نوال السعداوي: الله لا يخرج من المطبعة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نبات شيطاني أم مصلحة إجتماعية
تحدث نيشان في الجزء الأول من الحلقة عن طفولة السعداوي التي ولدت في بيئة هجينة بين عائلة والدتها الارستقراطية وعائلة والدها الريفية، احبت البساطة ورضعت حليب الحرية والاستقلال واحترام الذات، وكرامة الفرد من والدها ووالدتها. تعلمت الايمان الفطري من جدتها الفلاحة التي كانت ترى الله بالفطرة، في كل ما هو جميل وعادل وخير في الحياة.
والدها كان متحرراً رغم انه درس في الأزهر ونهل من علوم الدين الكثير، وشجعها على الجرأة بالتفكير ...
السعداوي التي ترفض اي نوع من انواع التجميل الاصطناعي حيرت ابنتها فلم تعرف ماذا ستهديها في عيدها فاهدتها مقالاً غيرت فيه اسمها ليصبح منى نوال حلمي ... بعد ان كان منى حلمي سابقاً... منى رأت ان لها الحق في ان تضيف اسم والدتها بجانب اسم والدها لإسمها تكريماً لأمها.. وجاء هذا المقال أبلغ تعبير عن أن منى تسير على خطى والدتها التي تحلم دوماً بفرصة متكافئة إنسانياً وإجتماعياً للمرأة في ظل مجتمع ذكوري فرض كافة أشكال القمع الديني والسياسي والاجتماعي على نصفه الآخر.
نحن شعب يخاف من خياله
السعداوي نطقت بالحق حين قالت بأننا شعب يخاف من خياله وأن هذا الخوف هو نتيجة حتمية للتوارث في كل شيء وانعدام قدرتنا على الإختيار ... نفت السعداوي ن تكون ملحدة وقالت بأنها باحثة في الأديان وبأن رحلة بحثها لم تنته بعد، حتى تصل للحقيقة ثم تختار، وبأنها ترفض ان ترث الدين... وأنها ترى أن الله هو الضمير، وانه لا يخرج من المطبعة، في إشارة للكتب السماوية، وأن الناس البسطاء الذين لا يجيدون القراءة والكتابة يعرفون الله بالفطرة بأنه العدل والخير في الحياة.
وتسال نيشان من اين لنا هذه القناعة؟ وتكمل بأن الايمان بالوراثة ليس ايماناً ... !
فيسالها ماذا لو ماتت قبل ان تجد دينها وتختاره؟ فتجيبه بأنها ستُحترم اكثر ممن يرثون دينهم بالوراثة...
ورفضت ان يضع نيشان الكلام في فمها وقالت بأنها لا ترغب في جرح الناس وانما ترغب بالوصول للصدق والقناعة ...
نحن لا نفكر.... والجامعات لا تعلم ...!
واعترضت على نوعية الأسئلة في بداية الحلقة وتمحورها حول الله فقط.... وقالت بأنها سيدة تحفل حياتها بالكثير لتتحدث عنه، تمتلك عقل وتفكير وعلم واديان وفلسفة وطب.... و43 كتاباً الفتها خلال رحلتها في الحياة.
كما تحدثت عن علاقة الابداع الفكري بالتمرد والفلسفة والطب وعلم الكون ....
تحدثت كذلك عن انعدام الضمير في عصرنا هذا، وعن هزائمنا المتكررة امام اسرائيل، والحكومات الفاسدة التي تسهل لها مهمة هزيمتنا، بمباركة أميركا التي تنهبنا.
وأضافت بأن 50% يعيشون تحت خط الفقر في مصر بسبب المشروعات الفاسدة والعولمة ... وأن العالم العربي
يتحكم به حفنة حكام، يحكمون الملايين ويفعلون مايشاؤون، والاغلبية تجوع ... وبأنها تبحث عن وسيلة لانقاذ هذه الملايين...
وشددت على ان العالم العربي انتهى وبات هناك "شرق اوسط" ... وتساءلت لماذا قتل الناس بالالاف في جنوب لبنان؟ واجابت نفسها : لاننا لا نفكر.... والجامعات لا تعلم ...!
انتقل نيشان للحديث عن أول كتاب الفته بعنوان "مذكرات طفلة اسمها" سعاد كتبته وكان عمرها 12 سنة ... واعطاها المدرس صفر حينها... وتوجهت الى كاميرتها وقالت له: "لو سمعت كلامك لما اصبحت كاتبة" ... لان ملاحظته احبطتها وافقدتها ثقتها بنفسها، وتحدثت عن التعليم وكيف ان اغلب المدرسين يقتلون الابداع في الطالب او التلميذ لانهم انفسهم يفتقرون للإبداع ومقهورين... بمعنى ان فاقد الشيء لا يعطيه.
وقالت أن من انقذها كانت والدتها التي وجدت القصة لاحقاً وهي تنظف غرفتها وقرأتها وقالت لها بأنها جميلة، فأستعادت ثقتها بنفسها.
وتحدثت عن حبها للطبيعة في كل شيء وكرهها للزينة والكعب العالي منذ ان كان عمرها 10 سنوات، عندما كانوا يلبسونها الكعب العالي ... ويزينونها إستعداداً للقاء العرسان فكرهت الكعب العالي... ولا ترتدي سوى الاحذية المريحة منذ ذلك الحين، وترفض ان تُختصر الانوثة بالكعب والزينة، وتتسائل هل نختصر الرجولة بالشارب ؟ ....
تعلمت من أمها كرامة المرأة ... وأن تترك زوجها إذا تسبب بزعلها ... وأن ترفض تقبل الضرب والاذعان فقط لاجل ان يصرف عليها الرجل... وترى ان المرأة بحاجة للإستقلالية والإعتماد على الذات لكي لا تجد نفسها ضحية تحت رحمة الظلم الذكوري.
وروت لنا كيف ضربت رجلاً لأنه تحرش بها جنسياً في الأوتوبيس... ونفت ان تكون قد تعرضت للضرب في حياتها لأن والدها لا يعرف الضرب ...
وقالت بأن المراة التي تقبل بان تُضرب شخصية ضعيفة تستحق الضرب... والمرأة التي تقبل لرئيسها أن يهينها تستحق الاهانة ... وبررت ذلك بأن الناس يعاملونك على حسب شخصيتك ...
"الدين لا يؤخذ من آيات متفرقة" ...
السعداوي تحدثت كذلك عن موقفها المعلن ضد النقاب والحجاب... وقالت بأنه لا علاقة له بالإسلام ... وطالبت الناس بالبحث عن الوقت الذي نشأ فيه الحجاب في التاريخ ... وقالت بأنه نشأ قبل اليهودية، وظهر في اليهودية، ثم المسيحية ثم الاسلام ... وبأنه نشأ من العبودية... وعندما حاججها نيشان بأن هناك آية في القرآن تنصح بالحجاب... أجابته : "الدين لا يؤخذ من آيات متفرقة" ...
وحاججته بأن هناك آية سقطت لأنها تتنافى مع المصلحة وتتحدث عن (الرق والعبيد والاماء)، وقالت بأن الحياة متغيرة والدين يتغير... وبأنه لاجمود في الدين ....وتساءلت : " اشمعنى اية الجواري والعبيد مفيش حد بيتكلم عنها؟" ... يعني هناك اختيار ... وأن الدين سياسة ....
وأضافت بأن الأخلاق لا علاقة لها بالحجاب، وأنها تظهر في القيم والسلوك والضمير ... وأن هناك سافرات اكثر حشمة من المنقبات .... باخلاقهن.
وترى الدكتوة نوال السعداوي أن التربية الحقيقية تكمن في تنمية الضمير ....
وتجاهلت الشيخ الشعراوي الذي اتهمها بالاتصال بالشيطان عندما اثار نيشان الموضوع وسألته من هم هؤلاء الذين يهاجمونني؟ عقلنا توقف لذلك نحن آخر الامم المتقدمة...
