والحديث مع "سنيورة"، زوجة شقيق "بسام"، المقيمة في بيت حميها منذ ثماني سنوات بينما زوجها في أميركا يعمل.

وما يميز الفيلم أن المخرجة تذهب لغاية تعرية الشخصيات بدخولها في أدق التفاصيل اليومية والحياتية إلى حد يغذي شعوراً مريضاً لدى المتفرج بـ"التلصص". يقول الناقدة ريما مسمار تطرح هذه النوعية من الأفلام سؤال: إلى أين؟ ماذا تريد الكاميرا والمخرجة؟ لا تبدو الأخيرة متفاعلة مع الحدث أمامها أو مع الشخصيات. صحيح أنها تتحول فرداً من العائلة بعد وقت ولكنها تلتزم مكانها ومسافتها من الشخصيات. كأنها تدرك سلفاً إلى أين تريد الوصول بما ينفي صفة المُتغيّر في فيلمها. فهي أمام أناس تتبدل مشاعرهم وظروفهم، تبدو كأنها لا تهتزّ. من جهة أخرى، يحضر السؤال بقوة عن علاقتها بالشخصيات.

صحيح أنها تبدو متعاطفة معهم ولكنها تبقى مع الكاميرا والمشاهد عند حدود صورتهم الساذجة. "ميريام" البسيطة حتماً تخبئ ما هو أعمق من مظهرها الخشن وردود فعلها الخام. و"سنيورة" بسلوكها الظاهري المرح تخفي أهوالاً. بهذا المعنى، يبقى الفيلم خارج الشخصيات ويبقي الأخيرة مسطحة ويضيع على نفسه شخصيتين تبدوان أكثر جاذبية هما "سنيورة" وزوجها.

ولكن المخرجة تستسلم للعناصر الظاهرية الجاذبة: رجل يتزوج في خلال شهر ويسافر وزوجته تسعى إلى تأشيرة سفر أميركية وتسافر لتُصدم بواقع لا يختلف كثيراً عن سجنها في رام الله.
ويذكر أن الفيلم من تصوير شيرين سلامة، ومونتاج أندرو أرستيد وأندريا لانغ، وإنتاج أفلام حبيبي (أستراليا)، إتحاد الأفلام الأسترالية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف