التحرش الجنسي يمارس ضد المرأة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مدير منظمة العمل العربية في حوار لا تنقصة الصراحة ل " إيلاف "
نعم ......التحرش الجنسي يمارس ضد المرأة العربية
•20 % نسبه مساهمة المرأة العربية في سوق العمل
•48% نسبه البطالة لدى النساء
محمد الشرقاوي من القاهرة: قبل ساعات قليلة من بدء فعاليات مؤتمر ممارسة العنف ضد المرأة والتحرش الجنسي بها في بيئة العمل والذي تستضيفه غدا ( الاثنين ) القاهرة التقت "إيلاف" بمنظم المؤتمر وصاحب الفكرة في مناقشتها الدكتور إبراهيم قويدر مدير عام منظمة العمل العربية في مكتبة بالطابق الثاني بمقر المنظمة بضاحية الدقي بالقاهرة الذي حاول إلقاء الضوء على ما تعانية المرأة في الدول النامية والمرأة العربية بصفة خاصة من مضايقات وابتزاز بكشف المستور في حالة كشف العلاقة مؤكدا غياب التقارير والدراسات التي تنظمه حجم هذه المشكلة منوها الى أن إجمالي مشاركة المرأة في الدول النامية في سوق العمل لا تتجاوز ال 25% خاصة إذا علمنا أن حجم البطالة في الإناث تتفوق على الرجال بنسبه 48% في النساء و 42% لدى الذكور، مشيرا الى أن اغلب هذه العلاقات عادة ما تكون مع رئيسها في العمل، وهناك دلالات لحدوثها في المجتمعات الأجنبية ومنها فضيحة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي، تلك الفضيحة التي كانت احد أسباب تقليل شعبية الرئيس كلينتون لدى الشارع الاميركي.
محاور كثيرة وقضايا جديدة فجرناها في حوارنا مع د.قويدر .............
في البداية ما هو تقييمك الحالي لوضع المرأة العربية بصفه عامة ووضعها الاقتصادي في بيئة العمل ؟
هناك نظرة مختلفة ينظر بها للمرآة العربية من خلال مساهمتها في دولاب العمل الإنتاجي وما زالت تلك النسبة متدنية ولا تزيد عن حد ال 25% في أكثر التقارير تفاؤلا في الدول النامية والعربية معا إلا أن هذه النسب الدولية لم تأخذ في الحسبان مدى مشاركة المرأة الريفية ولا توجد بيانات أو إحصاءات حول مشاركة المرأة في الريف وزراعة الأراضي وتربية الحيوانات.
ويرجع ذلك الى أن الحكومات العربية كانت تنظر نظرة شمولية في موضوع رعاية المرأة العربية، وأنها اتجهت فقط للعمل الوظيفي الإداري أكثر من الإنتاجي، فمثلا في دولة مثل مصر.. وبحكم الثقافة فيها نجد أن المرأة المصرية خطت خطوات واضحة المعالم في دخولها شتى الميادين المختلفة ومازالت تعاني من قلة مساهمتها في الإنتاج مقارنه بالدول العربية الأخرى، إلا أنها ما زالت الأفضل حالا نتيجة الفارق الثقافي للأسرة وعمل المرأة أما في المملكة العربية السعودية فان المجتمع السعودي قد اهتم اهتماما كبيرا في نهاية القرن العشرين بتعليم المرأة سواء كان هذا التعليم تعليما حديثا أو حتى دينيا، مما افرز الاهتمام بتعليم المرأة نواحي المعرفة كافة، والذي يميز المرأة السعودية أنها خطت خطوات كبيرة في جانب المعرفة والتعليم إلا أن هناك مجموعه من الصعوبات وأنماط الحياة الاجتماعية تحد من ممارسه دورها كما يجب، فنتيجة توجيه التعليم هناك، نجد أن عددا كبيرا من النساء السعوديات في مجال التعليم فقط نظرا لتوجية العملية التعليمية الى مجالات التدريس والتعليم فقط للمرآة السعودية مما دفع نساء كثيرات الى التخصص فيه حتى أصبح هناك فائض وبطالة فيها.
كل هذه الدلالات التي ذكرتها في حالات تطبيقية لبعض الدول العربية توحي بان هناك عقبات لا بد لتلك الدول من تذليلها حتى تحصل المرأة على حقوقها ؟
نعم هناك عقبات من أهمها العادات والتقاليد والعنف الاجتماعي الذي يمارس ضد المرأة في الكثير من البلدان العربية بما لا يسمح لها بممارسة عملها كما ينبغي بنوع من الانطلاق مثلها مثل الرجل، كما أن بعض الدول تضع حدودا للمخالطة بين المرأة والرجل ومنها ما له مرجعية دينية أو مرجعية للعرف والتقاليد .
موضوع الندوة التي ستناقشها المنظمة يعد الأول من نوعه خاصة وانه يركز على مجموعه من الأمور الحساسة لقضايا المرأة في بيئة العمل وهي قضية التحرش الجنسي بها – فماذا عن هذا المؤتمر ؟
فكرة هذا المؤتمر لم تأت من فراغ ولكنها جاءت بعد تزايد حدتها وعدم تمكين المرأة من الكشف عن تلك المضايقات، فمثلا في أميركا بعد الفضيحة الأخيرة للرئيس السابق بيل كلينتون في قضيته مع مونيكا وقضية مايكل جاكسون هو الأخر في قضية التحرش بالأطفال دفعت الجميع الى التفكير هل هذا الأمر موجود في بلداننا العربية أم لا ؟ حيث تهدف هذه الندوة التي تستمر على مدار ثلاثة أيام الى التعرف على مظاهر التمييز وأنماط العنف ضد المرأة في ميادين العمل والعوامل المسببة لها وكذلك التركيز على دراسة الآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية لمسالة التمييز والعنف ضد المرأة في مكان العمل والوقوف على الإجراءات التشريعية والتنظيمية المعمول بها لمكافحة التميز والعنف ضدها وتأثير ذلك في سياق حقوق الإنسان وتم التوجية الدعوة لمشاركة اكبر عدد ممكن من السيدات عضوات لجنة شؤون عمل المرأة العربية ، منظمة المرأة العربية ، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرآة ، المنتدى العربي الدولي للمرآة ، مجلس سيدات الأعمال العربي وغيرهم ...
بعض السيدات ما زالت تروج أن نصيبها مهضوم ولم تحصل على كامل حقوقها – فما هو رأيك ؟
دعنا نتفق أن المجتمع مقسم نصفين ولا بد أن تكون مساهمتها في الإنتاج تتناسب مع هذه النسبة وان تكون مناصفة بينها وبين الرجل فالمرأة الغربية والشرقية حتى وان خرجت لسوق العمل ودورها داخل الأسرة يظل جوهري نسبيا أكثر من دور الرجل لأنها هي الحاضنة الحقيقية للأطفال ولبيتها وإذا خرجت من البيت يكون لها دورا آخر للتجاوز عن نسبة قليلة من المشاركة في الإنتاج للاهتمام بالجانب الأسري .
من وجهة نظرك كيف نزيد من مشاركة المرأة في الإنتاج بصورة تضمن حقوقها ؟
يحتم علينا الأمر إعادة النظر في المناهج التعليمية والتكوينية التي تمضي في إعداد المرأة في مجالات العمل المختلفة فما زال البعض ينظر إليها نظرة الرعاية للمرأة ولا بد من النظر اليها بنظرة جديدة من خلال العمل والإنتاج، وإذا خرجت المرأة لسوق العمل سواء كانت خاصة أو مساهمة فقياس عملها في الإنتاج والربح يعمل على رفع كفاءتها وان تكون قادرة على أداء عملها حيث تصل نسبه مساهمة المرأة في سوق العمل ما بين 20-30% وهي نسبه متدنية بالاضافه الى نسبه التعليم المتدنية هي الأخرى .
هل جاء عقد هذه الندوة انسجاما مع ما يحدث في الواقع العربي أم تقليد لما هو متبع في الغرب خاصة وان وضع المرأة العربية يختلف كليا وجزئيا عن نظيرتها الغربية؟
اصل موضوع الندوة كما ذكرت لك لاحقا هو التحرش بالمرأة داخل بيئة العمل وتحديدا موضوع التحرش الجنسي غير المرغوب فما زالت منظمة العمل الدولية تفكر في هذا الشأن حيث بدأنا هذه الخطوة الجريئة لان المرأة العربية تعاني من هذه المشكلة ونظرا لوجود تمييز فإنها لا تستطيع أن تشكو من أي ممارسة تقع عليها داخل العمل خاصة إذا كان التحرش أو الممارسة تحث من الرئيس المباشر ولا تستطيع المرأة إتاحة هذه الأفعال حتى لأقرب الأقارب وتصبح مظلومة حيث سيحضر أطراف الإنتاج والنساء والمنظمات العربية فأملنا ليس الخروج بتوصيات تعد حبرا على ورق ولكن تركيزنا هو الخروج بسياسات تكفل حقوق تلك المرأة والخروج بسيناريوهات ترفع لمنظمة العمل الدولية بجنيف وبدأنا نخطو خطوات جريئة في هذا الموضوع وبعد عامين من هذه الندوة ستفرز صك دولي يحمي المرأة من هذه الممارسات بالاضافه للتشريعات القانونية خاصة إذا كانت كل هذه التشريعات تمنع هذه الممارسات .
والارقام التي تعضد موقف القضية سواء على المستوى الدولي أو العربي ؟
لم يسبق من قبل أن قامت جهة بمناقشة هذا الأمر وكلها دراسات واستبيان داخل مؤسسات صغيرة في أميركا وأمستردام حيث كان يخص الاستبيان فئة وتتم بطريقة سرية وما زال الموضوع معقد للغاية حيث عكف الاميركيون على عمل صندوق وإجراء مسح ولم يطالبوا بالاسم أو القسم ولكن طلبوا من النساء أن يسردوا الحادث الذي وقع لهم وضم الاستبيان 1000 امرأة وصلت نسبة من تعرضن منهن للتحرش الجنسي الى 50% أي أن هناك 500 امرأة تعرضن لهذه الأفعال لكنها تكتمت على هذا الأمر خوفا من مغبة الفضيحة – أما في الدول العربية فالأمر أكثر صعوبة خاصة وان التحرش يبدأ من اللفظ أو الفعل حتى تصل للصورة المعروفة .
من وجهه نظرك ما تأثير البطالة على التمييز في الاستخدام لصالح الرجل وهل هناك علاقة بين العنف ضد المرأة والبطالة ؟
نعم هناك علاقة طردية بينها وبين البطالة فالنسبة تكاد تكون متقاربة وتصل في النساء الى 48% بينما نسبة البطالة في الرجال تصل الى 42% ويصل إجمالي أعداد البطالة بين الرجال والنساء في العالم العربي تصل الى 15 مليون متعطل عن العمل ويصل حجم البطالة مقارنه بقوة العمل الى 20% فالبطالة باتت سبب رئيسي للوساطة والمحسوبية في العمل .
نلاحظ أن التشريعات ومعايير العمل العربية والدولية لا تميز في شروط وظروف العمل بسبب النوع إلا أن التطبيق العملي في الدول العربية تختلف كليه مع معايير التشريعات الدولية فكيف ترى المشكلة من وجهة نظرك ؟
تعد التشريعات العامة والدولية التي تحكم بيئة العمل والتي تبدأ بانتهاك العرض الى آخر الفعل المشين فإننا نسعى لوضع شكل من القواعد والنظم التي تحمي المرأة دون الشكل الجنائي فالسبب الحقيقي وراء تخوف المرأة منبعه من الفضيحة فلذا تقبل على التستر خوفا من الفضيحة فهدفنا ليس الخروج بحلول ولكن جمعها والخروج بها للمحافل الدولية لمناقشتها على أعلى مستوى .
هناك توجه لحل هذه المشكلة في أن يخرج علينا البعض مطالبا بعودة المرأة مرة أخرى لبيتها ولأسرتها وامتناعها عن العمل – فهل سنؤيد هذه الفكرة والرجوع لعصر سي السيد ؟
أنا لا اتفق مع هذا الرأي فخروج المرأة للعمل لا يعني أن يكون هذا هو السبب الحقيقي والمباشر للتحرش بها فهذا الموضوع مرتبط بعدة عومل منها التنشئة الاجتماعية للرجال في علاقاتهم بالنساء وجانب كبير من علاقة الذكر بالأنثى للأسف في الكثير من الأحيان مبنية على الشكل الجنسي علاوة على الفساد في المؤسسات سواء كان هذا الفساد مالي أو إداري سيؤدي الى الفساد الأخلاقي سبب أخر أن هناك بعض النساء التي تسهل مهمة الرجال في التحرش بهن جنسيا .
كيف تنظرون الى العنف المستخدم ضد المرأة في وسائل الإعلام العربي والذي يمتهن فيه جسد المرأة ؟
دعنا أؤكد لك أن الإعلام العربي من أسباب تفشي ظاهرة العنف والتمييز ضدها ولها اثر سلبي عليها ولا نستطيع الجزم بان الإعلام هو المسئول الأول ولكن يعد من احد الأسباب الرئيسية .
من المقرر ان تشارك بصفتك مدير عام منظمة العمل العربية في فعاليات الندوة التي تستضيفها الدار البيضاء حول السياسات الحكومية واثر تدخلها على نظم الضمان الاجتماعي خلال الفترة من 27-29 تموز الحالي فماذا عن هذا الموضوع ؟
نعم هذا صحيح ....وتهدف هذه الندوة الى التعرف على مظاهر التدخل الحكومي وأثرة على نظم الضمان الاجتماعي من حيث الشمولية وعدد فروع التأمينات النافذة واستقلالية مجلس الإدارة وحرية استثمار أموال الضمان الاجتماعي ، البحث عن دور لصناديق الضمان الاجتماعي في خلق فرص عمل لتشغيل الشباب إسهاما منها في حل مشكلة البطالة وزيادة أعداد المشمولين بمظلة الضمان الاجتماعي مع مراعاة توافر عنصر الأمان في هذا الاستثمار ومن بين أوراق العمل التي سيتم طرحها هو استثمار أموال صناديق الضمان الاجتماعي ودورها في خلق فرص عمل لمواجه البطالة ، الدور المأمول من صناديق الضمان الاجتماعي في دعم المشايع القومية المشتركة .
وكيف ترى وضع هذا الموضوع في الدول العربية ؟
لا اخفي عليك حقيقة في أن هناك تدخل سلبي ايجابي في هذا الشأن إلا أننا نريد تشجيع التدخل الايجابي والحد من السلبي لان اخطر شيء هو المساس بحقوق العامل البسيط في موضوع الضمان الاجتماعي فشعبية الرئيس الاميركي بوش تدنت بعد خطابة الأخير الخاص بالضمان الاجتماعي فالقضية خطيرة في بلداننا العربية وتزداد خطورة إذا لم توضع لها حلول وآليات لحلها، فبعض الدول العربية تقترض من أموال التأمينات الاجتماعية لعمل مشاريع عامة ..الاقتراض ليس عيبا ولكن العيب يتمثل في أسس رد هذه الأموال.