وتحدثت عن ثقة اهلها بها وكيف اختارها اخوتها لتكون وصية عليهم بعد وفاة والدهم .. لانهم يشعرون بالثقة بها وبحسن تصرفها في اموال العائلة ... وقالت بانها كانت على مستوى الثقة.
وحول علاقتها بالجمال والتجميل ذكرت بأنها تقص شعرها بيدها منذ 30 عاماً... وتتمنى لو يكون لكل شخص شكله وشخصيته وبصمته ... وبأنها ضد عمليات التجميل ... وأن كل عمر له جماله ....
نفقد الثقة بانفسنا في الطفولة بسبب التربية
السعداوي ترى ان تنشأة الفرد هي التي تقرر دوره في الحياة واننا اذا فقدنا الثقة بأنفسنا في الطفولة سنبقى على هامش الحياة.... وتؤمن بان الابداع مقترن بالثقة بالنفس... وتساءلت لماذا لم نبتكر شيئاً كعرب منذ زمن طويل؟
نيشان اعلن خلال الحلقة ولأكثر من مرة برائته مما تقوله ضيفته وبأن البرنامج والمحطة يحترمان وجهة نظر السعداوي لكن هذا لا يعني بأنهم يتبنون ما تقوله ... وهرب نيشان من جوهر ما تقوله السعداوي ومر على الكثير من القضايا الإجتماعية الهامة التي تنادي بها السعداوي مرور الكرام .... وركز على نظرياتها المتعلقة بالدين بشكل اثار استياءها الى حد ما.
"صدقت السادات واتسجنت"...
تحدثت عن السادات وقالت بأنه أحد اسباب الهزيمة الاقتصادية والعسكرية والاقتصادية للأمة العربية، وبأنه شجع موضوع التدين الزائف (معروف عن السادات بانه شجع الحركات الدينية المتطرفة في فترة حكمه) وقالت عنه بأنه اخرج مصر من الوطن العربي ... وبأنه سجنها لاجل أراءها ... ولانها كانت ضد سياسته ... وقالت بأسف "صدقت السادات واتسجنت"...
وعن حسني مبارك قالت بانها مختلفة معاه تماما في سياسته الاقتصادية والسياسية ، أنها رسشحت نفسها أمامه لأنها صدقت بأنه سيغير قانون الإنتخابات... وأنها انسحبت من الترشيح لأنه لم يعدل المادة 76 ... وقاطعت الانتخابات وأصدرت بياناُ ...
وعندما سألها نيشان تاريخ مصر كيف سيصنفك؟
وهاجمت تعظيم الفرد عندما تحدثت عن نجيب محفوظ : وقالت ان هناك مبالغة في تكريمه وبأن الكتاب الوحيد الذي يستحق الاهتمام هو "اولاد حارتنا" وباقي نتاجه عادي.
وعن هالة سرحان قالت بأنها جميلة وشجاعة ... وانتقدت التحرك الذي طالب بايقاف برنامجها لأنها ناقشت في حلقة لم تعرض بعد قضية المومسات ... وطالبت معارضيها بأن يردوا عليها بدلاً من المطالبة بمنعها من مزاولة عملها ... وهاجمت ثقافة الحذف والمصادرة ... ومهاجمة الجرأة والابقاء على نموذج واحد للإعلامية المطيعة المستكينة والخوافة ...
وتحدثت عن الثمن الذي دفعته لشجاعتها في التعبير عن آرائها وقالت بأنه تمت اقالتها من وزارة الصحة بسبب حديثها عن الختان وتكفيرها في حينها، علماً بأن الختان لا علاقة له بالدين ... والآن وبعد سنوات تم منع الختان بقرار من وزارة الصحة.
تحدثت عن فترة سجنها بإيجابية عالية ونصحت نيشان بأن يجرب السجن ولكن حذرته من الانكسار خلال التجربة، وقالت بان الخوف من الموت والسجن محظ اوهام ... وبأنها تخلصت من هذا الخوف.
وضع لها نيشان الرقم 1536 في قلبها وهو رقمها في السجن... وقالت له نوال نوال السعداوي بأن السادات هو من كتبه بخط يده على كشوفات الأمن العام واضاف إسمها للكشف وطالب بسجنها.
وتحدثت عن قسيمة الزواج ووصفتها بالمهينة بسبب المقدم والمتاخر .. وطالبت بتغييرها ... لأنها ترى أن قانون الزواج يجب أن يتغير لتحترم المرأة...
****
دون شك كانت حلقة ممتعة وغنية للبعض ومستفزة الى أبعد الحدود للبعض الآخر، ومن أغنى حلقات البرنامج حتى الآن، لما تتمع به السعداوي من فصاحة ومهارة في إدارة وتوجيه الحوار لتقول ما تريد قوله، رغم أننا لا ننكر في المقابل بأن الإعداد كان جيداً وغنياً، وتمكن نيشان من إنتزاع شهادة أعجاب من الدكتورة المتمردة حول جرأة الأسئلة في الحلقة وتنوع فقراتها، لكنها لم تخف بأنها خافت منه فلم تقول كل ما تريد قوله أو تقوله بالعادة.
البرنامج الذي عاد للموسم الثالث عاني في الحلقات الأولى من الرتابة، ففي حلقة سميرة سعيد وقع نيشان في فخ الملل، فالضيفة كانت غير متعاونة، واجاباتها مقتضبة، وتوترها وعدم ارتياحها وتذمرها من كل شيء ابتداءاً من الموسيقى في الخلفية، مروراً بالأسئلة التي اعتبرتها شخصية وترفض الخوض فيها، وانتهاءاً بعدم رغبتها بالغناء خلال الحلقة، كان لكل هذا أثر كبير في إجهاض اية متعة يمكن أن يحضى بها المشاهد.
أما حلقة مارسيل غانم فكانت أفضل من سابقتها، حيث تم تجاوز بعض المشاكل في الاضاءة التي برزت في الحلقة الأولى، ولكن إستضافة مارسيل المتكررة في البرنامج، لم تشكل عامل جذب للمشاهد لمتابعة حلقته، والمعلومة المفيدة الوحيدة التي خرجنا بها كانت توتر العلاقة بينه وبين المحطة دون تفاصيل شافية، بالاضافة لبعض التلميحات الحذرة من نيشان حول معلوماته - التي وعلى ما يبدو انه استغلها من خلال معرفته الشخصية بضيفه- وبدا أن سؤال نيشان عن زيارات مارسيل لوئام وهاب شكلت حرجاً للضيف، الذي امتقع وجهه وحاول انكار أمر ما لمح اليه نيشان ولم يفصح عنه، وترك المسألة معلقة ولم يواجه ضيفه، فكان هذا أسوأ من مواجهته والحصول على انكار واضح للتهمة المستترة، بدلاً من ترك الغموض معلقاً في الأجواء.
حلقة ملحم بركات جاءت متوقعة ولم تحمل جديداً لمن يعرف ملحم بركات ويتابع لقاءاته.
والمشكلة الأبرز التي تواجه نيشان وأغلب البرامج الحوارية في رمضان المنافسة الكبيرة مع أعمال درامية هامة تجذب نسبة كبيرة من المشاهدين والتي تعرض في ذات التوقيت ومنها مسلسل السندريلا، وحدائق الشيطان، وسكة الهلالي، والعندليب. وهي أعمال تحظى بنسبة متابعة كبيرة وتعرض في ذات توقيت عرض البرنامج. مما جعل أمر مشاهدة البرنامج رهناً بإسم الضيف ومدى شعبيته، بالإضافة لإعتماد إيقاع الحلقة بشكل عام على كاريزما الضيف وهي ثغرة في إداء نيشان لم يتمكن من التغلب عليها حتى الآن.
وعلمنا بأن نيشان يجري اتصالات حثيثة بالفنان كاظم الساهر محاولاً إقناعه بالحلول ضيفاً على البرنامج ولكن لم تتأكد موافقة الساهر بعد.