آلاف الآباء التشيك يأخذون إجازات أمومة

الياس توما من براغ: ارتفع عدد الآباء التشيك الذين يأخذون اجازات أمومة لمدة أربعة أعوام لتربية الأولاد بدلا من زوجاتهم إلى 4321 رجلا الأمر الذي يعتبر ضعف الرقم الذي كان مسجلا قبل خمسة أعوام وأكثر بأربع مرات من العدد الذي سجل في بداية التسعينيات.

وعلى الرغم من هذا التصاعد في عدد الرجال الذين يبقون في المنزل مع الأولاد فيما تتوجه زوجاتهم إلى العمل لإعالة العائلة وتأمين احتياجاتها المادية إلا أن هذا العدد حسب المعطيات الإحصائية المتوفرة هنا لا يزال يعتبر قليلا مقارنه بالعديد من دول أوروبا الغربية .

وتشير الدراسة التي أعدها معهد أبحاث العمل والشؤون الاجتماعية إلى أن نسبة الآباء التشيك الذين يأخذون اجازات " الأمومة " تشكل نسبة 45و1% فيما ترتفع النسبة في أذربيجان إلى 5و1% وفي النمسا المجاورة إلى 3% وفي البرتغال إلى 4و4% وفي النرويج إلى 14% .
وتؤكد واضعة الدراسة الباحثة الاجتماعية أولغا نيشبوروفا بان الآباء الذين يربون الأطفال الذين أجرت معهم أحاديث عن هذا الأمر في إطار بحثها لا يشعرون بأي حرج بل يفتخرون بما يقومون به من أعمال تبدأ بتغيير حفاضات الأولاد وتنهي بإعداد الوجبات المناسبة لهم مرورا بالعناية الصحية والنفسية لهم .

وتشير الدراسة إلى أن العدد الأكبر من هؤلاء الآباء يتواجدون في العاصمة براغ وفي منطقة وسط تشيكيا وان اغلبهم هم من خريجي الجامعات وبينهم الاقتصادي والباحث في الآثار ومعالج الحيوانات وغيرها من المهن .

ويؤكد مارتين ستاري من مدينة ليسه ناد لابم أن تواجده في المنزل مع ابنته الصغيرة البالغة من العمر عاما لا تزعجه أبدا وانه يتواجد في هذا الوضع منذ عام تقريبا لان زوجته تعمل قاضية وبالتالي فان دخلها أعلى من دخله كما انه يتمكن رغم إشرافه على ابنته من إدارة شركته من دون تواجد يومي فيها لساعات طويلة. ويضيف امتلك حرية الحركة بعد حضور زوجتي إلى المنزل ولذلك انجز بعض الأعمال الضرورية المتعلقة بالشركة وأشارك الأصدقاء في لعب كرة القدم .
وتعيد الدراسة سبب هذا الارتفاع الكبير في عدد الآباء الذين يأخذون اجازات الأمومة ليس إلى حدوث تغير في المناخ الاجتماعي في البلاد خلال الخمسة أعوام الماضية وإنما كنتيجة للتغييرات الاقتصادية فالرجال يأخذون أجازات الأمومة في الأغلب عندما لا تكون لديهم أعمالا أو عندما يكون دخل زوجاتهم 3 أضعاف دخلهم وبالتالي لا يمكن للعائلة أن تتدبر أمورها المادية بدون هذا الدخل لاسيما عندما يكون لدى العائلة التزامات مالية كبيرة كتسديد قروض تتعلق بالمنزل أو بالسيارة وغيرها .

وتؤكد الدراسة أن هنالك فروقا كبيرة بين وجود النساء في المنزل في إجازة امومه وبين وجود الرجال في هذه الإجازة فالأعمال المنزلية الكاملة تنفذ بشكل كامل عندما تكون المرأة في المنزل أما عندما يكون الرجال فإنهم يعترفون أنهم لا يقومون بجميع الأعمال مثل الغسيل والتنظيف وفي الكثير من الأحيان لا يقومون بأعمال الطبخ ...

وعلى الرغم من تأكيد الكثير من الرجال الذين يتواجدون الآن في تشيكيا في اجازات أمومة أن المجتمع لا ينظر إليهم نظرة غريبة عندما يقومون بالنزهة مع الأطفال الصغار في عرباتهم أو يعلمون بأنهم يربونهم إلا أن أحدث استطلاع في تشيكيا أشار إلى أن 70% من التشيك يعتقدون بان أجازات الأمومة تناسب النساء أكثر من الرجال فيما ترتفع النسبة بين النساء اللواتي يعتقدن ذلك إلى 72%. وتؤكد الدراسة أن النساء هن اللواتي في الكثير من الأحيان يمانعن من قيام الرجال بالإشراف على الأطفال وتربيتهم بدلا عنهن .

ويؤكد طبيب الأطفال النفسي فاتسلاف ميرتين انه يصعب الإجابة على السؤال الرئيسي في هذه المسألة وهو ايهما أفضل بالنسبة للطفل تربية الأب له أم الأم لان لكل منهما مكانه في التربية وكل منهما يأتي بشيء ايجابي بالنسبة للطفل وبالتالي لا يمكن لاحدهما أن يعوض الأخر
ويضيف لكن بالتأكيد فان تربية الآباء تكون مختلفة عن تربية الأمهات وحسب رأيه فان الآباء لا يكونون في المنزل عادة في حالة من الضيق والتوتر مثل النساء اللواتي يحرصن على أن يكون كل شيء في المنزل نظيفا ومرتبا بشكل ممتاز كما الأمر عند الرجال .

وردا على سؤال فيما إذا كانت هناك دراسات تشير إلى وجود اختلافات عندما تقوم المرأة بتربية الطفل وعندما يقوم بذلك الرجل أجاب نعم ويتحدث احد الأبحاث عن الاختلافات الموجودة في تعليم الطفل الكلام من قبل الرجل ومن قبل المرأة فعندما يشرف على تربية الطفل الصغير رجل فان الطفل يبدأ التكلم بشكل مختلف عما هو الأمر عليه عندما تربية المرأة لان الرجال والنساء لديهما نبرات مختلفة أثناء الكلام مع الأطفال كما أن مضمون ونوعية الكلمات التي تستخدم من قبلهم تكون مختلفة الأمر الذي ينعكس على نوعية الكلام الذي ينطقه الأطفال لاحقا .