ترفيه

الدعارة بالتقسيط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القوادة مديرة الشبكة اسمها "شريفة"
الدعارة بالتقسيط بمناسبة رأس السنة


نبيل شرف الدين من القاهرة: قبل أن يحمل العام 2005 همومه ويرحل، بدا أن الأزمات الاقتصادية امتدت إلى "عوالم أخرى" لم تكن تعرفها من قبل كعالم بنات الليل، والحكاية بدأت بمجرد قضية جنائية عادية توشك أن تكون مجرد رقم في ملفات القضاء، ألقت فيها المباحث المصرية القبض على واحدة من أكثر شبكات الآداب إثارة، لكن الجديد فيها أن "القوادة" تستدرج زبائنها المعروفين لممارسة الدعارة بالتقسيط، إذ لم تكن تشترط الدفع الفوري ما لم يكن لدى الزبون أموالاً كافية ويمكنه "تقسيط الأتعاب"، وذلك بمناسبة الاحتفالات برأس السنة، كما ورد في اعترافات الفتيات المتهمات بممارسة الدعارة في التحقيقات التي أجرتها معهن النيابة العامة.

وكانت المعلومات التي وردت إلى مباحث الآداب أفادت أن هناك وكراً لممارسة الدعارة بأحد الأحياء الراقية في مدينة الإسكندرية الساحلية، ولعل الأكثر إثارة هنا هو أن القوادة تدعى "شريفة"، وتبلغ من العمر نحو خمسين عاماً، وحسب أوراق التحقيق فقد دأبت على استقطاب الرجال لممارسة الدعارة في منزلها مع نساء تستدرجهن لتلبية رغبات زبائنها وغالبيتهم من التجار وأصحاب المحال الذين يتعاملون معها بوصفهم "زبائن مستديمين" .

شجون المهنة
ولا تنتهي الإثارة والطرائف في هذه القصة عند هذا الحد فحسب، فحين دهم ضباط مباحث الآداب "الوكر" ضبطوا "سلوى" متلبسة مع شخص انخرط في البكاء راجياً رجال المباحث إطلاق سراحه، لأنه "عريس جديد"، لم يمض على زواجه أكثر من ثلاثة شهور، وحضر إلى المكان على سبيل المغامرة والتجربة كما قال في التحقيقات أمام النيابة.

وقد تكون قصص فتيات الدعارة مجرد حكايات مملة تتكرر بسيناريوهات شتى منذ أزمنة، وتكون نظرة المجتمعات في كافة أنحاء العالم واحدة في نبذها وإدانتها لهن، وفي أحكامها القاسية على سلوكهن، لكن ربما كان الاستماع إلى بعض رواياتهن أحياناً مدخلاً للتذكير بحقيقة بسيطة تتراجع عادة أمام الأحكام الأخلاقية الصارمة، مفادها أن هؤلاء مجرد ضحايا، وهو ما تعكسه شهادة الفتاة "وردة" ابنة العشرين عاماً، وتمثل حالة نموذجية لحياة "فتيات الليل"، تقول فيها إن قصتها بدأت كمغامرة مع شاب تعرفت عليه وسط المدينة، لكنها فجأة وجدت نفسها أمام "قوّاد محترف" لا تستطيع الفكاك منه فهي وغيرها مصدر عيشه، وبالتالي صارت تعاشر يومياً رجالاً لا تعرفهم، وتصف الأمر قائلة "إني في هذه اللحظات أكون فاقدة لإحساسي وجسدي تماماً، أعمل كالآلة التي تطبع النقود، ونظرتي إلى الرجال أنهم مجرد أدوات، أو حتى أشياء"، وتختتم حديثها المقتضب الذي تتخلله عدة سجائر لا تدخن سوى ثلثها بعصبية، وتقول "حين أرجع شقتي لابد أن أستحم بحمام ساخن لأغسل روحي قبل جسدي، وأعود الإنسانة الطبيعية التي أعرفها"، لكن السؤال: هل تعود فعلاً "الإنسانة التي تعرفها" ؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف